باب الصبر قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا وقال تعالى ولنبلون بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين. وقال الا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. وقال تعالى ولمن صبر وغفران لكلم من عزم الامور. وقال تعالى استعينوا بالصبر والصلاة. ان الله مع الصابرين. وقال تعالى ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين. والايات في الامر بالصبر بيان فضله كثيرة معروفة وعن ابي مالك الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطهر شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك وعليك. كل الناس فبايع نفسه فمعتقها او موبقها. رواه مسلم. وعن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان ناسا من الانصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاهم ثم سألوه فاعطاهم كان في دماء عنده فقال لهم حين انفق كل شيء بيده. ما يكن عندي من خير فلن ادخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله. ومن يتصبر يصبره الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. متفق عليه. فبالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على بسم الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى به ومن اما بعد هذه الايات الكريمات والحديثان الشائبان كلها تعلى بالصبر الصبر امره عظيم وفائدته كبيرة مو واجب على المسلم هو ثلاثة انواع صبر على ما اوجب الله وصبر عما حرم الله وصبر على المصائب المؤلمة من مرض وغيره والواجب على المؤمن القيام بها كلها ان يصبر حتى يؤدي ما اوجب الله عليه من صلاة وغيرها وعليه ان يصبر حتى يكف عن محارم الله وعليه يصبر عند المصائب فلا يجزع ولا يقول ما لا ينبغي ولا يفعل ما لا ينبغي قال تعالى واصبروا ان الله مع الصابرين قال سبحانه ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين قال تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا قال استعينوا بالصبر والصلاة قال سبحانه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب قال جل وعلا ولنبلونكم حتى نال المجاهدين وهم الصابرين ونبلوا اخبارهم. والايات في الصبر كثيرة جدا. وهي دالة على وجوبه وفضله وان اهله يجازون الجزاء الاوفى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة الصبر في كل شيء الصبر في اداء الواجب اداء الصلاة اداء الزكاة اداء الصوم حج البيت مع الاستطاعة الصبر على بر الوالدين على صلة الرحم الصبر على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الصبر على غير هذا مما شرع الله وهكذا يجب الصبر عن محارم الله يجب ان يكف عن ما حرم الله من سائر المعاصي كما يجب ان يكف عن الشرك الذي هو اعظم الذنوب هكذا بقية المعاصي يجب ان يصبر عنها عن الزنا والسرقة والغيبة والنميمة والربا والعقوق وغير هذا. يجب ان يكون صابرا بعيدا عن محارم الله وهكذا عندنا مصائب وهو النوع الثالث الصبر عند المصائب فلا يجزأ فليطمئن قلبه فلا يشق ثوبا ولا ينتف شعرا ولا يتكلم بما لا ينبغي ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم انا بريء من الصادقة والحالق الشاقة الصادقة التي ترفع صوتها عند المصيبة والحقيقة تحلق شعرها انها مصيبة واشتقت شق ثوبها عند المصيبة ويقول عليه الصلاة والسلام ليس منا من شقت او شق الجيوب اودع بدعة وجعية. فالواجب على المؤمن ان يكون ثابت الجاس ثابت القلب. طيب اللسان طيب عند المصائب هكذا مؤمن في جميع احواله صبور عند طاعة الله تصبروا عن محارم الله تصبروا عند المصائب ليس منا من الخدود او شق اهل الجيوب او دعاء بدعوى الجاهلية ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث الحارث الاشعري الطهور شطر الايمان طهور الى التطهر من الجنابة طهر بالوضوء شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملئين ما بين السماء والصلاة نور وصدقة برهان والصبر رياء المؤمن ويتحرى الصبر ونور له فالصوم جنة والصبر ضياء فينبغي لك يا عبد الله ان فاجتهد في الصبر اقول لك ونور في قلبك ونور لك يوم القيامة والقرآن حجة لك وعليك حجة لك ان عملت به واطعت الله واستقمت على معانيه وحجة عليك ان ضيعته كل الناس يغدو يعني في هذه الدار اذهب ويأتي يعني يغدو ويروح فبائع نفسه من معنى الله واما على الشيطان اما على الله فيعتقها واما على الشيطان فيهلكه ويوبقها نسأل الله العافية فعليك يا عبد الله ان تجتهد الصبر على طاعة ربك والصبر عن محارمه والصبر على المصائب. وفي هدي ابي سعيد رضي الله عنه من الانصار رضي الله عنها يعني بعض الانصار جاءوا الى النبي فسألوه فاعطاهم ثم سألوه اعطاهم عليه الصلاة والسلام ثم قال له ما يكون عندي من خير فلن ادخره دونكم ومن يتصبر يصبر الله ومن يستأنفه الله ومن يستغني يرضيه الله وما اعطي احد من عطاء خيره واوسع من الصبر بفضل الصبر نعطي احدنا عطاء خيرا واوسع من الصبر يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وان اصابته شر او شكر فكان خيرا له. وليس ذلك لاحد الا للمؤمن فالمؤمن يجاهد نفسه دائما فيكون صبر عند البلاء شكورا عند الرخاء حافظا لسانه وجوارحه عند المصائب نسأل الله للجميع التوفيق والهداية