بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن ماجة علينا وعليه رحمة الله حدثنا ابو سعيد عبدالله ابن سعيد قال حدثنا ابو خالد الاحمر قال سمعت مجالدا يذكر عن الشعبي عن جابر بن عبدالله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم تخطى وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره ثم وضع يده في الخط الاوسط فقال هذا سبيل الله ثم تلا هذه الاية وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله قوله حدثنا ابو سعيد عبد الله ابن سعيد هو ابن حصين الكندي المفسر الحافظ صاحب التصانيف توفي عام سبع وخمسين مئتين. قال ابو حاتم امام اهل زمانه قال حدثنا ابو خالد الاحمر وهو سليمان ابن حيان الازدي ولد عام اربع عشرة ومئة وتوفي عام تسعين ومئة وهو ثقة وثقه علي ابن المديني وقال ابو حاتم صدوق وقال النسائي ليس به بأس قال سمعت مجالدا وهو مجالد ابن سعيد ابن عمير ابن بسطام. توفي عام اربع واربعين ومئة وهو ضعيف يذكر عن الشعبي عامر ابن شراحيل الشعبي من خيار التابعين توفي عام اربع ومئة عن جابر ابن عبد الله الصحابي ابن الصحابي. وقد مكث جابر بعد وفاة عبد الله ابن عمر يفتي الناس. فدل على انه محدث فقيه عالم من علماء الصحابة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره ثم وضع يده في الخط الاوسط فقال هذا سبيل الله اي هذا الطريق الموصل الى رحمة الله والى جنة الله تعالى والى مراد الله ثم تلا هذه الاية وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وهذا الحديث حديث ضعيف بسبب ضعف جارد ابن سعيد ومقصوده بهذا التمثيل توضيح حال الدين وحال السالك منه وانه ينبغي له ان لا يميل عن هذا الدين وعن هذا الصراط المستقيم ادنى منه فانه بادنى ميل يقع في طرق الضلالة لقربها واشتباهها اذا طريق النجاة هو التمسك بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلا وتركا فما فعله النبي صلى الله عليه وسلم نفعله وما تركه النبي صلى الله عليه وسلم نتركه ولذلك هذا باب عظيم من ابواب الحسنات فان فعل السنة يؤجر عليه الانسان وترك ما تركه النبي هو من السنة التركية فهو باب واسع من ابواب الحسنات لمن علم هذا ولمن استحضر النية عند تركه لكل عمل لم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم اذا الفوز والنجاة والرفعة في تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بكتاب الله تعالى وفهمه وان الانسان يركز في حياته ولا يجعل باله يذهب في السرحان. كثير من الناس يجلس على الطعام وعلى الشراب وعلى غيره وهو يسرح بعيد فهذا السرحان مضيعة للازمان فينبغي على الانسان ان يجعل عقله في محبة الله تعالى في كلامه في ذكره في تدبر اياته بان الانسان يطالع النعم بان القاعدة تقول على العارف ان يسير الى الله بين مطالعة منا ومشاهدة عيب النفس. فالمرء ينظر الى نعم الله فينشرح صدره ويهدأ باله وسوف يجد في صدره محبة لربه جل جلاله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته