المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قطبة تتعلق بالموقف الحاضر. وهو تداعي الامم الباغية على القطر المصري بالعدوان السافر. الحمد لله فارج الكربات وكاشف الهموم والغموم والشدات والحمدلله مفزع اهل الارض والسماوات واشهد ان لا اله الا الله كامل الاسماء والصفات. اشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى على جميع البريات. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه. اولي الصبر الجميل والثبات. اما بعد ايها الناس اتقوا الله وتوبوا اليه. وارجعوا في اموركم كلها اليه واعتمدوا في مهماتكم وعولوا عليه. واعلموا ان الله قد وعد ووعده الحق المبين. فقال وكان حقا علينا نصر المؤمنين. فقوموا رحمكم الله بواجبات الايمان. ليتحقق لكم هذا الوعد من الديان. اخواني قد علمتم كيف تداعت الامم الطاغية على القطر المصري بالبغي والعدوان. فكيف ردهم الله لم ينالوا خيرا بل منوا بالفشل والخيبة والخزي والخسران. جاءوا بجنود لا قبل لاحد بها وعدد وليس عندهم شك في انه الاستئصال وانها القاضية. فقابلهم اخواننا المصريون بالشجاعة المتفوقة والصبر والثبات وسحق الاعداء جموعا عظيمة في مواقع متعددات. وفتكوا بهم ولله الحمد فتكا ذريع وتكاتف الشعب والجيش بالشجاعة والقوة جميعا. وصبروا لهم صبر الكرام معتمدين على قوة الملك لام فدافع الله عنهم شرور الاعداء والعدوان. ولم يمكنوا الاعداء من الاستقرار في اي مكان. ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا. وكفى الله المؤمنين قتال وكان الله قويا عزيزا. من ذا الذي يتصور ان دولة صغيرة في عددها وعددها. ولكنها وللحمد كبيرة في ايمانها وروحها ومعنوياتها. ان تثبت هذا بات الباهر لاكبر دول العالم. وان يردوهم على اعقابهم. لم يكسبوا الا الخيبة والفشل والخزي والجرائم اعظم النصر واكبره واحلاه ان يرجع العدو الطامع الباغي لم ينل ما تمناه. لهذا سمى الله سلامة رسوله اذ مكر به الكفار نصرا عظيما. حيث قال الا تنصروه فقد نصره الله اوه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله طه معنا فانزل الله سكينته عليه. وايده بجنود اذ لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى. وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم. ينفروا خفافا وثيقا قال وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله خير لكم ان كنتم تعلمون. اما اجتمعت احزاب الكثيرة يوم الخندق يريدون استئصال الرسول والمؤمنين. فرجعوا بغيظهم خائبين خاسرين. فكان ذلك هزيمة للكفار وللمسلمين عزا ونصرا. وهذه القضية مثلها وفيها تذكار لها وبشرى. والله المرجو ان يتم نعمته بتمام نصره. وان يؤيد المؤمنين بقوته واعانته وقهره. فاعتمدوا على واكثروا من قولكم حسبنا الله ونعم الوكيل. بقلوب صادقة مملوءة من الثقة الطمأنينة واليقين. فقد امر الله عباده ان يلجأوا الى هذا الركن الوثيق. وان يعتمدوه في كل شدة وكرب وضيق. قال تعالى قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون وقال ابن عباس حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل. لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله. والله ذو فضل عظيم. والهجر رحمكم الله التضرع والدعاء. وثقوا ان الله سيدفع عن المسلمين كل بلاء. فالمسلمون يد واحدة على من ناوأهم وليس لهم الا الاعتماد الصادق على مولاهم. اللهم منزل الكتاب مجري السحاب ومسهل الصعاب الاحزاب اهزم الاعداء وانصر المسلمين عليهم. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. اللهم فان الطغاة قد اعتمدوا على كثرتهم وقواتهم الهائلة. وانت يا مولانا مولى المؤمنين وناصرهم عند الشدائد الشائكة. اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وابطل كيدهم. وانزل بهم بأسك الذي لا ايرد عن القوم المجرمين. اللهم اعن المسلمين ولا تعن عليهم وانصرهم ولا تنصر عليهم. وكن معهم ولا اتكن عليهم لا رب لنا غيرك فنرجوه. ولا اله لنا سواك فندعوه. انت املنا اذا خاب من كل احد حاد الامل وانت قواتنا اذا ضعفت اسبابنا وانقطعت الحيل. ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير. ولك خضعنا وبك انتصرنا وانت نعم المولى ونعم طير. ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا. وانصرنا على القوم الكافرين