الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنستأنف درسنا في كتاب بهجة قلوب الابرار وقرة عيونهم اخيار بشرح جوامع الاخبار العلامة السعدي رحمه الله الله كنا قد وقفنا على الحديث التاسع والعشرين فنبدأ على بركة الله تعالى الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال الشيخ الامام العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى الحديث التاسع والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق المسلم على المسلم ست قيل وما هن يا رسول الله؟ قال اذا لقيته فسلم عليه. واذا دعاك فاجبه. واذا استنصحك فانصح له اذا عطس فحمد الله فشمته. واذا مرض فعده واذا مات فاتبعه. رواه مسلم الحديث من جوامع الاخبار من جهة انه يبين حقوق المسلمين بعضهم على بعض والحقوق كما هو معلوم منقسمة الى ثلاثة اقسام حق الله عز وجل العبد واعظم انواع الحقوق واجلها وهو التوحيد ثم طاعته تبارك وتعالى فيما يأمر واجتناب ما عنه ينهى ويزجر سبحانه وتعالى النوع الثاني حقوق الناس وحقوق الناس اما ان يكون لهم حق خاص كالوالدين والجيران والزوجة والاولاد واما ان يكون لهم حق عام كالمسلمين وهذا الحديث يتحدث عن هذا الشق وهي الحقوق العامة التي تكون للمسلمين على المسلمين والنوع الثالث وهو اقل الحقوق اذ لا يترتب عليه كثير من العقوق حق النفس على النفس حق النفس على الانسان واعظم حق النفس على الانسان حملها على الطاعة واعظم حق النفس على الانسان حملها على الطاعة قدر الوسع والاستطاعة نعم قال رحمه الله تعالى هذه الحقوق الستة قام بها من في حق المسلمين كان قيامه بغيرها اولى وحصل له اداء هذه الواجبات والحقوق التي فيها الخير الكثير والاجر العظيم من الله الاولى اذا لقيته فسلم عليه. هنا قوله الحر ستة في بعض الروايات حق المسلم على المسلم خمس في بعض الروايات السبع هذا آآ الحق حق المسلم على المسلم ليس محصورا لا في خمس ولا في ست ولا في سبع ولا في عشر وانما المقصود على التنبيه على اعظمها ففي موضع يذكر خمسا منها ولا يعني انه لا يوجد سواها فانت اذا قلت هذه خمس دراهم للصدقة لا يعني انه ليس هناك درايم اخرى لا يعني انه ليس هناك ضرائب اخرى للصدقة فلما يقول النبي صلى الله عليه وسلم حق المسلم على المسلم خمس لا يعني انها لا تزيد واذا قال الست لا يعني انها لا تزيد اذا ذكر العدد هنا انما هو من باب التنبيه على الاهم وليس من باب الحصر ذكر العدد ها هنا من باب التنبيه على الاهم وليس من باب الحصر نعم قال رحمه الله الاولى اذا لقيته فسلم عليه فان السلام سبب للمحبة التي توجب الايمان الذي يوجب دخول الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تدخل الجنة حتى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتى تحابوا. افلا ادلكم على شيء اذا فعلت تموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم والسلام من محاسن الاسلام فان كل واحد من المتلاقيين يدعو للاخر بالسلامة من الشرور. وبالرحمة والبركة الجالبة لكل خير. ويتبع ذلك من البشاشة والفاظ التحية المناسبة ما يوجب التآلف والمحبة ويزيل الوحشة والتقاطع فالسلام حق للمسلم وعلى المسلم عليه رد السلام عليكم وعلى المسلم عليه رد التحية بمثلها او احسن منها. وخير الناس من بدأهم بالسلام السلام كما قال الشارح رحمه الله هو دعاء السلام عليكم ورحمة الله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وهو خبر بمعنى الطلب من الجهتين امر بمعنى الطلب من الجهتين فكأن المسلم حينما يقول السلام عليكم ورحمة الله اي اطلب السلامة عليكم واطلب عليكم رحمة الله واذا قال المسلم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اي اطلب عليكم السلامة من الله واطلب عليكم رحمة الله وبركاته اذا السلام قاء وردا خبر بمعنى الدعاء والطلب الثانية اذا دعاك فاجبه اي اذا اي دعاك لدعوة طعام او شراب فاجبر خاطر اخيك الذي ادلى عليك واكرمك بالدعوة واجبه لذلك الا ان يكون لك عذر اه بالنسبة قال السلام بعض الناس ربما يبدل السلام بلفظة اخرى دائما هذه قاعدة ان من ابدل اللفظ الشرعي بلفظ عرفي فانه سينتقل الى الادنى لن ينتقل للاعلى ساضرب لكم مثالا الله سبحانه قال لبني اسرائيل وادخلوا الارض المقدسة فما دخلوها وطلبوا مصرا غيرها واعطاهم المن والسلوى فما شكروها. وطلبوا طعاما غيرها. فقال الله لهم اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير فاي لفظ يتصوره الانسان غير اللفظ الشرعي لن يكون اعلى منه ولا مساويا له سيكون ادنى منه لو قال انسان صبحك الله بالخير مساك الله بالخير او بعض الناس يختصرها الله بالخير ويقصد اطلب من الله الخير لك اين كلمة الخير من كلمة السلامة والرحمة لا توجد مقارنة ولهذا ادعو نفسي واياكم الالتزام بالالفاظ الشرعية فانها خير وبركة نفس هذا الكلام لما يأتي انسان ويريد ان يمدح النبي صلى الله عليه وسلم يمدحه بقول شاعر او يمدحه بقول عالم ويتركوا مديح رب العالمين الذي انزله من فوق سبع سماوات مديح الناس شعراء كانوا او علماء لا يخلو من امرين اما ان يكون حقا فهو دون ما انزله الرحمن او باطلا ناقصا او باطلا مزيدا فيه فلماذا نترك ما جاء من الله تمسك بما قاله الشعراء او العلماء هذا امر عجيب الله سبحانه وتعالى من قاله هو الحق ورسوله صلى الله عليه وسلم ما قاله هو الصدق اي شاعر من الشعراء يمكنه ان يأتي بلفظة تدل على هذه اللفظة وما ارسلناك الا رحمة من من العلماء يمكنه ان يأتي بلفظة تدل على هذه الكلمة العظيمة الجامعة في اية واحدة وانك لعلى خلق من من الشعراء يمكنه ان يأتي بدون غلو ولا تقصير بكلمات ثلاث توازي هذه الكلمات المنزلات انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا ينبغي التزام الالفاظ الشرعية اما بالنسبة لدعاء اخيك لك الى وليمة فاذا كانت الوليمة غير مكلفة وعينك يجب ان اما اذا كانت الوليمة مكلفة او كانت الدعوة عامة فلا يجب ان فلا يجب وانما يندب وبعض العلماء يقول وليمة العرس واجبة التلبية وما عداها فمندوب والصواب ما ذكرت ان الوليمة سواء كانت بعرس او ضيافة او زيارته او سفر اذا كانت بغير كلفة وعينت يجب على الانسان ان واما تعلم انه يتكلف او فيه منكرات فلا يجوز نعم قال رحمه الله الثالثة قوله صلى الله عليه وسلم واذا استنصحك فانصح له اي اذا شاورك على عمل من الاعمال هل اعماله ام لا؟ فانصح له بما تحبه لنفسك فان كان العمل نافعا من كل وجه تحثه على فعله وان كان مضرا فحذره منه. وان احتوى على نفع وضرر فاشرح له. وازن بين والمفاسد وكذلك اذا شاورك على معاملة احد من الناس او تزويجه او التزوج منه فابذل له محض نصيحتك واعمل له من الرأي ما تعمله لنفسك واياك ان تغشه بشيء من ذلك فمن غش المسلمين فليس منهم. وقد ترك واجب النصيحة وهذه النصيحة واجبة مطلقة. ولكنها تتأكد اذا استنصحك وطلب منك الرأي النافع. ولهذا قيده في ولهذا قيده في هذه الحالة التي تتأكد وقد تقدم شرح الحديث الدين النصيحة بما يغني عن اعادة الكلام. النصيحة الاصل هي واجبة ولكن لعلم الناصح ان النصيحة ربما يترتب عليها مفسدة او ان المنصوح له معرضا يزداد عتوا فحينئذ يعمل بحديث ابن مسعود ويروى مرفوعا قال اذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا فعليك بخاصة نفسك ومن جاءك استنصحك ومن جاءك ايش تنصحون فاذا استنصحك انسان وجب عليك ان تبذل له غاية ما تعلم تكفه عن الشر غاية ما تقدر لان هذا من علامات الايمان علامات محبة الخير للغير من علامات البر والتقى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان فهذه من علامات الايمان متى ما فقدت الامة النصيحة واصبح حالها على الفضيحة واصبح القيل والقال في الصحيفة فهذه علامات هلاك وعلامات الشر عياذا بالله تعالى نعم الرابعة قوله صلى الله عليه وسلم واذا عطس فحمد الله فشمته وذلك ان العطاس نعمة من الله بخروج هذه الريح المحتقنة في اجزاء بدن الانسان يسر الله له من يسر الله لها منفذا تخرج منه. فيستريح العاطس فشرع له ان يحمد الله على هذه النعمة شرع لاخيه ان يقول له يرحمك الله وامر ان يجيبه بقوله يهديكم الله ويصلح بالكم. فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت. ولا يلومن الا نفسه وهو الذي على نفسه النعمتين نعمة الحمد لله ونعمة دعاء اخيه له المرتب على الحمد الحقيقة ان التشميت العاطس من محاسن الاسلام شميت العاطس من محاسن الاسلام كان الناس في الجاهلية اذا عطس احدهم يقول اخ او او او اه او يصرخ ويضحك الناس عليك فجاء الاسلام بهذه الصفة الحميدة ان العاطس عليه ان يضع منديلا ويعطس يحمد الله ومن يسمعه من الناس يشمتونه او يشمتونه يشمتونه اي بمعنى يبعدون عنه الشماتة اه يشمتونه اي يبعدون عنه الشماتة او يشمتونه بمعنى يدعون له بالسمت والوقار فيقولون له يهديكم الله ويصلح بالكم في الجمع بين الهداية صلاح البال امرين الاول هداية علمية والثاني بداية بدنية يهديكم الله اي في عيونكم ومعارفكم وصائركم يصلح بالكم اي في ابدانكم واحوالكم اي دين اعظم من هذا الدين واي تشريع اجل من هذا التشريع الذي لا لا مثيل له في الدنيا فلن تجد شريعة ولا ديانة يعلمك ماذا تقول اذا عطست وماذا تقول اذا سمعت من يعطس ويحمد الله عز وجل صدق الله يوم اكملت لكم دينكم نعم قال رحمه الله الخامسة قوله صلى الله عليه وسلم واذا مرض فعده عيادة المريض من حقوق المسلم وخصوصا من له حق عليك متأكد كالقريب كالقريب والصاحب ونحوهما ومن افضل الاعمال الصالحة ومن عاد اخاه المسلم لم يزل يخوض الرحمة فاذا جلس عنده غمرته الرحمة ومن عاده اول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي من عادوا اخر النهار صلت عليهم الملائكة حتى يصبح ينبغي للعائد ان يدعو له بالشفاء وينفس له ويشرح خاطره بالبشارة بالعافية ليذكره التوبة والانابة الى الله. والوصية النافعة ولا يطيل عنده الجلوس بل بمقدار العيادة الا ان يؤثر الا ان يؤثر المريض كثرة تردده وكثرة جلوسه عنده. فلكل مقام مقال بالنسبة لزيارة المريض لا شك ان فظلها عظيم لا سيما من طال مرضه بعد عنه زواره قل جلساؤه وانهكه المرض فانه بحاجة الى الدعاء تصبير بحاجة للتذكير بحاجة الى الاعانة فاذا ما تخلى عنه القريب الصديق والحبيب فماذا يفعل المريض الوحيد ويتأكد وجوب زيارة المريض اذا كان قريبا كالوالدين والزوجين والابناء والاعمام ومن بينك وبينهم رحم او معرفة كما يقال عند مظائق الامور تتضح ان تتضح الصحبة المبرورة تجد ان الناس كثيرون حول الانسان في حال الرخاء وقليل من تجده في حال الشدة وفي حال الحاجة هذا ينبغي على الانسان ان يبذل الزيارة لوجه الله لوجه الله اعرف رجل يزور مريضا مغمى عليه مغمى عليه فقلت له لماذا تزوره وهو لا يشعر بك قال لكن الله يراني الامر عظيم ايها الاخوة نعم قال رحمه الله السادسة قوله صلى الله عليه وسلم واذا مات فاتبعه فان من تبع جنازة حتى يصلى عليها فله قيراط من الاجر فان تبعها حتى تدفن فله قيراطان واتباع الجنازة فيه حق لله حق للميت وحق لاقاربه الاحياء اتباع الجنائز اذا كان بمجرد الاتباع الى المقبرة فهذا مندوب اما اذا كان لاجل الدفن فهذا فرض كفاية ولذلك ينبغي الانسان يدرك ان اتباع الجنازة فيها عدة حقوق كما ذكر الشيخ حق للميت وحق لله سبحانه وتعالى وحق لاقاربه الاحياء وحق للمجتمع فان المجتمع المسلم لابد ان يدفنوا موتاهم حتى لا تنتن او لا ينتن البلد بريح الاموات ولذلك ايها الاخوة من محاسن الاسلام غسل الميت فينوا الميت الصلاة على الميت هذه من محاسن الاسلام من الامور التي قلما تجدونها في دين من الديانات لو تأملنا حال كثير من الناس وجدنا انهم يدفنون موتاهم كما يجزنون الجيف توابهم ومنهم من يحرقون موتاهم كما يحرقون طعامهم ومنهم ومنهم ومنهم ومن تأمل حال اهل الاسلام لا سيما المتمسكين منهم بالسنة وقت الدفن علم علم اليقين ان هذا هو الدين القويم ومن ابتداء الدفن يظهر انه لا فرق بين الراعي والرعية والملك والمملوك والرئيس والمرؤوسي هذا حال اهل الاسلام نسأل الله ان يميتنا واياكم على التوحيد زيارة المقابر يوميا اذا كان لاجل الصلاة على الجنازة لان اليوم الصلوات على الجنازة لا تكون الا عند المسجد القريب في المقبرة فاذا كان الذهاب لاجل صلاة الجنازة هذا امر مندوب ولو كان يوميا اما زيارة المقابر زيارة المقبرة يوميا هذا خلاف السنة السنة زيارة المقابر غبا زيارة المقابر اما تكرار الزيارة تكرار الزيارة ينزع العظة من القلب حتى يصبح الانسان لا يتأثر بالاموات اذا رآهم وبالقبور اذا شاهده قال رحمه الله الحديث الثلاثون عن ابي موسى رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما. رواه البخاري. هذا الحديث من جوامع الاخبار لانه يدلنا على تعامل وصورة من الصور التي بها يعامل الله سبحانه وتعالى عباده فضله وكرمه وجوده وهي متعلقة بكتابة الاعمال وكل انسان لديه كتابة اعمال فلابد ان يعرف كيف تكتب اعماله يظن الظالم منا انه مهما قال او فعل ما دام الناس لا يدرون فلا شيء عليه ويغيب عن عن ذهنه ان لله ملائكة كراما يكتبون لا يغيبون ويشهدون رقيب وعتيد ينبغي للانسان ان يتنبه لنفسه نعم قال رحمه الله هذا من اكبر منن الله على عباده المؤمنين ان اعمالهم المستمرة معتادة اذا قطعهم عنها مرض او سفر كتبت لهم كلها كاملة لان الله يعلم منهم انهم لولا ذلك المانع لفعلوها. يعطيهم تعالى بنياتهم مثل اجور العاملين مع اجر المرض ومع ما يحصل به من القيام بوظيفة الصبر او ما هو اكمل من ذلك من الرضا والشكر من الخضوع لله والانكسار له. ومع ما يفعله المسافر من اعمال ربما لا يفعلها في الحضر من تعليم او نصيحة او ارشاد الى مصلحة دينية او دنيوية وخصوصا في الاسفار الخيرية كالجهاد والحج والعمرة ونحوها. ويدخل في هذا الحديث ان من فعل العبادة على وجه ناقص وهو يعجز عن فعلها على الوجه الاكمل فان الله يكمل له بنيته ما كان يفعله لو قدر عليه ان العجز عن مكملات العبادات نوع مرض. والله اعلم من كان من نيته يعمل خير ولكنه اشتغل بعمل اخر افضل منه ولا يمكنه الجمع بين الامرين فهو اولى ان يكتب له ذلك العمل الذي منعه منه عمل افضل منه بل لو اشتغل بنظيره فضل الله تعالى عظيم هذا الحديث يدلنا ايها الاخوة على امر عظيم من آآ الامور التي يجب الانسان ان ينتبه لها وهو احسان العمل الصالح فاذا كانت نيتك خالصة لله تبارك وتعالى ثم اخطأت لاي سبب من الاسباب ولنفرض نقول نقول الانسان ينبغي ان ينتبه الى نيته والى بذل وسعه وطاقته في حال العمل الانسان اذا كانت نيته سليمة وبذله ووسعه لطاقته قويما فان الله سبحانه وتعالى يكرمه باشياء لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى من ذلك لو نام الانسان عن قيام الليل بنيته انه يقوم ولم يقم كتبت له قيام ليلة لو سافر وانشغل بسفره كتب له ما كان يعمل مقيما لو مريظ كتب له ما كان يعمل صحيحا لو انشغل كتب له ما كان يعمل لو كان فارغا تأملوا هذه الاحوال لو اخطأ في صلاته في وضوءه بعد بذل وسعه وطاقته يكتب له ما كان مصيبا هذا كله يدل على عظيم فضل الله سبحانه وتعالى بكتابته على العبد مما يؤكد فضل الله في الكتابة انه كما مر معنا جعل الحسنة بعشرة امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف لا يعلمها الا الله جعل السيئة سيئة واحدة ان عملت وان تركها مع قدرته عليه حسنة تأملوا هذا الحال ان عمل العبد الحسنة كتبت له مباشرة وان عمل السيئة في الصباح لم تكتب حتى يمسي لعله ان يتوب وان وان عمل السيئة في المساء لم تكتب عليه حتى يصبح لعله ان يتوب وكتابة الله عز وجل لاعمال العبد مبناه على فضل الله ورحمته وسعته كرمه وجوده ورحمته سبحانه وتعالى وهو ارحم الراحمين وهو سبحانه واكرم الاكرمين هو رب العالمين الرحمن الرحيم فهذا الحديث ايها الاخوة حديث عظيم ما علينا فقط الا ان نبذل نياتنا خالصة لوجه وان نبذل وسعنا في حال صحتنا في حال فراغنا في حال قامتنا في حال اصابتنا تبذل غاية وسعنا وما عدا ذلك فهو كامل بفضل الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله حديث السلفي الحادي والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسرعوا بالجنازة فان تك صالحة فخير تقدمونها اليه وان تك غير ذلك فشر تضعونه على عن رقابكم متفق عليه هذا الحديث من جوامع الاخبار من جهة انه يدلنا على امر عظيم وهو ما يستقبل به الميت وما ينبغي علينا في حق الميت نعم قال رحمه الله هذا الحديث محتو على مسائل اصولية وفروعية قوله صلى الله عليه وسلم اسرعوا بالجنازة يشمل الاسراع بتغسيلها وتكفينها وحملها ودفنها وجميع وجميع متعلقات التجهيز. ولهذا كانت هذه الامور من فروض الكفاية استثنى من هذا الاسراع اذا كان التأخير فيه مصلحة راجحة اما ان يموت اما ان يموت بغتة فيتعين تأخيره حتى يتحقق موته. لئلا يكون قد اصابته سكتة. وينبغي ايضا تأثيره الجمع او لحضرة من له حق عليه من قريب ونحوه. وقد علل ذلك بمنفعة الميت لتقديمه لما هو خير له من النعيم. او لمصلحة الحي بالسرعة في الابعاد عن الشر وان كان واذا كان هذا مأمورا به في امور تجهيزه. فمن باب اولى الاسراع في ابراء ذمته من ديون وحقوق عليه. فانه كذلك احوج فيه الحث على الاهتمام بشأن اخيك المسلم حيا وميتا. وبالاسراع الى ما فيه خير له في دينه ودنياه. كما ان فيه الحث على البعد عن اسباب الشر ومباعدة المجرمين حتى في حالة التي يبتلى الانسان فيها لمباشرتهم في هذا الحديث اثبات نعيم البرزخ وعذابه وقد تواترت بذلك الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه. وان مبتدأ ذلك وضعه في قبره اذا تم دفنه. ولهذا يشرع في هذه الحال على قبره دعاء له والاستغفار وسؤال الله له الثبات في هذا الحديث ايضا التنبيه على اسباب نعيم البرزخ وعذابه وان اسباب النعيم الصلاح لقوله صلى الله عليه وسلم فان كانت صالحة والصلاح كلمة جامعة تحتوي على تصديق الله ورسوله وطاعة الله ورسوله هو تصديق الخبر وامتثال الامر استناب النهي وان العذاب سببه الاخلال بالصلاح اما شك في الدين او تجرؤ على المحارم او ترك لشيء من الواجبات والفرائض وجميع الاسباب المفصلة في الاحاديث والاثار ترجع الى ذلك ولذلك قال تعالى لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى. كذب الخبر وتولى عن الامر هذا الحديث ايها الاخوة حديث عظيم حديث يدلنا على ان الاسراع بالجنازة امر مندوب بل انه يجب اذا خشي نتنوا الميت كما ذكر الشيخ ان الاسراع يشمل الاسراع في غسله وكفنه ودفنه ولا يجوز التأخير الا لمصلحة مثل حضور الولي او التحقق من سبب الموت ونحو ذلك فاذا تحقق من الموت وجاء الولي وجب الدفع وان الصلاح سبب من اسباب حصول الخير في عالم البرزخ وان الشر سبب من اسباب العذاب في عالم البرزخ وفي هذا الحديث من الفوائد غير الذي ذكره الشيخ اهمية البعد عن الثنايا على الميت والانشغال بذلك فبعض الناس اذا مات ميتهم ينشغلون بالثنايا عليه وبإلقاء المديح وذكر محاسنه عند قبره او من ورائه فهذا كله خلاف السنة السنة الاسراع بالجنازة سواء كانت صالحة او طالحة فالصالح نسرع به لنسرع بايصاله الى الخير الذي له وهذا فيه دلالة على صحة معتقد اهل السنة والجماعة ان القبر روضة من رياض الجنة وحفرة من حفر النيران والقبر اسم جنس المقصود به الدفن سواء وقع هذا الدفن في ارض او في بحر في بر او في بحر او باحتراق او اكل في بطن الحيتان الحكم لا يختلف ولذلك يقولون عذاب القبر ونعيم القبر من باب الغلبة والا فيوجد عذاب لغيره للذين لم يقبروا الذين احترقوا مثلا تصور مادا زرتهم الرياح او الذين ماتوا فاكلهم السباع حتى صاروا في بطون الوحوش فان الله سبحانه وتعالى قادر على ان يحيي ذراتهم ويعيدها في عالم البرزخ كما يشاء سبحانه وتعالى ولهذا ايها الاخوة ينبغي على الانسان ليعمل لمثل هذا اليوم الذي يكون فيه في قبره وحيدا ليس معه لا مال ولا جاه ولا قريب ولا حبيب ليس معه الا عمله من يعمل صالحا يجزى به فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ولهذا قال سبحانه وتعالى عن قوم نوح اغرقوا فادخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله انصارا مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله انصار اين النار التي دخلوا؟ هي نار البرزخ وقال عز وجل عن الشهداء عند ربهم يرزقون فدل على ان انهم منعمون من حين خروج الروح من البدن ومفارقته فان الانسان يصبح في عالم البرزخ روحه منعمة او معذبة وبدنه كذلك بذراته سواء كانت مفردة مفردة قد اصبحت ذرات او مركبة باقية على صورته فالله قادر على كل شيء ولا يعجزه شيء لهذا قال للكافر العنيد الذي اعمل عقله غير السديد فقال من يحيي العظام وهي رميم قال الله عز وجل قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم نكتفي بهذا القدر ان شاء الله على ان نكمل في بداية الفصل الدراسي القادم سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت استغفروه