المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الثالثة عشرة والمئة التحذير من الوقوع في اعراض الناس اياك والوقوع في اعراض الناس فان في ذلك الهلاك وذهاب الحسنات وزيادة التبعات ونقص الايمان والمروءة والاعتبار والنزول من اعالي الاخلاق الى اسافلها ومن القى نظرة صحيحة على المبتلى بالوقوع في اعراض الناس اخذه العجب الكثير فان الانسان لا يعاني امرا من الامور الا لما يرى له من المنفعة الدينية والدنيوية او المروءة الانسانية او اللذة الحقيقية وهذا فاقد لهذه الامور كلها فالمضرة الدينية متحتمة لا محالة وفيها تلك المضار المنبه عليها واما المصلحة الدنيوية فاي مصلحة يصيبها من ذم من يبغضه والوقوع فيه بل هذا يعبر عن نقصه وظعف عقله وحمقه فان العقل انما يدعو الى الاشتغال بما يحصل به نفع ديني او دنيوي وهذا ضرر فيهما وهو حمق اذ هو يذهب الى اعز شيء عنده واغلى مدخر وهو الحسنات فيهديها الى ابغض الناس اليه وحمق من اخرى فانه يخيل له انه يأخذ بثأره من عدوه وينتصر ممن يبغضه بكلامه فيه وقدحه فيه وهو في الحقيقة انتصار العاجزين وسلاح الجبناء فانه اكبر معبر عن نقص القادح وعجزه وعجبه بنفسه فمن عنده مسكت من عقل وشيء من حزم يربأ بنفسه من هذا المرفع الوخيم والمورد الذميم مع ما يجلب عليه من تبعات اللسان وعثراته ورجوع ضرره عليه فانه معين لصاحبه عليه فكم من باغ على غيره بالكلام او غيره صرعه بغيه وعاجلته جرأته وكم من حافر لغيره حفرة هلاك وقع هو فيها فيا عجبا للمبتلى بهذا الامر وهو يرى بعض هذه المضار ويعلم هو وغيره انه اكبر خزي عليه وعار و كذلك زينا لكل امة عملهم فيا من عوفي من هذا البلاء الفتاك احمد ربك على هذه النعمة العظمى ولتهنك العافية والسلامة والراحة والغبطة والخير العاجل والاجل