العظة والعبرة وهي اطول قصة ذكرت في القرآن الكريم قال ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك افاه الله الى هذه القصة من انباء الغيب قد مضى عليها زمن طويل فترة بين مسافة طويلة من الزمان دهرا طويل بين يوسف عليه السلام وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذا من الوحي الذي اوحاه الله الى نبيه هذه القصة التي وصلى الله تعالى احسنت الله اليك قوله تعالى ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وما تسألهم عليه من اجر ان هو الا ذكر للعالمين يقول تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم لما قص عليه نبأ اخوة يوسف وكيف رفعه الله عليهم وجعل له العاقبة والنصر والملك والحكم مع ما ارادوا به من السوء والهلاك والاعدام هذا وامثاله يا محمد من اخبار الغيوب السابقة نوحيه اليك ونعلمك به يا محمد لما فيه من العبرة لك والاتعاظ لمن خالفك وما كنت لديهم حاضرا عندهم ولا مشاهدا لهم اذ اجمعوا امرهم اي على القائه في الجب وهم يمكرون به. ايش ومعك انت وما كنت وما كنت لديهم حاضرا عندهم ولا مشاهدا لهم اذ اجمعوا امرهم اي على القائه في الجب وهم يمكرون به ولكنا اعلمناك به وحيا اليك وانزالا عليك كقوله وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم الاية وقال تعالى يعني في قصة مريم وباكوت الذين يختصمون يقول يختصمون ايهم يكفل مريم هنا قالوا وما قتل الذين اجمعوا امرهم وهم يمكرون بيوسف هناك وما كنت لديهم يختصمون في كفالة مريم. نعم وقوله تعالى وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الى موسى الامر. يعني في قصة موسى الى قوله وما كنت بجانب الطور اذ نادينا وقال وما كنت ساويا في اهل مدينة تتلو عليهم اياتنا يقول تعالى انه رسوله وانه قد اطلعه على انباء ما قد سبق. يقول تعالى. يقول تعالى انه رسوله وانه قد اطلعه على انباء ما قد سبق مما فيه عبرة للناس ونجاة لهم في دينهم ودنياهم ومع هذا ما امن اكثر الناس ولهذا قال وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وقال وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن عن سبيل الله كقوله ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين. الى غير ذلك من الايات وقوله وما تسألهم عليه من اجر اي ما تسألهم يا محمد على هذا النصح والدعاء للخير والرشد من اجر اي من جعالة ولا اجرة على ذلك. بل تفعله ابتغاء وجه الله ونصحا لخلقه. ان هو الا ذكر للعالمين. يتذكرون به ويهتدون وينجون به في الدنيا والاخرة. نعم في هاتين الايتين الكريمتين اشارة الى الله عز وجل ذلك من انباء الغيب نوحه اليك اشارة الى ما اخبره الله تعالى واوحى اليه في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام هذه القصة الطويلة التي فيها على نبينا الكريم وهي من احسن القصص في القرآن الكريم كانه حاضر وكانه شاهد ولهذا قال سبحانه وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم مأكرون. ما كنت يا محمد حاضرا لدى اخوتي يوسف وهم يمكرون يمكرون بيوسف يتهيئون للقضاء عليه ويتشاورون فيما بينهم حتى قال لهم اخوهم القوه في غيابة الجب. ما كنت الذي يجمعونهم وهم ممكرون وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين في الاية في الاية الكريمة الاولى اثبات الوحي من الله عز وجل واثبات نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفيه ان قصص القرآن فيها عظة وعبرة وفي الاية الثانية وما اكثر الناس سوى الحرص المؤمنين فيه دليل على ان الاكثرية اكثر الناس وغالبهم ليسوا على الايمان على الكفر زد على ان المؤمنين اقل من الكفار. ولهذا قال وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. وفي دليل على ان حرص الانسان حرص الداعية على الايمان لا يكون سببا في ايمانهم اذا لم يقدر لهم الله الايمان ولكن الداعية والنبي مأجور على حرصه وعلى دعوته والهداية بيد الله ويدل على ان الاكثرية اكثر الناس هم الهالكون. هم كما قال وما اكثر الناس ولو حرص المؤمنين مرة اخرى ولكن اكثر الناس لا يؤمنون. ولكن اكثر الناس لا يعلمون. ولكن اكثر الناس لا يشكرون. وقليل من عبادي الشكور هذه النصوص تدل على الاغلب اغلب الناس هالك اغلب الناس هالك وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله فاكثر الناس ضلالا واكثر الناس هالكون وهذا يدل على كثرة الهالكين وكثرة الكفار ولهذا في الحديث الصحيح ان ان بعث النار من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون وواحد الى الجنة كما جاء في الحديث الصحيح ان الله تعالى ينادي اذنا يوم القيامة فيقول يا ادم يقول لبيك واخرج بعث النار فيقول يا ربي وما بعث النار؟ قال من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون وواحد الى الجنة هذا يدل على كثرة الهالكين وكثرة الكفار ثم قال وما تسلم عليه من اجر ان هو الا تكن للعالمين. في ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسأل على تبليغ الرسالة اجرا ولا ثمنا ولا يطلب من الناس شيء ولكن اجره على الله وكذلك الرسل جميعا لا يطلب من الناس مالا في تبليغ الرسالة ودعوتهم الى الله وانما يطرؤون وجهه على الله قد اخبر الله عن كل نبي انه يقول وما اسركم عليه من اجر؟ من اجل الا على رب العالمين في قصة هود بقصة اه نوح وهود وصالح كل نبي يقول وما اسألكم عليه من اجر ان اجره الا على رب العالمين هنا قال عن النبي وما اسألكم عليه من اجر ان هو الا ذكر للعالمين فكر وموعظة لمن يتذكر ولمن اراد الله هدايته لا يطلب ثمنا الدعاة الى الله من الرسل واتباعهم لا يطلبون من الناس كما وانما اجرهم على الله او يكل الناس ويعذونهم ويدعونهم الى الله فمن اراد الله هدايته انتفع واستفاد ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا. نعم قال تعالى وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون افأمنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله او تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون يخبر تعالى عن غفلة اكثر الناس عن التفكر في ايات الله ودلائل توحيده بما خلقه الله في السماوات والارض من كواكب زاهرات ثوابت وسيارات وافلاك دائرات والجميع مسخرات وكم في الارض من قطع متجاورات وحدائق وجنات وجبال راسيات وبحار زاخرات وامواج متلاطمات وقفار شاسعات وكم من احياء واموات وحيوان ونبات وثمرات متشابهة وثمرات متشابهة ومختلفات في الطعوم والروائح والالوان والصفات فسبحان الواحد الاحد. سبحان خالق انواع المخلوقات المتفرد بالدوام والبقاء والصمدية للاسماء والصفات. سبحانه وتعالى. نعم وغير ذلك وقوله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال ابن عباس من ايمانهم انهم اذا قيل لهم من خلق السماوات ومن خلق الارض ومن خلق الجبال قالوا الله وهم مشركون به وكذا قال مجاهد وعطاء وعكرمة والشعبي وقتادة والضحاك وعبدالرحمن بن زيد بن اسلم وفي الصحيح ان المشركين كانوا يقولون في تلبيتهم. احسن الله اليك في الاصل والصمدية. بالاسماء والصفات. هم والصمد يهديه. الدوام والبقاء والصمدية. بالاسماء والصفات. نعم يعني صاحب الاستاذ وش عندك والصمدية للاسماء والصفات. ايه لا صح الاصل للاسماء والصفات يعني صاحب الاسماء والصفات. احسن الله اليك نعم وكذا قال مجاهد وعطاء وعكرمة والشعبي وقتادة والضحاك وعبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم وفي الصحيح ان المشركين كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك وقال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم وهذا هو الشرك الاعظم يعبد مع الله غيره كما في الصحيحين عن ابن مسعود قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو هو خلقك وقال الحسن البصري في قوله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال ذلك المنافق يعمل اذا عمل رياء الناس وهو مشرك بعمله ذلك يعني قوله تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى. يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا وثم وثم شرك اخر خفي لا يشعر به غالبا فاعله كما روى حماد بن سلمة عن عاصم بن ابي النجود عن عروة قال دخل حذيفة على مريض فرأى في عضده سيرا فقطعه او انتزعه. ثم قال وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وفي الحديث من حلف بغير الله فقد اشرك رواه الترمذي وحسنه من رواية ابن عمر وفي الحديث الذي رواه احمد وابو داوود وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم صلي ان الرقى والتمائم والتولة ده شرك وفي لفظ لهما الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل وقوله افأمنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله اي افأمن هؤلاء المشركون بالله ان يأتيهم امر يغشاهم من حيث لا يشعرون. كما قال تعالى افأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الارض او يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون. او يأخذهم في تقلبهم. فما هم بمعجزين او يأخذهم هم على تخوف فان ربكم لرؤوف رحيم. وقوله سبحانه افأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون اوامن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون. افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون في هذه الاية الكريمات يبين الله سبحانه وتعالى لعبادة ان المشركين يمرون على ايات كثيرة ولكنهم لا يتذكرون ولا يعتبرون بل هم في غفلة واعراض وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون وكأي يعني كثير من الايات كثير من التكثير كثير من الايات في السماوات والارض يمر عليها المشركون وهم عنها معرضون غافلون كم في السماوات من الايات والدلائل على قدرة الله واحاديثه واستقام للعبادة الافلاك والنجوم السماوات والملائكة كم في الارض من الايات والعبر البحار والالهار والاشجار والدواب كثير من الايات يمرون عليها يمرون عليها وهم عنها معرضون فلا يعتبرون ولهذا استمروا على شركهم ولن يوحدوا الله العبادة وكاي امرأة في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون هذا فيه اثبات انهم اثبت المشركين الايمان والشرك جميعا وهذي الاية نزلت في الشرك الاكبر والمعنى ان انهم يؤمنون وهم مشركون والمراد بالايمان اقرارهم بتوحيد الربوبية يقرون بالاتحاد الاوروبية وان الله هو الخالق. وهم مشركون ومشركون في العبادة. وما ينافرون بالله الا وهم مشركون والسلف الصالح يستدلون بهذه الاية على الشرك الاصغر. يستدلون بما نزل في الشرك الاكبر على الشرك الاصغر كما قال حذيفة رضي الله عنه لما دخل على رجل وقد جعل خيطا في عرضه من الحمى قطعه وتلا هذه الاية. بالله الا وهم مشركون. ومن ذلك ايضا المنافقون شرك المنافقين هذه الاية عامة لكنها نزلت في الشرك الاكبر والايمان ايمان هو ايمان بتوحيد الربوبية والسلف من الصحابة بعضهم يستدلون على الشرك الاصغر بما نزل في الشرك الاكبر كما فعل حذيفة ثم توعده سبحانه تواعد المشركين في استمرار العاشرين قال افأمنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله عذاب يغشاه افأمنوا ان تذهبوا خشية من عذاب الله او تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون يعني كيف الله تعالى يتهددهم ويقول هل الا يأمنون ان يأتيهم عذاب يحيط بهم الا يأبنون مكر الله عفى عن موتة لاوتت يوم الساعة بغتة وهم لا يشعرون فيقول الا يخشون ان ياتيهم عذاب يغشاهم ويحيط بهم؟ الا يخشون قيام الساعة وهم على شركهم؟ وفي هذا تذكير لهم وحث له على الايمان والتوحيد الله اعلم