بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين. نقل رحمه الله في كتاب الطهارة باب ازالة النجاسة. وعن انس رضي الله عنه قال لما كان خيبر امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابا طلحة فنادى ان الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم عن لحوم الحمر فانها رجس. متفق عليه. وعن عمرو بن خالدة رضي الله عنه قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم بميناء وهو على راحلته ولعابها يسيل على كتفي. اخرجه احمد والترمذي وصححه. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن انس ابن مالك رضي الله عنه انه لما كان يوم خيبر وذلك في السنة السابعة من الهجرة وخيبر قلاع وحصون ومزارع كانت اليهود يقول امر النبي عليه الصلاة والسلام ابا طلحة وصلة ابي طلحة بانس انه زوج امه ام سليم امره ان ينادي في الناس ان الله ورسوله ينهيانكم اللحوم الحمر الاهلية. فانها رجس هذا الحديث على مسائل منها اولا مشروعية اعلان الاحكام الشرعية وبيانها للناس. ومنها ايضا تحريم لحوم الحمر الاهلية. وانها نجس وانها رجس يعني نجس ويستفاد منه ايضا ان كل نجس فهو محرم كان الرسول عليه الصلاة والسلام علل التحريم بالنجاسة ويدل على هذا قوله عز وجل قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسموحا او لحم خنزير فانه رجس وكل نجس فهو محرم ولا يلزم من التحريم النجاسة يعني ليس كل محرم يكون نجسا فالسم محرم ولكنه ليس بنجس ويستفاد من هذا الحديث ايضا اباحة لحوم الحمر الوحشية. لان الرسول عليه الصلاة والسلام لما نهى عن لحومه لحوم الانسية سكت عن لحوم الحمر الوحشية فتبقى على الاصل وهي الحل والاباحة ويدل على اباحتها ايضا ان الصعب ابن جثام رضي الله عنه صاد للنبي صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالابواء رده عليه وقال انا لم نرده عليك الا ان حرم اما الحديث الثاني حديث عمرو بن خالد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم بمنى وهو على راحلته ولعابها يسيل على كتفي. فدل هذا الحديث على مسائل منها اولا مشروعية الخطبة في منى يعني في الحج والخطب المشروعة في الحج ثلاث الاولى في يوم عرفة والثانية في يوم النحر والثالثة في اليوم الحادي عشر وهو اول ايام التشريق فيشرع للامام او لنائبه ان يخطب بالناس في هذه الازمنة الثلاث. ويتكلم في كل زمن عما يناسبه من الاحكام والاحوال وفي هذا الحديث ايضا دليل على انه ينبغي للخطيب ان يخطب على مكان مرتفع لان ذلك ابلغ في ايصال صوته للناس وابلغوا ايضا في رؤية الناس ولان الناس اذا رأوا الخطيب صار ذلك ابلغ في شد انتباههم ورعايتهم ويستفاد منه ايضا طهارة لعاب البعير وريقه وعرقه وهكذا كل حيوان مأكول فبوله وروثه وريقه ومنيه يكون طاهرا كله حياء فكل حيوان مأكول فبوله وروثه وريقه كله طاهر. وعلى هذا فالحيوانات الطاهر منها اولا المأكول كله طاهر. سواء كان مما يتعلق بلحمه او ما يتعلق بعرقه وريقه اني ما يشق التحرز منه. فكل حيوان يشق التحرز منه ويكثر تطوافه وتردده بين الناس. فان لعابه وريقه وعرقه يكون طاهرا. كالهرة لان الرسول عليه الصلاة والسلام قال انها ليست بنجس من الطوافين عليكم. وهكذا ايضا على القول الراجح الحمر. فان الحمر والبغال وان كانت محرمة من حيث الاكل لكن لما كان يكثر تطوافها وترددها واستعمالها فان عرقها وريقها وسوء اذا اصاب شيئا فانه يكون طاهرا. ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم بل كان الرسول عليه الصلاة والسلام ربما ركب الحمار عريا يعني ليس عليه شيء يحول دون جسده. ومع ذلك لم ينقل ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يتوقى ذلك وعليه فكل حيوان يكثر تطوافه وتردده بين الناس فانه يكون طاهرا والمراد الطهارة ريقه وعرقه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد