المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة العاشرة في طرق القرآن الى دعوة الكفار على اختلاف مللهم يدعوهم الى الاسلام والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم بما يصفه من محاسن شرعه ودينه. وما يذكره من براهين رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ليهتدي من قصد الحق والانصاف وتقوم الحجة على المعالج وهذه اعظم طريق يدعى بها جميع المخالفين لدين الاسلام. فان محاسن دين الاسلام ومحاسن النبي صلى الله عليه وسلم واياته وبراهينه فيها كفاية تامة للدعوة بقطع النظر عن ابطال شبههم وما يحتجون به. فان الحق اذا اتصح اذا اتضح علم ان كل ما خالفه فهو باطل وضرر. ويدعوهم بما يخوفهم من احداث الامم وعقوبات الدنيا والاخرة وبما في ذلك من الاديان الباطلة من انواع الشرور. والعواقب الخبيثة وانها انما تقوم على الغفلة والتكذيب لايات الله الكونية والعلمية. بالوقوع تحت سلطان الجهل والتقليد الاعمى للاباء والشيوخ والسادة. ويحذرهم من من طاعة هؤلاء الرؤساء فانهم رؤساء الشر ودعاة النار وانهم لا بد ان تتقطع نفوسهم على ما عملوه وقدموه حسرات وانهم يتمنون ان لو اطاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يطيعوا السادة والرؤساء. وان مودتهم وصداقتهم وموالاتهم ستتبدل بغضا وعداوة ويدعوهم ايضا بنحو ما يدعو المؤمنين بذكر الائه ونعمه. وان المنفرد بالخلق والتدبير والنعم الظاهرة والباطنة هو الذي يجب على العباد طاعته امتثال امره واجتناب نهيه. ويدعوهم ايضا بشرح ما في اديانهم الباطلة. وما احتوت عليه من القبح ويقارن بينها وبين دين الاسلام تبين ويتضح ما يجب ايثاره وما يتعين اختياره ويدعوهم بالتي هي احسن. فاذا وصلت بهم الحال الى العناد والمكابرة الظاهرة توعدهم بالعقوبات الصوارم. وبين للناس طريقتهم التي كانوا عليها وانهم لم يخالفوا الدين جهلا وضلالا او لقيام شبهة اوجبت لهم التوقف وانما ذلك جحود ومكابرة وعناد. وبين لهم مع ذلك الاسباب التي منعتهم عن متابعة الهدى. وانها رئاسات واعراض نفسية. وانهم لما اثروا الباطل على الحق طبع على قلوبهم وختم عليها شد عليهم طريق الهدى عقوبة لهم على اعراضهم وتوليهم الشيطان. واعراضهم عن الرحمن وانه ولاهم ما تولوا لانفسهم وهذه المعاني الجزيلة مبسوطة في القرآن في مواضع كثيرة. فتأمل وتدبر القرآن لتجدها واضعة جلية. والله اعلم