الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا لقاء جديد من لقاءاتنا في شرح كتابه او مقدمة كتاب تيسير البيان باحكام القرآن للفقيه المؤرخ رحمه الله تعالى المتوفى سنة ثمانمائة وخمس وعشرين سنبتدأها بقراءة كتابه الخبر فزل بارك الله فيك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللمسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى القول في الخبر الخبر في لسان العرب هو الاعلام. وعند النظار ما احتمل التصديق والتكذيب وهو افادة المخاطب معنى في زمن ماض او مستقبل او دائم نحو قام زيد وزيد يقوم وزيد قائم فمنه ما يقطع بصدقه كالخبر الموافق لما اوجبه الحس ومنه ما يقطع بكذبه كالذي يخالف الحس والعقل. ومنه الجائز المحتمل وهو ما عدا ذلك والوجوه التي يرد بها لفظ الخبر كثيرة. فمنها التعجب نحو ما احسن زيدا والتمني نحو ودتك عندنا والانكار نحو ما لك عندي شيء والنفي نحو لا بأس عليك والنهي نحو لا يمسه الا المطهرون والتعظيم سبحان الله والدعاء نحو عفا الله عنك والوعيد نحو وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. والتبكيت نحو قوله عز وجل ذوقوا انك انت العزيز الكريم والشرط والجزاء نحو قوله تعالى انا كاشف العذاب قليلا انكم عائدون. فظاهره خبر والمعنى ان ان نكشف العذاب عنكم تعود بمثله والامر كقوله تعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء الحمد لله صلى الله على نبينا محمد وبعد قوله والخبر في لسان العرب يعني تعريفه في اللغة هو الاعلام مأخوذ من ابار الارض وهو نباتها الاخضر ذلك ان الارض متى حركت فانها تتحرك اما بالنبات واما بالغبار وبالتالي يكون لها اثر فهكذا الخبر الذي هو نسبة امر لاخر وتعريف الخبر ان ينسب امر لاخر بحيث يحتمل تحتمل تلك النسبة التصديق والتكذيب فتقابلوا باحد الامرين يقابله الانشاء من مثل صيغة الطلب كقولك قم واجلس ونحو ذلك وقد تكون صيغة الخبر مفيدة بمعنى في الزمان الماضي من مثل قولك قام زيد وهي جملة فعلية او خبر في المستقبل والحاضر كمثل ما لو قلت زيد سيقوم او زيد يقوم او ما افادت الدوام من خلال الجملة الاسمية كما لو قلت زيد قائم والاخبار تنقسم بحسب صدقها وكذبها الى انواع النوع الاول الخبر الذي يجزم بصدقه بحيث لا يقع تردد في موافقته للواقع ومن ذلك خبر الله تعالى ومن ذلك الخبر الموافق ما يثبته الحس قول هنا لما اوجبه الحس الحس يلاحظ الشيء ويثبته ولا يوجبه ولذا كان الاولى ان يقول لما ادركه الحس النوع الثاني ما يقطع بكذبه ومن امثلة ذلك الخبر الذي يخالف الحس والعقل كما لو اخبر ان زيدا في الجهة الاخرى وانت تراه امامك فهذا يقطع بكذبه وهناك نوع ثالث وهو المحتمل للصدق وللكذب وهو ما عدا ذلك. ومنها ما يكون احتمال الصدق فيه اكثر خبر اه الثقة ومنها ما يكون احتمال الكذب فيه اكثر كخبر الوضاع. ومنها ما ما تتساوى فيه الاحتمالات كخبر المجهول لف صيغة الخبر التي هي اما جملة اسمية او جملة فعلية على ما تقدم فتحتمل معاني كثيرة منها ان ترد للتعجب ومن امثلة ذلك قولك ما احسن زيدا يعني كانك تصفه بانه قد بلغ درجة عالية في الحسن وكذلك التمني اه كقول القائل الا ليت الشباب يعود يوما والانكار كما لو قلت لا يوجد احد وليس لك عندي شيء وما لك عندي شيء وقد يكون بصيغة النفي كما لو قلت لا يوجد احد ولا بأس عليك وقد تكون بصيغة النهي كقولك كقولك لا تذهب والاصل ان صيغة النهي آآ تكون صيغة انشائية في قولك لا تذهب ولكن قد يأتي الخبر ولا يراد به ذات الخبر وانما يراد به النهي من امثلته ما لو قلت آآ ما كان لمؤمن ولا مؤمن ما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ. هذه صيغة نفي ولكن المراد بها النفي. ومثله في قوله لا يمسه الا المطهرون كصيغتها صيغة الخبر. ولكن المراد منها النهي لا زات الخبر وقد يراد بصيغة الخبر التعظيم ومن امثلة ذلك قولك سبحان الله وقد يكون المراد بصيغة اه الخبر قولك اه قد يراد بها الدعاء ومن قولك رضي الله عنهم يا كأنك تطلب من الله ان يرظى عن الصحابة وقولك عفا الله عنك فانت في هذه الصيغة صيغة خبر ولكن المراد بها الدعاء وقد يكون اه صيغة الخبر مرادا بها الوعيد ومن امثلة ذلك قوله وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون فهذه الصيغة ظاهرها انها خبر باثبات امر لاخر. ولكن حقيقتها الوعيد و زجر الناس عن آآ فعل الظلم ومن امثلة او مما يرد مما ترد له صيغة الخبر التبكيت بتوجيه الكلام للشخص على جهة اه ايصال لغة الحسرة والندامة اليه كما في قولك ذق انك انت العزيز الكريم. فقوله انك انت العزيز الكريم هذا خبر ولكنه لا يراد به ذات الخبر وانما يراد به آآ التبكيت وايصال لغة الحسرة والندامة اليه وهكذا قد ترد صيغة الخبر ويراد بها الشرط والجزاء كقولك فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن الامثلته قوله ان كاشف العذاب قليلا انكم عائدون. فقوله ان آآ اه انا كاشف العذاب اي متى اكتشفنا العذاب عنكم فانكم ستعودون لما كنتم عليه من الحال الاول ومن آآ الصيغ التي آآ يطلق الخبر ويراد بالخبر غير معناه الاصلي ان يرد الخبر مرادا به الامر وذلك متى ورد الخبر الخبر عن المعصوم واحتمل ان يتخلف اه ذلك الخبر فحينئذ نعلم بان المراد الامر وليس الخبر ومن الامثلة التي قول ومن امثلة ذلك قوله تعالى من دخله كان امنا هذا خبر ولكن نعلم ان بعض من دخل البيت لم يأمن فدلنا هذا على ان المراد امنوا من دخل البيت ومثله في قوله والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء فان هذه صيغة صيغة خبر ولكن المراد منها الامر كانه يقول يجب على المطلقات ان يتربصن هذه في المدة نعم احسن الله اليكم وقال رحمه الله تعالى القول في القرائن اعلموا ارشدكم الله الكريم واياي ان القرائن المحتفة بالكلام من قضايا الاحوال وموارد الخطاب ومقاصد الاقوال تصرف الالفاظ عن حقائقها الموضوعة لها ويكون بينا عند من وقف على القرآن مشكلا عند من جهلها. ولو نقلت القرائن باجمعها لتواردت الافهام على كثير من معاني خطاب الله وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم لكن بينها ما لم يمكن نقله عند نقل الخبر. ومنها ما يتركه الراوي اختصارا. ومنها ما لم يسمعه. بان يأتي في حال سماع الحديث ولم يعلم سبب الحديث وغير ذلك من الامور. وقصد المتكلم من اقوى القرائن التي يقل نقلها ويكثر خطاؤها مع كثرة لزومها للخطاب الذي لم يرد على سبب وساذكر من ذلك جملة نافعة لتعلموها وتنتفعوا بها ان شاء الله تعالى. قال الله تبارك وتعالى قل لا اجد فيما اوحي الي محرما من على طاعمي يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فهذا حصر بالنفي والاثبات. فقال من لم يعلم بالقرين ولم يطلع على قصد بتحرير ما عدا مذكور محصور. واعتقد ان الاية سيقت للحصر في المحرمات وليس كذلك بل قصد الله سبحانه وتعالى بهذه الاية الرد على المشركين وذلك انهم كانوا يحلون الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله ويتحرجون عن اشياء كثيرة من مباحات الشرع ويرونها قام فقصد الرد عليهم بالخطاب المتضمن للنفي والاثبات ليكون ابلغ في الرد فكأنه قال قل لا اجد حراما الا ما حللتموه ولا اجد الا ما حرمتموه واكده بالنفي والاثبات. ولم يقصد حقيقة النفي والاثبات مطلقا. ولو قصد ذلك لوجب ان يحل كل ذي ناب من السباع وكل ذي الطير وغير ذلك من الخبائث. وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. ومثله قول الله تبارك وتعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ام يقولون تقوله؟ يعني ينسبون الى الرسول انه اخترع هذا القرآن فرد الله عليهم برد في نفس الاية بل لا يؤمنون الاشكال ليس في تكذيبه وانما في كفرهم وعدم ايمانهم القصد من هذه الاية الذنب للكافرين والتهديد لهم. لا بيان حكم الانفاق فلو تمسك متمسك بوجوب الزكاة فيما دون النصاب. واحتج بهذه الاية وقال هي عامة في القليل والكثير لان لفظها عام لم يجز. لان ذلك لم يقصد بالاية. خلافا لبعض اصحاب الشافعي في هذه الاية وفي نظائرها من ايات اللاتي يقتضين المدح والدم كقوله تعالى والذين هم لفروجهم حافظون ومثله قوله صلى الله عليه وسلم فيما سقت السماء العشر. القصد به بيان مقدار الزكاة. لا بيان ما تجب فيه الزكاة. فيتمسك بهم متمسك في وجوب الزكاة القليل لم يصح مثله قوله صلى الله عليه وسلم ان صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين انما هي التسبيح والتهليل. القصد بذلك تعليمه ان الخطاب بالكلام في الصلاة لا يصلح واذا تمسك بهم متمسك بان الدعاء بامور الدنيا في الصلاة يبطلها. كقول السائل اللهم ارزقني زوجة حسنة او دارا واسعة. لان هذا يشبهك كلام ادميين لم يصح فلو قال ايضا هنا حصلوا وهو قوله صلى الله عليه وسلم انما هي التسبيح والتهليل. لم يصح لما ذكرت من انه قصد تعليمه تحريم خطاب الادميين مع بعض في الصلاة كما هو السبب الذي ورد عليه الخطاب وهذا كثير في القرآن والسنة لا ينتبه له الا ما هداه الله الكريم. ورسخت قدمه في العلم. فنسأل الله الكريم الهداية والرحمة بفضله انه ذو الفضل العظيم. ثم اعلموا رحمكم الله اني لا اقول بقصر الالفاظ على اسبابها. وان كان قد ذهب اليه جماعة من اهل العلم فان اكثر احكام الشرع وردت على قضايا واسباب ولم تخص بها اسبابها ولم تقصرها عليها. وذلك كاية القذف واللعان والظهار وغير ذلك. وكقوله صلى الله عليه وسلم الولد للاتراس وللعاهد الحجر. وقوله صلى الله عليه وسلم في بئر مضاعة الماء طهور لا ينجسه شيء الا ما غير طعمه او ريحه وغير ذلك. ولكن ينبغي ان ينظر في قرائن الالفاظ وشواهد الاحوال. فان لم يجد ما يدل على تعدية الحكم او قصره نظر في الادلة الخارجة. فان لم يجد امضية الالفاظ على حقائقها واوضاعها كما هو مذهب الامام ابي عبد الله الشافعي رحمه الله تعالى سبق معنا من الالفاظ تنقسم في دلالتها الى منطوق مفهوم وان المنطوق قد يكون صريحا في معناه لا يحتمل غير المعنى الدال عليه قد يكون ظاهرا يدل على معنى مع احتمال غيره فهذا الظاهر يحمل على معناه الراجح ولا يجوز ان يحمل على معناها المرجوح الا بدليل من الادلة الدالة على صرف اللفظ عن معناها الظاهري لا معناه المرجوح القرائن ومن امثلة هذا ان الامر يراد به الالزام والايجاب ولكن في مرات يرد معنا قرائن تدل على ان الامر صرف عن مدلوله في الالزام الى الاستحباب من مثل قوله واشهدوا اذا تبايعتم رجاءنا في الدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم اشترى ولم يشهد فصرفنا اللفظ عن ظاهره من الدلالة على الالزام الى الدلالة على الاستحباب وهكذا في العموم لان الاصل في اللفظ العام ان يكون مستغرقا لجميع الافراد ولكن اذا كان مع اللفظ قرينة تدل على انه لا يراد باللفظ الاستغراق فحينئذ نصرف اللفظ من الاستغراق الى غير ذلك كقوله تدمر كل شيء بامر ربها فان ظاهره سمو الجميع الاشياء للتدمير ولكننا وجدنا اشياء كثيرة لم تدمر من مثل الارض والسماء والجبال فحينئذ عملنا بهذه القرينة الحسية وتركنا مدلول اللفظ الظاهر الى معناه المرجوح وبالتالي القرائن لها تأثيرها من القرائن قرائن السياق التي تكون مع اللفظ وهنا قرائن يكون بنية المتكلم ومقصده وبالتالي فاننا نفسر اللفظ بحسب القرائن الدالة عليه ولو جاءتنا جنايات الطلاق مثلا فاننا نفسر هذه الكنايات بحسب ما هيجها واطلقها ومثله في الفاظ الايمان ومن ثم لابد ان تلاحظ هذه القرائن ويفسر الكلام بها وتكون القرائن من قضايا الاحوال يعني من الامور المحتفة بالحال الذي ورد عليه الخطاب او مورد الخطاب الذي ورد اليه او مقاصد اللفظ ومقاصد القائل وبالتالي يصرف اللفظ عن حقيقته اللغوية الى معنى اخر حينئذ اذا نظر الانسان الى اللفظ حمله على ظاهره واذا نظر الى القرائن ترك ذلك الظاهر ومن هنا من وقف على القرينة يبين له لماذا تركنا الظاهر واما من خفيت عليه القرينة فهو يستشكل لماذا صرفنا هذا اللفظ عن ظاهره القرائن كثيرة ومتعددة ولا يمكن حصرها وانما يمكن ظبطها اه ظوابط وعلامات و حينئذ لو نقلنا جميع هذه القرائن فانه في مرات قد يصرف اللفظ عن ظاهره بدعوى وجود القرينة ولا يكون الامر كذلك يعني مثلا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما امر النبي صلى الله عليه وسلم اسماء بنت عميس بالاغتسال عند الاحرام قد يقول قائل بان هذا دليل على وجوب الاغتسال قبل الاحرام ولكن هذا الامر جاء بقرينة معه قرينة لنفي ما في الاذهان من ان المرأة النفساء لا تستفيد من الاغتسال لما جاء الامر معه هذه القرينة صرفنا اللفظ عن ظاهره من الدلالة على الالزام الى ان المراد به غير الالزام من الاستحباب في مرات ينقل لنا هذه القرينة تكون القرينة ظاهرة من مثل التخصيص بالاستثناء او بالصفة او بالبدن او بالشرط وفي مرات ينقل الراوي اللفظ الظاهر ولا ينتبه الى القرينة فلا ينقلها وفي مرات قد يكون الحديث له آآ سبب آآ وبالتالي يكون المقصود بالكلام ذلك السبب دون آآ غيره ومثل المؤلف لذلك بامثلة منها في قوله قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فان قارئ هذه الاية قد يغن ان ما عدا هذه الاشياء مباح ولكن جاءتنا ادلة تدل على ان هناك محرمات غير المذكورة في الاية مما يدل على ان المراد بالاية ابطال ما عليه عن المشركين من تحريم بعض المباحات بدون دليل ولا مستند فهذا هو المقصود بلفظ الاية ولذا يقول العلماء بان الحصر قد يكون حصرا حقيقيا وقد يكون حصرا نسبيا كما في قولك لا شجاع الا علي لا تريد به نفي الشجاعة عن الجميع وانما تريد نفي المعنى الاعلى في الشجاعة ومنه شهادة التوحيد لا اله الا الله فاننا نجد ان هناك الهة تعبد من دون الله وبالتالي قلنا بان المراد بهذه اللفظة لا اله بحق الا الله وبالتالي يكون هناك فرق بين الحصر الحقيقي والحصر اه النسبي ومثل هذا في قوله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فان الحنفية استدلوا بالاية على ان الزكاة تجب في قليل الذهب وكثيرة وانه لا ينحصر الوجوب في ما كان فوق النصاب والاية عامة قد ورد لها تخصيص من السنة وهذه الاية اصلا سيقت في بيان حال الرهبان لقوله يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل ايش والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم ومثله في قوله تعالى فيما سقت السماء العشر الحنفية يستدلون بهذا الحديث على ايجاد الزكاة في الزروف في الحبوب والثمار القليل والكثير بينما الحديث انما تطرق الى نسبة النسبة الواجبة في الزكاة ولم يرد بالحديث ايجاب الزكاة في القليل اه الكثير ومثله في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الادميين تدلى به الحنفية على انه لا يجوز ان يدعو الانسان في الصلاة الا بدعوة واردة في القرآن والسنة تدل به الحنابلة على انه لا يصح ان يدعى في الصلاة بالامور الدنيوية قالوا لان الامور الدنيوية هذا كلام الادميين قالوا انه قال انما هي وانما للتسبيح وانما هي انما للحصر انما هي التسبيح والتهليل والجمهور على جواز ان يدعى بامور الدنيا وان يدعى بغير الفاظ القرآن. قالوا لان هذا انما يراد به كلام الادميين بعضهم لبعض فانه قد ورد في سبب الحديث ان رجلا تكلم في اثناء صلاته برد او تشميت العاطس فحينئذ سبب الكلام يوظح المراد منه وليس وليس مقصودنا هنا ان الكلام العام يقتصر على سببه انما المراد ان السبب في بعض الاحوال يوضح المراد باللفظ ويعين المقصود من ذلك اللفظ وحينئذ نتكلم الى على مسألة هل العبرة بعموم اللفظ او بخصوص ايه السبب وهذه المسألة ينبغي تقسيمها الى قسمين القسم الاول اذا كان السبب شخصيا فحينئذ بالاتفاق ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب من امثلة ذلك اية الظهار فان سببها شخصي في خولة وزوجها ولكن اللفظ عام الذين يظاهرون منكم من نسائهم الذين يظاهرون منكم من نسائهم فحينئذ نقول العبرة بعموم اللفظ وهذا بالاتفاق. فيما اذا كان السبب شخصيا ومثل هذا في اية القذف باية اللعان وفي قوله الولد للفراش وللعاهر للحجر فقد ورد في حديث اه زمعة الحال الثاني اذا كان السبب نوعيا لكان السبب نوعيا فهل يقصر اللفظ العام عليه ومن امثلة هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم عن البحر هو الطهور ماؤه فانهم سألوا عن الوضوء من البحر في حال فقد الماء سبب نوعي وليس شخصيا وبالتالي هنا نقول الصواب ان العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص النسب بخصوص السبب ولكن هذا موطن خلاف بين بعض الفقهاء كبعض المالكية رأى ان العبرة بخصوص السبب النوعي لا بعموم اللفظ والجمهور على خلاف هذا وقول الجمهور ارجح آآ كلام آآ العلماء عن هذه المسألة مذكور بتفصيله في كتب آآ الاصول وبالتالي الناظر في الادلة لابد ان ينظر في قرائن الالفاظ وما يحف بها وينظر ايضا لشواهد الحال آآ ان لم يجد ما يدل على تعدية الحكم حينئذ يقصر الحكم على محله وان وجد ان الحكم متعد ولم يجد قرينته تدل على للحكم على محله فحينئذ يحكم آآ بذلك ولابد ان ينظر الى الادلة الخارجة هل تدل على ان اللفظ قد بقي على حقيقته او وان هناك ما غير دلالة اللفظ عن اه حقيقته ووضعه اللغوي قال رحمه الله تعالى القول في معرفة متشابه متعارض اما المتشابه فانه ورد على معانيين مختلفين في ايتين من كتاب الله جل جلاله. احداهما قوله جل جلاله هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام يفسرونها بمقتضى لغة العرب ولكنهم لا يذكرون لها كيفية لان هذا من القول على الله بلا علم اذ لا نثبت شيئا لله الا بناء على الدليل والدليل اثبت اصل الصفة من كتابه واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء فتنة ابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا. فهذه الاية قد كثر فيها كلام اهل العلم من الخلف والسلف لعظم شأنها فاختلفوا في حقيقة المتشابه وفي في موضع الوقف منها عند التلاوة اما المحكم فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما المحكمات اللواتي هن ام الكتاب مثل قوله تعالى قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم. الى اخر الثلاث الايات ام كل كتاب نزل والمتشابهات ما اشتبه على اليهود حين سمعوا الف لام ميم فقالوا هذا بالجمل احد وسبعون وهذا غاية تواجد هذه الامة فلما سمعوا الف لام راء وغيرها اشتبهت عليهم وقال جابر رضي الله تعالى رضي الله تعالى عنه المتشابه ما لا يعلم تعيين تأويله كقيام الساعة وخروج دابة الارض ويأجوج ومأجوج. وقال عبدالملك ابن جريج هو ما لا سبيل الى معرفته والمرء مبتلى باعتقاد حقيقته لا غير. كصفة اليد والوجه والاستواء لانه تخالف فيه السمع والعقل اقضه بما لا يليق بمعناه والحكمة فيه اعتراف العبد بعجزه فيدل لمولاه. الحكيم اذا صنف كتابا ربما ابهم فيما افهم. ليرجع الطالب فيما في ذلك اليه فيأخذ مما لديه ويعتنيك بعده وافتقاره اليه. وقال بعضهم المتشابه هو القصص والامثال. والمحكم هو الحلال والحرام وهذا ضعيف جدا واما الوقف على الموضع الذي تم به المعنى فهو على قوله سبحانه الا الله. على قول من زعم ان الراسخين لم يعلموا تأويله. وهم اكثر اهل العلم من المفسرين وغيرهم ويكون الراسخون في العلم مبتدأ بعد وقف. ويشهد له قراءة عبد الله ان تأويله الا عند الله. وقد رأته ابي بن عباس رضي الله عنهما ويقول راسخون الاية الثانية قوله جل جلاله الله نزل احسن الحديث كتاب متشابه مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم. فقيل متشابها في العدل والاعجاز وقيل غير ذلك مما هو في معناه ومثاني قال ابن عباس رضي الله عنه يحمد بعضها على بعض. وهذان النوعان اعني نوعين متشابه مما اختص بهما القرآن. وكذا السنة المحمدية على صاحبه فيها افضل من الصلاة والسلام وهذا النوع الثاني من المتشابه على قسمين احدهما الاقتصاص وهو الاتباع مأخوذ من قولهم اقتص الاتي واذا اتبعه. وهو ان يكون كلام في سورة مقرونا بلام الذكر فيقتص العالم ذلك من من كلام اخر اما في تلك السورة واما في سورة اخرى كقول الله جل جلاله واتيناه اجره في الدنيا وانه في الاخرة لمن فان هذه اللفظة تحتمل معنيين احدهما التعدد والاخر التعظيم فهذا يقال له متشابه ماذا نفعل بالمتشابه؟ نرده الى المحكم الذي لا يحتمل الا معنا واحدا من مثل قوله تعالى قل هو الله احد الصالحين والاخرة دار ثواب وجزاء لا عمل فيها. فهذا مقتص من قوله تعالى ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات فهولئك لهم الدرجات العلى. مثله قول الله جل وعلا ولولا نعمة الرب لكنت من المحضرين. والمحضر مأخوذ من قوله تعالى فاولئك في العذاب محضرون. ومن قوله تعالى ثم لنحضرنهم ولجهنم جثيا. ومن الاقتصاص قوله تعالى ويوم يقوم الاشهاد فيقال انها مقتصة من اربع ايات احداهن قوله تعالى وجاءت وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد فهم من هذه الاية الملائكة عليهم الصلاة والسلام. الثانية قوله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. فهم مثل هذه الاية الانبياء عليهم الصلاة والسلام او فهم احسن اليك فهم في هذه الانبياء عليهم الصلاة والسلام الثالثة قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسط لتكونوا شهداء على الناس فهم في هذه الاية امة محمد صلى الله عليه وسلم الرابعة تعالى يوم تشهد عليهم السنة ما ايديهم اوجهم بما كانوا يعملون. فهم في هذه الاية الاعضاء. ومن الاقتصاص قوله تعالى اني اخاف عليكم بتخفيف داري وقيء بتشديدها في غير السبع. فمن شدد فهو من لدى اذا انفرد وهذا المعنى مقتص من قوله تعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه. ومن خفف فهو من تفاعل من النداء. وهذا المعنى من قوله تعالى ونادى اصحاب الجنة اصحاب النار قوله تعالى ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة قوله تعالى ونادى اصحاب الاعراف وما اشبه هذا من الايات التي هديكم النداء ومنهم قوله تعالى له من بشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. فالبشرى الجنة مقتصة من قوله تعالى تتنزل عليه الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا. ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون وقد يكون الاقتصاص متصلا كقول الله عز وجل فعصى فرعون الرسول فبيان الرسول مقتص من الايات الاولى المتصلة بهذه وهي قوله تعالى كما ارسلنا الى فرعون رسولا القسم الثاني التفسير والبيان ويسميه بعض اهل العلم بالقرآن الجواب وهو شديد الشبه بالنوع الاول وهو متصل ومنفصل في القسم الاول. فهي متصلة كقول الله عز وجل يسأل دونك عن الانفال فبيان هذا قوله تعالى قل الانفال لله والرسول ومثله قول الله تعالى يسألونك عن الساعة ايا نمر ساعة قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقته الا هو. واما المنفصل فقد يكون في تلك السورة وقد يكون في سورة اخرى كقول الله جل جلاله. واذا قيد لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمان؟ فبيانه الرحمن القرآن خلق الانسان وعلمه البيان. ومنهم قوله تعالى ولقد ارسلنا الى تبول اخاهم صالحا ان يعبدوا الله فاذا هم فريقان يختصمون. فتفسير هذا الاختصام ما قاله سبحانه في سورة اخرى قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن امن منهم اتعلمون ان صالحا من ربه الايات. ومنهم قوله تعالى قال وقد سمعنا لونا تغلقن مثل هذا. فقيل لهم في الجواب والرد عليهم قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن. لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ومنه قوله تعالى وانطلق الملأ منهم ان يمسوا واصبروا على الهتكم فقيل لهم في الجواب فان يصبروا فالنار وما تولهم. ومن قوله تعالى ان يقولون ام يقولون تقولا فرد عليهم متصلا بقوله تعالى بل لا يؤمنون ورد عليهم منفصلا بقوله عز وجل ولو تقول علينا بعض الاغوين لاخذنا منه باليمين من قوله عز وجل وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق فرد الله عليهم بقوله تعالى وما ارسلنا قبضك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق وهذا الباب واسع ومنتشر وقد افرد ذلك بتصنيف بعض اهل العلم بالقرآن تطرق المؤلف هنا الى مبحث دقيق وهو مبحث متشابه لفظة المتشابه قد اطلقت في القرآن على اطلاقين ليتلاقى الاول وصف بعض الايات بانها متشابهة دون الجميع بمقابلة المحكم كما في سورة ال عمران في قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب اخر متشابهات ظاهر هذا ان المتشابه ليس جميع القرآن وانما بعظه ثم وصف المتشابه بان من في قلبه زيغ يتبعه يحاول ان يحمل كلام الله على المعنى المتشابه ومن ثم نقول بان الصواب في المتشابه الخاص ان يراد به ما قد يفهم منه معنيان احدهما معنى صحيح هو المراد باللفظ وهو الواجب ان يحمل اللفظ عليه ويحتمل او قد يفهمه اخرون بان المراد به معنى اخر غير المعنى المقصود بهذه الاية ومن امثلة هذا في قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وقوله وما من والهكم اله واحد. وما من اله الا الله وبالتالي يكون هذا مفسرا لللفظ المتشابه بان المراد به احد المعنيين وان المعنى الاخر الذي وهم او احتمله اللفظ وقد يفهمه اخرون ليس مرادا بالاية ولذا كان من شأن مرضى القلوب ان يتبعوا الالفاظ المتشابهة فيحملوها على المعاني غير المرادة باللفظ ويقابلهم الراسخون في العلم الذين يقولون عندما متشابه ومحكم فنرد المتشابه الى المحكم ومن ثم يقولون امنا به كل من عند ربنا المحكم والمتشابه وبالتالي نرد المتشابه الى المحكم قد نقل هذا بالنسبة للتشابه الجزئي وقد نقل المؤلف اقوالا في تفسير المحكم والمتشابه اغلبها ورد كالمثال على القاعدة التي قررناها قبل قليل ابن عباس قال المحكم مثل قوله قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم فهذا تمثيل المتشابه ما اشتبه على اليهود حينما سمعوا الف لام ميم ففسروه هذه اللفظة تحتمل ان يراد به حساب الجمل ويحتمل ان يراد به ان القرآن عربي ورد بمثل حروفكم ومع ذلك تعجزون عن الاتيان بمثله فالحروف المقطعة مثال للمتشابه وليس هو جميع المتشابه ومثله قول جابر المتشابه ما لا يعلم عين تأويله يعني لا يعرف فسره اخرون بان المتشابه ما لا نعرفه بالكلية ومثله بكيفية الصفات فان اهل السنة يثبتون الصفات تصديقا لخبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يثبت كيفيتها واخرون قالوا بان المتشابه هو القصص والامثال ولعل هؤلاء ارادوا المتشابه بالمعنى الثاني الذي هو وصف لجميع القرآن وليس وصفا لبعض الفاظه او بعظ اياته وهو النوع الثاني. لان قلنا بان المتشابه مرة يراد به التشابه الجزئي كما في هذه الاية في سورة ال عمران ولذا فان العلماء قد اختلفوا في الاية في قوله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا على قولين الاول يقول لان المراد بالتأويل هنا التفسير وبالتالي يكون الله والراسخون في العلم قد علموا تفسير القرآن وتكون الواو هنا عاطفة القول الساني يقول بان معنى تأويله اي حقيقته التي يؤول اليها وهذا مما يختص الله بعلمه بالتالي تكون والراسخون هنا على الابتداء الواو استئنافية والراسخون مبتدأ وليست معطوفة والخبر في قوله يقولون امنا به لان الراسخين لا يعلمون حقيقة ما يؤول اليه كلام الله تعالى وقد استشهد المؤلف بقراءة عبدالله وابي وابن وابن عباس على ان المراد حقيقة ما يؤول اليه وان الله ينفرد بتأويل بعلم تأويله المعنى الثاني او الاصطلاح الثاني في كلمة المتشابه المتشابه الكلي ومعناه تصديق بعظه لبعظ فان الله تعالى قال الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثانيا كقوله متشابها وصف للكتاب جميع الكتاب خلافنا قال منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فهناك تشابه جزئي المراد هنا بالتشابه الكلي هو انه يصدق بعظه بعضا صدق بعظه بعظا وهذا يشمل جميع ايات القرآن ومن ذلك انه متشابه في العدل كل اياته عدل كل اياته قد اعجز الله بها البشر قوله مثاني يعني يكرر وفسره ابن عباس بانه يحمل بعضه على بعض قال وهذان النوعان اي المتشابه الجزئي والمتشابه الكلي مما اختص بهما القرآن وهذا النوع الثاني وهو التشابه الكلي على قسمين احدهما الاقتصاص والمراد به انه يفسر بعضه بعضا ونفسر اية باية اخرى من قولهم اقتص الاثر اذا اتبعه هو ان يكون كلام في سورة مقرونا بلام الذكر كي يقوموا العالم بتفسير ذلك الكلام من موطن اخر من كلام الله عز وجل ومن ذلك لقوله تعالى وانه في الاخرة لمن الصالحين الصالح يكون صالحا في الدنيا فكيف وصفه بانه صالح فقال بانه لما عمل الصالحات في الدنيا وصفه بانه صالح بقوله ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات ونزله في قوله تعالى ولولا نعمة ربي لكنت من المحظرين فكلمة من المحظرين هنا من المحظرين هنا تحتمل معنى انه قد احضر واوتي به ولكن ليس المراد هنا المراد هنا ولولا نعمة ربي لكوني امنت واهتديت لكنت من المعذبين الذين يحظرون ويؤتى بهم في نار جهنم من اين اخذنا هذا المعنى من الاية الاخرى في قوله فاولئك في العذاب محذرون من قوله ثم لنحظرنهم حول جهنم جثيا ومن امثلة هذا في قوله ويوم يقوم الاشهاد من هم الاشهاد فيأتي مفسر ويقول انا بحثت في الايات الاخرى فافسر هذه الاية بما ثبت انه يشهد مثلا يستدل بقوله وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد فيقول ويوم يقوم الاشهاد يعني الملائكة بدلالة الاية الاخرى ويأتي اخر ويقول المراد بقوله ويوم يقوم الاشهد هم الانبياء لانهم يشهدون على اممهم بدلالة قوله فاذا جئنا من كل امة بشهيد ويأتي اخر ويقول المراد بقوله ويوم يقوم الاشهاد هم امة محمد صلى الله عليه وسلم لانهم يشهدون على الامم بان انبيائهم قد بلغوا عليهم لقوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس ففسرنا اية من القرآن بمواطن اخرى وهذا من تفسير القرآن بعضه ببعض لان القرآن مثاني يفسر بعظه بعضا ومثل للاقتصاص بقوله اني اخاف عليكم يوم التناد ما هو التناد هل هو من الند هو الشريك والمثيل او من النداء فقال طائفة بانه يوم التنادمن الند لان الله تعالى قال يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه فهؤلاء ففي ذلك اليوم ينفرد كل انسان عن قرابته وبالتالي هو يوم التناد بمعنى انه ينفرد عن جميع من له صلة به في الدنيا بينما اخرون قالوا بان المراد به النداء لان في ذلك اليوم يحصل نداء بين اهل الجنة واهل النار كما في سورة الاعراف لقوله ونادى اصحاب الجنة اصحاب النار ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ونادى اصحاب الاعراف مثالا اخر للاقتصاص لقوله تعالى عن اولياء الله لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة ما المراد بالحياة الدنيا هل المراد به وقت معاينة ملك الموت ولا المراد به في القبر ولا المراد به بشرى في حال حياتهم فيأتي من يقول بان البشرى المراد بها الجنة اخذا من قوله تعالى وابشروا بالجنة وابشروا في الجنة ويأتي اخرون ويفسرونها بتبشير الملائكة لهم وفي مرات يكون الاقتصاص في اية مستقلة كما في الامثلة السابقة وفي مرات يكون الاقتصاص في نفس الاية متصلا كقوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا كما ارسلنا الى فرعون رسولا. فكما ارسلنا الى فرعون رسولا. فعصى فرعون الرسول وقوله الرسول تفسير الرسول الاولى بقوله كما ارسلنا الى فرعون رسولا ويماثل هذا النوع ما يكون للبيان والتفسير من مثل قوله تعالى اودما مسفوحا كلمة مسفوحة فسرت ما في الاية الاخرى تعليم الميتة والدم ولحم الخنزير هنا منفصل وقد يكون في مرات متصلا بنفس الكلام ومن امثلته في قوله يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول يسألونك عن الانفال يعني ما حكمها؟ ولمن تكون ثم جاء الجواب مباشرة ومثله في قوله يسألونك عن الساعة ايان مرساها الجواب انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو وقد يكون منفصلا كما بحيث يرد ما يحتاج الى البيان والتوضيح في اية ويرد توضيحه وبيانه في اية اخرى من سورة اخرى كما في قوله واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمان ما الرحمان؟ لم يأتي في نفس السورة جواب عن تفسير هذا اللفظ فجاءت في سورة اخرى في قوله الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان ومثله في قوله فاذا هم فريقان يختصمون في سورة النمل في قصة ثمود لماذا يختصمون؟ جاءت الايات في سورة الاعراف لبيان هذا الاختصام ومختصموا في صالح لتصديقه هل هو مرسل او لا بقوله قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن امن منه ما تعلمون ان صالحا مرسل من ربه مثال اخر في قوله تعالى قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا هذا الكلام منهم دعوة انهم يستطيعون الاتيان بمثل القرآن لم يأتي الجواب في الحال وانما اخر البيان والجواب في سورة اخرى هذا الاول في سورة الانفال فرد الله عليهم في سورة الاسراء وغيرها من السور بقوله قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ومنه في قولهم وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم فيقول هذا الصبر لن ينفعكم لكن لم يرد في نفس السورة في سورة صاد وانما ورد في سورة فصلت فان يصبروا فالنار مثوى لهم ومنه في قوله تعالى في سورة الطور ثم رد عليهم في سورة اخرى بانه لو كان قد تقوله لاخذنا منه باليمين فان الله لا يرضى ان يكزب عليه مثله في اية اخرى بسورة الفرقان وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق فرد الله عليهم بان الانبياء السابقين كذلك يفعلون ومع ذلك من كذبهم نزلت به العقوبات فهذه امثلة ل كون القرآن متشابه يصدق بعظه بعظا ما على سبيل الاقتصاص او على سبيل التفسير والبيان وهذا امثلته في القرآن كثيرة يعني مثلا في قوله ما قال موسى ان الله يأمركم ان تذبحوه بقرة ثم بعد ذلك قال انها فارغ لا بكر طفرة وفاقع لونها وهكذا في قوله تعالى لان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون من هم الذين امنوا وكانوا يتقون فهذا شيء مما يتعلق بتصديق القرآن بعضه لبعض وكونه متشابها بالتشابه العام يقابل التشابه الاحكام فقد جاءت ايات ببيان ان القرآن كله محكم كما في قوله تعالى كتاب احكمت اياته اي اتقنت ومن الاتقان بينما في سورة ال عمران قال منه ايات محكمات الاحكام الخاص يراد به الا يدل اللفظ الا على معنى واحد لا يختلط بغيره فهذا تفسير ما يتعلق التشابه والاحكام ولعلنا نترك التعارض ليوم اخر بارك الله فيكم وفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بارك الله فيكم