بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم قال الاخوة بالمختصر يريدون الخروج من النار اذا دخلوها وانى لهم ذلك فلن يخرجوا منها ولهم فيها عذاب دائم ولما ذكر الله حكم من يجاهر باخذ اموال الناس بين حكم من يأخذها خفية وهو السارق فقال وانا اقول قبل ان اقرأ كلامهم ربنا جل جلاله لما ذكر النار ذكر ان من دخلها من الكفار لا يخرجون منها ابدا يريدون ان يخرجوا من النار كما انهم كانوا مقيمين في الدنيا على المعصية وربنا قال فما اصبرهم على النار فالمقيم على المعصية كالذي يمسك قطعة من النار بيده فهذا جزاء هذا جزاء موافق لاعمالهم. كما انهم عكفوا على المعاصي فهم يعكفون في النار ويريدون ان يخرجوا منها لماذا؟ لانها لا تطاق ولا يتحملها الانسان فهم يريدون ان يخرجوا منها ويطلبون من ربهم وهم يصطلحون فيها. وانظر هنا وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا اعمل فلا يستجاب لهم وربنا يقول لهم اخسئوا فيها ولا تكلمون ثم يطلبون من مالك ليقضي عليهم ربهم ويطلبون من المؤمنين ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله. فربنا يصور الحال لاجل ان يحذر ولذا اذا كان هذا في حق الكافرين فيجب علينا تبليغ الكافرين عن حالهم التي تكون يوم القيامة لاجل ان نقيم الحجة على الخلائق اجمعين فالسعيد في هذه الدنيا من قام بالقرآن حجة لله على الناس يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها جاء التأكيد الاكيد وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم. هم مقيمون بالعذاب والعذاب قائم عليهم قال تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم والسارق والسارقة فاقطعوا ايها الحكام اليد اليمنى لكل منهما مجازاة لهما وعقوبة من الله على ما ارتكب على ما ارتكباه من اخذ اموال الناس بغير حق وترهيبا لهما ولغيرهما والله عزيز لا يغلبه شيء حكيم في تقديره وتشريعه وانا اقول ايها الاخوة هذه الاية الكريمة تبين الحكم الاكيد والحكم النافع الذي لا يصلح غيره. والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهم. هذا الخطاب فاقطعوا خطاب للامة اجمع ولكن ان يراد به الخصوص وهو الحاكم الشرعي او نائبه ولكن لما قال فاقطعوا اذا كان الحاكم لا يطبق الحد الشرعي ليس معناه ان الناس غير مكلف بل يجب على الامة ان تطالب بهذا الحكم الشرعي وان لا تسكت على هذا وان لا يلبسوا الحق بالباطل وكذلك فاقطعوا فيه لابد من تنصيب الامام العادل الشرعي الذي يقوم بامر الدين فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسب هذا هو الحكم هذا هو الحكم مجازاة لفعلهم في التهاون باموال الناس لان المال هو شريان الحياة وبه يحقق الناس الوصول الى مقاصدهم ومطالبهم فاذا لم يأمنوا على مالهم حصل الفساد في الارض جزاء بما كسب نكالا من الله اي عقوبة وتنكيلا وعبرة وعظة لمن ورائهم واصل نكرة المنع والامتناع وسمي النكال لانه يعني فعل حينما يفعله الفاعل يمنع غيره من المعاودة يمنع المنكل به من المعاود اليه ويمنع غيره من الوقوع فيه نكالا من الله والله عزيز حكيم. اي والله ذو القهر والغلبة وهو العزيز سبحانه وتعالى في انتقامه من هذا السارق. وكذلك ايضا لاجل ان ينردع غيره من الوقوع. والله عزيز حكيم وهو الحكيم قيم في حكمه فيهم وقضائه عليهم تأمل هنا والسارق والسارقة وهذا يعني بخلاف ما جاء في سورة النور الزانية والزاني فهنا قدم السارق باعتبار ان السرقة مبناها على القوة والجلد والنشاط والجرأة والرجال اخص بهذا ولذا تجد السرقة عند الرجال اكثر. اما الزنا عياذا بالله فهو سلعة البغايا لان اكثر ما يوجد سببه من النساء. وهذا فيه تلميح على على النساء اللاتي يغوين الاخرين فليعلمن انهن يحملن اثمهن واثم الاخرين. فقدمت الزانية لانها هي السبب في زنا الزاني طبعا والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله اي تنفيلا بهم وردعا لغيرهم والله عزيز الحكيم عز فحكم كما قال الاعرابي هذه الاية الكريمة دلت على وجوب قطع يد السارق لكن السنة النبوية قيدت هذا العموم بقيود منها الحرص فلابد في القطع ان يكون المسروق في حرز. ثانيا ان يبلغ نصابا وهو ربع دينار او الدراهم على ذاك الحساب الذي كان في ذاك الزمن يحسن بالداعية الى الله تعالى ان لا يحمل هما وغما بسبب ما يحصل من بعض الناس من كفر ومكر وتآمر لان الله تعالى يبطل كيد هؤلاء حرص المنافقين على اغاظة المؤمنين باظهار اعمال الكفر ثالثا ان يكون المسروق مالا محترما ان يكون