وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع شيخ بدر فكان بعضهم وجد في نفسه قال لمن يدخل هذا معنا ولنا ابناء مثله. فقال عمر انه من حيث علمتم فدعاني ذات يوم فادخلني معه اهم فما رأيت انه دعاني يومئذ الا ليريهم. قال ما تقولون في قول الله تعالى اذا جاءنا الله والفتح. فقال بعضهم امرنا نحمد الله ونستغفره. اذا نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لي كذلك تقول يا ابن عباس فقلت لا. قال فما تقول؟ قلت هو اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلمه لو قال اذا جاء نصر الله والفتح وذلك علامة وجلك فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. فقال عمر رضي الله عنه ما اعلم منها الا ما تقول. رواه البخاري وكان عمر رضي الله عنه يجتمع بالصحابة ويتذاكرون في معاني القرآن وفي السنة بما شرع الله لهم كان يقتل ابن عباس معهم وابن عباس كان شابا اموات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين وتوفي عمر رضي الله عنه وابن عباس من ثلاث وثلاثين سنة وكان يدخله مع الاشياخ بالمذاكرة فقال بعضهم لما يدخله ولنا اولاد مثله وكان عمر ادخله معه لما اعطاه الله من العلم لان الله قال اللهم علمه كتاب اللهم فقهه بالدين فكانت له دراية وعلم كتاب الله وسنة رسول الله وحفظ فانا نابغا في العلم في شبابه رظي الله عنه وارظاه حتى اصر الناس يفدون اليه من كل مكان يسألونه فسألهم عن قوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا وسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا فقال بعضهم الله امرنا اذا جاء النصر والفتح فلنكثر من التسبيح والاستغفار فنصرهم الله متى عليهم مكة فامروا بالشكر لله التسبيح والاستغفار فقال ما تقول يا ابن عباس قال انها اجل رسول الله ان الله نعى اليه نفسه وان الله اخبرنا اذا جاء نصر الله والفتح فقد قرب اجلك فسبح بحمد ربك يعني فذلك علامة اجله فقال عمر لا اعلم منها الا ما قلت يعني انها تعزية للنبي صلى الله عليه وسلم وتذكير له بان اجله قريب اذا جاء الفتح والنصر قد تم التبليغ تبليغ الرسالة الحصول المطلوب فقروب الاجل فقال عمر ما اعلم منها الا ما قال ابن عباس نعيم النبي صلى الله عليه وسلم واخبار له بان اجله قد قرب بعدما فتح الله عليه مكة ونصحه الله على الاعداء ولا منافاة بين التفسيرين فهي علامة لاجله صلى الله عليه وسلم وفيها حث وتحريض على التسبيح والاستغفار اذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم امر بهذا فالامة كذلك تتأسى به في هذا الخير فلا منع بين التفسيرين كونها على الرسول وكنا مأمورين الله وتحالينا وايدنا على اعدائنا ان نشكره سبحانه وان نكثر من التسبيح والتهليل والاستغفار. شكرا لله على انعامه جل وعلا وهذا هو الحق ان المؤمنين عليهم دائما ان يشكروا الله على ما احبهم من النعم في الشباب وفي حال الشيبة نسأل الله الجميع