المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الامام السفاريني رحمه الله فصل في الكلام على الذنوب ومتعلقاتها ويفسق المذنب بالكبيرة كذا اذا اصر بالصغيرة قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ويفسق المذنب بالكبيرة اصل الفسوق الخروج عن الاستقامة وبه سمي العاصي فاسقا ومنه حديث خمس فواسق الى اخره والكبيرة قد حدها الشيخ موسى الحجاوي في نظم الكبائر بحد جامع مانع مفيد جدا فقال فما فيه حد في الدنا او توعد بخرافة سم كبرى على نص احمد وزاد حفيد المجد اوجى وعيده بنفي لايمان ولعن لمبعد ومراده بحفيد المجد شيخ الاسلام ابن تيمية قوله كذا اذا اصر لزم وداوم بالصغيرة الباء بمعنى على اي على الصغيرة واما من اتبعها بالتوبة والاستغفار فليس بمصر عليها وفي الحديث ما اصر من استغفر قال الامام السفاريني رحمه الله لا يخرج المرء من الايمان بموبقات الذنب والعصيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله بموبقات اي مهلكات والبيتان في الرد على الخوارج والمعتزلة والمرجئة فالخوارج يقولون ان الفاسق الملي كافر مخلد بالنار والمعتزلة يقولون ليس بمؤمن ولا كافر ويثبتون له المنزلة بين المنزلتين ويخلدونه في النار والمرجئة بضدهم يقولون ان الفاسق مؤمن كامل الايمان واهل السنة وسط بين طرفين فلا ينفون عنه مطلق الايمان ولا يثبتون له الايمان المطلق بل مؤمن ناقص الايمان وهو الذي تدل عليه نصوص الكتاب والسنة قال الامام السفاريني رحمه الله وواجب عليه ان يتوب من كل ما جر عليه حبا قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وواجب عليه ان يتوب من كل ما جر اي قاد وجذب عليه حوبا. اي اثما حد التوبة الرجوع عن معصية الله الى طاعته وحكمها الوجوب قال الشافعي فرض على الناس ان يتوبوا لكن ترك الذنوب اوجب وشروطها ثلاثة وبعضهم يسميها اركانا والخلاف لفظي الندم على ما فات والاقلاع عن الذنب في الحال والعزم على الا يعود هذه في حق الله ويزيد حق الادمي شرط رابع وهو ان يرد عليه ما له عنده من كل ما يمكن رده او معاوضة فان كان عرضا ونحوه وهو لم يعلم به فقال الجمهور انه يستغفر له ويدعو له ولا يلزمه اعلامه ولا استحلاله لانه قد يكون سببا للعداوة والشحناء وان كان قد علم بذلك فيلزمه استحلاله قال الامام السفاريني رحمه الله ويقبل المولى بمحض الفضل من غير عبد كافر منفصل قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ويقبل المولى بمحض الفضل مفعول يقبل محذوف تقديره التوبة قوله من غير عبد كافر منفصل عن الدين واما العبد الكافر المنفصل عن الدين فلا تقبل توبته من الذنوب قال الامام السفاريني رحمه الله ما لم يتب من كفره بضده فيرتجع عن شركه وصده قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ما لم يتب من كفره بضده وهو الاسلام فيرتجع عن شركه وصده اي اعراضه عن الدين والمعنى ان الله يقبل من العاصي توبته من معاصيه بشرط ان يكون مسلما واما الكافر فلا يقبل توبته من المعاصي حتى يتوب من الشرك اولا بالاسلام فاذا اسلم فالتوبة تجب ما قبلها ولو كفر قال الامام الشفاريني رحمه الله ومن يمت ولم يتب من الخطأ فامره مفوض لذي العطاء فان يشاء يعفو وان شاء انتقم وان يشأ اعطى واجزل النعم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله واجزل النعم اعلم ان النعم نعمتان نعمة مطلقة ونعمة مقيدة فالمطلقة هي المتصلة بسعادة الابد وهي نعمة الاسلام وهي المذكورة في قوله ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله الله عليهم واذا قيل ليس لله على الكافر نعم بهذا الاعتبار فهو صحيح والنعم الثانية النعم المقيدة كنعم الغنى والعافية وكثر الولد والزوجة اكثر هذه مشتركة بين البر والفاجر فاذا قيل ان لله على الكافر نعما بهذا الاعتبار فهو حق فمطلق النعم مشترك بين المؤمن والكافر والنعم المطلقة خاصة بالمؤمنين ذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش الاسلامية