وداخل في توحيد الالوهية من جهة الرظا ومن جهة صبر العبد من جهة اخرى من جهات القضاء واهل الضلال الخائضون في القدر اذا تأملنا في احوالهم ونظرنا الى مقالاتهم من ابتداء ولكن نحن من ناحية من الناحية الشرعية مأمورون بان نتخذ الاسباب. فالله سبحانه وتعالى خلق عيسى بلا اب هذا بدون سبب يعتبر لكن جعل له سببا اخر وهو نفخ جبريل الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد فهذا المجلس الاخير من مجالس تعليقنا على كتاب التدميرية لابي العباس لشيخ الاسلامي احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله كنا قد وقفنا على قوله فصل اذا ثبت هذا فمن المعلوم انه يجب الايمان بخلق الله وامره. فنبدأ على بركة الله تعالى والقراءة مع الشيخ ابي احمد. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا هو اللي مشايخه وللمسلمين اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل اذا ثبت هذا فمن المعلوم انه يجب الايمان لخلق الله وامره بقضائه وشرعه. واهل الضلال القائدون في القدر قسموا الى ثلاث فراق. مجوسية ومشركية وابليسية قوله اذا ثبت هذا اسم الاشارة راجع الى ما سبق من تقرير ان التوحيد هو توحيد الربوبية والالوهية والاسماء والصفات وان معنى لا اله الا الله هو توحيد الالوهية وان معنى ان محمدا رسول الله هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته وتصديقه و آآ غير ذلك من لوازم هذه الشهادات فقال اذا ثبت هذا فمن المعلوم انه يجب الايمان بخلق الله وامره هنا من المعلوم شرعا من المعلوم شرعا انه يجب الايمان بخلق الله وامره وهي مسألة الايمان بالقدر وهذا داخل في الايمان بربوبية الله عز وجل من جهة كما سبق وان اشرنا اليه اول منكر للقدر وهو ابليس والى اخر المنكرين نجد انهم لا يخرجون عن هذه الفرق الثلاث والمقصود هنا بالفرق الثلاثة الغوية والا فاذا حسبنا الفرق عموما فهي اربع اهل السنة القائلين بالحق والصدق واهل الفرق الضلالة الثلاثة الذين ذكرهم شيخ الاسلام بقوله مجوسية ومشركية وابليسية وابليسية مع الالف لا تنسى هو السابق زمنا وهو المتقدم واقعا ثم جاء بعد ذلك المشركية ثم جاء بعد ذلك المجوسية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فالمجوسية الذين كذبوا بقدر الله وان امنوا بامره ونهيه فغلاتهم انكروا العلم كتاب ومقتصدتهم ان تروا عموم مشيئة الله وخلقه وقدرته وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم والفرقة الثانية المشركية المجوسية سموا بهذا الاسم لانهم نسبوا الخير الى الهي الى الله عز وجل وسموه باله النور ونسبوا الشر الى الظلمة الذي هو ابليس في نظرهم والقدرية يعتبرون مجوس هذه الامة لماذا؟ لانهم يقولون الخير الذي يقع هو من الله عز وجل والشر الذي يقع هو من الخلق اذا هم شابهوا المجوس من وجه وهو انهم يزعمون ان خالق الشر هو غير الله هذا كلام باطل شرعا وعقلا اما شرعا لان الله عز وجل يقول الله خالق كل شيء واعمالنا وافعالنا شيء والحوادث التي تقع من الزلازل والفيضانات والقتل والحروب شيء وآآ اما من الناحية العقلية فانه ان كان العبد يخلق الشر بدون اذن الله عز وجل ولا سابق امرك ومشيئته فهذا يعني ان هناك امرا آآ مشيئا امرا شائيا يضاد امر الله ومشيئته من الناحية القدرية. وهذا لا يمكن. نعم قال رحمه الله تعالى والفرقة الثانية المشركية الذين اقروا بالقضاء والقدر وانكروا الامر والنهي. قال الله تعالى فيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. فمن احتج على تعطيل الامر والنهي بالقدر فهو من هؤلاء. وهذا قد كثر في من يدعي الحقيقة من من المتصوفة اذا المجوسية ظلالتهم انهم ينسبون وجود الخير خلقا وايجادا الى غير الخالق سبحانه وتعالى وانه يقع ذلك بغير ارادة الخالق سبحانه وتعالى وتعالى عما يقولون هؤلاء علوا كبيرا اما المشركية فانهم وقعوا في انه لا يوجد شيء الا بامر الله وظنوا ان شركهم وكفرهم وضلالهم وفجورهم كل ذلك زعموه انه بامر الله الشرعي نلاحظ ان المشركين لم يفرقوا بين الامر الكوني والامر الشرعي فما رأوه من الامر الشرعي جعلوه امرا فما رأوه من الامر الكوني جعلوه من الامر الشرعي ولهذا قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا حتى منهم من غلا في هذا الباب وقد ذكر الله مقالتهم وبين فضاحة امرهم حينما قالوا ان الله امرنا بهذا كيف يقولون ان الشرك والكفر الله امرهم بها؟ لانهم يقولون لا يقع في ملك الله الا ما يريد. وهذا حق لكن ليس الارادة الشرعية فقولهم والله امرنا هذا تقول على الله الله لا يأمر بالفحشاء كما قال جل وعلا قل ان الله لا يأمر بالفحشاء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والفرقة الثالثة لابليسية وهم الذين اقروا بالامرين لكن جعلوا هذا تناقضا من الرب سبحانه وتعالى وطعنوا في حكمته وعدله. كما يذكر مثل ذلك عن ابليس فيما عن ابليس مقدمه كما نقله عون المقالات ونقل عن اهل الكتاب الفرقة الثالثة الابليسية آآ اذا اردنا ان نتصور هذه الفرق الثلاث نجد ان المجوسية زعموا ان هناك تعارضا بين الامر الشرعي والامر الكوني ولذلك جعلوا الامر الشرعي من الله والامر الكوني من غير الله والمشركية زعموا ان الامر الشرعي والامر الكوني واحد يعني اهل السنة واهل التوحيد لا ينكرون ان هذه الاسباب التي خلقها الله هي من خلق الله عز وجل اولا وان ما ينتج عن هذا الخلق مرتب بعضه على بعض وساووا بينهما واما ابليس فنظر الى الامر الكوني وللامر الشرعي فظن ان بينهما تعارظا فقدم عقله ولم يمتثل بالامر الشرعي بحجة ان ذلك يخالف العقل ويخالف القياس والمنطق ونلاحظ الان ان ظلال هذه الفرق كلها من جهة من الجهات المتعلقة بالقضاء والقدر ابليس علم ان الله ان الله خالق ادم وانه خالقه خالق ابليس وهذا لم ينكره فهو مآمن بالقدر من هذه الجهة لكن لما نظر للامر الشرعي وهو قوله جل وعلا فاذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين لم يسجد لماذا لم يسجد لظن عقله الفاسد ان هناك تعارض بين الامر الشرعي والامر الكوني وذلك الابليسية ضلالتهم هو ظن التعارض بين الامر الشرعي وبين الامر القدري ومن هنا ينبغي ان ندرك ان كل من يزعم التعارض بين الشرع وبين القدر فانه ابليس وكل من يجعل القدر هو الشرع فهو مشركي وكل من يجعل الشر ينسبه الى ان خالقه غير الله ويخرجه عن ارادة الله الارادة الكونية فانه مجوسي نعم واما اهل السنة والجماعة بحق وصدق انهم نظروا الى الامر الشرعي وللامر الكوني ولم يروا بينهما تعارضا وعلموا ان الخالق هو الله وهو خالق الخير وخالق الشر. لكنه لا يخلق الشر المحض ابدا وعلموا انه جل وعلا وان اذن بالامور القدرية التي لا يحبها فذلك ليس امرا شرعيا فصار كل المشركين وايقنوا انه لا تعارض بين الامر الشرعي الذي انزله الله وحيا على انبيائه ورسله وبين الامر القدري الذي يكون في الواقع لان خالق الكون هو الله وجاعل الشرع هو الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والمقصود ان هذا مما يقوله اهل الضلال واما اهل الهدى والفلاح فيؤمنون بهذا وهذا فيؤمنون بان الله خالق كل شيء وربه ومليكه. ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهو على كل شيء قدير احاط بكل شيء علما وكل شيء وكل شيء احصاه في كتاب مبين. ويتضمن هذا الاصل ومن اثبات علم الله وقدرته ومشيئته ووحدانيته وربوبيته. وانه خالق كل شيء وربه ومليكه وما هو من من اصول الايمان يعني من اصول الايمان ان يعتقد الانسان تبقى علم الله عز الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ماضيا وحاضرا ومستقبلا ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير خلقا وايجادا ومشيئة. وايضا فيه دلالة على عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى ومشيئته النافذة ووحدانيته للقوة المتصرف وحده وربوبيته جل وعلا وانه خالق كل شيء ورب كل شيء ومليك كل شيء هذا كله من اصول الايمان سواء ما يتعلق بالايمان بالربوبية او الايمان باللوهية او الايمان باسماء الله وصفاته. فان قال قائل فان القدر اذا كان داخلا في الربوبية والالوهية من وجه وللاسماء والصفات من وجه فلماذا افرد الايمان بالقدر ركنا؟ الجواب لاهميته ولكثرة ضلالة الناس فيه فانا اذا تأملنا الواقع نجد ان من اسباب ظلال الناس الغفلة عن الامر الشرعي او الغفلة عن الامر القدري. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ومع هذا لا ينكرون ما خلقه الله من الاسباب التي يخلق بها المسببات كما قال تعالى حتى اذا اقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فانزلنا به الماء فاخرجه به من كل الثمرات. وقال تعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. وقال تعالى كثيرا ويهدي به كثيرا. فاخبر انه يفعل بالاسباب. ومن قال يفعل عندها لابها فقد خالف ما جاء به القرآن وانكر ما خلقه الله من القوى والطبائع. وهو شبيه بانكار ما خلقه الله من القوى التي في الحيوان التي يفعلها الحيوان بها مثل قدرة العبد. كما ان من جعلها هي المبدعة كما ان من جعلها هي المبدعة لذلك فقد اشرك بالله واضاف فعله الى غيره. وذلك وذلك انهما من سبب من الاسباب الا وهو مفتقر الى سبب اخر في حصول مسببه ولابد له من مال يمنع مقتضاه اذا لم يدفعه الله عنه فليس في الوجود شيء شيء واحد يستقل بفعل شيء الا الله وحده. قال تعالى ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون. اي تعلمون ان خالق الازواج واحدة قوله ومع هذا لا ينكرون ما خلقه الله من الاسباب اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك لذلك نلاحظ الان ان الله عز وجل هو الخالق للذرية لكنه جعل الزواج سببا نلاحظ ان الله سبحانه وتعالى هو خالق آآ الري وخالق الشبع في البطن لكن جعل لذلك سببا اهل السنة لا ينكرون الاسباب ولكن يقولون ان هذه الاسباب جعلها الله اسبابا والنتايج هي من فعل الرب عز وجل الله خالق الاسباب وخالق نتائج الاسباب. ان شاء لم يجعل لهذه الاسباب نتائج وان شاء اوجد النتائج بلا اسباب خلق الله ادم بيديه بلا سبب بلا ام ولا ام فخلق حوا بلا ام هكذا الله سبحانه وتعالى يخلق بالاسباب الذكر والانثى والازواج والذرية ويخلق بلا اسباب سبحانه وتعالى وهذه الاسباب قد تنتج وقد لا تنتج كل ذلك راجع الى مشيئة الله تبارك وتعالى اما قول من قال يفعل عندها لا بها هذا قول مخالف للواقع ومخالف للشرع فان الله سبحانه وتعالى جعل لهذه الاسباب خصائص فالنار محرقة والسكين قاطعه والسيف بتار هذه خصائص الله جعلها في هذه الاشياء. فمن يقول ان النار لا تحرق بنفسها ها؟ وانما يحصل الاحراق عند ايقادها هذا مخالف للمحسوس ومخالف للمنقول هذه مسألة مهمة لابد ان ننتبه لها. ومن الذي قال ان الاسباب يفعل عندها لا بها او يكون عندها لا بها الذين قالوا بهذا هم الاشاعرة وكذلك من جعل هذه الاسباب هي المبدعة وقع في الشرك كمن يزعم من الطبائعيين مثلا الطبيعيين لا ماذا يقولون؟ يحصل الانخفاض الجوي والانخفاض ها السفلي وتأتي الرياح الشمالية والجنوبية فتكون الامطار طيب هذه اسباب وليست هي المنتجة للمطر. ولذلك لابد ان ان نتبرأ من طريقة الطبائعيين وان نتبرأ منه المنكر رينا لخصائص الاسباب بس متصوفة ولا شاعر المنكرين لخصائص الاسباب قاله الامر الواقع والامر الشرعي والذين جعلوا الاسباب هي المبدعة الخالقة فانهم لم يفهموا الا اه لقصور عقولهم الا النظر الى الاسباب. لذلك اذا حصل زلزلة لا يلتفتون الا لاسباب. حصل تسونامي لا يستفتون الا الى الاسباب حصل وباء لا يلتفتون الا الى الاسباب. ويغفلون عن خالق الاسباب سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ولهذا من قال ان الله لا يصبر عنه الا واحد لان الواحد لا يصبر عنه الا واحد كان فانه ليس في الوجود واحد صدر عنه وحده شيء لا واحد ولا اثنان الا الله الذي خلق الازواج كلها مما الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون. فالنار التي جعل الله فيها حرارة لا يحصل الاحراق الا بها وبمحل يقبل فاذا وقعت على السمندل والياقوت ونحوه ما لم تحرقهما. وقد يطلى الجسم بما يمنع احراقه بما يمنع احراقه الشمس التي يكون عنها الشعاع لابد من جسم يقبل انعكاس الشعاع عليه. واذا حصل حاجز من سحاب او سقف لم يحصل الشعاع تحته وقد بسط وقد بسط هذا في غير هذا الموضع الذين يقولون انه لا يصدر عنه الا واحد عنه الضمير راجع الى الله الا واحد يعني الا فعل واحد هذا قول الفلاسفة وانما اخترعوه من عقولهم وليس لهم في هذا لا اصل شرعي ولا دليل عقلي. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والمقصود هنا انه لابد من الايمان بالقدر فان الايمان بالقدر من تمام التوحيد كما قال ابن رضي الله تعالى عنهما هو نظام التوحيد فمن وحد الله وامن بالقدر تم توحيده. ومن وحد الله وكذب بالقدر نقوم تكذيبه نقض تكذيبه توحيدا. ولابد من الايمان بالشرع وهو الايمان بالامر والنهي والوعد والوعيد كما بعث الله بذلك رسله وانزل كتبه. والانسان مضطر الى شرع في حياته الدنيا. فانه لابد له من حارة من حركة ان يجلب بها منفعته وحركات يدفع بها مضرته. والشرع هو الذي يميز بين الافعال التي تنفعه. والافعال التي تضرك وهو عدل الله في خلقه ونوره بين عباده فلا يمكن الادميين ان يعيشوا بلا شرع يميزون به بينما يفعلونه ويتركونه وليس المراد بالشرع مجرد العدل بين الناس في معاملاتهم بل الانسان المنفرد لابد له من فعل وترك. فان الانسان همام حارث كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اصدق اسمها ايه؟ حارث وهمام وهو معنى قولهم متحرك بالارادة فاذا كان له ارادة هو متحرك بها فلا بد ان يعرف يريد مين فلابد ان يعرف ما يريده هل هو نافع له او ضار؟ وهل يصلحه او يفسده وهذا قد يعرفه وهذا قد يعرف بعضه الناس بفطرتهم. كما يعرفون انتفاعهم بالاكل والشرب وكما يعرفون ما يعرفون من العلوم الضرورية بفطرتهم. وبعضه يعرف وبعضه يعرفونه بالاستدلال الذي يهتدون به بعقولهم. وبعضه لا يعرفونه الا بتعريف الروس وبيانهم لهم وهدايتهم اياهم وفي هذا المقام تكلم الناس في ان الافعال هل يعرف حسنها؟ هل يعرف؟ هل يعرف المسألة مسألة مهمة جدا وهو ان لابد ان ندرك ان الانسان مضطر الى الشرع لان في الشرع حياة النفوس كما ان الانسان مضطر للاكل لان في الاكل والشرب حياة الابدان وكما ان البدن لا غنى له عن الطعام والشراب النفس والروح لا غنى له عن الشرع ومتى ما ترك الانسان الغذاء فان بدنه يهلك حتى يموت كذلك فان كثيرا من الناس اليوم يتركون الشرع حتى ان انفسهم تموت وهم اجساد يمشون في الحياة الدنيا والناس يحسبونهم احياء وهم اموات ولهذا قال الله عز وجل افمن كان ميتا فاحييناه واجعلنا له نورا يمشي به في الناس هذه مسألة مهمة لابد ان ندرك والانسان بطبعه حارث وهمام فهو يحرص ويزرع وهو يهم واما ان يحرث ويزرع خيط واما ان يحرث ويزرع ويهم بالشر وما من عاقل الا وهو يبحث عن نفع نفسه يبحث عن دفع الظرر عن نفسه فان كان الامر كذلك فاولى ما ينبغي ان نبحث عنه كيف نجلب صلاح الاخرة قبل الدنيا وكيف ندفع عن انفسنا ضرر الاخرة قبل الدنيا واما مسألة هل اه الافعال التي نفعلها والامور التي اه نزاولها هل نعرف حسنها وقبحها بعقولنا او لا؟ هذه المسألة تكلم عنها شيخ الاسلام في قوله وفي هذا المقام. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى قال وفي هذا المقام اذا تكلم الناس فيه ان الافعال هل يعرف حسنها وقبضها بالعقل ام ليس لها حسن وقبح يعرف بالعقل كما قد بسط في غير هذا الموضع وبينا ما وقع في هذا الموضع من الاشتباه فانه متفق على ان كون الفعل على ان هنا الفعل يلائم الفاعل او ينافره يعلم بالعقل. وهو ان يكون الفعل سببا لما يحبه الفاعل ويلتز به وسببا لما يبغضه ويؤذيه. وهذا القدر يعلم بالعقل تارة وبالشرع اخرى. وبهما جميعا اخرى لكن معرفة على وجه التفصيل ومعرفة الغاية التي تكون عاقبة الافعال من السعادة والشقاوة في الدار الاخرة لا تعلم الا بالشرع فما اخبرت فما اخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الاخر وامرت به من تفاصيل الشرائع ليعلمه الناس بعقولهم. كما ان ما ترضي الرسل من تفصيل اسماء الله وصفاته لا يعلم لا يعلمه الناس بعقولهم. وان كانوا قد يعلمون بعقولهم جمال ذلك وهذا التفصيل الذي يحصل به الايمان وجاء به الكتاب هو مما دل عليه قوله تعالى. وكذلك اوحينا اليك روحا من امر ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وقول وقوله تعالى قل ان ضننت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه من قريب. وقوله تعالى قل انما انذركم بالوحي ولكن طائف كنت وهمت ان للحسن والقبح معنى غير هذا وانه يعلم وانه يعلم بالعقل. وقبلت طائفة اخرى وظنت ان ما جاء به الشرع من الحزن والقبح يخرج عن هذا فكلا الطائفتين اللتين اثبتت الحسن والقبح العقلي والعقلي او الشرعيين واخرج يتاه عن هذا القسم غلطت ثم ان كلتا الطائفتين لما كانت تنكر ان يوصف الله ان يوصف الله بالمحبة والرضا والسخط والفرح ونحو ذلك مما جاءت به النصوص الالهية ودلت عليه الشواهد العقلية تنازعوا بعد اتفاق قيم على ان الله لا يفعل ما هو منه قبيح. هل ذلك ممتنع لذاته وانه لا لا تتصور لا تتصور لا تتصور وقدرته على ما هو قبيح او انه سبحانه وتعالى منزه عن ذلك لا يفعله لمجرد القبح العقلي الذي اثبتوه على قولين. والقول في الانحراف من جنس القولين المتقدمين اولئك لم يفرقوا في خلقه وامره بين الهدى والضلال والطاعة والمعصية والابراج والفجار واهل الجنة واهل النار والرحمة والعذاب فليجعلوه محمودا على ما فعله من العدل او ما تركه من الظلم. ولا ما فعله من الاحسان والنعمة او تركه من العذاب والنقمة والاخرون نزهوه بناء بناء على القبح العقلي الذي اثبته. ولا حقيقة له وسووه بخلقه فيما فيما يحسن ويقبح وشبهوه بعباده فيما يأمر فيما يؤمر به فيما يأمر به وينهى عنه فيما؟ فيما يؤمر به وينهى عنه؟ احسن الله اليكم قال فمن نظر الى القدر هنا مسألتان المشهد الاولى هل يعلم آآ الاشياء قبحها وحسنها بالعقل او بالشرع او بهما معا فالمعتزلة كما تعلمون قالوا ان قبح الاشياء وحسنها معلومة بالعقل ومن هنا لما كان اي شيء يخالف عقولهم يقولون عنه قبيح فان وجدوه في النصوص الشرعية اول ذلك تأويلات باطنية ولم يقولوا بمضامينها وعكس هؤلاء الاشاعرة الذين قالوا بان الحسن والقبح شرعي فقط فلا يعلم حسن الاشياء وقبحها من ناحية العقل حتى زعم زاعمو بعض زاعميهم ان الكذب آآ لولا نهي الشرع انت لكان محمودا وان الشرك لو امر به الشارع لكان محمودا وان الزنا لو امر به الشارع لكان محمودا عياذا بالله تبارك وتعالى من ذلك واما اهل السنة والجماعة فانهم فصلوا في هذه المسألة تفصيلا دقيقا فقالوا ان العقول تدرك محاسن بعض الاشياء جملة ولا تستطيع ان تدرك محاسن الاشياء بالتفصيل فالعقل مثلا يدرك بان السرقة قبيحة وبان الكذب قبيح وبان الخداع قبيح وبان الخيانة قبيحة وبان الشرك قبيح هذا يدركه العقل لكن العقل لا يستطيع ان يدرك بالتفصيل قباحة كل شيء ولا حسن كل شيء. فمثلا العقل يدرك ان الله عز وجل الخالق لهذا الكون لابد ان يكون عليما حكيما سميعا بصيرا لكن العاقل لا يستطيع ان يدرك جميع صفات الرب عز وجل اذا اهل السنة والجماعة اعطوا للحق القدر اعطوا للعقل القدر الذي يستحقه فلم يرفعوه كما رفعه المعتزلة واضرابهم. وساووا العقول بالشرع بل وقدموه على الشر ولم يهملوا العقل حتى يجعلونه تحت آآ الاقدام كما فعله الاشاعرة وغلاة المتصوفة. والعجب كل العجب من المتكلمين من الاشاعرة الذين يزعمون بان العقل لا يقبح فلا يحسن ثم بعد ذلك يدخلون في باب الالهيات وفي باب النبوات وفي باب القدر يدخلون بعقولهم. هذا من التناقض العجيب ومن التناقض الغريب ايضا مسألة اخرى مهمة وهي ان كلا الطائفتين الطائفة المعتزلية التي ترى الحسن والقبح العقلي والطائفة الاشعرية التي لا ترى الحسن والقبح الا شرعيا كلا الطائفتين انكرت صفة المحبة لله والرضا والسخط والفرح وخالفت النصوص الشرعية فان كان الامر كذلك فلا يستطيعون التفريق بين الامر الشرعي والامر الكوني. ولا يستطيعون التفريق بين الحسن والقبيح. بل يرجعون الحسن والقبح الى عقولهم هم وهذا يعني عياذا بالله ان الاشياء ليس في ذاتها حسن ولا قبح وهذا من اعجب ما يكون ويلزم من ذلك آآ اقول يلزم من كلا القولين انه لا فرق بين الضلالة وبين الهداية وبين الابرار والفجار وبين الضلال والمعصية عياذا بالله تعالى نعم احسن الله اليكم. قالوا رحم الله تعالى فمن نظر الى الى القدر فقط وعظم الفناء في توحيد الربوبية ووقف عند الحقيقة الكونية لم يميز بين العلم والجهل والصدق والكذب والبر والفجور والعدل والظلم والطاعة والمعصية والهدى والضلال الرشد والغي واولياء الله واعدائه واهل الجنة واهل النار. وهؤلاء مع انهم مخالفون بالضرورة لكتب الله ودينه يعني فهم مخالفون ايضا لضرورة الحس والذوق وضرورة العقل والقياس. فان احدهم لابد ان يلتز بشيء ويتألم بشيء فيميز فيميز بينما يؤكل ويشرب وما لا يؤكل ولا يشرب. وبينما يؤذيه من الحر والبرد وما ليس كذلك. وهذا تمييز وهذا التمييز بينما ينفعه ويضره هو الحقيقة الشرعية الدينية ومن ظن ان البشر ينتهي الى حد يستوي عنده الامران دائما فقد افترى وخالف ضرورة الحس. ولكن قد قد تعرض قد يعرض للانسان بعض الاوقات قد يعرض الانسان بعض الاوقات عارض الاول قد يعرض الانسان بعض نعم ثم يعرض الانسان بعض بعض الاوقات عارظه. نعم. احسن الله اليكم. قال ولكن قد يعرض للانسان بعض الاوقات عارض السكر والاغماء ونحو كالسكر والاغناء ونحو ذلك. مما يشغله عن الاحساس ببعض الامور. فاما فاما ان يسقط فاما ان يسقط اما ان يسقط احساسه. فاما ان يسقط احساسه بالكلية مع وجود في الحياة فيه فهذا ممتنع يحصلني. فان النائم لم يسقط احاساس نفسه لم يسقط فان النائم لم يسقط احساس نفسه بل يرى في منامه ما يسره التارة وما يسوءه اخرى. فالاحوال التي يعبر عنها السلام والفناء والسكر ونحو ذلك انما تتضمن عدم الاحساس ببعض الاشياء دون بعض. فهي مع نقص صاحبها ضعف لضعف تمييزه لا تنتهي الى حد يسقط فيه التمييز مطلقا ومع نفي التمييز في هذا المقام مطلقا وعظم هذا ومن نفى ومن نسى التمييز في هذا المقام مطلقا وعظم هذا المقام فقد غالط في الحقيقة الكونية والدينية قدرا وشرعة غلط في خلق الله وفي امره حيث ظل وجود هذا ولا وجود له. وحيث ظن انه ممدوح ولا مدح في عدمه التمييز والعقل والمعرفة. واذا سمعت بعض الشيوخ يقول اريد الا اريد. او ان العارف لا حظ له او انه يصير كالميت بين يدي الغاسل ونحو ذلك. فهذا انما يمدح منه فهذا انما يمدح منه سقوط ارادته تمدح منه سقوط وادي رمى احسن الله اليكم. قال فهذا انما يمدح منه سقوط ارادته التي لم يؤمر بها وعدم حظه الذي لم يؤمر بطلبه. وانه الميت في طلب ما لم يؤمر بطلبه وترك دفع ما لم يؤمر بدفعه. ومن اورد بذلك انه تبطل ارادته بالكلية وانه ولا يحس باللذة والالم والنافع والضار فهذا مخالف لضرورة الحس والعقل. ومن مدح هذا فهو مخالف لضرورة الدين والعقل هذا الكلام من شيخ الاسلام للرد على غلاة المتصوفة الذين يزعمون بانه يحصل لهم الفناء في الربوبية ومرادهم بذلك انهم لا يشهدون الا لا يشهدون محبوبا ولا مرادا ولا تحريكة ولا تسكينة الا ما يريده الرب عز وجل فقولهم هذا باطل من الناحية الشرعية والعقل فان احدهم يجد اللذة في الملذات ويجد الالم في الالام والمصايب وان احدهم يدرك الفرق بين الخير والشر فدلنا ذلك على اه ان شهودهم هذا قول لا حقيقة له ومن زعم انه وصل او يصل احد الى هذه المرتبة فانه غالط الا ان يكون مقصوده ان يصل الانسان الى هذه المرتبة في بعض الاوقات بان يكون قد شرب الخمر فحين اذ لا يفرق بين الشكر وبين الملح ان يصل الى مرتبة يكون فيها في درجة الاصطلام وهو نوع من انواع درجات الغشيان النفس عن الواقع مثل نسوة آآ امرأة العزيز اللائي قطعن ايديهن آآ غفلة وسكرا بسورة يوسف عن الامهن. هذه عوارض تعرض للانسان في بعض الاحيان ولا يمكن ان تكون هذه العوارض قاعدة مضطربة وهذا مثل من فقد الاحساس بلسانه فلا يجد الفرق بين المر والحلم وبين المز وبين آآ غير ذلك من انواع الطعوم وهذا مثل من فقد الاحساس في جلده فيضع اصبعه على النار فلا تحترق لغلظ جلده كأنها قطعة من صخر قرين فهذا لا يمكن ان تجعل قاعدة مطردة وآآ آآ من يظن ان البشر ينتهي الى حد يستوي عنده الامران الشرعي والقدري فهذا من اضل ما يكون فانه لا احد يخرج عن الامر الشرعي ابدا مهما علا قدره وارتفعت درجته ومن ينفي التمييز في هذا المقام مطلقا ولا آآ آآ يغلطوا في الحقيقة الكونية والدينية قدرا وشرعا وقول بعض شيوخهم اريد الا اريد يعني اريد ان اصل الى مرتبة بحيث لا اريد الا ما يريده الله كلمة حق اريد بها باطل او كلمة حقن يتمناها هل يدركها او لا؟ هذه مسألة بحاجة الى مجاهدة وصبر ان يصل الانسان الى مرتبة لا يريد الا ما يريده الله تبارك وتعالى من الناحية الشرعية فاما من ناحية الملتزات والالام فهذا لا يمكن وهذا الفناء وهذا الاصطلام وهذا السكر هذه الصلاحات صوفية حادثة لم يكن موجودا لا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الصحابة رضوان الله عليه ولا في زمن التابعين. انما حدثت بعد ذلك وهذا الفناء له ثلاثة مصطلحات او مرادات يذكرها الشيخ. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى والفناء يراد به ثلاثة امور احدها وهو الفناء الديني الشرعي الذي جاءت به الرسل. ولا زالت به الكتب هو ان يفنى عما لم يأمر الله به بفعل ما امروا بفعل ما امر الله به فيفنى عن عبادة غيره بعبادته وعن طاعة غيره بطاعته وطاعة رسوله وعن توكلي على غيره بالتوكل عليه. وعن محبة ما سواه بمحبته ومحبة رسوله. وعن خوف غيره بخوفه بحيث لا بحيث لا اسمع العبد هواه بغير هدى من الله. وبحيث يكون الله ورسوله وبحيث يكون الله ورسوله وبحيث احسن الله عليكم. وبحيث يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. كما قال تعالى قل ان كان ابائكم واذناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن تربونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره فهذا كله هو مما امر الله به ورسوله واما الفناء الثاني الاول الفناء الديني الشرعي المقصود منه ان الانسان يبذل قصارى جهده في امتثال امر ربه. واجتناب نواهيه. هذا الفناء هو المطلوب وهو ان يصل الانسان الى مرتبة عالية بحيث يطبق كل امر على صورة الكمال يجتنب كل نهي على صورة التمام. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما الفناء الثاني وهو الذي يذكره بعض الصوفية وهو ان يفنى عن شهود ما سوى الله تعالى. فيفنى فبمعبوده عن عبادته وبمزكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته. بحيث قد يغيب عن شعوره بنفسه وبما سوى الله. فهذا حال الناقص قد يعرض لبعض السالكين وليس هو من لوازم طريق الله. ولهذا لم يعرض مثل ولهذا لم يعرض مثل هذا للنبي صلى الله عليه وسلم والسابقين الاولين. ومن جعل هذا نهاية السالكين فهو ضال ضلالا مبينا. وكذلك من جعله من لوازم في طريق الله فهو مخطئ. بل هو من عوارض طريق الله التي تعرض لبعض الناس دون بعض ليس هو من اللوازم التي تحصل لكل سالك الفنان الثاني الذي يسمى بفناء شهود السوى. بفناء شهود السوى هو ان الانسان يفنى بمعبوده عن عباده اي بمعنى اي بمعنى انه لا آآ يتلذذ بالصلاة نفسها بقدر تلذذه اه تصوره بقيام بالقيام بين يدي ربه لا يتلذذ بالذكر بقدر ما يتلذذ بان الذكر هذا المقصود به المذكور آآ لا يتلذذ بالعلم نفسه بقدر ان المقصود منه المعلوم هذا الحال ناقص لماذا ناقص؟ لان الله عز وجل من الناحية الشرعية امرنا ان نذكره بهذه الاذكار فشهود هذه الاذكار مع المذكور هو المطلوب شرعا واما الفناء في احد هذين النوعين ناقص فمن شهد الذكر ونسي المذكور فهذا غافل ومن اه اه شهد المذكور ونسي الذكر هذا غافل. الاول الذي شهد الذكر ونسي المذكور غافل عن مراقبة الله والثاني الذي شهد المذكور ونسي الذكر غافل عن الشرع منتبه الى الامر الناهي والمطلوب شرعا ان الانسان انا لا يغفل عن لله عز وجل الذي شرع ولا عن شرعه الذي امر ونهى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما الثالث فهو الثناء عن وجود السوى. بحيث يرى ان وجود المخلوق هو عين وجود للخالق وان الوجود واحد بالعين فهذا هو قول اهل فهذا قول اهل الالحاد والاتحاد الذين هم من اضل العباد مخالفته لضرورة العقل والقلب. الفناء عن وجود السوى عن وجود السوى هو ان يقول آآ الفناء عن وجود السوى او الفناء عن سوى الله هكذا اختصارا مقصودهم بانه ليس شيء موجود الا الله. عياذا بالله فيجعلون وجود عين العوالم هو عين العالم يجعلون وجود عين الاشياء بمفرداتها هو عين الواجد بنفسه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فهذا القول انما هو قول لزنادقة لزنادقة الملل فهي قول وجد في اليهود الذين قالوا عزير ابن الله ووجد في النصارى الذين قالوا المسيح والله او المسيح ابن الله قول المسيح ثالث ثلاثة وقول وجد في اهل الاسلام الذين يزعمون ويسمون انفسهم باهل وحدة الوجوب او اهل الاتحاد او الذين يسمون انفسهم اهل المشاهدة ويقصدون مشاهدة آآ الفلاوة عن وجود السوى والفرق بين الاتحاد وبين آآ اهل الوحدة وبين آآ هؤلاء انما هو من حيث الواقع. فالاتحادية هم الذين يقولون ان هناك خالقا وهناك مخلوقا ثم صار بينهما اتحاد وهذا قول شبيه وقريب من قول النصارى باللاهوتية والناسوتية لعيسى عليه السلام واما اهل وحدة الوجود فهم الذين يقولون انه ليس هناك في الوجود الا وجود واحد وهو وجود الرفع. قيل فهذه الموجودات تفنى وتبيت وتظهر وتختفي قالوا هذه انما هي من وجودات الرب وهي عين وجوده عياذا بالله من ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما مخالفتهم لضرورة العقل والقياس فان الواحد من هؤلاء لا يمكنه ان يطرد ان يطرد قوله فانه اذا كان مشاهدا للقدر من غير تمييز بين المأمور والمحظور. فعمل بموجب ذلك مسل ان يضرب ويجاع حتى يبتلى بعظيم الاوصاب والاوجاع. فان لام من فعل ذلك به وعابه فقد نقض قوله وخرج عن اصل مذهبه وقيل له هذا الذي فعله مقضي مقدور. فخلق الله فخلق الله وقدره ومشيئته متناول لك وله وهو وهو يعمكما. فان كان القدر حجة لك فان كان القدر نعم. فان كان القدر حجة لك فهو حجة لهذا. والا فليس بحجة ما لك ولا له. فقد تبين العقل فساد قول من ينظر الى القدر ويعرض عن الامر والنهي هذا حال كثير من المتكاسلين المتخاذلين عن العمل انهم يحتجون بالقدر ثم اذا ضرب احدنا ضربه على وجهه لكان لكان لكنت تجده من اشد الناس فضلا عن القدر لم تظلمني تقول قدر الله لن يقبل والاعجب من هذا من يحتج بالقدر في الامور الدينية وهو من اشد الناس تركا للقدر في الامور الدنيوية. فتجده عاملا نشيطا ليلا نهارا. في كسب دنياه خزولا كسولا في امور دينه. هذا دليل على تناقض وان الذي يحكم عليه هو هواه وليس الشرع الصحيح. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والمؤمن مأمور بان يفعل المأمور ويترك المحظور ويصبر على المقدور. كما قال قال وان تصبروا وتتقوا ليضركم كيدهم شيئا. وقال تعالى في قصة يوسف انه من يتق ويصبر فان ان الله لا يضيع اجر المحسنين. التقوى فعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه. ولهذا قال تعالى فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعفي والابتكار. فامره مع الاستغفار بالصبر فان العبادة لابد لهم من الاستغفار اولهما فان العباد لابد لهم من الاستغفار اولهم واخرهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يا ايها الناس توبوا الى ربكم فوالذي نفسي بيده اني لاستغفر الله واتوب اليه. اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة وقال انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم مائة مرة وكان يقول اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري وما انت اعلم به مني اللهم اغفر لي خطأي وعمدي وهزلي وجدي وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت. وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني. انت المقدم وانت المؤخر لا لا اله الا انت وقد ذكر عن ادم ابي البشر انه استغفر ربه وتاب اليه فاجتباه ربه فتبعه عليه وهداه وعن ابليس ابي الجن انه اصر متعلقا بالقدر فلعنه واقصى. لادم ابو البشر انا بالاجماع واما ابليس ابو الجن فهذا ما عليه عامة المؤرخون واهل التاريخ والمفسرون ويدل له حديث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم صح الشيخ الالباني قال ابليس ابو الجن. هنا الشيخ ذكر هذا المعنى ابليس ابي الجن نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فمن اذنب من يقول ابليس ابا الجن لا يعني ان الجن ليس فيهم مسلمين لان الجن منهم المرد والكفرة والمشركون والضلال ومنهم الموحدون مثل ان ادم وهو مسلم ونبي وذريته فيهم الكافر وفيهم المسلم. بابو الجن المتمرد في ذريته المؤمن في ذريته الكافر نفس احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فمن اذنب وتاب وندم فقد اشبه اباه. ومن اشبه اباه فما ظلم. قال تعالى حملان الانسان انه كان ظلوما جهولا. ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله عليه للمؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما. ولهذا قرن سبحانه وتعالى بين التوحيد والاستغفار في غير اية كما قال قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقال تعالى فاستقيموا اليه واستغفروه. وقال تعالى كتاب احكمت ايته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا ان الله انني لكم منه نذير وبشير. وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله. وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير. وفي الحديث الذي رواه وابي عاصم وغيره يقول الشيطان اهلكت الناس بالذنوب واهلكوني بلا اله الا الله. والاستغفار فلما رأيت ذلك بسست فيهم الاهواء فهم يذنبون ولا يتوبون لانهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عن ذي النون انه نادى في الظلمات لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. قال تعالى سجدنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين. قال النبي صلى الله عليه وسلم دعوة اخي ذي النون ما دعا بها مكروب الا فرج الله بها كربه وجماع ذلك انه لابد له في الامر من اصلين ولابد له في القدر من اصلين ففي الامر عليه الاجتهاد في الامتثال علما وعملا فلا يزال يجتهد في العلم بما امر الله به والعمل بذلك ثم عليه ان يستغفر ويتوب من تفريطه في المأمور وتعديه الحدود القصر الاول بالنسبة المتعلق بالامر فانه بحاجة الى امرين بحاجة الى العلم وبحاجة الى العمل. ويجتهد الانسان في تحصيل الامر اه من الناحية العلمية ثم في تطبيق العلم والامر من الناحية العملية واما في القدر وهو الاصل الثاني فان الانسان بحاجة الى ان ينظر الى نوع المقدر فان كان ذنبا استغفر وان كان وان كان آآ بلاء فانه يصبر ويرضى وان كان شكرا ونعمة فانه يحمد ويزداد نعمة. نعم احسن الله اليكم قالوا رحمه الله تعالى ولهذا كان من المشروع ان تختتم جميع الاعمال بالاستغفار. فكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا صرف من صلاته استغفر ثلاثة. وقد قال تعالى والمستغفرين بالاسحار. فقاموا الليل ثم ختموا بالاستغفار وفي سورة نزلت قوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفر وفي الحديث الصحيح انه كان صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن واما في القدر فعليه ان يستعين بالله في فعل ما امر به ويتوكل عليه ويدعوه ويغضب اليه ويستعيذ به فيقول كونوا مفتقرا اليه في طلب الخير وترك الشر وعليه ان يصبر على المقدور. ويعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وما اخطأه لم يكن مصيبة واذا اذاه الناس علم ان ذلك مقدر عليه ومن هذا الباب احتجاج ادم وموسى لما قال يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك لماذا اخرجتنا ونفسك من من الجنة؟ فقال له ادم انت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه فبكم وجدت مكتوبا على فبكم وجدت مكتوبا على مكتوبا علي قبل ان اخلق وعصا ادم ربه فغوى قال بكذا وكذا سنة. قال فحج ادم موسى. وذلك ان موسى لم يكن لم يكن عتبه لادم لاجل الذنب فان ادم كان قد تاب منه. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. ولكن لاجل المصيبة التي حقيقة من ذلك وهم مأمورون ان ينظروا الى قدره في المصائب وان يستغفروا من المعائب كما قال تعالى فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لي اهلا بك فمن راعى الامر والقدر الذي ينظر الى القدر الانسان الذي ينظر الى القدر وان كانت مصيبة وان كانت مصيبة ثم ينظر الى القدر بنظرة شرعية يجد ان هذا خير فخروج ادم عليه السلام مصيبة بالنسبة لعامة البشر لكن ذلك مكتوب فلابد من الرضا بالمكتوب وهو خير اذ حصل تمييز بين المنافقين والمؤمنين تمييز بين المشركين وبين الموحدين وتمييز بين الكافرين وبين المسلمين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فمن راعى الامر والقدر كما ذكر كان عابدا لله مطيعا له مستعينا به متوكلا من الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وقد جمع الله سبحانه بين هذين الاصلين في غير موضع لقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وقوله تعالى فاعبده وتوكل عليه وقوله تعالى عليه توكلت واليه انيب قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا فالعبادة له والاستعانة به وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الاضحية اللهم منك ولك. فما لم يكن بالله لا يكون فانه لا حول ولا قوة الا بالله. وما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم ولابد في عبادته من اصلين احدهما اخلاص الدين له والثاني موافقة امره الذي بعث به رسله. ولهذا هذا ما يسمى ميزان قبول اولي الاعمال ميزان قبول الاعمال على امرين احدهما قلبي وهو الاخلاص والثاني ظاهري وهو الاتباع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه اللهم اجعل عملي كله صالحة واجعله لوجهك خالصا. ولا تجعل لاحد فيه شيئا. وقال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى ايكم احسن عملا؟ قال اخلصه اصومه. قيل يا ابا علي ما اخلصه اصلابه؟ قال اذا كان العمل خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ان يكون لله والصواب وان يكون على السنة ولهذا ذم الله المشركين في القرآن على اتباع ما شرع لهم شركاؤهم من الدين الذي لم يأذن به الله من عبادة غيره وفعل ما لم يشرعه من الدين قال الله تعالى كما ذمهم على انهم حرموا ما لم منه الله والدين الحق انه لا حرام الا ما حرمه الله. ولا دين الا ما شرعه الله. المشركون من جاي بامورهم ان احدهم لا يرضى ان يشرع شيئا في بيته وداره لانه يزعم انه امير بيته وصاحب الامر والنهي في داره ثم يجعلون لله في داره شركاء يشرعون ما يريدون سواء كانوا من البشر او من الاولياء والانبياء وغيرهم. هذا من تناقضات ايضا لو تأمل الانسان يجد ان الانسان في بيته يحرم ما يشاء ويحل على نفسه ما يشاء فلو جاء اخر واراد ان يحرم عليه بعض ما يمليه عليه لما قبل وقال ان الدار داري والامر امري والنهي نهي فيا لعجيب تناقضهم لا يقبلون لانفسهم ذلك ثم يجعلون ذلك لله وهذا مثل تناقضهم بنسبتهم البنات الى الله وهم يأنفون من البنات تلك اذا قسمة ظيزة وهذا يدلنا على سفه الشرك. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ثم ان الناس في عبادتي واستعانته على اربعة اقسام فالمؤمنون المتقون هم له وبه يعبدونه ويستعينونه وطائفة تعبده من غير استعانة ولا صبر فتجد عند احدهم تحريا للطاعة والورع ولزوم السنة لكن ليس لهم توكل واستعانة وصبر. بل فيهم عجز وجزع وطائفة فيهم استعانت وهو طائفة فيهم استعانة وتوكل وصبر من غير من غير استقامة على الامر ولا متابعته للسنة فقد يمكن احدهم ويكون له نوع من الحال باطلا وظاهرة. ويعطى من المكاشفات والتأثيرات ما لم يعط الصنف الاول ما لم يعطه الصنف الصنف الاول ولكن لا عاقبة له فانه ليس من المتقين والعاقبة للتقوى فالاولون لهم دين ضعيف. ولكنه مستمر باق ان لم يفسده صاحبه بالجزع والعجز وهؤلاء لاحدهم حال وقوة ولكن لا يبقى له الا ما وافق فيه الامر واتبع فيه السنة وشر الاقسام من لا يعبده ولا يستعينه. فهو من لا يعبده ولا يستعينه فهو لا يشهد ان علمه لله ولا انه بالله اربعة اقسام من يكونون متقون لله عز وجل هم له وبه وهؤلاء لهم عبادة ولهم توكل وصنف ليس عندهم عبادة وعندهم توكل ككثير من جلد اهل الدنيا. يموت له حبيب ولا تقطر له قطرة دمعه وآآ آآ تجده حراميا يسرق فاذا ضرب لا يحزن ولا يبكي عنده صبر لكن ليس عنده استقامة وطائفة عندهم استقامة لكن ليس عندهم صبر ولا توكل ولا اشتعال وشر الاقسام من الاستعانة له ولا عبادة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى المعتزلة ونحوه من القدرية الذين انكروا القدر هم في تعظيم الامر والنهي والوعيد خير من هؤلاء الجبرية القدرية الذين يعرضون الذين يعرضون عن الشرع والامر والنهي والصوفيتهم في القدر شهادة توحيد الربوبية خير من المعتزلة ولكن فيهم فيهم من فيه نوع بدع من اعراض عن بعض الامر والنهي والوعد والوعيد حتى يجعلوا الغاية هي مشاهدة حتى يجعلوا الغاية هي مشاهدة هي مشاهدة توحيد الربوبية والفناء في ذلك تصيرون ايضا معتزلين لجماعة المسلمين وسنتهم فهم معتزلة من هذا الوجه وقد يكون ما وقعوا فيه من البدعة شرا من بدعة اولئك المعتزلة. وكلتا الطائفتين نشأت من البصرة بالنسبة يعني تعظيم الامر والنهي والوعد والوعيد الواجب على الانسان ان يعظم الشرع كله لا ان يعظم الامر والنهي والوعد والوعيد. ثم بعد ذلك ينسى امورا اخرى من الناحية الشرعية المعتزلة مثلا والخوارج اه عظموا الوعيد ونسوا الوعي عظموا الامر والنهي وتركوا القدر الذي يكون من الله والجبرية عظموا اه القدر ونسوا الامر والنهي الشرعي وهذا دليل على انهم امنوا ببعض الكتاب والمتصوفة عظموا الربوبية حتى جعلوه غاية ونسوا الربوبية ونسوا الالوهية ونسوا العبادة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قال وانما دين الله ما بعث به رسله وانزل به كتبه وهو الصراط المستقيم وهو طريق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير القرون وافضل الامة واكرم الخلق على الله بعد النبيين. قال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوا باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. فرضي عن السابقين الاولين رضاء مطلقا ورضي عن التابعين لهم باحسان. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة خير القرن القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فهذه الاية رقم مائة في سورة التوبة التي تدلنا على ان الصحابة مكثوا قرنا كاملا آآ اخبر الله فيها عن رضاه وعن الماجين والانصار مطلقا والالف واللام في المهاجرين والانصار للعموم بلا استثناء ثم اخبر عن رضاه عن التابعين لهم بقيد وهو الاحسان فعلينا ان نتبع الصحابة باحسان. كيف نتبعهم باحسان وذلك بان نتتبع احسن ما قالوا ونتجاوز عن زلاتهم ولا ندخل فيما وقع منهم من الهفوات. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول من كان منكم مستنا فليستنى بمن قد مات فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة. اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ابر هذه الامة قلوبا واعماقها علما واقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم واقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فانهم كانوا على الهدى المستقيم وقال حذيفة بن اليماني رضي الله عنه يا معشر القراء استقيموا وخذوا طريق من كان قبلكم. فوالله لان اتبعتموهم لقد سبقتم سبقا بعيد ايه ده ولا ولان اخذتم يمينا وشمالا لقد ظللتم ضلالا بعيدا وقد قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاتا وخط خطوطا عن يمينه وشماله خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وخطوطا عن يمينه وشماله ثم قال هذا سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها ومن يدعو اليه ثم قرأ. وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. وقد امرنا سبحانه وتعالى ان نقول في صلاتنا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون. وذلك ان اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه. والنصارى عبدوا الله بغير علم ولهذا فكان يقال تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فان فتنتهما فتنة لكل مفتون. وقد قال تعالى فان ما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. قال ابن عباس رضي الله عنهما تكفل الله لمن قرء القرآن وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة وقرأ هذه الاية. وكذلك قوله تبارك وتعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون ربهم واولئك هم المفلحون. فاخبر سبحانه وتعالى ان هؤلاء مهتدون مفلحون. وذلك خلاف المغضوب عليهم والضالين. فنسأل الله العظيم ان يهدينا وسائر اخواننا صراطه المستقيم. صراط الله صراط الذين انعم عليهم من نبينا والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. والحمد لله رب العالمين. وصلى والله على خير خلقه عبده ورسوله محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين بسم الله. الخلاصة ان العقيدة كلها متظمنة في سورة الفاتحة وان من اراد ان يكون من المخلصين عند الله فعليه بعبادة الله وحده لا شريك له والدعاء والاستقامة على الصراط المستقيم وترك مجانبة الطرق الضالة والطرق المنحرفة كالمغضوب عليهم والضالين الذين يعلمون ولا يعملون او يعملون بلا علم اسأل الله الكريم رب العرش العظيم كما وفقنا واياكم لختم هذه الرسالة العظيمة النافعة ان يرزقنا العلم والعمل وان يجعلنا واياكم من دعاة الخير وان يكفينا شرور انفسنا وشكر الله لكم حسن الاستماع ولاخينا باحمد هذه القراءة ولابي يوسف هذا اللقاء وسبحانك اللهم وبحمدك