وفيه اثبات اسم الله العليم وصفة العلم وان الله عليم بذات الصدور فهو يعلم ما يدور في صدرك والخلجات التي تتحدث بها في نفسك اثبات علم الله عز وجل وعلم الله تفسير سورة هود عليه السلام وهي مكية روى ابو عيسى الترمذي نعم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله قد شبت قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعما يتساءلون واذا الشمس كورت. وفي رواية هود واخواتها. الله اكبر لما فيها من الوعيد والتهديد والتخويف والوعظ والزجر نعم بسم الله الرحمن الرحيم الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير الى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير قد تقدم الكلام على حروف الهجاء في اول سورة البقرة بما اغني عن اعادته هنا وبالله التوفيق. يعني وان الاسلم ان يؤكل علمها الى الله هذا هو الاسلم سبق ذكر المؤلف رحمه الله في سورة البقرة ان الاسلم من اقوال اهل العلم بالحروف المقطعة ان يوكل علمها الى الله الله اعلم بمراده والله تعالى افتتح السور بحكم الله اعلم بها والسورة التي فيها افتتحت بالحروف المقطعة يأتي بعدها ذكر القرآن والاتصال بالقرآن. الف لام راء كتاب وحكمت اياته الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليه الكتاب وهكذا قاف والقرآن المجيد صادق القرآن للذكر فالله اعلم بمراده يؤكل علمها الى الله اما قل بعض المفسرين انها تشير الى اسماء الله او الى او الى جبال او ما اشبه ذلك كلها هذا تخمين ليس عليه دليل. نعم واما قوله احكمت اياته ثم فصلت اي هي محكمة في لفظها مفصلة في معناها فهو كامل صورة ومعنى هذا معنى ما روي عن مجاهد وقتادة واختاره ابن جرير ومعنى قوله من لدن حكيم خبير اي من عند الله الحكيم في اقواله واحكامه خبير بعواقب الامور. الا تعبدوا الا وفي هذه الاية الكريمة ويقول كتاب اياته ثم فصلت مدد الحكيم الخبير. بيان كمال القرآن وان القرآن ايات محكمة ومعانيه مفصلة كما قال تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تزيين ومن حكيم حميد وفيه في هذه الاية تجد على ان القرب منزلة من عند الله ثم فصل باليد الحكيم الخبير. في الرد على الاشاعرة الذين يقولون ان القرآن هو المعنى كلام الله هو المعنى وان الالفاظ ليست منزلة وانما هي من كلام اه جبريل او من كلام النبي صلى الله عليه وسلم عبر بها بص الكتابة ثم فصلت من لدن حكيم خبير ويثبت اسمين من اسماء الله هما الحكيم الخبير وانا من السؤال الحكيم ومن السؤال الخبير فيعبد قال عبد الحكيم وعبد الخبير وباثبات الصفتين لله صفة الحكمة وصفة الخبرة لان اسماء الله مشتقة ولا تستجابة. كل اسم مشتمل على او صفة حكيم الحكمة. الخبير والشمل عاصفة الخبرة الرحيم القديم صفة القدرة السميع البصير مجتمع البصر الحي مشروع عاصمة الحياة وهكذا نعم سورة ومعنى نعم يعني لفظه ومعناه لفظه معناه اكامل لفظه لان لانها محكم الفاظه محكمة وكامل معناه لانه مفصل نعم. لكن ما انتقد على بعض المفسرين قوله التصوير الفني للقرآن. هذي مسألة ثانية. اقولها غير هذي تصوير غير تفصيل المعنى يختلف لا الصورة يعني اللفظ والمعنى هذا المقصود الا تعبدوا الا الله اي نزل هذا القرآن المحكم المفصل لعبادة الله وحده لا شريك له كقوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه واذا جامع زوجته يتغشى بالثياب الا انه مثلون صدورهم ليستغفرون الا حين يستغفرون يعلم ما يسرون وما انه عليم بذات الصدور فيه اثبات عن الله عز وجل وان وهل يعلم السر والعلن انه لا اله الا انا فاعبدون وقال ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله انني لكم منه نذير وبشير اي اني لكم نذير من العذاب ان خالفتموه. وبشير بالثواب ان اطعتموه. كما جاء في الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم صعد الصفا فدعا بطون قريش الاقرب ثم الاقرب فاجتمعوا فقال يا معشر قريش ارأيتم لو اخبرتكم ان خيرا تصبحكم الستم مصدقين؟ فقالوا ما جربنا عليك كذبا قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد في هذه الاية بيان ان القرآن انما انزل لعبادة الله عز وجل. وكذلك رسل الرسل لعبادة الله. خلق الخلق لعبادة الله. وتوحيده قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله وما اوصينا من قبلك من رسول نوحي اليه لنوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبده فالحكمة من ارسال الرسل لعبادة الله والحكمة من خلق الخلق لعبادة الله. والحكمة من نزال الكتاب لعبادة الله كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدي الحكيم الخبير الا تعبدوا الا الله وفي ان العبادة لا تصح الا مع التوحيد لقول الا تعبدوا الا الله والتوحيد لابد فيه من امرين الاصلين العبادة لا تصح الا باصلين النفي والاثبات نفي نفي العبادة عن غير الله واثباتها لغيره. الا تعبدوا الا الله الا تعبدوا هذا النفي الا اياه هذا الاثبات كلمة التوحيد لا اله الا الله قائمة على اصله كفر بالطاغوت وايمان بالله فالكفر بالطواف والبراءة من كل معبود سوى الله و اعتقاد بطلان كل عبادة سوى الله ونفيه وانكارها والمرأة منها ومن اهلها لا اله الا الله التوحيد لابد في كفر واذا الكفر بالطاغوت وهي البراءة بكل معبود سوى الله. لا اله الا الله هذا الايمان بالله تخلية ثم التحلية تخليو يتبرأ من كل معبود سوى الله من كل عبادة اي لعبادة الله ثم يتحلى بالتوحيد والعبادة الا تعبدوا الا الله اني لكم من النذر وبشير وفيه بيان وظيفة الرسول عليه الصلاة والسلام وان وظيفة وظيفته الانذار والبشارة فهو ينذر الكفار والعصاة من غضب الله وسخطه ويبشر المؤمنين بما اعد الله لهم من الكرامة والجنة نعم وقوله وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله اي وامركم بالاستغفار من الذنوب السالفة والتوبة منها الى الله عز وجل فيما تستقبلونه وان تستمروا على ذلك يمتعكم متاعا حسنا اي في الدنيا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله اي في الدار الاخرة. قاله قتادة كقوله من عمل صالحا من من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وقوله وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير هذا تهديد شديد لمن تولى عن اوامر الله تعالى وكذب رسله. فان العذاب يناله يوم القيامة يوم القيامة لا محالة الى الله مرجعكم اي معادكم يوم القيامة. وهو على كل شيء قدير. اي هو القادر على ما يشاء من احسانه الى اولياءه وانتقامه من اعدائه واعادة الخلائق يوم القيامة. وهذا مقام الترهيب. كما ان الاول مقام ترغيب نعم وفي هذه الاية الكريمة الامر بالسفر والتوبة وبيان اثارهم الحميدة وان من اثار الاستغفار والتوبة بالدنيا ان يمتع متاعا حسنا وفي الاخرة يتمتع بما اعد الله له من الكرامة والجنات وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى في الدنيا. ويؤتي كل ذي فضل فضله في الاخرة ففيه هذه الاية وجوب الاستغفار والتوبة من الذنوب والمعاصي وان من تاب فله العاقبة الحميدة في الدنيا بان يمتع متاعا حسنا وله العاقبة الحميدة في الاخرة بان يؤتيه الله فظله الذي اعده له بدار كرامته وهل استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل فظل فضله وان تولوا فاني اخاف عليكم عذابا في هذه الايات الترهيب من التولي والاعراض وان من تولى واعرظ عن الله وعن شرعه ودينه وعن الايمان برسله فله العذاب الاعلى الاليم الموجع في الاخرة الكبير الذي لا اعظم منه وعذاب النار وسخط الجبار وقوتها الى الله مرجعكم يعني الخلائق كلهم يرجعون الله مرجع الخالق الى الله له الحكم واليه ترجعون وارجع اخلاقي الى الله وهو قادر سبحانه وتعالى على تنفيذ ما وعدهم به تنفيذ ما وعد الله به المؤمنين والكرامة وتنفيذ ما وعد الله به الكفار من العذاب الى الله مرجعه وهو على كل شيء قدير من الفوائد ان الرجوع وان الخلائق رجعوا الى الله وفيه قدرة الله بعثوا قدرة الله عز وجل وانه قادر على كل شيء. كل شيء يقدر عليه الله كل شيء داخل تحت قنوت الله كل ما يسمى شيئا فالله قادر عليه. لا يعجزه شيء في الارض نفسه سبحانه وتعالى فهو قادر على انزال العذاب بالكفرة وقادر على عطاء المؤمنين ما وعدهم به من الكرامة. نعم وقوله تعالى الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون انه عليم بذات الصدور قال ابن عباس رضي الله عنهما كانوا يكرهون ان يستقبلوا السماء بفروجهم وحال وقاعهم فانزل الله هذه الاية. روى البخاري من طريق ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر ان ابن عباس قرأ الا انهم تثنوني صدورهم. تثنوا لي صدوركم. تثنون تثنوني صدورهم الا انهم تثنون صدورهم هذه قراءة ابن عباس وقراءة حفص المشروع على انهم يثنون صدورهم. في قراءة على انهم تثنون صدورهم نعم فقلت يا ابا العباس ما تثنوني صدورهم قال الرجل كان يجامع امرأته فيستحي او يتخلى فيستحي. فنزلت الا انهم تثنون صدورهم. تثنوني اثنوني صدورهم. صدورهم. صدورهم وفي لفظ اخر له قال ابن عباس اناس كانوا يستحيون ان يتخلوا فيفضوا الى السماء وان يجامعوا نساءهم فيفضوا الى السماء. فنزل ذلك فيهم وروى البخاري عن ابن عباس يستغشون ان يغطون رؤوسهم قوله تعالى وما من دابة في الارض الا انتهى الكلام عليها الاصل الزيادة ثم قال للبخاري حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال قرأ ابن عباس الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم؟ وقال ابن عباس في رواية اخرى في تفسير هذه الاية يعني به الشك في الله وعمل السيئات وكذا روي عن مجاهد والحسن وغيرهم اي انهم كانوا يثنون صدورهم اذا قالوا شيئا او عملوه يظنون انهم يستخفون من الله بذلك فاعلمهم الله تعالى انهم حين يستغشون ثيابهم عند منامهم في ظلمة الليل يعلم ما يسرون من القول وما يعلنون انه عليم بذات الصدور اي يعلم ما تكن صدورهم من النيات والضمائر والسرائر وما احسن ما قال زهير ابن ابي سلمى في معلقته المشهورة فلا تكتمن الله ما في نفوسكم فلا تكتمن الله ما وفي نفوسكم ليخفى فمهما يكتم الله يعلم. الله يعلم. فلا تكتمون الله ما في نفوسكم. فمهما يكتب يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم حساب او يعجل فينقم ها يؤخر يؤخر ليوم حساب مم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر. نعم. ليوم حساب او يعجل فينقم لينقضي فينقمي. ها بالميم فينقى مينان. نعم فقد اعترف هذا الشاعر الجاهلي بوجود الصانع وعلمه بالجزئيات وبالمعاد وبالجزاء وبكتابة الاعمال في الصحف ليوم القيامة قيامة. وقال عبد الله بن شداد كان احدهم اذا مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثنى صدره وغطى رأسه فانزل الله ذلك وعود الضمير على الله اولى لقوله الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون وقرأ ابن عباس الا انهم تثنون تثنوني. تثنوني صدورهم الصدور. صدورهم. هم. برفع الصدور على الفاعلية وهو قريب المعنى هذه الاية كما قال المفسرون نزلت لما كانوا كان العرب يجدون في نفوسهم حياء اذا تخلى الانسان وحده في الصحراء ان يفظي بفرجه الى السماء وكذلك اذا جمع زوجته فانزل الله هذه الاية وان وان الله تعالى يعلم حتى فصاروا من حيائهم اذا اراد ان يقضي حاجته غط تغطى واذا اراد ان يجامع زوجته تغطى حتى حتى لا يظهر آآ للسماع فانزل الله هذه الاية وانه تعالى لا يخفى عليه خافية وانه يعلم السر واخفى ويعلموا احوالهم حتى ولو ولو تغشوا بثيابهم. الا انهم يثنون صدورهم وفي رواية ابن عوف تثنون صدورهم الا انهم يمثلون صورهم الا انهم يثورون صورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم العين المسرور ليستخفوا لاجل ان يستخفوا. لاجل ان يكون خافيا على الله فاذا قضى حادثة استخفى وتغشى بالثياب علم الله سبحانه وتعالى واسع وشامل وعامل فهو يعلم ما في الازل ما كان في الماضي في الازل ويعلم ما يكون في الحال ويعلم ما يكون في المستقبل ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون كيف ذلك؟ يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون قال الله تعالى عن الكفار لما قالوا طلبوا من الله ان سألوا الله ان يردهم الى الدنيا. قال الله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون اخبر الله انهم لوردوا هم ما ما ردوا ولم يردوا لكن اخلف والله ماذا يحمل ماذا يحصل؟ لو ردوا لعادوا لما نوى عليه وقال تعالى عن الكفار ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم ارظون. هذا في اخبار الله عن علمه وقال تعالى عن المنافقين الذين تخلفوا عن نزوة تبوك ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لو خرجوا فيكم ماذا يحصل؟ ما خرجوا لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولا اوظعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم اربع مفاسد اربع مفاسد تحصل من خروجهم ولهذه المفاسد ثبتها وثبتهم الله وقيل قولوا مع القاعدين. لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبرا ولا اوضاعوا خلالكم الفتنة وفيكم سماع لهم. فعلم الله واسع والعلم في الماضي في الازل والحاضر والمستقبل وما لم يكن لو كان كما يكون. انتهى الوقت ومن دابة في الارض لا