المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم. قل اعوذ برب الناس. ملك الناس من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم والههم من الشيطان الذي هو اصل الشرور كلها ومادتها. الذي من فتنته وشره انه يوسوس في صدور الناس فيحسن لهم الشر ويريهم اياه في صورة حسنة. وينشط ايراداتهم لفعله. ويقبح لهم الخير ويثبتهم ويريهم اياه في صورة غير صورته. وهو دائما بهذه الحال يوسوس ويخنس. اي يتأخر اذا ذكر العبد ربه واستعان به على دفعه. فينبغي له ان يستعين ويستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم. وان الخلق كلهم داخلون تحت الربوبية والملك فكل دابة هو اخذ بناصيتها. وبالوهيته التي خلقهم لاجلها. فلا تتم لهم الا بدفع شر عدوهم الذي يريد ان يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها. ويريد ان يجعلهم من حزبه ليكونوا من اصحاب السعير. والوسواس كما يكون من الجن يكون من الانس. ولهذا قال والحمد لله رب العالمين اولا واخرا وظاهرا وباطنا