نبتت لابسة بعد انقضاء القرون المفضلة على يد الجعد ابن درهم الذي تلقى عقيدته عن اليهود تقول ان القرآن مخلوق ان القرآن مخلوق وان الله لا يتكلم تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ان الله لا يوصف لانه يتكلم وانما اظافة الكلام اليه اضافة مجازية لانه خلق الكلام في غيره فخلقه الله في اللوح المحفوظ او في جبريل او في محمد صلى الله عليه وسلم الذي تكلم هو المخلوق الذي خلق الله الكلام فيه ويا سبحان الله كيف يضاف الى يظاف الكلام الى غير من تكلم به كيف العقول ما تقر هذا ان الكلام يضاف الى غير من تكلم به ويقال هذا كلام الله او كلام فلان وهو لم يتكلم به هذا محال في العقول غرضهم من ذلك ان يبطلوا الاحتجاج بالقرآن وان يقول وان يقولوا ليس عند الناس كلام لله عز وجل القرآن الذي هو اول الادلة اول الادلة القرآن ثم السنة ثم الاجماع ثم القياس. فاذا قيل انه ما في قرآن كلام الله لماذا يستدل الناس اذا ابطلوا الاصل الاول بطلت بقية الوصول بهذا يقضى على الاسلام بهذه الطريقة وشبهتهم يقولون ننزه الله. هذا تنزيه لله بزعمهم ننزه الله انه يتكلم لانه لو وصفناه بانه يتكلم شبهناه بالخلق شبهناه بالخلق فنحن ننزه الله عن ذلك فجاءوا من طريق تنزيه بزعمه وفي الحقيقة انهم فروا من التشبيه الذي زعموه الى تشبيه اقبح فاذا نفوا عنه الكلام لئلا يشبه بالمتكلمين من الخلق وقد شبهوه بالجمادات التي لا تنطق وهذا نقص هذا اعظم نقصا اذا نفوا الكلام عنه شبهوه بالجمادات التي لا تنطق تعالى الله عن ذلك