بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء والله واحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل انتم بشر ممن خلق. يغفر لمن يشاء يعذب من يشاء ولله ملك السماوات والارض وما بينهما. واليه المصير وادعى كل من اليهود والنصارى انهم ابناء الله واحباؤه. قل ايها الرسول ردا عليهم لماذا يعذبكم الله بالذنوب التي ترتكبونها فلو كنتم احباؤه كما زعمتم لما عذبكم بالقتل والمسخ في الدنيا وبالنار في الاخرة. لانه لا يعذب من احب بل انتم بشر كسائر البشر من احسن منهم جازاه بالجنة ومن اساء عاقبه بالنار فالله يغفر لمن يشاء بفضله ويعذب من يشاء بعدله. ولله وحده ملك السماوات والارض. وملك ما بينهما واليه وحده المرجع. هذه الاية العظيمة تبين افتراء اليهود وافتراء النصارى. ودعوتهم بان الله يحبهم. ولو كان الامر كذلك لما عذبوا. فربنا جل جلاله اكذب هم فقال وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه. قل فلم يعذبكم؟ هذا من تلقين العقيدة لاجل المجادلة بالتي هي احسن قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ ما فيه ملمحة لان الذنوب جراحات وان الانسان اذا اقترف السيئات تناله المصيبات قال بل انتم بشر ممن خلق كل انسان عليه ان يعلم انه خلق من هذا الخلق وسنة الله في خلقه كما قال يغفر لمن يشاء. ويعذب من يشاء فربنا بفضله ورحمته واحسانه يغفر لمن يشاء المغفرة له ويعذب من يشاء بعدله سبحانه وتعالى وربنا لا يظلم احدا ولا يهضم احدا حقه وتأمل الى عظمة الخالق وما ختمت بهذه الاية وكيف اننا عبيد لله تعالى. ولله ملك السماوات والارض ونحن في ملكه ونحن عبيد له وما بينهم اي كل ما في السماء والارض وما بينهما فهم خلق لله وعبيد له واليه المصير اي مرجع كل شيء لله تعالى ومصيره اية الى الله. فالله يحكم بين عباده يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا جاءنا من بشير ولا نذير. فقد جاءكم بشير ونذير. والله على كل شيء قدير يا اهل الكتاب من اليهود والنصارى قد جاءكم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد انقطاع من الرسل وشدة الحاجة الى ارساله. لئلا تقولوا معتذرين ما جاءنا رسول يبشرنا بثواب الله. وينذرنا عقابه. فقد جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم مبشرا بثوابه ومنذرا عقابه. والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء ومن قدرته ارسال الرسل وختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم اذا قد جاءكم رسولنا يبين وتأمل هنا اخي الكريم يبين فهو ما زال يبين فلما اتصلت الاسانيد الى النبي صلى الله عليه وسلم ويقوم الدعاة في كل زمان ومكان بالبيان فكأن المبين اهو النبي صلى الله عليه وسلم لاتصال الاسانيد اليهم وينبغي على كل مؤمن ان يقوم بهذا الواجب في تبليغ رسالات الله تعالى وبيان امر الدين فقد جاءكم بشير ونذير. والله على كل شيء قدير. فربنا جل جلاله قد ارسل ان نبي صلى الله عليه وسلم بشيرا ومنذرا وربنا قدير. بل ربنا قادر على هداية الجميع لكن الله سبحانه وتعالى قد جعل بعضنا لبعض فتنة فالسعيد من قام باداء حق الله كاملا موفرا واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم واتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين. واذكر ايها الرسول حين قال موسى لقومه بني اسرائيل يا قوم اذكروا بقلوبكم والسنتكم نعمة الله عليكم حين جعل فيكم انبياء يدعونكم الى الهدى وجعلكم ملوكا تملكون امر انفسكم بعد ان كنتم مملوكين مستعبدين واعطاكم من نعمه ما لم يعطي احدا من العالمين في زمانكم. اذا ايها الاخوة ذكر نعمة بالقلب واللسان والجوارح يعين على اداء شكر النعمة. واذا شكر العبد نعمة الله فهذا سبب لبقاء هذه النعمة. فيا عباد الله اذكروا نعمة الله عليكم. وتأملوا فضل الله عليكم وجدوا لان تجعلوا نعم الله في محلها. وتقربوا الى الله بنعم الله فكل نعمة لا تقرب الى الله فان الله سيسأل عن هذه النعمة غاية السؤال يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين. قال موسى يا قوم ادخلوا الارض المطهرة بيت المقدس وما حوله التي وعدكم الله بدخولها وقتال من فيها من الكافرين ولا تنهزموا امام الجبارين. فيكون مآلكم الخسران في الدنيا والاخرة وهذه التكاليف لابد ان تكون فيها مشقة على النفوس. لان ما عند الله لا ينال الا بطاعته والايمان بالقلب يدل على صدقه العمل كالصدقة التي تدل على صدق رضا العبد في سبيل الله الذي يدل على صدق ايمان العبد. قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فان داخلون قال له قومه يا موسى ان في الارض المقدسة قوما اولي قوة واولي بأس شديد وهذا يمنعنا من دخولها فلن ندخلها ما دام هؤلاء فيها لانه لا حول لنا ولا قوة بقتالهم فين يخرج منها فانا داخلون فيها قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين قال رجلان من اصحاب موسى ممن يخشون الله ويخافون عقابه انعم الله عليهما بالتوفيق بطاعته يحظان قومهما على امتثال امر موسى. ادخلوا على الجبابرة باب المدينة. فاذا اقتحمتم الباب ودخلتموه فانكم باذن الله ستغلبونهم وثوقا بسنة الله. بترتيب النصر على اتخاذ الاسباب. من الايمان بالله واعداد الوسائل المادية. وعلى الله وحده اعتمدوا وتوكلوا ان كنتم مؤمنين حقا فالايمان يستلزم التوكل عليه سبحانه. من فوائد الايات تعذيب الله تعالى لكفرة بني اسرائيل بالمسخ وغيره. يوجب ابطال دعواهم في كونهم ابناء الله احباؤه. التوكل على الله. التوكل على الله تعالى والثقة به سبب لاستنزال النصر جاءت الايات لتحذر من الاخلاق الرديئة التي كانت عند بني اسرائيل الخوف من الله سبب لنزول النعم على العبد ومن اعظمها نعمة طاعته سبحانه. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته