الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين سورة التغابن هذه السورة العظيمة التي اخذت اسما من اسماء يوم القيامة وفي كتاب الله تعالى يأتيك هذا الاسم العظيم المخيف المجلجل قضيت اسبوعا في اسطنبول لاحصل على الاقامة ولم احصل اليها بالحمد لله وكان يعني من دائرة الى دائرة ومن قنصلية الى قنصلية ومن محافظ الى محافظة ولكن بحمد الله في جميع التوقف وفي جميع المراجعات الاخذ والرد كنت اسرت ليوم القيامة وان النجاة حقيقية يوم القيامة. وان الفوز الحقيقي يوم القيامة وان الابتسامة او القبول التي تناله ليس هو الذي يحصل في الدنيا انما هو الذي تفوز به يوم القيامة فهذا يوم التغابن في هذه الدنيا غبن كثير وربنا قال الرحمن الرحيم ما لك يوم الدين فمن اظهر مظاهر رحماته انه في يوم الدين ترد الحقوق الى اهلها. ومن كان لا ينطق في الدنيا سيندق في الاخرة كتب ربكم على نفسه الرحمة ليجمعنكم الى يوم القيامة فلتر هذا المثال العظيم. فيوم التغابن يغبن المؤمنون الكافرين ويغبن اصحاب الاعمال الصالحة المفرطين فهذا هو اليوم الحقيقي اما غبن الدنيا فاذا غبنت في الدنيا واديت ما عليك من حق الله فسوف تنال حقك كاملا موفرا لن يذهب منك شيء البتة يا بني انها ان ذكر مثقال حبة فتاة في الارض او في السماء الاية في السماوات او في الارض يا سلام اذا هذا للمقابل اذا ظلم مظلمة او فعل مهما كان صغير او كبير في السماء او في الارض في البحر او تحت البحر في صخرة لها فوهة او ليس لها هذا العمل انت ظالم ومظلم سيؤتى به في حوزة الحساب ونضع الموازين القسط الى يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين التغابي الحقيقي يوم القيامة حينما يأتي اصحاب الاعمال يأخذون اعمالهم. ويأتي اصحاب السيئة قد حرموا اعمالهم وبدأت هذه السورة العظيمة بتسبيح الله تعالى وانتبه الى كل سورة كما ان السور التي تبدأ بتحميد الله انظر الى السبب الحمد ولها تأثير سورة تبدأ بتسبيح الله انتبه الى سبب التسبيح فانت ترى شيئا عجيبا وترى شيئا عظيما بحيث مهما لديت من الهم والغم والشدة التسبيح يجعلك تسبح وترتاح وتطمئن يسبح لله ما في السماوات وما في الارض. يسبح بلسان الحال وبلسان المقال وهو اية ودلالة على خالقه له الملك وله الحمد. فربنا له الملك وله الحمد في الاولى وفي الاخرة في الدنيا وفي الاخرة عند الخلق وعند الاماتة وعند الاحياء وهو على كل شيء قدير هو الذي خلقكم الخالقية معراج العبودية. فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير فربنا جل جلاله بصير ومحيط بكل شيء يحاسب الناس خلق السماوات والارض بالحق. ربنا خلقهما بالحق وانزل كتابه بالحق ويدعو كتابه يدعو كتابه الى الحق وامر الخلق ان يدعوا الخلق بالحق الى الحق وصوركم فاحسن صوركم. انظر الى هذه الكتفين انظر الى هذه اليدين وانظر الى هذه القدمين وانظر الى الرأس فوق الكتفين فربنا قد صور الانسان باحسن صورة وصوره هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء. الانسان في بطن امه وهو يصور فاحسن صوركم واليه المصير اي مصير كل شيء اليه ما معناه يا محمود المصير يعني كل شيء يصير اليه يعني انت الان صائر الى الله تعالى بعملك وملاق الله وتلاقيه بعملك يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا وملاقيه يعلم ما في السماوات والارض. فربنا يعلم الذي في السماء. والذي في الارض والذي في الهواء حتى الطير في الهواء ربنا يعلمه ويعلم ما تسرون وما تعلنون. هذه الخواطر ربنا قال واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه والله عليم بذات الصدور. ربنا عليم بالصدور وبما فيها قال الشيخ يسبح الله اي ينزه الله ويقدسه عن كل ما لا يليق بجلاله وكماله ما في السماوات وما في الارض اي من سائر المخلوقات بلسان الحال ولسان المقل. هو يسبح الله تسبيحا حقيقيا ويسبح الله تسبيحا لما نرى هذا الشيء اي شيء انت ما اسمك ايها الفزع الكليتان اللتان عندك يعملان ام لا الكلية تعمل عندك ولا لا الحمد لله تعملوا ان شاء الله تبقى دائما تعمل شوف هذا بعمره تصفي ماء بقدر ماء دجلة وتعمل من الذي يأمرها بالعمل؟ القلب قلبه يدق في اليوم والليلة اكثر من مئة الف دقة حتى يصير الذنب العروق ويمشي باليوم اكثر من مئة الف كيلو متر في العروق هذا الدم فهذا كل شيء اية هذه الشمس الان التي ستسير بعد ثلاث ساعات ستأتي وهكذا وتكون في الوسط ثم تزول ثم تتحول فهذه المخلوقات تسبح لا فهي مخلوقة له وايضا هي دلالة على قدرته فقال الشيخ هنا قال اي من سائر المخلوقات بلسان الحال والقال والقال بمعنى المقال له له الملك وله الحمد اي له من غيره الملك الدائم الحق وله الحمد انا الان لما اطمع ان الاخ يعطيني مئة ليرة ملك من؟ ملك الله تعالى. من الذي يوصلك؟ الله سبحانه وتعالى فربنا له الملك وهو المحمود على ملكه ملكه عظيم وخزائنه لا تنفد هسا عدنا شم مليار موجودين الان عالارض؟ سبع مليارات. كلهم يوم امس اكلوا من من خير من؟ من خير الله ومن فضل الله وهو على كل شيء قدير اي ذو القدرة الكاملة على فعل ما اراد فمنكم كافر ومنكم مؤمن حال الناس عياذا بالله فيهم كفرة وقدم الكافر على المؤمن لكثرة الكفار اي فبعضكم مؤمن موقن بربه ولقائه شوف هذه الايات الله ربنا قال يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون قال اي فبعضكم مؤمن موقن بربه ولقائه وبعضكم كافر جاحد دحري والواقع شاهد وصوركم فاحسن صوركم اي صوركم في الارحام وكل شيء يكون بقدر الله سبحانه وتعالى قال فان توليتم اي عن طاعة الله ورسوله فلا ظرر ولا بأس على رسولنا في توليكم اذ عليه ابلاغكم لا هدايتكم فالواجب هو التبليغ فاحسن صوركم واليه المصير اي المرجع يوم القيامة والله عليم بذات الصدور اي بما في الصدور من الظمائر والسرائر معنى الايات قوله تعالى يسبح لله ما في السماوات وما في الارض يخبر تعالى معلما عباده بربوبيته الموجبة لعبادته انت لما تعلم هو الرب اذا له الحق فوجبت لهم الطاعة الموجبة لعبادته وطاعته وطاعة رسوله بانه يسبحه جميع الخلائق بانه يسبح جميع خلائقه في الملكوت الاعلى وقوله له الملك وله الحمد اي انه له الملك وهو الملك الحق وانه له الحمد وهو الثناء الجميل وهو على كل شيء قدير اي وانه على فعل كل شيء قدير لا يعجزه شيء هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن اي وانه خالق الكل فمن عباده المؤمن به ومنهم الكافر كما هو الواقع وانه بما يعمل عباده من خير او شرا من حسنات او سيئات خبير اي مطلع والخبير هو العالم الظاهر والباطن وهذا العلم ربنا لما يخبر بالعلم معناه انه يعلم ويحاسب ويجازي وسيجزي الكل باعمالهم حسنها وسيئها وانه خلق السماوات والارض بالحق لا لهو ولا لعب ولا عبث بل بالحق وكل شيء في هذا الكون خلقه الله تعالى لحكمة ولذا من تدبر وتأمل سيقول سبحانك ما خلقت هذا باطلا وهو انه يذكر ويشكر من عباده وانه صور العباد في الارحام فاحسن صورهم وجملها فهي اجمل المخلوقات الارظية على الاطلاق وانه اليه لا الى غيره المرجع يوم القيامة فيحاسب ويجازي وهو الحكم العدل العزيز الحكيم وانه تعالى يعلم ما في السماوات والارض من سائر المخلوقات والحوادث والاحداث وانه يعلم ما يسر عبادهم من اعمال واقوال ونيات وما يعلنون وانه عليم بذات الصدور اي ما فيها من اسرار وخواطر ونيات وارادات والى هلا باطن الانسان على الانسان ان يدخره لربه ومولاه اخبر عباده بهذا ليؤمنوا به وليعبدوه دون غيرهم فيكملون ويسعدون بعبادته فله الحمد وله المنة. اذا هاي النعم الدينية كيف ابن عثيمين يقول هذا الطعام وهذا الشراب فيه نعم يعني دنيوية وشرعية ففيها فوائد للجسد فيها ان الله يرضى عن العبد ان يأكل الاكل او يشرب الشربة فيحمده عليها. بسم الله الحمد لله. ونعم ايضا شرعية لما علمنا كيف نبدأ وكيف ننتهي؟ وكيف نأكل؟ وكيف نشرب من هدايات الايات تعليم الله تعالى عباده وتعريفهم بجلاله وكماله. من اعظم الاشياء ان تتعرف على عظمة الخالق وعلى جلاله سبحانه وتعالى وكماله ليؤمن به ويعبدوه ليكملوا ويسعدوا في الحياتين اي الحياة الدنيا والحياة الاخرة بالايمان به وبطاعته وطاعة رسوله ثانيا تقرير عقيدة القضاء والقدر. الانسان حينما يؤمن بهذه العقيدة عليه قضاء عقيدة القضاء والقدر وان كل شيء بيد الله وان كل شيء راجع الى الله فهذا مما يعين الانسان على امره وعلى حياته اذ المؤمن مؤمن والكافر كافر مكتوب ذلك في كتاب المقادير ثم يظهره تعالى في عالم الشهادة قائما على سننه في خلقه فربنا عليم بكل شيء قادر على كل شيء ويعطي الناس بما يستحقون ثالثا وجوب مراقبة الله تعالى والحياء منه لانه عليم بذات الصدور. فالانسان عليه ان يستحيي من الله في باطنه وفي ظاهره ويحرص الانسان على ان يراه ربه على اكمل حال قلبا وقالبا الم يأتكم النبأ الذين كفروا من قبل فلاقوا وبال امرهم ولهم عذاب اليم ذلك بانه كان تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا ابشر يهدودنا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد. شف ربنا جل جلاله لا تضره معصية العاصين ولا تنفعه طاعة الطاعين لا تنفعه طاعة الطائعين انما هي اعمال الناس يحصيها ربنا لهم الم يأتكم النبأ الذين كفروا من قبل؟ اي الم يأتكم يا كفار قريش خبر الذين كفروا من قبلكم فذاقوا بال امرهم اي عقوبة كفرهم في الدنيا ولهم عذاب اليم اي في الاخرة وكل اليم في القرآن موجف ذلك للعذاب في الدنيا والاخرة لانه كانت تأتيهم رسله شف ربنا قال ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون فلا بد من معرفة الرسول ومعرفة سنته لاجل العمل اي بسبب انها كانت تأتيهم رسلهم. بالبينات اي بالحجج القواطع الدالة على صحة رسالاتهم ولذا نبينا صلى الله عليه وسلم اتانا بالمعجزات واتانا بدلائل النبوة وهي قواطع على صحته فلما يعلم الانسان صحة هذه النبوة عليه ان يطبق ما جاء به هذا النبي الكريم وقالوا ابشر يهدوننا اي ردوا عليهم تاخرين مكذبين ابشر يهدوننا؟ فكفروا وتولوا اي فكفروا برسلهم وتولوا عنهم اي اعرضوا ولذلك الانسان لما يطبق السنة حتى لا يفوت متوليا بل يكون مقبلا الى ما جاء به هذا النبي العظيم واستغنى الله اي عن ايمانهم والله غني حميد اي غني عن خلقه محمود بافعاله والائه على خلقه معنى الايتين بعد ان بين الله تعالى للناظر مظاهر ربوبيته المقتضية لعلمه وقدرته وحكمته وعدله في الايات السابقة الموجبة لالوهيته قرر في هاتين الايتين نبوة ورسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال الكفار مكة الم يأتكم نبأ اي خبر الذين كفروا من قبل كقوم عاد وثمود واصحاب مدين ولحد الان اثار هؤلاء موجودة فذاقوا وظال امرهم اي عقوبة كفرهم التي كانت عقوبة ثقيلة شديدة فاهلكوا في الدنيا بعذاب ابادي استئصالي وفي الاخرة لهم عذاب اليم. وبين لهم سبب ذلك للهلاك والعذاب. فقال ذلك بانهم كانت فيهم رسلهم بالبينات اي بالحجج والبراهين على انهم رسل اليهم وانه لا اله الا وانه لا اله الا الله فلا تصح العبادة لغير الله فيقابلونهم بالسخرية والاعراض والاستنكار وهو ما اخبر تعالى به عنهم في قوله فقالوا ابشروا يحدوننا اي كيف يكون بشر مثلكم يحدوننا وبذلك كفروا وتولوا عن الايمان والاسلام واستغنى الله عن ايمانهم فاهلكهم لما كفروا به وبرسله ولم يأسف او يأسى عليهم لعدم حاجته اليهم والله غني عنهم وعن سائر خلقه حميد اي محمود بافعاله الشاهدة بجماله وجلاله وجماله. سبحانه وتعالى هداية الايتين من هداية الايتين توبيخ من يستحق التوبيخ وتأنيب من يستحق التأنيب ثانيا التكذيب للرسل بتوحيد الله موجب للعقوبة في الدنيا والعذاب في الاخرة ثالثا تقرير نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم واثباتها شأنه شأن الرسل من قبله اقرأ الاربع ايات ايها الفتى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بعمل الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم تنبأن بما عملتم وذلك على الله يسير فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلناه والله بما تعملون خبير يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الانهار طالبين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم. والذي حين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحابهن اه اولئك اصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير احسنت زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا اي كاذبين. انهم اي قالوا كاذبين انهم لن يبعثوا احياء من قبورهم قل بلى وربي لتبعثن. ولذلك لابد من الرد على اقوال الكفرة ولابد من الرد على شبه الذين يثيرون الشبه اي قل لهم يا رسولنا وهذا ايضا امر لنا جميعا بل لتبعثن ثم تنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير. قال فانما هي زجرة واحدة. فاذا هم بالساهرة اي وبعدكم وحسابكم ومجازاتكم باعمالكم شيء يسير على الله والنور الذي انزلنا ان يؤمنوا بالقرآن الذي انزلناه. فالقرآن هو النور لان الانسان يستضيء بالنور فيعرف طريقه. وايضا القرآن النور يستضيء به الانسان في جميع اعماله ذلك يوم التغابن اي يغبن المؤمنون الكافرين يأخذ منازل الكفار في الجنة واخذ الكفار منازل المؤمنين في النار ذلك الفوز العظيم اي تكفيره تعالى عنهم سيئاتهم. وادخالهم جنات تجري من تحتها الانهار والفوز العظيم. فالفوز العظيم هو هذه المغفرة بئس المصير اي قبح المصير الذي صاروا اليه وهو كونهم اهلا للجحيم قال الشيخ معنى الايات ما زال السياق الكريم في مطلب هداية قريش اكمل القراءة ايها الفتى نعم هو في الحقيقة ليس له من هذا في النار لكن لو انهم قصروا فرظوا دخلوا النار ولو ان الكفار عملوا الصالحات دخلوا الجنة في لو انهم لم يؤمنوا ولم يعملوا لدخلوا النار معنى الايات ما زال السياق الكريم في مطلب هداية قريش انه بعد ان ذكرهم بمصير الكافرين ذكرهم بمصير الكافرين من قبلهم وفي ذلك دعوة واضحة لهم الى الايمان بتوحيد الله وتصديق رسوله دعاهم هنا الى الايمان باعظم اصل من اصول الهداية البشرية. وهو الايمان بالبعث والجزاء. دائما يأتي الايمان بالبعث والجزاء حتى الانسان يعمل يوم القيامة نعم وهم ينكرون ويجاحدون ويعاندون فيه فقال في اسلوب غير المواجهة بالخطاب زعم الذين كفروا والزعم ادعاء باطل وقول الى الكذب اقرب منه الى الصدق ان ان لا يبعثوا انهم اذا ماتوا لا يبعثوا احياء يوم القيامة قال قل لهم يا رسولنا بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم. ولا ازن ذلك ولازم ذلك الجزاء العادل على عن كل اعمالهم وهي اعمال فاسدة غير صالحة مقتضية للعذاب والخزي في جهنم. وذلك على وذلك على الله يسير واعلمهم ان بعثهم وتنبيتهم باعمالهم واثابتهم عليها امر سهل هين لا صعوبة فيه. ان ربنا جل جلاله يرزق الناس الان جميعا في ان واحد فيحاسبهم يوم القيامة في ان واحد. نعم وبعد هذه اللفتة اللطيفة دعاهم دعوة كريمة الى طريق سعادتهم ونجاتهم. فقال عز وجل فامنوا بالله ورسوله. اي صدقوا بتوحيد الله وبنبوة رسوله وبنور الذي انزلنا وهو القرآن الكريم. واعلموا واعملوا الصالحات وتباعدوا عن هذا العمل يدل على صدق الايمان. نعم والله بما تعملون خبير اي وسيجزيكم باعمالكم. وذلك يوم يجمعكم ليوم الجمع. وهو يوم القيامة. ويجازيكم ما بكم خيرها وشرها ذلك يوم التغابن الحقيقي. حيث يرث اهل الجنة منازل اهل النار في الجنة. ويرث اهل اهل النار منازل اهل الجنة في النار. وهذا قائم على اساس ان الله تعالى اوجد لكل انسان منزلا في الجنة واخر في النار فمن فمن امنوا وعمل صالحا دخل الجنة وحاز منزله ومنزل انسان اخر هو في النار فحصل بذلك الغبن بينهم هو بين من هو في النار قد ورث منزله فيها. وبعد هذا الدعاء الخاص الموجه الى كفار قريش. قال تعالى عامة الناس عربهم وعجمهم من وجد منهم ومن لم يوجد بعد ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ادخلوا جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم لانه نجاة من النار ودخول ودخول الجنة هذا وعده صادق لمن امن وعمل صالحا وقال والذين كفروا اي بالله ورسوله ولقائه وكذبوا باياته اي القرآن وما فيه من شرائع واحكام والتكذيب مانع من العمل صالحي قطعه اذا اولئك اصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير. والنار والخلود فيها هذا وعيده تعالى المقابل لوعده السابق اللهم اجعلنا من اهل وعدك ولا تجعلنا من اهل وعيدك يا واسع الفضل يا رحمن هداية الايات من هداية الايات تقرير البعث والجزاء تقرير التوحيد والنبوة بيان كون القرآن نورا فلا هداية في هذه الحياة الا به. فمن طلبها في غيره ما اهتدى الترغيب في واذا ربنا قال في سورة الجاثية هذا هدى فهو عين الهدى نعم الترغيب في الايمان والعمل الصالح وبيان انهما مفتاح دار السلام كما سميت الجنة زار السلالم لانها سليمة من جميع الافات التحذير من الكفر والتكذيب بالقرآن وشرائعه واحكامه. فان ذلك يقود الى النار. لابن القيم كتاب اسمه مفتاح دار السعادة باعتبار لما ذكرت قصة ادم عليه السلام في الصحيفة ستة من كتاب الله تعالى حتى لا يأتي انسان يقول نحن وجدنا هنا بسبب ما حصل فربنا جل جلاله قد ذكر المفتاح قلنا اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. هذا هو مفتاح دار السعادة ان الانسان يتمسك بالوحيين فينجو النجاتين في الدنيا والاخرة ويسعد بالحسنيين في الدنيا والاخرة. نعم ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه والله بكل شيء عليم. واطيعوا الله واطيعوا الرسول فان وليتم فانما على رسولنا البلاغ المبين الله لا اله الا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي ما اصابت احدا من الناس مصيبة الا بقضاء الله تعالى وتقديره ذلك. فلا يحصل شيء في هذه الدنيا الا بارادة الله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه هذا المؤمن الايمان الحقيقي بالعلم النافع يعلم ان كل شيء يحصل بقدرة الله ولله غيب السماوات الارض واليه يرجع الامر كله فاعبدهم وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ولسنا مطالبين بالنتائج فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر معنى الايات قوله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله في هذه الاية رد على الكافرين الذين يقولون لو كان المسلمون على حق وما هم عليه حقا لصانهم الله من المصائب في الدنيا ولما ولما سلط عليهم كذا وكذا فاخبر تعالى انه ما من احد من الناس يصيبه مصيبة في نفس او ولد او مال الا وهي بقضاء الله وتقديره ذلك عليه ومن يؤمن بالله ربا والها عليما حكيما وان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. يهدي قلبه فيصبر هاي من هداية القلب انه يصبر على المقدورات المؤلمة. ويسترجع حينما يقول انا لله وانا اليه راجعون. انا لله عبيد وانا اليه راجعون في جازينا ويحاسبنا فيؤجر القائل هذا وتخف عنده المصيبة لما يعلم الانسان ان الامر امر الله وان كل شيء بيد الله وان امر المؤمن كله له خير تهون عليه عنده المصيبة بخلاف الكافر بالله وقضائه وقد استراه يولول ويولول وهكذا وقوله تعالى والله بكل شيء عليم فلا يخفى عليه شيء فلا يحدث حدثا في الكون الا بعلمه واذنه وهذه حال تقتضي الرضا بالقضاء يوجد كتاب لابن عبيد اسمه الرضا بالقدر قال وهذه حال تكثر الرضا بالقضاء والقدر والتسليم لله تعالى فيما يقضي به على عبده وفي ذلك خير كثير لا يعرفه الا اصحاب الرضا بالقضاء والتسليم للعليم الحكيم سبحانه وتعالى وقوله تعالى واطيعوا الله واطيعوا الرسول يأمر تعالى عباده عامة بطاعة الله وطاعة رسوله لان كمال الانسان وسعادته مرتبطة بهذه الطاعة التي هي عبارة عن تطبيق نظام دقيق ينتج ينتج صفاء روح وزكاة نفس يتأهل بها العبد الى النزول بالملكوت الاعلى الجنة دار الابرار. اذا هاي الجنة طيبة ولا يدخلها الا الطيبون ويا ربنا قال طيبتم فادخلوها خالدين وآآ الانسان لا ينتفع يوم القيامة الا اذا كان قلبه سليما مما لا يحبه الله وقوله تعالى الله لا اله الا هو اي ان الذي امركم بطاعته وطاعة رسوله هو الله الذي لا اله الا هو اي المعبود الذي لا تنبغي العبادة ولا تصلح الا ولانه الخالق لكم الرازق المدبر لحياتكم وعلى الله فليتوكل المؤمنون. اي فانه يكفي المؤمنين فانه يكفي المؤمن الذي يتوكل عليه يكفيه كل ما يهمه من امر دنياه واخرته. ولا كافي الا هو سبحانه من هداية الايات تقرير عقيدة القضاء والقدر وجوب الصبر عند المصيبة والصبر متى يكون؟ عند الصدمة الاولى والرضا والتسليم لله تعالى في قضائه وحكمته ومن تكن هذه حاله يهدي الله قلبه ويرزقه الصبر وعظيم الاجر ويلطف به في مصيبته وان هو استرجع قائل انا لله وانا اليه راجعون اخلفه الله عما فقده واجره وجوب طاعة الله وطاعة رسوله في الامر والنهي اي في الامر امتثالا وفي النهي انتهاء تقرير التوحيد ولذا انت حينما تقرأ في الصباح السنة القبلية سورتي الاخلاص قل يا ايها الكافرون قل هو الله احد وفي صلاة المغرب وعند قيام الليل تبدأ قيام الليل وتختم قيام الليل هتبدأ الليل وتختم الليل بهما وتبدأ النهار بهما وتختم النهار بهما دلالة على نصب يعني صمام الامام لهذه الامة بتوحيد الله تعالى وجوب التوكل على الله تعالى وهو فعل المأمور يعني التوكل صدق اعتماد القلب على الله والتوكل على الله في طاعته بفعل المأمور وترك المنهي عنه اقرأ ايها الفتى يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم عدوا لكم فاحذروهم وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم انما اموالكم واولادكم فتنة والله عنده اجر عظيم فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيرا لان انفسكم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم. احسنت ان من ازواجكم واولادكم عدوا اي من بعظ ازواجكم وبعظ اولادكم عدوا اي يشغلونكم عن طاعة الله او ينازعونكم في امر الدين والدنيا واذا كان الاب يعمل يأخذ الرشى ويعمل بالحرام من اجل ان يطعم اهله بالحرام فقد صاروا عدوا لهم فاحذروهم اي ان تطيعوهم في التخلف عن فعل الخير في الهجرة او الجهاد او صلاة الجماعة او او التصدق على ذوي الحاجة والشيطان يعني الناس الفقر وبعضهم يكون وكيلا للشيطان حينما يمنع اهل بيته من التصدق لتحت مع فوق وان تعفو اي عن من ثبتكم عن الخير من زوجة وولد. وتصبح وتغفر اي وتعرض عنهم وتغفر لهم ما عملوه معكم من تأخيركم عن الهجرة او الجهاد او الانفاق في سبيل الله فان الله غفور رحيم يعني مع التحذير من ضررهم فربنا جل جلاله ندب الى عدم طاعتهم في المنكر والمغفرة لهم والعفو عنهم انما اموالكم واولادكم فتنة. طبعا جاءت على سبيل الحصر لان غالب الناس قد اتخذوا الاهل فتنة ولم يتخذوهم سببا وسبيلا للقربى اي بلاء واختبارا لكم فاحذروا ان يصرفوكم عن طاعة الله او يوقعوهم في في معصية والله عنده اجر عظيم اي فاثر ما عنده تعالى على ما عندكم من مال وولد فاتقوا الله ما استطعتم وهذي الاية قاعدة عظيمة من قواعد هذا الدين ان المأمور به على قدر الطاقة والاستطاعة مثل حديث ما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم اي افعلوا ما تقدرون عليه من اوامركم واجتنبوا نواهيه كلها ومن يوق شح نفسه اي ومن يقه تعالى شح نفسه فيعافيه من البخل والحرص على المال. عندنا البخل تبخل في حق واجب الشح هو البخل والزيادة وهو انه تريد حقا ليس لك الشح اعم من البخل يضاعفه لكم اي الدرهم بسبع مئة الى اضعاف كثيرة لا يعلمها الا الله والله شكور حليم ان يجازي على الطاعة ولا يعاجل بالعقوبة كم بقي على الدرس جيد معنى الايات هذه الايات الكريمة يا ايها الذين امنوا الى قوله العزيز الحكيم نزلت في اناس كان لهم ازواج واولاد عاقوهم عن الهجرة والجهاد مدة من الزمن فلما تغلبوا عليهم وهاجروا ووجدوا الذين سبقوهم الى الهجرة قد تعلموا وتفقهوا في الدين فتأسفوا عن تخلفهم فهموا بازواجهم واولادهم الذين عاقوهم عن الهجرة فترة طويلة ان يعاقبوهم بنوع من العقاب من تجويع او ظرب او تثريب او عتاب فانزل الله تعالى هذه الايات يا ايها الذين امنوا اي يا ايها المؤمنون ان من ازواجكم واولادكم اي من بعضكم لا الكل اذ منهم من يساعد على طاعة الله ومنهم من يكون عونا عليها ومنهم عدو لكم يصرفكم عن طاعة الله والتزود للدار الاخرة وقد ينازعونكم في دينكم ودنياكم اذا فاحذروهم اي كونوا منهم على حذر ان تطيعوهم في التخلف عن فعل الخير من هجرة وجهاد وان تعفو وتصبح وتغفر اي عمن شغلوكم عن طاعة الله فعاقوكم عن الهجرة والجهاد فلم تضربوهم ولم تجوعوهم ولم عليهم ولم تعاتبوهم بل تطلبون العذر لما قاموا به نحوكم يكافئكم الله تعالى بمثله فيعفو عنكم ويفرح ولذلك كل تعامل خير تعمله مع الاخرين ربنا يعاملك على الاحسان احسانا ويغفر لكم كما عفوتم وصفحتم وغفرتم لازواجكم واولادكم الذين اخروا هجرتكم وعطلوكم عن الجهاد في سبيل الله وقوله تعالى انما اموالكم واولادكم فتنة والله عنده اجر عظيم. اي انما اموالكم واولادكم اي كل عليكم هؤلاء هم فتنة واختبار من الله لكم. هل تحسنون التصرف فيهم فلا تعصوا الله لاجلهم لا بترك واجب ولا بفعل ممنوع او تسيئون التصرف فيحملكم حبهم على التفريط في طاعة الله او التقصير في بعضها بترك واجب او فعل حرام والله عنده اجر عظيم فاثروا ما عند الله على ما عندكم من مال وولد انما عند الله باق وما عندكم فان فاثروا الباقي على الفاني وقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. هذا من احسان الله تعالى الى عباده انه انما انه لما علمهم انه لما علمهم ان اموالهم واولادهم فتنة وحذرهم ان يؤثروهم على طاعة الله ورسوله علم ان بعض المؤمنين سوف يزهدون في المال والولد. وان بعضا سوف يعانون اتعابا ومشقة شديدة في التوفيق بين خدمة المصلحتين فامروهم ان يتقوه في حدود ما يضيقون فقط وخير الامور الوسط فلا يفرط في ولده وماله ولا يفرط في علة وجوده وسبب نجاته وسعادته وهي عبادة الله تعالى الذي خلق لاجلها وعليها مدار نجاته من النار ودخوله الجنة وقوله تعالى واسمعوا وقوله تعالى واسمعوا ما يدعوكم الله ورسوله اليه واطيعوا وانفقوا اي في طاعة الله من اموالكم خيرا لانفسكم من عدم الانفاق فانه شر لكم وليس بخير يعني البخل وقوله تعالى ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون اعلمهم ان عدم الانفاق ناتج عن شح النفس وشح النفس لا يقي منه الا الله فعليكم باللجوء الى الله تعالى ليحفظكم من شح نفوسكم يعني هذه النهج فيها بذرات وهذه البذرات قد تسقط فادعوه وتوسلوا اليه بالانفاق قليلا قليلا حتى يحصل الشفاء من مرض الشح الذي هو البخل مع الحرص الشديد على جمع المال والحفاظ عليه ومن ومن شفي من مرض الشح افلح واصبح في عداد المفلحين الفائزين بالجنة بعد النجاة من النار وقوله ان تقرض الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم. هذا الترغيب عظيم من من الله تعالى للمؤمنين في النفقة في سبيل الله اذ سماها فرضا والقرض مردود وواعد بمضاعفتها وزيادة اخرى ان يغفر لهم بذلك ذنوبهم وافتراض الحسن للقرض افتراض معقول وهو ان يكون المال لاقرن الله حلالا لا حرام لان الله طيب لا يقبل الا طيبا وان تكون النفس طيبة به لا كارهة وهذا من باب النصح للمؤمنين ليحصلوا على الاجر مضاعفة وقوله تعالى والله شكور حليم ترغيب ايضا ترغيب ايضا له في الانفاق لان الشكور معناه يعطي القليل فيكافئ بالكثير يعطي القليل يعني يعطي المؤمن القليل فيكافئه الله بالكثير. والحليم الذي لا يعاجل بعقوبة ومثله يقرض القرض الحسن وقوله عالم الغيب والشهادة ترغيب ايضا في الانفاق اذ اعلمهم انه لا يغيب عنه من امورهم شيء يعلم الخفية منها والعلني. فربنا جل جلاله لا يغيب عليه شيء يعلم العلني والخفي وما غاب عنهم فلم يروه وما ظهر لهم فشهدوه فذو العلم بهذه المثابة معاملته مضمونة لا يخاف ضياعها ولا نسيانها وقوله العزيز الحكيم اي العزيز الانتقام من اعدائه الحكيم في اجراء احكامه وتدبير شؤون عباده من هداية الايات بيان ان من بعض الزوجات والاولاد عدوا فعلى المؤمن ان يحذر ذلك ليسلم من شرهم لان العدو يتقى الترغيب في العفو والصفح والمغفرة على من اساء الظلم التحرير من فتنة المال والولد ووجوب التيقظ حتى لا يهلك المرء بولده وماله وجوب تقوى الله بفعل الواجبات وترك المنهيات في حدود الطاقة البشرية الترغيب في الانفاق في سبيل الله والتحذير من الشح فانه داء خطير كفانا الله واياكم شح النفس والمال