وعن جابر ابن سمرة قال رأيت خاتما في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم كانه بيضة حمام وفي رواية في صحيح مسلم قال رأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين فهذا هو مجلسنا الحادي عشر من مجالس شرح شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وفيه شرح الحديث الحادي عشر وقد اعتدنا ان نقرأ الحديث ثم نتحدث في الشرح قال الترمذي حدثنا سفيان بن وكيع الحمد لله قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن زهير عن ابي اسحاق قال سأل رجل البراء بن عازب اكان وجه اكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف قال لا بل مثل القمر ايها الاخوة الكرام قد مر معنا في هذه المجالس الكلام عن حسن خلق عن حسن خلقه وعن حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ومر عندنا في حديث براء رضي الله عنه قال كان احسن الناس وجها واحسنه خلقا والحديث في الصحيحين وفي رواية لم ار شيئا قط احسن منه وفي حديث انس لم ارى بعده ولا قبله مثله وفي حديث ابي الطفيل كان مليحا اما اعتدال قول النبي صلى الله عليه وسلم فجاء في حديث البراء رضي الله عنه قال ليس بالطويل البائن ولا بالقصير والحديث في الصحيحين في صحيح البخاري من حديث انس كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير وفي رواية في الصحيحين في حديث ابي الطفيل كان مقصدا اما لون النبي صلى الله عليه وسلم ففي حديث انس ابن مالك قال كان ازهر اللون ازهر اللون اي مشرق ليس بابيض امهق ولا ادم اي ليس باثمر والحديث ايضا في الصحيحين وفي حديث ابي الطفيل في صحيح مسلم كان ابيض وفي حديث براء ان كان احسن الناس وجها اخرجه البخاري ومسلم. وفي حديث انس عند البخاري حسن الوجه وسئل البراءة كان وجه النبي مثل السيف قال لا بل مثل القمر والحديث ايضا رواه البخاري وفي حديث جابر ابن سمرة قال كان وجهه مثل السيف؟ قال لا بل كان مثل الشمس والقمر وكان هذه الرواية في صحيح الامام مسلم اما فم النبي صلى الله عليه وسلم وعيناه فعن سماك ابن حرب قال سمعت جابر ابن ثمر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وليع الفم اشكل العين اما شعره ففي حديث انس ابن مالك ليس بجعد قطط ولا سبطن رجل الحديث في الصحيحين اما لو لشعره وشيبه ففي حديث جابر ابن سمر قال كان شمت مقدم رأسه ولحيته وكان الى الدهن لم يتبين واذا شعث رأسه تبين وكان كثير وكان كثير شعر اللحية اخرجه الامام مسلم في صحيحه ومخالطة الشعر الابيض السواد انما كان البياض في عن فرقته وفي الصدقين وفي الرأس وفي حديثه يعني هذا جاء ايضا في حديث في صحيح مسلم وفي حديث عبد الله بن موسى رظي الله عنه كان في عنفقته شعراء تنبيظ اخرجه البخاري برقم ثلاث الاف وخمس مئة وست واربعين فالغالب ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغير شيء لانه قليل وربما صبغ احيانا فانعم بالله ابن عمر رضي الله عنهما قالوا اما الصفرة فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها فانا احب ان اصبغ بها. رواه البخاري ومسلم وعن عبد الله ابن موهب قال دخلت على ام سلمة رضي الله عنها فاخرجت الينا شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم مخضوبا رواه البخاري ومسلم وفي رواية احمر اما مقدار شعر النبي فتارة ان يكون شعره الى الاذنين ويسمى وفرة كما تقدم وتارة ينزل لكن لا يصل الى المنكبين ويسمى ويسمى لما وتارة يكون منكبيه ويسمى جما فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة والحديث في جامع الترمذي وقال حسن صحيح غنيم وعن انس ابن مالك قال كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ليس بالسبق ولا الجعد بين اذنيه وعاتقيه الحديث في الصحيحين وعن انس ايضا كما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه وعن البراء ابن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم الجم ايضا في الصحيحين اما فرق النبي لشعره وسدله فقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم شعره ثم تدله الى الامام والخلف هو الذي استقر عليه في الاخر الفرق فعن ابن عباس رضي الله عنه هما قال كان اهل الكتاب يسدلون اشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة اهل الكتاب فيما لم يؤمر به. فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد والحديث في الصحيحين اما الغذائر فهل كان للنبي صلى الله عليه وسلم غذائر؟ لم يصح امر الغذائر عن النبي صلى الله عليه وسلم اما منك فالنبي كفاه وقد مات في حديث البراء قال بعيد ما بين المنكبين في الصحيحين وفي حديث انس قال كان ضخما اليدين والقدمين وفي حديث سماك ابن حرب عن جابر قال كان منهوس العقبين وفي صحيح مسلم من حديث انس قال ما مسست ديباجا ولا حريرا الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم اما طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم ففي حديث ابي جحيفة قال فاخذت بيده فوظعتها على وجهي فاذا هي ابرد من الثلج واطيب رائحة من المسك والحديث رواه البخاري وفي حديث انس قل كأن عرقه اللؤلؤ ولا شممته مسكة ولا عنبرة اطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث رواه مسلم اما خاتم النبوة وهو بضعة ناشذة من جسد النبي صلى الله عليه وسلم لونه يشبه جسده وقدرهما بين بيضة الحمامة وجمع اليد بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم فيه شعرات يميل الى الجهة اليسرى وما حوله نافئ يميل الى السواد فعن السائل بن يزيد رضي الله عنه قال نظرت الى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجرة. الحديث في الصحيحين والحجل طائر اكبر من الحمام بيسير وهو لحم ذكي كنا نصيده حينما كنا في بلادنا في العراق نسأل الله ان يحفظ المسلمين في جميع بلاد المسلمين وفي صحيح مسلم من حديث عبدالله ابن ثالث قال نظرت الى خاتم النبوة بين كتفيه عند نابض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان كامثال التآليل. الحديث في صحيح مسلم وسيأتينا باذن الله في الشمائل في حديث عمرو بن اخطب شعرات مجتمعات وحديثنا اليوم هو يقول فيه الترمذي حدثنا سفيان ابن مكيع وسفيان ابن وكيع تقدم الكلام عليه وان فيه ظعفا لانه كان يظمظ نبض كتاب ولم يظبط كتابه وكان لديه وراق وكان وراقه يزيد في كتابه فلما نصح لم يقبل فسقط حديثه اي ترك صار متروك قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي وحميدر وعن زهير وزهير من اوثق الناس يعني من من الثقات في ابي اسحاق ليس من اثر الناس من اوثق الناس في ابي اسحاق اسرائيل لكن رواية زهير عن ابي اسحاق رواية قوية بدليل ان صاحبي الصحيحين قد خرج هذه الروايات قال سأل عن ابي اسحاق قال سأل رجل البراء ابن عازب اكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف قال لا بل مثل القمر الخبر اسناده ضعيف وهو حديث صحيح فان سفيان ابن مكيع ضعيف لكن الحديث قد روي من غير طريقه. هل نقول انه قد توبع وارتقى؟ لا نقول لشدة ضعفه فهو طاقة الحديث متروك الحديث لكن الحديث صحيح من غير طريق حتى نفرق بينما بين الراوي الذي فيه مقال ويصلح ان يعتبر به وبين الراوي الذي لا يصلح ان يعتبر بهم وباقي رجال اسناد ثقات ورواية زهير بن معاوية عن ابي اسحاق السبيعي في الصحيحين فلا عبرة بمن تكلم في روايته عنهم لان صنيع صاحبي الصحيحين اقوى من صنيع غيرهما والحديث اخرجه الترمذي وقال حسن صحيح والحديث في صحيح البخاري وعند ابن حبان فالحديث صحيح وله شاهد من حديث اسرائيل عن سمات عن جابر ابن سمرة فالحديث اذا هو من الاحاديث الصحيحة طبعا مثل السيف يحتمل انه يريد به لمعان السيف وبريغه ويحتمل انه يريد به طول السيف واستقامته وقوله لا بل مثل القمر ذكر ان وجهه مثل القمر في ضيائه وتلألؤه ونوره وكذلك في استدابته وللحافظ ابن حجر كلام قال كأن السائل اراد انه مثل السيف في الطول. فرد عليه البراء فقال بل مثل القمر اي في التدوير قال ابن حجر ويحتمل ان يكون اراد مثل السيف في اللمعان والثقال فقال بل فوق ذلك وعدل الى القمر لجمعه الصفتين من التدوير واللمعان اذا هذا الحديث هو من الاحاديث الصحيحة وقد جاء عند الترمذي هنا بسند فيه ضعف. لكن مما اذكره هنا قال الحافظ ابن حجر ووقع في رواية زهير المذكورة اكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا مثل السيف هكذا بهذا اللفظ هذه اللفظة لم اجدها فيما تيسر لي من مصادر في هذه البلاد بلاد بني عثمان حينما غبت حينما غبت عن كتبي في دار الحديث العراقية اعاد الله امجادهم لكن الحافظ ايضا حينما ذكر هذه الرواية لم يخرج هذه الرواية واظن ان الحافظ ابن حجر قد قلد غيره وعليك يا اخي الكريم ان تنظر كيف وصف الصحابة وجه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف وايضا جاء في الصحيحين من حديث انس يقول فكشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر الينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف فانظر الى هذه العبارة حتى قال النووي في شرحه لصحيح مسلم قال عبارة عن الجمال البارح وحسن البشرة وصفاء الوجه واستنارته وحقيقة انت عليك ان تنظر وتفكر اذا كان هذا الصفاء والجمال وحسن البشرة كان يوم وفاته صلى الله عليه وسلم فكيف كان ايام شبابه وايام فحولته صلى الله عليه وسلم والصحابة قد وصفوا وجه النبي صلى الله عليه وسلم بالشمس ووصفوه بالقمر لانهم لا يعرفون شيئا اجمل منهما ولا شك ان وجهه صلى الله عليه وسلم كان اجمل من ذلك بكثير ولكنهم ارادوا ان يمثلوا لنا وجه النبي صلى الله عليه وسلم الشريف بما يعرفون اذا هذا الحديث اكان الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار وحينما قال مثل السيف يعني يحسب انه اراد مثل السيف الطول كما مر ويحتوي انه اراد في التدوير ويحتمل انه اراد مثل السيف اللمعان والثقال وهكذا يعني هذا كل ذلك وجه الشبه محتمل في هذا اذا هذا من جماله صلى الله عليه وسلم. وقد رزق الناس الجمال في هذه الدنيا ولكن الكثير منهم يعني فاته ونسي ان الجمال الظاهر زينة خص الله بها كثيرا من خلقه وهذه الزينة هي زيادة هي من زيادة الخلق التي قال الله فيها يزيد في الخلق ما يشاء قال المفسرون هو الصوت الحسن والصورة الحسنة والقلوب مطبوعة على محبته كما هي مفطورة على استحسانه وكل من الجمال الظاهر والجمال الباطن نعمة من الله توجب على العبد شكرا بالتقوى وبالصيانة وبهذا يزداد الانسان جمالا على جماله اما اذا ظيع الانسان الامانة واستعمل جماله في معاصي الله قلب الله محاسن ذاك الجميل شيلا وقبحا يعني كان في سيرة النبي وفي سيرة الصالحين الدعاء الى جمال الباطن بجمال الظاهر قال جبريل ابن عبد الله البجلي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم انت امرؤ حسن الله خلقك فحسن خلقك يعني هكذا ينبغي على الانسان حينما يرى خلقته الجميلة عليه ان يسعى لاداء شكرها ويحسن خلقه ويسعى لتحسين عمله واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اجمل اجمل الخلق واحسنهم وجها وكان يحمد الله على هذه النعمة وجاء في الصحيحين من حديث كعب ابن ماز قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا سر استنار وجهه حتى كأنه فلقة قمر اذا ايها الاخوة الجمال قد اعطي النبي صلى الله عليه وسلم جمال الخلق واعطي جمال الاخلاق والانسان يتمثل بالنبي صلى الله عليه وسلم والمعرفة بهذا تزيد من محبته ولما كان الجمال من حيث هو محبوب للنفوس معظم في القلوب لم يبعث الله نبيا الا جميل الوجه كريم الحسب حسن الصوت كما قال علي ابن ابي طالب وقد سئل اكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم يعني لما سئل ايضا قال لا بل مثل القمر. في صفته يقول كان الشمس تجري في وجهه. فكان كما قال حسان متى يبدو في الدجى البهيم جبينه يذبح مثل مصباح الدجى المتوقد. اذا قد حب الله نبيه بهذه الصفات فنحن نحب الله سبحانه وتعالى ونحب النبي صلى الله عليه وسلم ومحبتنا للنبي من محبة الله تعالى فنحمد الله ان جعلنا مسلمين ونحمد الله ان وصلت الينا اخبار النبي واسانيده ونحمد الله ان كمل نبيه خلقا وخلقا والحمد لله ان وصلتنا اخباره حتى نقتدي به فعسى الله ان يجعلنا واياكم من الذين يقتدون به صلى الله عليه وسلم وقبل ان نختم مجلسنا نعيد قراءة الحديث حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن زهير عن ابي اسحاق قال سأل رجل البراء بن عازبة اكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف قال لا بل مثل القمر فيسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يزيدنا من اخبار هذا النبي العظيم وان يجعلنا من الذين يتعلمون حديثه صلى الله عليه وسلم وان يجعلنا الله من الذين لهم النظارة في هذه الدنيا وان يكفينا الله سبحانه وتعالى شر الاشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار الا طارقا يطرق بخير ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا من كتابه وان يفقهنا في معاني الكتاب وان يفقهنا في امور الدين فان الفقه في الدين ثمرة هذه العلوم الشرعية العظيمة ونحن في تدارسنا هذا نتدارك فقه شمائله صلى الله عليه وسلم وفي ذلك ان شاء الله خير لنا فنسأل الله تعالى ان ينفع بهذا الكتاب وبشرح هذا الكتاب وبالاستماع اليه ان ينفعنا بذلك في الدنيا وفي الاخرة وان يجعلنا ربنا جل جلاله يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم