وعن نبي نجيد العمران بن الحسين الخزاعي رضي الله عنهما ان امرأة من جهينة اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا. فقالت يا رسول الله اصبت حدا فاقمه عليه فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال احسن اليها فاذا وضعت فاتني ففعل فامن بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها. ثم امر بها فردمت ثم من صلى عليها فقال له عمر تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟ قال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من اهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت افضل من ان جادت بنفسها لله عز وجل؟ رواه مسلم. وعن ابن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو ان لابن ادم واديا من ذهب احب ان يكون له واديان ولن يملأ فهو الا التراب. ويتوب الله على من تاب. متفق ما عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يضحك الله سبحانه وتعالى الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان الجنة. يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل. ثم يتوب الله على القاتل فيسلم فيستشهد. متفق عليه. فبالله التوفيق. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد فهذه الاحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالتوبة كالاحاديث السابقة والتوبة من اهم الواجبات ومن افضل نعم الله على العباد ان الله جعل لهم فرجا من الذنوب بالتوبة. لو كان الانسان اذا اذنب ما فيه حيلة لكان اخراجه عظيما. ولكن من رحمة الله ان فتح باب التوبة وجعل للمذنبين فرجا وللكافرين فرجا. فمن تاب تاب الله عليه كما قال جل وعلا افلا يتلون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم قال تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. قال تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا قال تعالى يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم يعني للتائبين فلا يجوز قنوط وان ييأس بل يجب التوبة والادار بها والله يتوب على من تاب كما قال صلى الله عليه وسلم يتوب والله على من تاب. من تاب اليه توبة صادقة تاب الله عليه ومحى سيئاته. وفي هدي عمران ابن حصين رضي الله عنه وعن ابيه ان امرأة من جهينة. بعض الروايات من غامد اتت النبي وسلم قالت يا رسول الله اني اصبت حدا فاقمه علي اجيب سؤال نزليت فاق ما لي الحد وكانت حملا فقال النبي لوليها احسن اليها. فاذا وضعت فاتني بها فلما وضعت وفطمت جنينها امر وسلم باقامة الحد عليها برجمها لانها كانت محصنة رجمت كما رجم النبي ماعز لما جاءه تائبا رجمه عليه الصلاة والسلام فدل ذلك على ان من تاب من الذنب وجاء يطلب اقامة الحج يقام عليه الحد. ومن تاب بينه وبين الله وستره الله فلا حاجة. يكفيه التوبة والحمد لله ولهذا في حديث عبادة ابن الصامت يرى الذنوب قال صلى الله عليه وسلم من ادركه الله في الدنيا كان كفارة له. ومن ستره الله في الدنيا فامره الى الله ان شاء الله غفر له وان شاء عذبه. المقصود ان العبد في الدنيا اذا تاب تاب الله عليه. وان مات على ذنبه فامره الى الله تحت مشيئة الله جل وعلا. كما قال سبحانه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء تحت مشيئة الله ان شاء غفر له وان شاء عذبه لكن من تاب تاب الله عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يتوب الله على من تاب. تقدمت الايات في التوبة فالواجب على المؤمن ان يعتني بالتوبة ويحرص عليها وان يبادر اليها كل ما وقع في الذنب ومن طبيعة ابن ادم حب الدنيا يقول صلى الله عليه وسلم لو اعطي ابن ادم واديين مما لا ابتغى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله على من تاب المؤمن يحرص بحذر شر الذنوب ويبادر الى التوبة منها ومن تاب تاب الله عليه سبحانه وتعالى. كذلك هاي قوله صلى الله عليه وسلم يرحمكم الله الى رجلين يقتل احدهما الاخر كلاهما يدخل الجنة. هذا فيه وصف الله بالضحك ان يظحك لك ظحكنا سبحانه وتعالى يظحك ويرضاه ويغظب قال لوجه الله قبل سبحانه لا يشابه خلقه بشيء من صفاته جل وعلا. كما قال سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير يضحك والله الى رجل لئن يقتل احدهم اخر في سبيل الله ثم يسلم كافر ويموت على الامام كلاهما يدخل الجنة قاتل ومقتول. المقتول في سبيل الله شهيد يدخل الجنة ثم الكافر يسلم. فيموت مسلما او يقاتل فيدخل الجنة كما دخلها مقتوله السابق كلاهما اجتمعان في الجنة القاتل مقتول. الاول قتل في سبيل الله والثاني اسلم ومات او قتل في سبيل الله. بعد العداوات الشديدة تاب الثاني وهداه الله ثم قتل شهيدا او مات على فراشه فدخل الجنة. فهذا يدل على ان من تاب توبة صادقة من ذنوبه حتى من الشرك ادخله الله الجنة فنسأل الله ان يوفقنا واياكم للمسارعة الى طاعة الله والحذر من معاصيه المؤمن يحذر يحذر الذنوب لان قد يبتلى بالذنوب ولا يوفق للتوبة ولا حول ولا قوة الا فالواجب الحذر فاذا بلي بالذنوب فليبادر بالتوبة. ولا يؤجل فليسارع اليها ويبادر بها قبل ان يحال بينه وبين ذلك. فنوصي الجميع بتقوى الله. نوصي الجميع بتقوى الله والتوبة اليه ورحمة الفقراء والمحاويج فان التوبة والرحمة للفقراء من اسباب غيث الله ورحمته من اسباب الغيث والرحمة فنوصي جميع بتوبة الى الله والمبادرة التوبة من الذنوب والندم والاقلاع والعزم الا يعود. وكذلك بكثرة الاستغفار والدعاء والرحمة للفقراء. نسأل الله ان يتوب على الجميع وان يغيث المسلمين غيثا مباركا وان يصلح القلوب والاعمال وان يكفينا شر الذنوب انه سميع قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ما شاء الله