المسروق مالا محترما. رابعا انتفاء الشبهة يشترط انتفاء الشبهة حتى يقام الحد ثم قال تعالى بعد ان بين هذا الحكم مؤملا التائبين. فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم قال الاخوة في المختصر فمن تاب الى الله من السرقة واصلح عمله فان الله يتوب عليه. تفضلا منه ذلك ان الله غفور للذنوب من تاب من عباده. رحيم بهم لكن لا يسقط عنهم الحد بالتوبة اذا وصل الامر انظروا الى الحكام اذا فمن تاب يعني تاب من اخذ اموال الناس وتاب من السرقة وتاب من ظلمه فمن تاب وهنا في التوبة مع شروطها يشترط ارجاع اموال الناس فمن تاب من بعد ظلمه وهذا فيه تربية وهو ان فعل المعاصي ظلم لماذا سميت المعصية ظلم؟ لان نفس المؤمن امانة عنده فاذا رقاها بالعمل الصالح وقام بالترقية بالتوبة والعبودية الى الله تعالى فقد فعل الخير والا فقد دساها فاذا دساها قد ظلمها فمن تاب من بعد ظلمه واصلح ولابد من التوبة ان الانسان يعمل الصالحات فان الله يتوب عليه فربنا جل جلاله يرجع عليه بالرحمة والمغفرة ان الله غفور رحيم. وانظروا هنا الى ختم هذه الاية الكريمة فربنا جل جلاله غفورا يغفر الذنب وييسره عنه ويدفع عنه اذاه وانه رحيم يرحمه وهذا يوافق ما في سورة البروج وهو الغفور الودود. ففي ذلك بيان على ان الجاني حينما يتوب الى الله تعالى ليس فقط انه يمحى عنه الذنب بل اذا تاب التوبة النصوح واصلح بعد ذلك فانه ينال محبة الله وينال رحمة الله قال تعالى الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء. والله على كل شيء قدير لقد علمت ايها الرسل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وللجميع وقد يقول قائل لماذا هذا الحكم وقطع السائق كما انه يأتي اخرون يعترضون يقولون اذا قطع نصف الناس فيصبح نصف ايدي الشعب شلاء. نقول هذا الكلام غير صحيح لانه لو قطع واحد فيبقى عبرة لمن اعتبر كل من رآه يعلم ان هذا سرق فقطع فيترك الناس السرقة ولا يسرقون. وكذلك نفسه السارق لا يسرق لما تقطع يده. نعم فهذا هذه الاية جاءت بهذا السياق لبيان ان الله له الخلق وله الامر الاله الخلق والامر الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير لقد علمت ايها الرسول ان الله له ملك السماوات والارض بتصرف ما فيه ما طبعا السماوات والارض وما فيهما لله خلقا وملكا وعبيدا وتصرفا وتدبيرا وانه يعذب من يشاء بعدله ويغفر لمن يشاء بفضله. ان الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء. اذا هي اية عظيمة فيها تقرير العلم بالله تعالى ولذلك العلم بالله لابد ان نحققه ولابد من العناية بايات الله القرآنية وان نفهم معانيها ومعرفة اسماء الله الحسنى فربنا جل جلاله خلق الخلق لاجل العلم والعمل. الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير طبعا جاء الختم والله على كل شيء قدير يعني من اجل ان يبقى الانسان على رجاء وامل ثم قال تعالى يا ايها الرسول لا يهزمك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه. يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم قال الاخوة في المختصر يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في اظهار اعمال الكفر ليغيظوك من المنافقين الذين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر ولا يحزنك اليهود الذين يصغون للكذب كبارهم يأتوك اعراضا منهم عنهم. يبدلون كلام الله في التوراة بما يوافق اهواءهم ويقولون لاتباعهم ان وافق حكم محمد اهواكم فاتبعوه. وان خالفها فاحذروا منه. ومن يرد الله اضلاله من الناس فلن اذا ايها الرسول من يدفع عنه الضلال ويهديه الى سبيل الحق اولئك المتصفون بهذه الصفات من اليهود والمنافقين هم الذين لم يرد الله تطهير قلوبهم من الكفر لهم في الدنيا خزي وعار ولهم في الاخرة عذاب عظيم وهو عذاب النار اذا هذه الاية الكريمة خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والقاعدة ان كل خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فهو خطاب لامته الا ما ورد الدليل بتخصيصه. فربنا جل جلاله يؤدبنا في كيفية التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم ويبين لنا شرف النبي صلى الله عليه وسلم فجاء الخطاب يا ايها الرسول فوصفه بالرسالة ولذا فان كل مؤمن في هذه الدنيا يجب عليه ان يبلغ رسالات الرسول ولذلك فان نبينا صلى الله عليه وسلم هو الخاتم الانبياء وهو الخاتم للمرسلين لماذا؟ لان كل مؤمن واجب عليه ان يقوم بتبليغ كتاب الله وبتبليغ سنة النبي صلى الله عليه وسلم وان نعمل لاقامة الحجة لله على العباد واسعد السعادة في هذه الدنيا ان يقوم الانسان مؤديا لرسالات الله تعالى لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر الحزن حينما يؤتى به يؤتى على سبيل ذمه ويؤتى على سبيل النهي عنه لانه يظعف القلب ولا شيء افرح للشيطان من احزان قلب المؤمن لان المؤمن اذا حزن فانه يضعف عن العمل ولذلك فعلى الانسان ان يكون متفائلا بالخير محسنا الظن بالله محسنا الظن بالله تعالى عاملا لاداء حق الله وطاعته لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. وهذه سنة الله تعالى انه حيثما وجد الخير وجد الشر وحيثما وجد الشر وجد الخير. فعلى الانسان ان يصبر ان يحتسب وان يتعامل بما يريده الله تعالى وان المهم ان الداعي يؤدي حق الله وليس هو مطالب بالنتائج لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. ولذا تجد في كل زمان ومكان من يسارع في الكفر عياذا بالله ثم بين ربنا من هؤلاء؟ قال من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم وهم المنافقون واذا كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مع المعجزات ودلائل النبوة وشمائل النبوة وتجد هناك من يظهر الايمان ويبطل الكفر فعلينا ان نعلم بان هذه الظاهرة لن تتوقف وان الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بعباده ومن الذين ومن الذين هادوا سماعون للكذب. ايضا لا تحزن ان اليهود الذين هم من صفاتهم انهم سماعون معنى سماعون اي قابلون ومصغون له يعني بكثرة وبمبالغة نعم يعني اصلها سامعون جاء السماعون دلالة على المبالغة وهذا الان تجده في الاعلام للاسف الشديد الاعلام المأجور وهم يسمونه بالسلطة الرابعة لانه يؤثر سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين لم يأتوك. هناك ايضا اعداء للنبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعملون من وراء الحدود فحصوننا مهددة من الداخل بالمنافقين وهناك اشخاص ايضا اخرون يكيدون لهذا الدين فالسعيد لمن استمسك بصراط الله المستقيم وصار يمسك الناس بالكتاب يحرفون الكلمة من بعد مواضعه وما اكثر الذين يحرفون ويبدلون ويغيرون كما انهم بدلوا وغيروا حينما انكروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم ما في التوراة وانكروا نبوته وانكروا الحد حد الزاني وما اكثر الذين يحرفون في هذا الزمان ويؤولون الكلام على غير مواضعه. يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروه. ايضا يعني يقولون لهم احتكموا فان شئتم ان تأخذوا وان شئتم لا تأخذوا هم ان لم يأخذوا بالتوراة ولم يطبقوها فهم لم يأخذوا بحكم النبي صلى الله عليه وسلم فالتوراة اثبتت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم واتت بصفته ولكنهم خالفوا التوراة ربنا قال ومن يرد الله فتنته اي ضلالته فلن تملك له من الله شيئا ولكن يحذر الانسان الاقامة على المعاصي يحذر الانسان ان يختم على قلبه ربنا قال اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم. اذا تطهير القلب والاعتناء بالقلب ومعاودة النفس وان الانسان يجده في فعل الطاعات حتى لا يقع في المحرمات اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي اي عار ومذلة عياذا بالله ولهم في الاخرة عذاب عظيم. ربنا العظيم وصف عذاب النار بانه عذاب عظيم فليحذر المرء من فوائد الايات اولا حكمة مشروعية حد السرقة لردع السارقة عن التعدي على اموال الناس وتخويف من عداه من الوقوع في مثل ما وقع فيه ثانيا قبول توبة السارق ما لم يبلغ السلطان وعليه اعادة ما سرق فاذا بلغ السلطان وجب الحكم ولا يسقط بالتوبة مع ادعائهم الاسلام وهذا في كل زمان ومكان اما ختمنا لهذا الدرس ولعلنا نختم كل درس بكلمات خالدة قيلت في القرآن يقول ابن قتيبة في ثاويل مشكل القرآن لو كان القرآن كله ظاهرا مكشوفا حتى يستوي في معرفته العالم والجاهل لبطل التفاضل بين الناس وماتت الخواطر ومع الحاجة تقع الفكر والحيلة ومع الكفاية يقع العجز والبلادة. اذا ربنا جل جلاله قد يسر القرآن للذكر ولكن هذا الكتاب العزيز كلما اكثر الانسان منه ازداد من معانيه فينبغي علينا ان نكثر من مطالعة الكتاب وان نكثر من القراءة وان لا نفتر في اورادنا اليومية وحاجتنا اليها اكثر من حاجتنا الى الهواء والغذاء والشراب وان نتأمل في المعاني وان نقرأ ما يتعلق بها عسى الله ان يرحمنا واياكم وان يرحم جميع المسلمين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته