بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا هو الدرس الثاني من الوحدة الخامسة اه الوحدة الخامسة في الموازنات المنهجية في حياة طالب العلم. وحديثنا في هذا الدرس سيكون عن اه طالب العلم بين التخصص والتفنن وفي الحقيقة اننا في هذا الدرس لا نتحدث عن اه الطالب الذي يبحث عن مسألة معينة او معلومة محددة او يريد ان بابا او قدرا يعني محصورا من العلم فهذا امره سهل وواضح وانما نتحدث عن طالب العلم المتخصص في العلم الشرعي كيف يكون حاله في التفنن والاخذ من علوم عديدة ودراسة شتى المعارف الشرعية والعربية وغيرها وبين اه التركيز والتخصص في علم يعطيه اكثر وقته ويعتني اه بتفاصيله. كيف يكون موازن ما بين تخصصي والتفن من المهم ايها الاخوة الكرام ان يحرص طالب العلم الشرعي على التكامل بين العلوم التكامل بين العلوم في طلب العلم. والا يهمل علما من العلوم بل يأخذ من كل علم منها اه بطرف. لان علوم الشرعية العلوم الشرعية تتداخل فيما بينها وهناك مباحث وابواب ومسائل كثيرة مشتركة بين بعض العلوم الشرعية والعربية وايضا هذه العلوم الشرعية والعربية تتكامل فيما بينها. فعلى سبيل المثال علوم اللغة العربية كالنحو والصرف وعلم اصول الفقه. هذه العلوم علوم العربية وعلوم اصول الفقه بينها تداخل وبينها آآ اشتراك مسائل عديدة. ويحصل بدراسة هذه العلوم آآ في مواضعها يحصل تمام الفهم و الدراية ثم ان هذه العلوم لا يستغني عنها المفسر ولا يستغني عنها الفقيه ولا يستغني عنها اه من يتكلم في شرح الاحاديث وفقه الاحاديث ومعانيها فهي علوم متكاملة متداخلة لا يمكن ان يبرز احد في علم من العلوم حتى يبلغ فيه درجة التحقيق وهو ضعيف في بقية هذه العلوم او لا يعرف فيها شيئا. ولذلك الوصية كما قال اهل العلم كانوا يقولون خذ من آآ خذ من كل شيء وخذ من شيء كل شيء خذ من كل شيء شيئا يعني من كل علم من العلوم خذ طرفا وقدرا ولو ان تدرك اهم مصطلحاته واهم مسائله ثم اقبل على علم من هذه العلوم او على عدد منها من عدد يسير وخذ من هذه العلوم التي التي تختارها خذ منها كل شيء تخصص وتبحر وتعلم اه التفاصيل و هو كل ما يمت لهذه العلوم بالصلاة. وسئل الشافعي رحمه الله تعالى قيل له متى يكون الرجل عالما قال يكون عالما اذا هو حقق في علم تعلمه وتعرض لسائر العلوم فنظر فيها اذا حتى لو ركز الانسان على علم من العلوم فلا يمكن ان يغفل بقية العلوم ولا يكون له حظ ونصيب منها. بعد ان يدرس الطالب اصول العلوم والعربية بحسب همته وطموحه وقدرته يبدأ بعد ذلك في مرحلة الاهتمام ببعض هذه العلوم. وهي مرحلة التخصص. وقد تكلمنا في الدرس الاول من الوحدة الثالثة عن آآ نعم تكلمنا عن طالب العلم ما بين الرؤية البعيدة والاهداف القريبة وذكرنا في ذلك الدرس عددا من المؤشرات التي تساعد الانسان على اختيار تخصصه ومن ابرز هذه المؤشرات الشغف والحب والعلم ما هو العلم الذي وجد فيه نفسه وتعلق به ووجد فيه انسه وسعادته اه ثم ما هو العلم الذي وجد فيه قدرته؟ وجد انه قادر على يعني فهمه وادراكه ثم ينظر بعد ذلك الى الحاجة حاجة الناس تكلمنا عن عبد من المؤشرات طيب اذا تخصص الطالب في علم من العلوم فمن المفيد له جدا في تخطيطه العلمي بعد ذلك؟ ان يسأل نفسه ما هو القدر الذي احتاجه من بقية العلوم والمعارف؟ حتى اتميز في تخصصي الدقيق يعني هو بحاجة الى خطة علمية في تخصصه وادي الخطة في الغالب يستشير فيها اهل العلم المتخصصين ويسألهم ويقول من اراد ان يتخصص في هذا المجال ماذا يحتاج ان يتعلم ويدرس ويقرأ ما المعارف التي يحتاج اليها ثم يسأل نفسه سؤالا اخر ماذا احتاج من بقية العلوم حتى اكون متميزا في هذا العلم الذي انا فيه. على سبيل المثال اه لو وجد الانسان بعد دراسة اصول العلوم وتكوينه كقاعدة شرعية عامة وجد ان العلم الذي آآ يختاره ويرغب فيه والذي تتجه نحوه مؤشرات الاختيار والتخصص هو علم التفسير على سبيل المثال يحب علم التفسير يجد فيه نفسه آآ يجد فيه قدرة على فهمه واستيعابه ويجد الحاجة لتعلمه وتعليمه. فقرر هذا الطالب او الطالبة قرر ان يشتغل بهذا العلم وان يتخصص فيه. فهنا نقول له اسأل المتخصصين في علم التفسير اه عن البرنامج العلمي الذي اسير فيه ماذا اقرأ وماذا اسمع ما هي المهارات ما هي المعارف التي تحتاج اليها ما هي الدروس التي يحتاج اليها؟ ماذا احفظ؟ هذا تستاهلو فيه المتخصصين في علم التفسير ثم بعد ذلك تسأل نفسك ماذا احتاج من بقية العلوم حتى اكون مميزا في علم التفسير. فمثلا ماذا درست في النحو سيقول على سبيل المثال درست اه مختصرات الاجرومية وملحة الاعراب او قطر الندى وهنا يأتي السؤال هل هذا القدر من النحو كاف لمن يريد ان يتميز في علم التفسير وان يقوم بالدور الذي تريد ان تصل اليه او لا فاذا كان كافر يهتم بالمراجعة والضبط لما تعلم ويكتفي بذلك وان كان ما يطمح اليه في علم التفسير يحتاج الى قدر زائد من العلم بالنحو فهنا نقول له ادرس من علم النحو بقدر ما تحتاج اليه في تخصصك اه سيسأل نفسه مثلا في الفرائض ماذا درست؟ قال والله درست الرحبية او البرهانية. طيب هل هذا القدر كاف لمن يريد ان يتميز في التفسير ويتخصص في التفسير الظاهر انه كافر ولا يلزمه ان يتوسع كثيرا في علم الفرائض. فنقول له اكتفي في الفرائض بما درست وبما تعلمت واهتم بالمراجعة والضبط والاتقان. سواء المراجعة الفردية او بتدريس هذا المتن المختصر لان التدريس يساعد على الضبط والاتقان في الاصول ماذا درست؟ قال درست مثلا الورقات طيب هل هذا القدر كاف لمن يريد ان يتميز في علم التفسير؟ الواقع انه لا يكفي فيحتاج ان يزيد اه في دراسة علم الاصول الى القدر الذي يحتاج اليه المفسر ويحتاج اليه اه الدور الذي يريد ان يصل اليه في علمه التفسير وهذا الكلام ايها الاخوة نافع للجواب عن سؤال التخطيط العلمي في المرحلة الثانية من التعلم لان التخطيط العلمي للطالب المبتدئ امره سهل وقاعدته الاساسية ان يتعلم في كل علم مختصرا على الاقل يعني هذه القاعدة العامة والوصية العامة لكن التخطيط العلمي للطالب المتقدم الذي يريد ان يتخصص اه قد يكون محل اشكال او سؤال او حيرة عند كثير من طلاب العلم. اعود الى اصل التخصص اه والتفنن اه لا شك ان اه او اختم هنا بتنبيه وهو انه لا يمكن للانسان ان يكون متخصصا في علم من العلوم حتى يمر بمرحلة المشاركة في العلوم اه الدراسة لاصول العلوم اه مسائلها واهم مسائلها ثم بعد ذلك تخصصوا في العلم الذي يرغب فيه والمتخصص في العلم والمتفنن المشارك صورتان موجودة هان هناك من اهل العلم من هو متخصص في علم محدد ومنهم من اه يشارك في عد من العلوم يدرس ويفيد في عدم العلوم. واه الامة بحاجة الى هذا والى هذا ويختار الانسان من هذين الحالين او هذين النمطين ما يناسب طبعه واهتمامه وشخصيته اه والثغور التي تحتاج الى سد في العلم كثيرة ولا مشاحة فيها ولا مزاحمة. اسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين