بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين نقل المصنف رحمه الله في باب مسائل في في مسائل من الصوم وعن لقيط ابن صبرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اخبرني عن الوضوء قال اسبغوا الوضوء وخلل بين الاصابع مبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما. رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من اهله ثم يغتسل ويصوم. متفق عليه. وعن عائشة وام سلمة رضي الله عنهما قالتا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم وقال رحمه الله تعالى وان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اسبغ الوضوء وخلل بين الاصابع وبالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما قوله عليه الصلاة والسلام اسبغ الوضوء الاسباغ بمعنى الاتمام والاكمال ومنه قول الله عز وجل واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة يعني اتمها والامر في قوله اسبغ الوضوء يشمل الاسباغ الواجب والاسباغ المستحب الاسباغ الواجب هو غسل الاعضاء الاربعة التي امر الله عز وجل بها في قوله يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين واما الاسباغ المستحب فهو ان يأتي بمستحبات الوضوء من المبالغة في المضمضة والاستنشاق وتخليل الاصابع والاقبال في مسح الرأس والادبار الى غير ذلك يقول اسبغوا الوضوء خلل بين الاصابع وهذا شامل لاصابع اليدين واصابع الرجلين وهو في الرجلين اكد وتخليل الاصابع ان يدخل الخنصر بين اصابعه ان يدخل الخنصر او غيره بين اصابعه لاجل ان يتيقن وصول الماء الى بين الاصابع وبالغ في الاستنشاق. الاستنشاق هو جذب الماء الى الانف والمبالغة فيه ان يبالغ بجذبه الى الانف. لكن قال الا ان تكون صائما. يعني في حال الصوم فدل هذا الحديث على مسائل منها اولا مشروعية اسباغ الوضوء وهذا شامل للاسباغ الواجب كما تقدم والاسباغ المستحب وفيه ايضا دليل على جواز استعمال اللفظ المشترك في معنيين. لان قوله اسبغ شامل ولكن هذا مقيد اعني استعمال المشترك في معنييه اذا دلت القرين او فهم من السياق ومنها ايضا مشروعية تخليل الاصابع ويجب التخليل في حالين الحالة الاولى اذا كان بين الاصابع ما يمنع وصول الماء الى البشرة من وسخ او تراب او طين والمسجد الثانية اذا كانت الاصابع متلاصقة. بحيث انه لا يمكن ان يصل الماء الا بالتخليل. ففي هاتين الحالين يجب على ان يخلل بين اصابعه اما اذا تيقن او غلب على ظنه ان الماء يصل فانه لا يجب بل هو من المستحبات ومنها ايضا مشروعية مبالغة الاستنشاق بقول وبالغ في الاستنشاق. الا الا ان يكون صائما فاذا كان صائما فلا يشرع له ذلك ومنها ايضا ان الانف منفذ معتاد اذ لو لم يكن الانف منفذا معتادا لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المبالغة عن المبالغة بالاستنشاق في حال الصوم ومنها ايضا انه يؤخذ منها قاعدة سد الذرائع. وان كل ما يوصل الى المحرم او يكون سببا له فانه نعم لهذا قال بالغ في الاستنشاق الا ان تكون صائما. اما الحديث الثاني والثالث فهو حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من جماع ثم يغتسل يعني بعد الفجر وقولها كان يصبح جنبا الجنب من لزمه الغسل اما بجماع واما باحتلام لكن المراد في الحديث كان يصبح جنبا يعني من جماع وليس من احتلام. اولا لانه جاء في رواية من جماع اهله وثانيا ان الجماع من ان الاحتلام من تلاعب الشيطان بالانسان. والانبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من لذلك وثالثا ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ولا ينام قلبه. فمن خصائصه عليه الصلاة والسلام انه لا يحتلم فدل هذا الحديث على فوائد منها اولا صحة صوم الجنب وان لم يغتسل الا بعد طلوع الفجر في ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يدركه الفجر وهو جنب ويقاس على الجنب الحائط. فاذا طهرت الحائض قبل الفجر صح صومها وان لم تغتسل الا بعد طلوع الفجر ومنها ايضا من فوائد هذا الحديث انه لا تجب المبادرة بغسل الجنابة. وان الانسان اذا لزمه غسل الجنابة لا يجب عليه ان يبادر وانما تجب المبادرة عند ارادة فعل الصلاة او او اذا اراد ان ما لا يباح الا بالطهارة. قراءة القرآن ومس المصحف وما اشبه ذلك ومنها ايضا من فوائده فضيلة نساء النبي صلى الله عليه وسلم حيث نقلن للامة كثيرا من الاحكام التي كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ومنها ايضا بيان الحكمة من تعدد ازواج النبي صلى الله عليه وسلم الرسول عليه الصلاة والسلام عدد الزوجات ليس لمجرد الشهوة وانما لحكم منها نقل الاحكام الشرعية الامة ويستفادوا من هذا ايضا ان الاصل في افعال النبي عليه الصلاة والسلام التأسي به ولذلك قالت كان يصبح جنبا من جماع ثم يغتسلوا بعد الفجر فذكرت ذلك لاجل ان تتأسى الامة به فالاصل في افعاله التأسي ولا ساروا الى الخصوصية بان يقال ان هذا الحكم خاص به الا بدليل لعموم قول لعموم قول الله عز وجل لقد كان لكم رسول الله اسوة حسنة وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد