المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفصل الحادي عشر. انما لم يصدق يعقوب بنيه حين قالوا اكله الذئب. وعملوا تلك القرائن المبررة لقولهم لان المعلوم لا يعارضه الشك والوهم. فانه قد علم برؤيا يوسف وربما بغيرها ما يؤول اليه حال يوسف من من تمام النعمة التي تشمله وتشمل ال يعقوب. وفيها ايضا انه لا ينبغي ان يغتر بمجرد سورة القرائن. ولما اتت الى شريح امرأة مع خصمها ارسلت عينيها بالبكاء. قال لشريح بعض الحاضرين ما اظن البائسة الا يا مظلومة فقال شريح الم تسمع قصة اخوة يوسف اذ اتوا اباهم عشاء يبكون. هل كانوا مظلومين او ظالمين؟ فكم حصل بمثل هذه التمويهات من وقلب الحقائق. لهذا كان الاذكياء يجعلون كل احتمال على بالهم وينظرون الى الامور من جميع جهاتها ونواحيها. وتدل القصة على ان الولايات الكبار والصغار لابد لمتوليها ان يكون كفئا في قوته وامانته وعلمه بامور الولاية. لان المالك لما كلم يوسف ورأى من علمه وخبرته اموري وحسن نظره استخلاصه لنفسه. وقال انك اليوم لدينا مكين امين. وقال يوسف اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. فعلل ذلك بكمال حفظه لما تحت يده وتصرفه. وكمال علمه بوجود المستخرج والمنصر طرفي وحسن التدبير وليس في هذا طلب الولاية ابتداء. كما قاله كثير من اهل العلم بل انه لما رأى الملك استخلصه ومكنه من الامور وان الامور كلها تحت طوعه وتدبيره طلب من الملك تولي خزائن الارض فقط لانها اهم ولانه يعلم ان ولايته لها انفع للملك وللخلق. وهذا من كمال نصحه وصدق نظره