قال الله تعالى حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين يذكر تعالى ان نصره ينزل على رسله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. عند ضيق الحال وانتظار الفرج من الله في احوج الاوقات اليه كقوله تعالى وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله وفي قوله كذبوا قراءتان احداهما بالتشديد قد كذبوا وكذلك كانت عائشة رضي الله عنها تقرأها روى البخاري عن عروة ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنها انها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى حتى اذا استيأس الرسل قال قلت اكذبوا ام كذبوا قالت عائشة كذبوا قلت فقد استيقنوا ان قومهم كذبوهم فما هو بالظن قالت اجل عمري لقد استيقنوا بذلك. هذا دليل على لعمري هذي يؤتى لتأكيد الكلام ليست قسم وقد يذهب الى القسم ارجع في قول العامري رجعت في حديث رواه ابن ماجة لعمرو لعمري لقد طفت المعاهد كلها جاءت في كلام بعض السلف ابن القيم وغيره فليس المراد من القسم والمراد من هذا تأكيد الكلام وقد يراد بها القسم اذا قال لعمري ولي الامر كانهم لفي سكرة هم يعبؤون. هذا قسم من الله وعمرك يعني حياتك يقسم الله بحياة النبي لعمرك انهم لفي سرقة هذا في الاية قسم لكن هنا ليس المراد بها القسم نعم. قتل عمري. احسن الله اليك. قالت اجل عمري لقد استيقنوا بذلك فقلت لها وظنوا انهم قد كذبوا قالت معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها قلت فما هذه الاية قالت هم اتباع الرسل الذين امنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى اذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم وظنت الرسل ان اتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك. ايه قلت كيف ذلك قالت قلت فما هذه الاية قالت هم اتباع الرسل الذين امنوا بربهم وصدقوهم فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى اذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم وظنت الرسل ان اتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك قال عروة فقلت لها لعلهم قد كذبوا مخففة قالت معاذ الله انتهى ما ذكره وقال ابن جريج قال ابن جريج في فيها قراءتان نعم قال ايش قال وفي قوله كذبوا قراءتان. نعم. احداهما بالتشديد. ايه. والثاني بالتخفيف. نعم وقال ابن جريج اخبرني ابن ابي مليكة ان ابن عباس رضي الله عنهما قرأها وظنوا انهم قد كذبوا خفيفة قال عبدالله هو ابن ابي مليكة ثم قال لابن عباس رضي الله عنهما كانوا بشرا ثم تلا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه تا نصر الله الا ان نصر الله قريب قال ابن جريج وقال لابن ابي مليكة واخبرني عروة عن عائشة انها خالفت ذلك وابته. وقالت ما وعد الله محمد غدا صلى الله عليه وسلم من شيء الا قد علم انه سيكون حتى مات ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا ان من معهم من المؤمنين قد كذبوهم قال ابن ابي مليكة في حديث عروة كانت عائشة تقرأها وظنوا انهم قد كذبوا مثقلة من التكذيب والقراءة الثانية بالتخفيف واختلفوا في تفسيرها فقال ابن عباس ما تقدم وعن ابن مسعود فيما رواه سفيان الثوري تقدم يعني لقد كذبوا على انه قشر انهم بشر قال فيه قال عن ابن عباس الكلام الاول. احسن الله اليك. قال انه بشر. ثم قال لابن عباس كانوا بشرا قبل نعم احسن الله اليك هذا ابو العباس هذا الذي تقدم الى قبل الجملة هذي قبله قال عبدالله وابن ابي مليكة. نعم وقال ابن جريج اخبرني ابن ابي مليكة ان ابن عباس قرأها وظنوا انهم قد كذبوا خفيفة قال عبدالله وابن ابي مليكة ثم قال لي ابن عباس كانوا بشرا ثم تلا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب قال ابن جريج وقال لي ابن ابي مليكة واخبرني عروة عن عائشة انها خالفت ذلك وابته وقالت ما وعد الله محمدا صلى الله عليه وسلم من شيء الا قد علم انه سيكون حتى مات ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا ان من معهم من المؤمنين قد كذبوهم قال ابن ابي مليكة في حديث عروة كانت عائشة تقرأها وظنوا انهم قد كذبوا مثقلة من التكذيب والقراءة الثانية بالتخفيف واختلفوا في تفسيرها. فقال ابن عباس ما تقدم وعن ابن مسعود فيما رواه سفيان الثوري عن عبد انه قرأها حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا مخففة قال عبدالله هو الذي تكره وعن ابن عباس حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا قال لما ايست الرسل وان يستجيب لهم قومهم وظن قومهم ان الرسل قد كذبوهم جاءهم النصر على ذلك فنجي من نشاء وروى ابن جرير عن ابراهيم ابن ابي حرة الجزري قال سأل فتى من قريش سعيد بن جبير فقال له يا ابا عبدالله كيف هذا الحرف فاني اذا اتيت عليه تمنيت الا اقرأ هذه السورة حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا. قال نعم حتى اذا استيأس الرسل من قومهم ان يصدقوهم وظن المرسل اليهم ان الرسل قد كذبوا فقال الظحاك ابن مزاحم ما رأيتك اليوم قط رجلا يدعى الى علم فيتلكأ لو رحلت الى اليمن في هذه كان قليلا ثم روى ابن جرير ايضا من وجه اخر ان مسلم ابن يسار سأل سعيد ابن جبير عن ذلك فاجابه بهذا الجواب فقام الى سعيد فاعتنقه وقال فرج الله عنك كما فرجت عني وهكذا لان اشكل يشكل عليه معناها. نعم احسن الله اليك وهكذا روي من غير وجه عن سعيد بن جبير انه فسرها كذلك وكذا فسرها مجاهد بن جبر وغير واحد من السلف الا ان بعض من فسرها كذلك يعيد الضمير في قوله وظنوا انهم قد كذبوا الى اتباع الرسل من المؤمنين. ومنهم من يعيده الى الكافرين منهم اي وظن الكفار ان الرسل قد كذبوا مخففة فيما وعدوا به من النصر. اي اي وظن اي وظن الكفار ان الرسل قد كذبوا مخففة فيما وعدوا به من النصر واما ابن مسعود فروى ابن جرير عن تميم ابن حذلم قال سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول في هذه الاية حتى اذا استيأس الرسل من ايمان قومهم ان يؤمنوا بهم وظن قومهم حين ابطأ الامر انهم قد كذبوا بالتخفيف وهذي الاية الكريمة قوله تعالى حتى اذا سيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن قوم مجيبين فيها قراءتان قد كذبوا وقد كذبوا قد كذبوا بالتخفيف قد كذبوا قد اما قول وظنوا انهم قد كذبوا هذه لا اشكال فيها. وظن انهم قد كذبوا يعني ان الرسل اذا طال عليهم الامد الرسلك لما كذبهم قومهم وطال وطال العمد فظنوا انهم قد قد كذبوا كذبوا من قبل اتباعهم وهذا يعني يظن من من تأخر النصر وضيق الحال ظنوا انهم قد كذبوا من قبل المؤمنين انهم كذبوهم وقيل ان هذا يعود الى الكفار وظنوا انهم قد كذبوا وعائشة رضي الله عنها تقرأ قد كذبوا وتنكر قراءة كذبوا قالت معاذ الله كما قال معاذ الله بعاذ الله ان تظن الرسل ذلك بربها فهمت انه وظنوا انهم قد كذبوا يعني كذبوا من قبل الله فهذا انكرته عائشة ولكن هذي القراءة ثابتة هي قراءة حفص الان وقرعتان قد ذكر البخاري في صحيحه وفيها كما ذكر الحافظ ظنوا انهم قد كذبوا كذبوا من قبل من قبل الكفار هم قبل المؤمنين لكن الصواب ذكره البخاري هذا اظنوا انهم قد كذبوا يعني من قبل انفسهم من شدة التي اصابهم الشدة التي اصابهم وتأخر النصر استيأسوا حتى اذا اسست الرسل وظنوا انهم قد كذبوا يعني كذبوا من قبل انفسهم. بالشدة التي اصابتهم ليس يعني عائشة انكرت هذه القراءة لانها خشية ان يكون الضمير يعود الى الله وهذا باطل. فالعلاقات معاذ الله القتل عروة بعد ما قال قد كذبت معاذ الله ان تظن الرسل ذلك بربها ولكنها قد كذبوا قال كذبوا يعني من قبل اتباعهم لما تأخر النصر واستأنس الرسول ظنوا ان اتباعهم قد كذبوهم قد كذبوا من قبل اتباعهم. اما قراءة التخفيف وظنوا انهم قد كذبوا يعني كذبوا من قبل انفسهم من شدة اللي اصابتهم من الشدة وتأخر اه النصر والشدة فظنوا فاستيأسوا وظنوا انهم قد كذبوا من قبل انفسهم وهو بشر وابن عباس الصلاة قال انه بشر وانا اقول كذبوا يعني فالمهم ان الزبير يعود الى يعود الى الى اتباعهم التشديد وعلى قلة التخفيف يعودوا الى انفسهم وقد كذبوا من قبل انفسهم وعلى هذا فلا محظور عائشة انكرت هذا وانكرت قراءة التخفيف وهي ثابتة حسب علمها وعائشة رضي الله لها اوهام او انكرت ان يكون الميت يعذب ببكاء اهله عليه وقالت لمن قال لمن روى قالت لقد وهم لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ان البيت يعذب بك عليه عليه ولكن يقول ان الكفار ان الكفار يعذبون هذا من ارهابها رضي الله عنها افقه امرأة هي ولكن مع ذلك لها اغلاط ولها اوهام كغيرها فانكرت قراءة التخفيف وهي ثابتة قراءة سبعية قراءة حفص ولانها ظنت خشية ان يكون الظن يعود الى الله فقد معاذ الله ان تظن الرسل بربها حتى اذا وجدنا هنا قد كذبوا معاذ الله ان تظن ذلك الرسول ولكن لا لكن ليس الامر كما طيبة. ان الله قد كذبوا من قبل انفسهم. من شدة التي اصابتهم وتأخر النصر لما تأخر النصر اشتد عليهم الامر واستيأسوا وظنوا انهم قد كذبوا من قبل انفسهم. كذبوا يعني ظنوا انهم قد كذبوا من قبل اتباعهم بسبب التأخر تأخر النصر وشدة الامر واليأس الذي اصابه نعم نعم على قرعة وظنوا انهم قد كذبوا نعم هذا توجيه لكن التوجيه الثاني هذا وجيه ذكره البخاري في صحيحه انه قد كذبوا من قبل انفسهم عذبوا من قبل انفسهم او كذبوا من قبل اتباعهم المهم ان الاشكال الذي اه خشية ابنه عائشة ما ما يرد هنا عاش خشية ان يعود الظمير الى الله والذي انكر معاذ الله. معاذ الله ان تظن الرسل ذلك بربها وانما هي قد كذبوا فانكرت قراءة التخفيف وهي ثابتة على حسب علمها حسب ما بلغها. نعم. ها؟ هذي قراءة ولا قراءة؟ هذا لا توجيه وهذا توجيه على غير التشديد؟ نعم قد كذبوا يعني من قبل اتباعهم يمكن ظنوا انه قد وهم مؤمنون بهم لكن من الشدة وتأخر النصر ظنوا انه قد قد كذبوا او ان الربيع يعود الى الاتباع اظن الاتباع انهم قد كذبوا على احد تفسيرات وظنوا يعني الاتباع ليس الى الرسل. وظنوا الاتباع انهم قد كذبوا نعم اليك قول ابن مسعود هو الذي تكره ايش؟ قول ابن مسعود في على قراءة التخفيف وش يقول؟ قال هو الذي تكره وش اللي قبله قال وعن ابن مسعود فيما رواه سفيان الثوري عن عبد الله انه قرأ حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا مخففة. قال عبد الله هو الذي تكره يعني هو اللي تكرهه يعني تكره يعني تشكل عليك يعني تكره يعني يشكل عليك معناها ولكن معناها سليم ويكره بسبب الاشكال في المعنى نعم احسن الله اليك. قال الله تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الامر في هذه الاية الكريمة آآ ان ان الانبياء والرسل وهو افضل البشر يصيبهم ما يصيب غيرهم من اليأس والضيق وشدة الحال فان الاخبر انهم اذا استيأسوا وانهم من شدة اليأس وتباطؤ النص تأخر النصر ظنوا انهم قد كذبوا وهم لم يكذبوا وهذا يدل على انهم بشر وان يصيبوا ما اصاب الناس وفي دليل على انه لا حرج عليهم في هذا بسبب الشدة وان الله وانهم معذور في هذا في هذا اليأس وفي هذا الظن افيد دليل على ان النصر يعقب الشدة ان نصر والفرج يكون بعد الشدة ولهذا حتى اذا جاء النصر جاء النصر بعد بعد الشدة وبعد الضيق وكما قال تعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا كما قال رسول الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا فالنصر مع الصبر والفرج مع الكرب كما قال النبي فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا في الاية وفي الحديث ان لنصبر على الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا فيه دليل على ان النصر العاقبة للمؤمنين والعاقبة للرسل واتباعهم وان النصر يأتي بعد الشدة ولو طالت الشدة ولو اطالت الشدة ولو شق ذلك على على على الرسل وعلى اتباعهم النصر لابد منه وفي الله تعالى ينجي عباده المؤمنين ينجي من نشاء ويهلك وينزل بأسه على المجرمين يدل على العاقبة للمتقين للرسل واتباعهم وان ضاقت بهم الحال ويشتد الامر بين العاقبة الحميدة لهم وان النصر حليفهم وان الله ينجيهم من الشدائد والكربات وينزل بأسه بالمجرمين حتى اذا الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا على القوم المجرمين. نعم نعم يدعو طيب الدعاء عبادة لا ينافي. يصبر ويدعو الباب نعم ادعو ما يملأ في الصبر الدعاء ما ينفي الصبر الدعاء عبادة لله هو صابر مع انه لا يجزع ولا يتسخط ويدعو الله لاحظوا النون لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. اليس ما هو بصابر؟ يا ايوب نعم نعبد وكذلك ذا النون دعا بعد ما كان في بطن الحوت قال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وادم لما وقف الخطيئة ربنا اظلمنا انفسنا وادم وحوا وموسى ربي لا تنفسي فاغفر لي وابراهيم كل لم يدعه. الدعاء عبادة ما ينافي اللي قال لينا في الصبر الجزع والتسخط نعم احسن الله اليك قال الله تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون يقول تعالى لقد كان في خبر المرسلين مع قومهم وكيف نجينا المؤمنين واهلكنا الكافرين؟ يقول تعالى يقول تعالى لقد كان في المرسلين مع قومهم وكيف نجينا المؤمنين واهلكنا الكافرين عبرة لاولي الالباب وهي العقول ما كان حديثا يفترى اي ما كان لهذا القرآن ان يفترى من دون الله. نعم. ان يكذب ويختلق ولكن تصديق الذي بين يديه اي من الكتب المنزلة من السماء وهو يصدق ما فيها من الصحيح وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ويحكم عليها بالنسخ او التقرير وتفصيل كل شيء من تحليل وتحريم ومحبوب ومكروه وغير ذلك من الامر بالطاعات والواجبات والمستحبات. وتفصيل كل شيء احسن الله اليك. وتفصيل كل شيء من تحليل وتحريم ومحبوب ومكروه وغير ذلك من الامر بالطاعات والواجبات والمستحبات والنهي عن المحرمات وما شاكلها من المكروهات والاخبار عن الامور الجلية وعن الغيوب المستقبلة المجملة والتفصيلية والاخبار عن الرب تبارك وتعالى وبالاسماء والصفات وتنزهه عن مماثلة المخلوقات. وبالايش؟ وبالاخبار. احسن الله اليك. والاخبار عن الرب تبارك وتعالى وبالاسماء والصفات وتنزهه عن مماثلة المخلوقات. ولا بالاسماء بتنوى الواو زائدة تهلاي لي والاخبار عن الرب تبارك وتعالى بالاسماء والصفات وتنزهه عن مماثلة المخلوقات. فلهذا كان هدى ورحمة لقوم يؤمنون تهتدي به قلوبهم من الغي الى الرشاد ومن الضلال الى السداد ويبتغون به الرحمة من رب العباد في هذه الحياة الدنيا ويوم المعاد ونسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم في الدنيا والاخرة يوم يفوز بالربح المبيضة وجوههم الناضرة ويرجع المسودة وجوههم بالصفقة الخاسرة اخر تفسير سورة يوسف عليه الصلاة والسلام. ولله الحمد والمنة وبه المستعان. نعم. في هذه الاية الكريمة يبين الله تعالى ان في قص الانبياء عبرة وعظة لمن اراد الله هدايته فان الله تعالى قص على قص الانبياء والمرسلين وما جرى لهم مع اقوامهم وان الله تعالى نجى الرسل واتباعهم واهلك المكذبين هذه العاقبة في الدنيا والعاقبة في الاخرة كذلك في الرسل واتباعهم ما له من الجنات والكرامات والكفرة مآلهم الى النار وغضب الرب والخسارة نسأل الله السلامة والعافية ففي قصص الانبياء عبرة وعظة ليس لكل احد بل لمن كان له قلب حي تعظ ويستفيد كما قال سبحانه ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او قد سمعه وهو شهيد ففي قصص الانبياء عبرة لاصحاب العقول الحية لقد كان في قصد العبرة لاولي الالباب. اذا في قصد الانبياء وما جرى لهم مع اقوامهم وان العاقبة الحميدة للرسل واتباعهم عبرة لاصحاب العقول اما من ليس له عقل فلا يتعظ ما كان له عقل يرشده يرشده الى طريق النجاة والسعادة فالرسل واتباعهم قصص فيها العبرة والعظة لاولى الباب ثم بين الله تعالى ان هذا القرآن منزل من عند الله ليس مفترا ولو اختلق ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه ان يصدق الذي بين يديه الذي امامه الكتب السابقة يصدقها ويوافقها في الاخبار وينسخ مع امر الله بنسخه ويقر الحق وينفيه الباطل كما قال تعالى وانزل اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فهذا القرآن يصدق الكتب السابقة ويهيمن عليها وينسخ ما اسرع الله نسخه ويقر ما امر الله باقراره وينفي عن التحريف والتبديل وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. يعني هذا القرآن هداية للمؤمنين ورحمة المؤمنين رحمهم الله وهداهم اما الكفار الذين كتب الله لهم الشقاء فلا حيلة فيهم في هذه الاية الكريمة من الفوائد والاحكام ان في قصص الانبياء عبرة وعظة يتعظ بها اصحاب العقول الحية يعتبرون ويستفيدون لان الرسل واتباعهم نجاهم الله في الدنيا واعد لهم الكرامة في الاخرة واتباعهم اهلكهم الله في الدنيا واعد لهم العذاب في الاخرة وفي دليل على ان القرآن يصدق الكتب السابقة ويوافقها ويحكم عليها وفيه ان القرآن هداية ورحمة للمؤمنين كما قال سبحانه في الاثم ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا. وان الذين لا يؤمنون بالاخرة اعتدنا لهم عذاب اليم هذا القرآن هدى ورحمة للمؤمنين ولكنه وقر في اذان الكفار وعما في اعينهم كما قال هو الذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى. اولئك همدون من مكان بعيد هو شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم والشفاء وهو الشفاء لما في الصدور. وهدى ورحمة للمؤمنين فنسأل الله ان يجعلنا واياكم من المؤمنين المتقين الذين لا يكون لهم قرآن هدى ورحمة وشفاء لما في صدورهم. نعم. سم الله اليك