المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب ما جاء في الذبح لغير الله وقول الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وقوله فصل لربك وانحر عن علي رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع كلمات لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من اوى محدثا لعن الله من غير منار الارض رواه مسلم عن طارق بن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه احد حتى يقرب له شيئا وقالوا لاحدهما قرب قال ليس عندي شيء اقرب قالوا له قرب ولو ذبابا تقرب ذبابا فخلوا سبيله. فدخل النار قالوا للاخر قرب وطالما كنت لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة رواه احمد فيه مسائل الاولى تفسير ان صلاتي ونسكي الثانية تفسير فصل لربك وانحر الثالثة البداءة بلعنة من ذبح لغير الله الرابعة لعن من لعن والديه ومنه ان تلعن والدي الرجل فيلعن والديك الخامسة لعن من اوى محدثا وهو الرجل يحدث شيئا يجب فيه حق لله فيلتجأ الى من يجيره من ذلك السادسة لعن من غير منار الارض وهي المراسيم التي تفرق بين حقك من الارض وحق جارك فتغيرها بتقديم او تأخير السابعة الفرق بين لعن معين ولعن اهل المعصية على سبيل العموم الثامنة هذه القصة العظيمة وهي قصة الذباب التاسعة كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده. بل فعله تخلصا من شرهم العاشرة معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين. كيف صبر ذلك على القتل ولم يوافقهم على طلبتهم؟ مع كونهم لم يطلبوا الا العمل الضال ظاهر الحادية عشرة ان الذي دخل النار مسلم لانه لو كان كافرا لم يقل دخل النار في ذباب الثانية عشرة فيه شاهد للحديث الصحيح الجنة اقرب الى احدكم من شراك نعله. والنار مثل ذلك الثالثة عشرة معرفة ان عمل القلب هو المقصود الاعظم. حتى عند عبدة الاوثان قال الشيخ السعدي رحمه الله باب ما جاء في الذبح لغير الله اي انه شرك ان نصوص الكتاب والسنة صريحة في الامر بالذبح لله واخلاص ذلك لوجهه كما هي صريحة بذلك في الصلاة وقد قرن الله الذبح بالصلاة في عدة مواضع من كتابه واذا ثبت ان الذبح لله من اجل العبادات واكبر الطاعات الذبح لغير الله شرك اكبر مخرج عن دائرة الاسلام فان حد الشرك الاكبر وتفسيره الذي يجمع انواعه وافراده ان يصرف العبد نوعا او فردا من افراد العبادة لغير الله فكل اعتقاد او قول او عمل ثبت انه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وايمان واخلاص وصرفه لغيره شرك وكفر فعليك بهذا الضابط للشرك الاكبر. الذي لا يشد عنه شيء كما ان حد الشرك الاصغر هو كل وسيلة وذريعة يتطرق منها الى الشرك الاكبر من الارادات والاقوال والافعال التي لم تبلغ رتبة العبادة فعليك بهذين الضابطين للشرك الاكبر والاصغر فانه مما يعينك على فهم الابواب السابقة واللاحقة من هذا الكتاب وبه يحصل لك الفرقان بين الامور التي يكثر اشتباهها والله المستعان