المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تصل وهو الغفور فلو اتى بقرابها من غير شرك بل من العصيان لاقاه بالغفران من اقربها سبحانه هو واسع الغفران يعني انه تعالى الغفور الذي وصفه المغفرة للذنوب والجرائم فلو اتى العبد بقراب الارض خطايا وهو لا يشرك بالله شيئا لاقاه الله بقرابها اي بملئها مغفرة كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء تاء هذا مع عدم التوبة واما التوبة فان الله يمحو بها الذنوب الكبار والصغار الشرك فما دونه كما قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وقال تعالى ان ربك واسع المغفرة فمغفرته تعالى وسعت كل شيء العباد لا يزالون يذنبون والله يتجاوز عنهم ويحب العفو عنهم وهو وان كان واسع المغفرة فانه قد جعل لمغفرته اسبابا تنال بها لانها اعظم المطالب وذلك كالتوبة والاستغفار والايمان والعمل الصالح والاحسان الى العباد ومغفرة ما يصدر منهم وحسن الظن بالله تعالى وغير ذلك مما جعله مقربا لمغفرته كما قال تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى وقال تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين وقال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه وقد تكاثرت النصوص الدالة على تكفير السيئات بالمصائب والمكاره التي تصيب العبد خصوصا اذا عمل بما امره الله به من الصبر والاحتساب وقال تعالى في الحديث القدسي يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم ولولا عفوه ومغفرته ما ترك على ظهر الارض من دابة ولكنه يعامل عباده بالاحسان اليهم بحصول الخيرات ودفع المضرات التي انعقدت اسبابها فيحلها ويزيل اثارها وسيأتي ان شاء الله وجه عدم دخول الشرك في مغفرة الله في اخر هذه الفصول وكذلك التواب من اوصافه والتوب في اوصافه نوعان اذ نن بتوبة عبده وقبولها بعد المتابب منة المنان يعني انه التواب اي كثير التوبة على الخطائين والمذنبين وتوبته على عبده نوعان الاول اذنه لعبده وتوفيقه للتوبة فانه لولا توفيقه لما خطر بقلب العبد ارادة التوبة ثم لولا توفيقه لما صارت تلك الارادة عزما جازما مقرونا بفعل اسباب التوبة من الاقلاع عن الذنب في الحال والندم على ما مضى منه والعزم على الا يعود اليه والاستمرار على ذلك النوع الثاني توبته على عبده بعد توبة العبد بقبولها واجابتها ومحو الذنوب بها فهو الذي من بالسبب والمسبب وله الفضل والاحسان في اول الامر واخره فعلى العبد الاجتهاد في مرضاته والشكر له على توفيقه ومنته قال النبي صلى الله عليه وسلم التوبة تجب ما قبلها متفق عليه وقال تعالى بعدما ذكر الشرك والمعاصي الكبار فقال ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله قهر فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا ومن لطفه تعالى وكرمه انه يفرح بتوبة التائب اعظم من فرح من فقد راحلته التي عليها طعامه وشرابه وما يصلحه في ارض مهلكة دوية فطلبها حتى ايس منها وجعل ينتظر الموت فبينما هو على تلك الحال اذا هو براحلته على رأسه فاخذ بخطامها فقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح الذي اذهب حواسه وادراكه كما ثبت ذلك في الصحيح