وهو فقيه لكنه ضعيف الحديث وقد ظعفه اهل الحديث وتركه النسائي عن ابي الزبير وهو محمد ابن مسلم ابن تدرس القرشي الاسدي ابو الزبير المكي مولى حكيم ابن حزام وهو من الطبقة الرابعة وهي طبقة تلي الوسطى من التابعين توفي عام ست وعشرين ومئة وقد خرج حديثه الجماعة وبعضهم انزله الى رتبة الصدوق وبعضهم قال فيه حافظ ثقل وهو مدلس وكان واسع العلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء في ترك الصلاة على الطفل حتى يستهل. اي حتى يولد حيا ثم يمت لانه ده خرج من بطن امه سقطا لا يصلى عليه حدثنا ابو عمار الحسين ابن حريف وهو الحسين ابن حريث ابن الحسن ابن ثابت ابن قطبة الخزاعي مولاهم ابو عمار المروزي مولى عمران ابن حصين وهو من الطبقة العاشرة وهم كبار الاخرين عن تبع الاتباع توفي عام اربع واربعين ومئتين خرج له اصحاب الكتب الستة الا ابن ماجة وهو ثقة من الثقات قال حدثنا محمد ابن يزيد وهو محمد ابن يزيد الكلاعي ابو سعيد. ويقال ابو يزيد ويقال ابو اسحاق الواسطي مولى خولان وهو من الطبقة التاسعة من صغار اتباع التابعين توفي عام تسعين ومئة او قبلها او بعدها في مدينة واسط في العراق. ومدينة واسط بناها الحجاج بن يوسف الثقفي وقد روى له ابو داوود الترمذي والنسائي وهو ثقة ثبت حجة عن اسماعيل ابن مسلم وهو اسماعيل ابن مسلم المكي ابو اسحاق البصري. مولى حدير من الازد اصله بصري سكن مكة من الطبقة الخامسة من صغار التابعين خرج له الترمذي وابن ماجه عن جابر وهو جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الانصاري الخزرجي ابو عبدالله صحابي جليل توفي عام ثمان وسبعين. خرج حديثه الجماعة. وكان مفتيا وهذا امر ينفعنا في لدراسة هذا الحديث. قال ابو عيسى هذا حديث قد اضطرب الناس فيه الحديث المضطرب هو الحديث الذي يروى على اوجه عدة فهذا الحديث قد حصل فيه الاضطراب فرؤي من طريق محمد ابن يزيد الواصي عن اسماعيل ابن مسلم المكي وروي من طريق اشعث ابن سوار عن ابي الزبير عن جابر موقوفا وروي من طريق محمد ابن اسحاق عن عطاء عن جابر موقوفا فله طريقان موقوفان وهذا الطريق طريق إسماعيل عن أبي الزبير عن جابر هو طريق مرفوع فالحديث الراجح انه موقوف وانه من فتيا جابر وان الخذل قد حصل فيه من الراوي الذي رواه عن ابي الزبير فجعله مرفوعة وهو اسماعيل بن مسلم المكي ابو اسحاق البصري. فهو ان كان فقيها الا انه لم يكن في الحديث حافظا اذا الترمذي قال هذا حديث قد اضطرب الناس فيه فرواه بعضهم عن ابي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا كما في هذه الرواية رواية اسماعيل ابن مسلم فرواه بعضهم عن ابي الزبير عن جابر النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا وروى اشعث ابن سوار وغير واحد عن ابي الزبير عن جابر موقوف بعضهم قد جعله موقوفة. فالخبر قد حصل فيه اختلاف على مداره وهو ابو الزبير يقول وكأن هذا اصح من الحديث المرفوع. لماذا؟ لان طرق الموقوف اقوى من طرق المرفوع. هذا هو الترجيح واكثر ثم تحدث الترمذي عن مسألة فقهي قال وقد ذهب بعض اهل العلم الى هذا. اي الى الاخذ بهذه الفتية او بهذه الرواية المرفوعة دعاء وقالوا لا يصلى على الطفل حتى يستهل. وهو قول الثوري والشافعي. الثوري سفيان بن سعيد بن الثوري المتوفى عن احدى وستين عام والشافعي محمد ابن ادريس الشافعي المتوفى عام اربع ومئتين. اخذوا بهذا. فالخبر وان لم يصح مرفوعا هي فتية وجابر بن عبدالله مكث خمس سنوات يفتي الناس في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة عبد الله ابن عمر نسأل الله ان يتوفانا جميعا على طاعته وان يرحمنا والمسلمين اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته