وعن ابي سفيان وسخر بن حرب رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصته ان هرقل قال لابي سفيان فماذا به يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال قلت يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول اباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. متفق عليه وعن ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستفتحون ارضا يذكر فيه القيرا وفي رواية ستفتحون مصر وهي ارض يسمى فيها القيراط. فاستوصوا باهلها خيرا. فان لهم ذمة ورحما وفي رواية فاذا افتحتموها فاحسنوا الى اهلها. فان لهم ذمة ورحما. او قال ذمة وصهرا رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية وانذر عشيرتك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص وقال يا بني عبد شمس ان يا بني كعب ابن لؤي انقذوا انفسكم من النار. يا بني مرة بن كعب انقذوا انفسكم من النار يا بني عبد مناف انقذوا انفسكم من النار. يا بني هاشم انقذوا انفسكم من النار يا بني عبد المطلب انقذوا انفسكم من النار. يا فاطمة انقذي نفسك من النار فاني لا املك لكم من الله شيئا غير ان لكم رحيم سابلها ببلالها. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث التي قبلها هي الحث على صلة الرحم تقدم بذلك احاديث تقدم قوله جل وعلا فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا الارظ وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين اعانهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم الواجب على قل لمؤمن ومؤمنة العناية بهذا الامر ثم في ذلك ايضا تأليف القلوب والتعاون على الخير صلة الرحم يترتب عليها خير كثير من التقارب والتعاون على الخير والمتحاب في الله ولهذا ارشد اليها النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليها كما دل على ذلك كتاب الله العظيم فالواجب على المسلم ان يعتني بهذا الامر ولا يتساهل في هذا الامر يرجو ثواب الله ويخشى عقابه سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم بلغ وانذر وحذر من القطيعة ودعا الى صلة الرحم التي فيها الخير الكثير المسلمين فالواجب على المسلمين ان يعتنوا بها وان يحذروا قطيعتها. ومن هذا انه صلى الله عليه وسلم انذر عشيرته. لما قال الله له وانذر عشيرتك الاقربين صعد الصفا ونادى يا معشر قريش اسروا انفسهم من النار الى بني عبد مهاب من النار يا بني قصي بن كانوا يشترون انفسهم من النار حتى خص بابن هاشم يا بني عبد المطلب حتى قال يا فاطمة نفسك من النار فاني لا املك لكم من الله شيئا غير ان لكم رحما سابلها يعني ساصلها بسندها فهذا كله يدل على ان الامر عظيم وان الواجب على المسلمين العناية بالرحم وهكذا يصاغوا باهل مصر لانهم رحيما وذمة مارية منهم وهاجر منهم ام اسماعيل مصريهم ابراهيم من النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يدل على انه ينبغي العناية بالارحام والاقارب والحرص على صلة الرحم بدأ في حديث ابي سفيان ولما كان في الشام وسأله هرقل عما يأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم وكان قبل ان يسلم. قال انهم يأمرنا ان نعبد الله عز وجل. يقول اعبدوا الله ولا تشروا شيئا واتركوا ما يقوله اباؤكم ويأمرون بالصلاة والصدق والعفاف والصلة فقال لما قال هذا الكلام قال هذا امر النبوة هذا لا يأمره الا نبي لو قتلت لقد استلمت مشقة الى اصوله ولقسمته عن قدميه فالمقصود انك في اول دعوته مثل ما تقدم غير انكم رحيما سابلها هكذا ابي سفيان مع كونه ذلك الوقت على دين قوم كافر قبل ان يسلم اخبر انه يأمرهم بعبادة الله وحده بل يأمرنا ان نعبد الله وحده ونشر به شيئا وان ندع ما يقوله اباؤنا من التعلق على غير الله تعلق على الاموات والاصنام والاشجار والاحجار ويأمر بالصلاة بعد ما افرض الله الصلاة والصدق والعذاف عن المحارم عن الزنا والصلة صلة الرحم هذي من من؟ دلائل النبوة ما يمر به ويدعو اليه من الدلائل العظيمة على انه رسول الله حق عليه الصلاة والسلام. قولوا من هذا قول خديجة رضي الله عنها لما جاءها هنا جاءه جبريل في الغار وحصل ما حصل جاءها يرجوه فؤاده من شدة ما اصابه عند الوحي لما غطه جبرائيل ثلاث غطات قالت والله كلا والله كلا والله لا يخزيك الله تقول رضي الله عنه انك لتصل الرحم وتقري الضيف وتحميل الكل وتصدق الحديث وتعين على على نوائب الحق. اللهم صلي عليه قبل ان يوحى اليه عليه الصلاة والسلام خصال عظيمة قبل ان يوحى اليه منها صلة الرحم وفق الله الجميع