بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم انما نفى قبول الصلاة لغير المتوضئ المحدث. هذا الحديث مر في الدرس السابق وشرحناه والان الباب اللي هو الباب العاشر والحديث الثاني عشر قال ابن خزيمة علينا وعليه رحمة الله باب ذكر الدليل على ان الله انما اوجب الوضوء على بعض القائمين الى الصلاة لا على كل قائم الى الصلاة في قوله يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الاية. اذ الله جل وعلا ولى نبيه صلى الله عليه وسلم بيان ما انزل عليه خاصا عامة فبين النبي صلى الله عليه وسلم بسنته ان الله انما امر بالوضوء بعض القائمين الى الصلاة لا كلهم كما بين ان الله اراد بقوله خذ من اموالهم صدقة. بعظ الاموال لا كلها وكما بين بقسمة سهم ذي القربى بين بني هاشم وبني عبد المطلب ان الله اراد بقوله وذي القربى قرابة النبي صلى الله عليه وسلم دون جميعهم وكما بين ان الله اراد بقوله والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما بعض السراق دون جميعهم اذ سارق درهم فما دونه يقع عليه اسم سارق تبين النبي صلى الله عليه وسلم بقوله القطع في ربع دينار فصاعدا. ان الله انما اراد بعض السراق دون بعض بقوله والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما. الاية قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم اذا اطال واطاب في هذا الباب وبين مكانة السنة من القرآن الكريم وان النبي صلى الله عليه وسلم قد ارسله الله تعالى ليبين ما في القرآن الكريم. فالقرآن هو اصل الدين ومنبع الصراط المستقيم. ثم قال ابن خزيمة علينا وعليه رحمة الله. حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن سفيان وحدثنا ابو موسى قال حدثنا عبد الرحمن يعني ابن المهدي قال حدثنا سفيان عن علقمة ابن مرثد عن سليمان ابن بريدة عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ عند كل صلاة. فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح على خفيه وصلى الصلوات بوضوء واحد فقال له عمر يا رسول الله انك فعلت شيئا لم تكن تفعله. قال اني عمدا فعلته يا عمر هذا حديث عبدالرحمن بن مهدي. لماذا قال ابن خزيمة؟ هذا حديث عبدالرحمن بن مهدي لانه ساقه من عدة طرق. وبين اللفظ انه لعبدالرحمن ابن مهدي الامام العراقي الكبير حفظ الله العراق واهل العراق. اللهم لا تأتينا من طريق اهل العراق الا الخير يا ارحم الراحمين اذا هذا صنيع النبي صلى الله عليه وسلم. فعله لحكمة وتركه لحكمة. وهكذا بودنا ان يكون الانسان عمله له حكمة ومعنى وتركه له حكمة اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة رغبة فيما عند الله تعالى وزيادة في فعل الخير لكنه في الفتح صلى بوضوء واحد صلوات متعددة عمدا حتى يبين لهما يشرح الاية في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم. الاية انه فقط على المحدث اما غير المحدث فيصلي بوضوءه وهذا الصنيع من النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الاية وشرح الاية وبيان معناها هذا الصنيع جاء يعني موافقا لصنيع عدد من الامور منها السرقة وبيان النصاب ومنها سهم ذي القربى وبين المقصود بذي القربى الذين لا تحل لهم الصدقة ويعطون من من الخمس وهذا كله ايضا جاء شرحا لقوله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم فنبينا صلى الله عليه وسلم قد بين هذا لقوله وبفعله وبتقريره الى هنا وقبل ان نقف نقرأ الموعظة وقد رأينا من اليوم فصاعدا اننا في كل مجلس نقرأ موعظة عسى الله ان يجعلها في ميزان الحسنات يوم تقل الحسنات وتكثر الزفرات يوم الحسرات قيل لسعيد ابن جبير رحمه الله من اعبد الناس قال رجل اجترح من الذنوب فكلما ذكر ذنوبه احتقر عمله اذا الانسان يقع بالذنوب لا محالة وعليه ان يبتعد عن الذنوب جاهدا ولكن ما وقع به الذنوب هي جراحات كالذي يجرح نفسه بالسكين فالذنوب جراحات غائرة فعلى الانسان ان يتذكر هذه الذنوب حتى لا يعجب بعمله. ولاجل ان يهضم نفسه في جناب الله تعالى وعليه ان لا يتوكل على عمله فان ذكر الذنب يدفع الانسان الى الندم الى التوبة الى الضراعة الى الله تعالى الى طلب المغفرة الى العمل الصالح لان الانسان يدرأ السيئة باي شيء بالحسنة. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته