ويجب نسبة المطر وسائر النعم الى الله تعالى ويجب نسبة المطر وسائر النعم الى الله تعالى كما قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله ولا يقدر على انزال المطر او حبسه بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم ايه ده الدرس الحادي عشر بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين وبعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل حديثنا معكم في موضوع الاحاديث القدسية ونورد في حلقتنا هذه حديثا من اعظمها وهو ما رواه الامامان بخاري ومسلم بسنده عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديرية على اثر سماء كانت من الليل فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قال الله ورسوله اعلم قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب قوله صلى لنا اي صلى بنا والحديدية اسم موضع قريب من مكة وقوله على اثر السماء اي بعد نزول مطر وقوله اتدرون اراد صلى الله عليه وسلم ان يعلمهم على طريقة السؤال والجواب ليكون ذلك ادعى لانتباههم وابلغ في تعليمهم في الحديث دليل على ان في نزول المطر وحدوث النعم ابتلاء وامتحانا من الله للعبادة من نسب النعم الى الله فقد امن بالله وشكر نعمته ومن نسبها الى غير الله قد كفر بالله ولم يشكر نعمته ومن ذلك نعمة المطر من نسبه الى فضل الله ورحمته فهو مؤمن بالله كافر بما سواه ومن نسبه الى الكواكب فهو كافر بالله مؤمن بما سواه وهذا الكفر فيه تفصيل فان كان يعتقد ان للكواكب والطوالع تأثيرا في نزول المطر فهذا كفر اكبر وشرك اكبر وهو من قول اهل الطبيعة الذين ينسبون الحوادث الى تصرف الطبيعة والظواهر الكونية وهذا يركن في الاعتقاد وان كان لا يعتقد ان للكواكب تأثيرا في انزال المطر وانما نسبه اليها مجازا وهو يعتقد ان المطر من الله هذا كفر اصغر وهو من الشرك الاصغر لانه نسب نعمة الله الى غيره فهو من الشرك في الالفاظ قال الله تعالى فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب العالمين افبهذا الحديث انتم مدهنون تجعلون رزقكم انكم تكذبون ومعنى قوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون اي تنسبون المطر الذي هو الرزق النازل من الله الى النجم بان تقولوا مطرنا بنوء كذا وكذا وهذا من اعظم الكذب والافتراء. قد روى الامام احمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن ابي حاتم والضياء في المختارة عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعلون رزقكم اي شكركم انكم تكذبون اي تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وبنجمي كذا وكذا قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في فتح المجيد وهذا اولى ما فسرت به الاية وروي ذلك عن علي وابن عباس وقتادة والضحاك وعطاء خرساني وغيرهم فهو قول جمهور المفسرين انتهى واضافة نزول المطر الى تأثير الكواكب هو الاستسقاء بالانواء الذي كانت الجاهلية تعتقده وهو عبارة عن نسبة المطر الى طلوع النجم او غروبه فيقولون مطرنا بنوء كذا وكذا اي بطلوع النجم او غروبه عن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن فخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة والمراد بالجاهلية ما كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو جاهلية ومن ذلك نسبة المطر الى النجوم ووصف ذلك بانه من امور الجاهلية ذم له وتحذير منه تارة يصفه بانه كفر وتارة يصفه بانه من امور الجاهلية وكلا الوصفين مذموم يقتضي النهي عنه والتحذير منه عن مكان وانزاله في مكان اخر الا الله جل وعلا قال الله تعالى افرأيتم الماء الذي تشربون اانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون لولا شاؤوا جعلناه اجاجا فلو لا تشكرون فمن نسب انزال المطر الى الكواكب او الى الطبيعة او المناخ او الانخفاض الجوي فقد كذب وافترى وهذا شرك اكبر ان اعتقد تأثير هذه الاشياء في انزاله او شرك اصغر ان اعتقد ان الله وحده الذي ينزله ولكن نسبه الى هذه الاشياء تساهلا في اللفظ فقط دون اعتقاد له وهذا مما يوجب على المسلم التحفظ في الالفاظ وان تكون الفاظه متطابقة مع العقيدة الصحيحة ولا يمكنه ذلك الا بتعلم العقيدة الصحيحة والاطلاع على العقائد الفاسدة حتى يحذره وفيه دليل على وجوب العناية بالعقيدة وعدم التساهل فيها وفيه دليل على مشروعية التنبيه عند مرور المناسبات على ما يشرع فيها وما لا يشرع فان النبي صلى الله عليه وسلم انتهز فرصة نزول المطر للتنبيه على ما يتعلق به من اعتقاد سليم او اعتقاد ذميم وفيه دليل على وجوب العناية بالعقيدة وتعليمها للناس وانه لا يجوز ترك الناس على ما هم عليه من خلل في عقيدتهم فما ينادي به اليوم بعض الدعاة فيقولون اتركوا امر العقائد لان لا تفرقوا بين الناس وتنفروهم دعونا نجتمع على ما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه وهذا خطأ واضح وقول باطل لانه لا يمكن الاجتماع مع الاختلاف في العقيدة ثم هو ايضا مخالف لقوله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا فالواجب ان نرد ما اختلفنا فيه الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما صححاه فهو الحق وما ابطله فهو الباطل الذي يجب علينا جميعا ان نجتنبه ونحذر منه فالواجب المناداة بالعقيدة الصحيحة والنهي عما يخالفها في كل مناسبة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث دليل على وجوب التفصيل في بيان الحق والباطل من الاقوال وغيرها وعدم التعميم والاجمال حيث قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل اصبح من عبادي مؤمنون بي وكافر ثم بين كلا من الفريقين وبين سبب الايمان وسبب الكفر عند كل فريق هذا ونسأل الله عز وجل ان ينصر دينه ويعلي كلمته والى الحلقة القادمة باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه