هل في الوجود نعمة وروضة وبال عمران ازدهت وسمت بها لمراتي بالاحسان زهرة وحين نستظل بظلها بخلاصة تفسير للقرآن عاد سياق سورة ال عمران الى اهل الكتاب ليذكر طرفا من رذائلهم وقبائحهم من تحريفهم للكلم عن مواضعه وتبديلهم كلام الله ليوافق اهواءهم المنحرفة ونواياهم السيئة. ومقاصدهم الذميمة اه في الوجود كنعمة وروضة تزداد في الوجدان هل في وجودك نعمة القرآن؟ وروضة تزدان في الوجدان وبال عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها لمراتي بالاحساء زهراء وحين نستظل بظلها التفسير للقرآن. اعوذ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وان منهم لفريق يلون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون. ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. يمضي القرآن الكريم اعرض لنا انموذجا اخر من التواء اهل الكتاب وكذبهم الرخيص في امر الدين. طائفة من احبار اليهود يفتلون السنتهم حال القراءة. ايحرفون الكلمة عن مواضعه ويقرأون كلاما ليس من التوراة التي انزلت عليهم لتظنوا ايها المسلمون انهم يقرؤون التوراة وما هو من التوراة بل هو من عند انفسهم ويقولون زيادة في التضليل والتدليس ما قرأناه هو كلام الله. وليس هو بكلام الله بل ومن تحريفهم وافترائهم على الله. فما هذه الجرأة على الله! يقولون على الله كذب وهم يعلمون في قرارة انفسهم انهم كاذبون. فما اقبح ان يفسد العلماء. ليصبحوا دعة رخيصة لتزييف الحقائق. وهكذا القلوب اذا فسدت واستولى عليها الجحود الحسد وتمكن منها حب الدنيا ارتكبت كل رذيلة ومنكر. ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم قولا للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون بعد ان نزه الله تعالى عما تقوله المفترون نزه الله تعالى انبيائه عما افتراه الكاذبون. ذكر بعض المفسرين انه حين اجتمع احبار اليهود وعظماء النصارى من اهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ودعاهم الى اسلام قال ابو رافع اليهودي اتريد منا يا محمد ان نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم فقال رجل نصراني اوذاك تريد منا يا محمد؟ واليه تدعونا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله ان نعبد غير الله او ان نأمر بعبادة غير الله ما بذلك امرني ولا بذلك بعثني. فانزل الله هذه الاية ومعناها لا يصح شرعا ولا يستقيم عقلا ان يهب الله عبدا نعمة الكتاب اضرب الحق ونعمة الحكمة القائمة على العلم والفهم ونعمة الرسالة الداعية الى التوحيد. ثم وبعد كل هذه النعم العظيمة يكفر بها. فيدعو الناس الى عبادة نفسه. ويقول لهم اعبدوني من دون الله. هذا امحل المحال. ولكن النبي يأمر الناس فيقول كونوا علماء وعاملين لله تعالى. ومعلمينا ومربين للناس بسبب تعليمكم الكتابة لغيركم وبسبب دراستكم انتم له قراءة وحفظا وفهما. ولا اامركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين ارباباه ايأمركم بالكفر بعد اذ انتمتمون كما انه لا يصح ولا يعقل ان يدعو النبي الى عبادة نفسه كذلك لا يصح ولا يعقل ان يدعو النبي الى عبادة غيره من الخلق كالملائكة والانبياء. ايأمركم نبيكم من كفر والشرك والجحود بعد ان جاء هاديا لكم واسلمتم ودخلتم في دين الله والاستفهام هنا انكاري تعجبي. ولما ذكر الله تعالى خيانة اهل الكتاب بتحريفهم كلام الله وتغييرهم النبي عليه الصلاة والسلام الموجودة في كتبهم ذكر الله تعالى بعدها ما تقوم به الحجة عليهم وهو الميث طاق الذي اخذه الله تعالى على انبيائهم نبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم رسول مصدق لما معكم لتؤمنون به ولتنصرنه. قال اأقررتم واخذتم على ذلكم اصري. قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم. من الشاهدين اذكروا يا اهل الكتاب. حين اخذ الله العهد المؤكد على الانبياء قائلا لهم مهما اعطيتكم من كتاب ومهما علمتكم من حكمة ومهما بلغ احدكم ما بلغ من المكانة والمنزلة ثم بعثت رسولا من عندي مصدق لما معكم وهو محمد عليه الصلاة والسلام ان تؤمنوا به وتصدقوه وتنصروه وتبلغوا ذلك لاممكم. ونلمح هنا ان التعبير القرآني يطوي الازمنة المتتابعة بين الرسل. ويجمعهم كلهم في مشهد واحد. والله الجليل يخاطبهم جملة هل اقررتم بهذا الميثاق ايها الانبياء واخذتم على ذلك عهدي الشديد؟ فاجاب الانبياء اقررنا وبه وقبلنا ما امرتنا به. فقال الله لهم اشهدوا على انفسكم وعلى اممكم بذلك وانا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم. هذا المشهد الهائل الجليل يذكره القرآن باسلوبه البليغ فيجف له القلب. والعين كانها تراه بحضرة الملك الديان والرسل مجتمعين. قال ابن عباس ما بعث الله نبيا من الانبياء الا اخذ عليه الميثاق لان بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وهو حي. ليؤمنن به ولينصرنه وامره ان يأخذ الميثاق على امته. ومن ثم يتعين على اهل الكتاب ان يؤمنوا الاخير وينصروه. لكن اكثرهم نكث بعهد الله وقرر الاعراض والتولي فما تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون فمن اعرض عن هذا الميثاق المؤكد الذي اخذه الله تعالى عن الانبياء واتباعهم ونكث عهده. فاولئك هم الفاسقون الخارجون عن طاعة الله. انه لا يتولى عن اتباع الرسول الا فاسق. ولا يتولى عن الاسلام الا مخذول. وعلى هذا من ادعى انه من اتباع الانبياء كاليهود والنصارى. ولم يؤمن بمحمد عليه الصلاة والسلام بعد ان بلغته ورسالته فهو ممن اعرض عن هذا الميثاق الغليظ. والله المستعان خير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض وكرها واليه يرجعون. هل يتولى اهل الكتاب عن الايمان بعد هذا البيان فيبغون دينا غير دين الاسلام؟ ايريد هؤلاء الشذاذ الخروج على نظام الكون كله ولله استسلم وانقاد وخضع اهل السماوات واهل الارض كلهم طائعين ومكرهين. والاستسلام لله تعالى هو نظام الكون كله. هل تأملت هذا البعد وهل لاحظت هذا الامتداد ولا مناص للبشرية في نهاية المطاف من الرجوع الى الحكم العدل يوم القيامة هناك سيكون الحساب والجزاء. فيا ايها الانسان ان اردت سعادتك وراحتك وصلاح حالك فالزم دين الله لتنساق مع نظام الكون كله بسماواته وارضه. وما بينهما وما فيهما من خلقه. وهذا التناسق هو الذي يكفل لك السير على الصراط مستقيم وفطرتك في اصلها متناسقة مع نظام الكون. وحين تخرج عن النظام الالهي انت لا تصطدموا مع الكون فحسب انما تصطدم اولا مع فطرتك فتشقى وتتمزق وتحتار وتقلق وتحيا كما تحيا البشرية الضالة النكدة اليوم في تيه وضياع وعذاب على الرغم من كل الانجازات العلمية وجميع التسهيلات الحضارية المادية