فعل الله في المؤمنين كفعله في الكافر. وهذا تناقض. فظاهر جلي لكل عاقل ان فعل الله على المومنين ان هداهم وبين لهم ووضح لهم وثبتهم والله قال عن نبيه ولولا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد هذا هو المجلس الثالث عشر والاخير ان شاء الله من مجالس قراءتنا لكتاب الابانة عن اصول الديانة للامام علي بن اسماعيل ابي الحسن الاشعري رحمه الله تعالى. وكنا قد وقفنا على المسألة التاسعة عشر من المسائل التي فيها الرد على اهل القدر المنكرين لقدر الله عز وجل. ونحن في عصر الجمعة الحادي والعشرين من شهر الله المحرم عام واحد واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. فنبدأ على بركة الله حيث كنا قد وقفنا ونسأل جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح انه ولي ذلك والقادر عليه وعلى بركة الله. الحمد لله صلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. فاللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى قال المؤلف رحمه الله تعالى مسأله يقال لهم اليس امر الله عز وجل بالايمان من علم انه لا يؤمن فمن فمن قولهم يقال لهم فانتم قادرون على الايمان. وتأتى لكم ذلك. فان قالوا لا وافقوا وان قالوا نعم زعموا ان العباد يقدرون على الخروج من علم الله تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا. وهذا جواب الزام في اثبات القدر فيقال للمنكرين للقدر اليس امر الله عز وجل بالايمان من علم انه لا يؤمن فهم يقولون نعم امر الله عز وجل بالايمان مع علمه بانهم لا يؤمنون. فيقال لهم فانتم قادرون على ويتأتى لكم ذلك. انتم الان امنتم انتم قادرون على الايمان ذلك فان قالوا لا لسنا قادرين ولا يتأتى على ذلك وافقوا في ان امر الله عز وجل يكون لمن يقدر وان قالوا نعم نحن نقدر على الا نؤمن مع امر الله لنا فرجعوا الى اصل قولهم في ان العباد يقدرون على الخروج من علم الله تعالى. وهذا محال. فاذا ما هو الجواب كما سبق الله عز وجل امر الناس بالايمان مع علمه ان بعضهم يؤمن وبعضهم لا يؤمن. نعم. قال رحمه الله الله مسألة الرد على المعتزلة. قال ابو الحسن الاشعري رحمه الله ويقال لهم اليس المجوس اثبت الشيطان اثبت الشيطان يقدر على الشر الذي لا يقدر الله عز وجل عليه. فكانوا بقولهم هذا كافرين. فلا بد من نعم. يقال قال لهم فاذا زعمتم ان الكافرين يقدرون على الكفر. والله عز وجل لا يقدر عليه. فقد زدتم على المجوس في قولهم بذلكم لان بذلك لانكم تقولون معهم ان الشيطان يقدر على الشر والله لا يقدر عليه فقد زدتم وهذا مما بينه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان القدرية مجوس هذه الامة وانما صاروا مجوس هذه الامة لانهم قالوا بقول المجوس. قول المجوس ان هناك الهين ان هناك الهان اله للخير واله للشق. وزعموا ان اله الشر هو ابليس. ويلزم على قولهم هذا ان يكون ابليس يقدر على ما لا يقدر عليه الله عز وجل. وهذا باطل. فنحن نقول الله سبحانه وتعالى قادر على ان يمنع الكفار من كفرهم والاشرار من شرهم لكنه سبحانه وتعالى لا حتى يكون الاختبار على اتم وجه. نعم. والخالق سبحانه هو وحده لا شريك له. فهو خالق وابليس وافعال وخالق الكفار وافعالهم. نعم. قال رحمه الله مسألة زعمت القدرية انا نستحق قسم القدر لانا نقول ان الله عز وجل قدر الشر والكفر. فمن يثبت القدر كان قدريا دون من لم يثبته. يقال لهم القدر هو من يثبت القدر لنفسه دون ربه عز وجل. وانه يقدر افعاله دون خالقه. وكذلك هو في اللغة لان الصائغ هو من زعم انه يصوغ دون من يقول انه يصاب له. ذكر او انثى والنجار او هو من يضيف النجارة الى نفسه دون من زعم انه ينجر له. فلما كنت فلما كنتم تزعمون انكم تقدرون اعمالكم وتفعلون دون ربكم وجب ان تكونوا قدرية. ولم نكن نحن قدرية. لانا لم نضف الاعمال الى انفسنا دون ربنا عز عز وجل ولم نقل انا نقدرها دونه. وقلنا يقدر لنا. هذه المسألة راجعة الى التنازع في الاسم القدرية يقولون نحن انما استحققنا اسم القدر وسمينا بالقدرية يقولون لان لاننا نقول ان القدر هو الذي يثبت القدر لنفسه. وان انتم تستحقون ايضا ان تكونوا قدرية. لانكم تقولون ان الله قدر الشر والكفر. يعني المنازعة في الاسم هل الان الذين يقولون ان الله عز وجل قدر الشرك والكفر يصح ان يلقب بالقدرية او القدرية هم الذين يقولون نحن نقدر افعال انفسنا والله لا يقدر لنا. هذا وجه النزاع. فالشيخ رحمه الله اراد الرد من جهة اللغة القدرية نسبة الى الصنعة. نسبة الى ماذا؟ الى الصنعة بالنسبة الى العمل والنسبة الى المعتقد. حاله كحال الصايغ. والنجار. طيب صايغ لماذا سمي صائغا؟ هل لانه يصوم او لانه يصاغ له؟ لانه يصوم اذا لاحظ الان فانتم هذا الاسم لا يقن بكم لانكم زعمتم انكم تقدرون افعال انفسكم اما اهل السنة فلا يقولون هذا الكلام. وانما يقولون الله الذي يقدر الخير والشر. والنجار انما سمي جارا لانه ينجر لا لانه ينجر له. فانتم اذا تستحقون اسم القدرية لانكم تزعمون انكم تقدرون افعال انفسكم وتقدرون عليها وان الله لا يقدر لكم ولا يقدر عليها هذا من حيث التسمية. نعم. قال رحمه الله جواب ويقال لهم اذا كان من اثبت التقدير لله عز وجل قدريا فيلزمكم اذا زعمتم ان الله عز وجل قدر السماوات والارض وقدر الطاعات وانت انت يكون قدرية. فاذا لم يلزم هذا فقد بطل قولكم انتقض كلامكم. يعني اذا كان من اثبت التقدير لله عز وجل قدريا فيلزمكم اذا زعمتم ان الله عز وجل قدر السماوات والارض والطاعات ان تكونوا قدرية. فاذا لم يلزم هذا فقد بطل قولكم وانتقض كلامكم في تسمية اهل السنة بانهم قدرية. نعم. قال والله مسألة في الختم. يقال لهم اليس قد قال الله عز وجل ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم. وعلى غشاوة وقال عز وجل فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا ان حرج فخبرونا عن الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم. اتزعمون انه هداهم وشرح للاسلام صدورهم ظنهم فان قالوا نعم تناقض قولهم. وقيل لهم كيف يكون الصدور مشروحة للايمان؟ وهي ظيقة حرجة مختومة عليها وكيف يستمع القفل الذي قال الله عز وجل ام على قلوب اقفالها مع الشر؟ والضيق والضيق مع السعة والهدى مع الضلال ان كان هذا جائز ان يجتمع التوحيد والالحاد الذي هو ضد التوحيد. والكفر والايمان معا في قلب واحد ان لم يجز هذا لم يجز ما قلتموه فان قالوا الختم والضيق والضلال لا يجوز ان تجتمع مع شرح الله الصدر. قيل لهم وكذلك الهدى لا يجتمع مع الضلال. واذا كان هكذا فما شرح الله صدور الكافرين للايمان بل ختم على قلوبهم واقفالها على الحق وشدد عليها. هذا ايضا جواب الزامي لهم يسألون اليس الله عز وجل قال عن الكفار ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاء. وقوله فمن يرد الله يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ظيقا حرجا هل هذا الختم حقيقي وفعل للرب عز وجل وتقدير منه سبحانه وتعالى ان قالوا نعم خصموا اذا الله له تقدير على الكافرين وله تقدير في افعال المخلوقين. ان قالوا اذا كيف تفهمون ختم الله على قلوبهم؟ كيف تفهمون؟ يشرح صدره للاسلام ومن يريد ان يضله يجعل صدره ضيقا قالوا نفهم من هذا ان المقصود هداهم وشرح صدورهم واضلهم ان المقصود بهذا انها مشروحة في الاصل. وانها مختومة في الاصل طيب اذا كان المقصود في الاصل اذا الله خلقهم هكذا فكيف تقولون ان الله لم يخلق هذا الفعل؟ فان قالوا ان الختم لا يلزم منه فعل للعبد. يجعل صدره ضيقا حرجا لا يلزم منه انه لا يشرح للايمان. يقول هذا جمع بين التناقض. لان الله يقول ختم وانتم تقولون ما خد. الله يقول يريد ان يظله وانتم تقولون ما يضله. واذا صح الجمع بين التناقض فيمكن ان يقال فلان مؤمن ملحد. فان قلتم هذا محال. كيف يقال مؤمن ملحد؟ فنقول فكذلك محال ان يقول الله يريد ان يضله وانتم تقولون لا يضله. الله يقول ختم الله على قلوبهم وانتم تقولون ما ختم. هذا الزام لهم في ان الله له فعل في افعال المخلوقين وله تقدير في افعال المخلوقين. نعم. قال رحمه الله كما دعا نبي الله موسى عليه السلام على قومه. فقال ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم. قال الله عز وجل قد اجيبت دعوتكما. وقال عز وجل مخبرا عن الكافرين انهم قالوا قلوبنا في اكنة مما تدعونا اليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاذا خلق الله فاذا خلق الله الاكنة في قلوبهم القفل والزيت. لان الله تعالى قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والختم والضيق والختم وضيق الصدر ثم امرهم بالايمان الذي علم انه لا يكون فقد امرهم بما لا يقدرون عليه اذا خلق الله في قلوبهم ما ذكرناه من الضيق عن الايمان. قيل لا يضيق عن الايمان الا الكفر الذي في قلوبهم. وهذا بين بين ان الله خلق كفرهم ومعاصيهم. هذا بين ان الله خلق كفرهم ومعاصيهم. لان لو لم يكن الله قادرا على اه طمس اموال الكافرين واشتداد على قلوبهم حتى لا يؤمنوا لما كان لدعاء موسى وهارون من معنى. ولما كان لقوله قد اجيبت دعوتكما من معي. فدل على ان الله عز وجل قال على خلق افعال في الكافرين. ومن هذه الافعال القفل والزيغ والختم وضيق الصدر نعم قال رحمه الله جواب ويقال لهم فان الله عز وجل قال لنبيه عليه السلام الى ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا. وقال تعالى مخبرا عن يوسف ولقد همت به وهم بها عن ذلك التثبيت والبرهان. الفعل الله عز وجل هل فعل الله عز وجل بالكافرين ما هو مثله؟ فان قالوا لا تركوا القول بالقدر وان قالوا نعم قيل لهم فاذا كان لم يركن اليهم من اجل التثبيت. فيجب لو كان فعل ذلك بالكافرين ان يثبتوا عن الكفر واذا لم يكونوا عن الكفر متفرقين فقد بطل ان يكون فعل فعل بهم مثل ما فعل بهم مثل ما فعله بالنبي صلى الله عليه وسلم من التثبيت الذي لما فعلوا به لم يركن الى الكافرين. المعتزلة وهؤلاء القدرين يزعمون ان الله سبحانه وتعالى تعالى الله عن قولهم يجب عليه ان يثبت الجميع وان يهدي الجميع وان يفعل بالجميع ما هو قادر عليه. فاذا رأينا الكفار وكفرهم علمنا ان هذا لم يفعل الله بهم الهداية. طيب اذا لم يفعل الله بهم الهداية على قولهم هذا يلزم ان يكون ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا. فهذا فعل الرب عز وجل لنبيه. صلى الله عليه وسلم والله قادر على ان يجعل الكفار يثبتون على الكفر وقادر على ان يهديهم للكفر. لكن لم يفعل فدل على انه سبحانه وتعالى قادر على ان يفعل في الكافرين ما يشاء سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله مسألة في الاستثناء يقال لهم خبرونا عن مطالبة رجل بحق. فقال له والله والله اعطينك ذلك غدا ان شاء الله تعالى. اليس الله شائيا ان يعطيه حقه؟ فمن قولهم نعم يقال لهم ارأيتم ان جاء الغد فلم يعطه حقه اليس لا يحنث؟ فلابد من نعم. يقال لهم فلو كان الله شيئا ان يعطيه حقه يحنث اذا لم يعطه. كما لو قال والله لاعطينك حقه اذا طلع الفجر غدا. ثم طلع الفجر ولم انه يكون حنسا. هذه المسألة مسألة الاستثناء. طبعا تعرفون بارك الله فيكم ان ان الاستثناء استثناء في ما يستقبل من الامور ومنها الايمان هل يجوز للانسان ان يقول انا مؤمن ان شاء الله او لا هذه اول مسألة من مسائل الاستثناء دخل في مسائل الايمان وهنا المحقق غفر الله لنا وله كتب ان القول الاول وجوب الاستثناء وهو قول كلابية. وهذا صحيح. ان الكلابي يرون وجوب الاستثناء لكن تعليله بانهم يقولون ان عدم الاستثناء يعني التزكية للنفس. هذا ليس مذهب الكلابية. تعليل الكلابية انهم يقولون يجب الاستثناء لعدم علمنا بالموافاة. يجب استثناء لعدم علمنا بالموافاة اي لا ندري على اي شيء نوفي ربنا. هل نموت على الكفر او نموت على الايمان هذا سبب ايجابهم الاستثناء لعدم علمنا بما نموت اليه. والقول الثاني تحريم الاستثناء وهو قول لعامة المرجئة والجهمية. لانهم يزعمون الاستثناء في الايمان شك وارتياء. مع ان الله عز وجل ذكر الاستثناء في مسألة يقينية. وهي قوله تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله وقول اهل السنة والجماعة ان الاستثناء اذا كان باعتبار الشك هذا لا يجوز. واذا كان استثناء باعتبار كمال اعمال الايمان فهذا مندوب. فهذا مندوب. ولم يلحظ احد احد من اهل السنة الاستثناء باعتبار الموافاة. ولم يلحظ احد من اهل السنة الاستثناء باعتبار الموافاة. اذا اذا كان الاستثناء بغرض التزكية وبغرض عدم الجزم بكمال الايمان فهذا لا بأس به. بل هو مندوب. اما الشيخ هنا في الاستثناء يقول يقال له خبرونا عن مطاردة رجل بحق. فقال له والله لاعطينك ذلك غدا ان شاء الله. هو اورد مسألة الاستثناء تبعا لمسألة القدر. ما هو لمسألة الايمان. لكن حقق ادخل المسألة في مسائل الايمان ولا ادري ما وجه ذلك. فالمصنف رحمه الله يريد ان يلزم قدرية بان الاستثناء دليل على ثبوت القدر. انت لما تقول والله لاعطينك ذلك غدا ان شاء الله اليس الله شائن ان يعطيه حقه؟ فيقول نعم. يقال له ما رأيت من جاء الغد فلم يعطي حقه اليس لا يحنث؟ هو الان قال ان شاء الله يحنث ولا ما يحنث؟ ما يحنث لانه قال ان شاء الله فلا بد من يقال لهم فلو كان الله مشيئا يعطيه حقه. يحنس اذا لم يعطه كما لو قال والله لاعطينك حقك اذا طلع الفجر غدا. على قول المعتزلة ان الله عز وجل شاء ان يعطيك فلم يعطيه فاستثناؤه لا معنى له. فيصير قوله مثل قول الرجل والله لاعطينك حقك غدا اذا طلع الفجر. فكلمة اذا شاء الله عندهم مثل اذا طلع الفجر. ظرفية وليست سببية. ثم طلع الفجر ولم يعطه انه يكون حنثا. كيف قلتم في الاول لا وفي الثاني قلتم يحنث. فاذا لا بد ان توافقوا اهل السنة في ان قوله ان شاء الله في اثبات المشيئة للرب عز وجل في تقديره سبحانه وتعالى لافعال المخلوقين. بخلاف اذا طلع الفجر فعلق الاعطاء بفعل خارج عن مشيئة العبد فحينئذ لابد انه يحنث. نعم قال رحمه الله مسألة في الاجال يقال لهم اليس قد قال الله عز وجل فاذا جاء اجلهم اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. وقال ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها فلابد النعم يقال لهم فخبرونا عن من قتله قاتل ظلما. اتزعمون انه قتل في اجله او بغير اجله. فان قالوا نعم وقالوا بالحق وتركوا القدر ان قالوا لا قيل لهم فمتى اجل هذا المقتول؟ فان قالوا الوقت الذي علم الله انه لو لم قلت له لا تزوج امرأة علم انها امرأته. وان لم يبلغ لان يتزوجها واذا كان في معلوم لها انه لو لم يقتل وبقي لك كفر ان يكون النار داره. واذا لم يجز هذا لم يجز ان يكون الوقت الذي لم يبلغ الله اجلا لم يبلغ الله اجلا له على ان هذا القول مضاد لقول الله عز وجل فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. مسألة الاجل ايضا من المسائل التي يلزم بها القدرية فان القدرية يزعمون وهذا قول عامة المعتزلة ان الانسان يموت لا لان اجله قد حان. طيب لماذا يموت اذا؟ قالوا يموت بسبب العوارض الواردة عليه. معنى هذا الكلام لولا العوارض لعاش الدهر كله. لولا العوارض لعاشت داره كله. وهذا قريب من قول الدهرية ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا. وما يهلكنا الا الدهر وهذا كلام باطل فانا نرى في الواقع اناسا لا يتعرضون لشيء من صوارف الدهر. ومع ذلك يموتون ولا يبقون شبابا. ثم اراد الشيخ رحمه الله ان يلزمهم بالزام يبقى يعني بطلان هذا القول عنهم. فقال خبرونا عن من قتله قاتل ظلما. فلان من الناس قتل انسانا ظلما. اتزعمون انه قد قتل في اجلي او بغير اجل. فان قالوا نعم مات باجله وافقوا الحق وقالوا بالحق وتركوا القتل. هم قالوا لا مات لان الظالم قطع عليه اجله قيل لهم فمتى اجل هذا المقتول؟ الان هو مات وانتم تقولون اجله ما جاء وانما القاتل قطع عليه الاجل. طيب اذا كان القاتل قطع عليه الاجل. فمتى اجل هذا المقتول؟ فان قالوا الذي علم الله انه لو لم يقتل لتزوج وصار عنده اولاد ولا عمل واذا في معلوم الله انه لو لم يقتل وبقي لكفر ولكان النار داره. طيب الان هذا الزام للمعتزلة يقولون يجب على الله فعل الاصلح. يجب على الله ماذا؟ فعل الاصلح. الان هو قتل مظلوم. وتقولون مات لا باجله وانما بقطع الظالم اجله. طيب في معلوم الله انه لو بقي لتزوج ولكفر ومات على الكفر. فالان هذا هذا يرحمك الله. فهذا المعوز لو لم يقتل وبقي لكفر ان يكون النار داره. واذا لم يجز هذا لم يجز ان يكون الوقت الذي لم يبلغ الله اجلا له يعني انتم الان تقولون انه ما يصير ان الله يتركه حتى يعيش ويتزوج ويكفر. معناه انه يجب عليه ان يقطع الاجل معناه على قولكم هذا انه مات باجل. واذا قلتم لا لم يمت باجل يلزمكم ان لا تقولوا بفعل الارض اصبح فانتم بين انهارين اما ان تقولوا بانه مات بالاجل الذي احده الله وتتركوا قولكم بوجوب الفعل الاصلح على الله او تقول بوجوب الاصلح وتترك قولكم بانه ها آآ مات قبل الاجل واحد ادنى الامرين لا ثالث لهما. ثم اورد الدليل الاخر في بطلان هذا القول قال على ان هذا القول مظاد لقول لله عز وجل فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. وهذا نص قاطع. نعم قال رحمه الله مسألة اخرى ويقال لهم اذا كان القاتل عندكم قادرا على الا يقتل هذا المقصود فيعيش فهو قادر على قطع اجله وتقديمه قبل اجله. وقادرا على تأخيره الى اجله. فالانسان على قولكم يقدر ان اجال العباد ويؤخرها. ويقدر ان يبطل العباد ويبلغهم ويتلفهم ويخرج ارواحهم هذا الحاد في الدين. هذا ايضا من باب الالزام. اذا قلتم ان الانسان مات لا لان اجله قد حان ان القاتل هو الذي قطع عليه الاجل. فاذا كان القاطع يقطع عليه الاجل معناه القاطع قادر على الا يقطع عليه الاجل فصار رح العبد معلقا بالقاطع ليس متعلقا بيد الله. وهذا اعظم التناقض لانكم زعمتم ثمان الله لا يقدر على زيادة عمر انسان او نقصانه. ثم زعمتم ان مخلوقا يقدر على ابقاء الانسان او اماتته. نعم. قال رحمه الله مسألة في الارزاق ويقال لهم خبرونا عمن اغتصب طعاما فاكلوا حراما. فرزقه الله ذلك الحرام فيقال نعم تركوا القدر وان قالوا لا. قيل لهم فمن اكل جميع عمره الحرام فما رزقه الله شيئا ابتدى به جسما ويقال لهم اذا كان غيره يغتصب له ذلك الطعام. ويطعمه اياه الى ان مات. اجرى رزق هذا الانسان عندكم غير الله. وفي هذا اقرار منهم ان للخلق رازقين. احدهما يرزق الحلال والاخر يرزق الحرام. وان الناس نبتت لحومهم ونشأت عظامهم. والله غير رازق لهم ما اقتدوا به واذا قلتم ان اميركم يرزقه الحرام وان الله لم يرزقه الحرام. لزمكم ان الله لم يغذه به ولا جعله قواما لجسمه وان لحمه وجسمه قام وعظمه اشتد بغير الله عز وجل وهو ممن رزقه هو مما من رزقه الحرام وهذا كفر عظيم ان احتملوا. مسألة الارزاق وهذا من ميزة هذا الكتاب ان الامام ابا الحسن الاشعري رحمه الله يذكر بعض المسائل التي تلزم الاشاعر المعتزلة. وقالوا بها اشاع المعتزل لما انكروا القدر نسألهم الان سؤالا هنا في تقدير الله فلان اكل رزقا حراما. انتم تقولون هذا غير مقدر. لان الله لا يقدر الرزق الحرام. الله لا يقدر عندهم الا الرزق الحلال لان التقدير عندهم كله تقدير شرعي لا يوجد عندهم تقدير كون. فنسأل هؤلاء سؤالا اذا كان الله لا اذا كان الرزق الحرام ليس رزقا من الله يلزم على قولكم هذا ان يكون فلان تغذى بالحرام بالحرام فصار عياذا بالله صار العبد مخلوقا شابا ها لغير الله عز وجل. وهو الذي رزقه الحق. وهذا ظاهر البطلان. نعم. قال رحمه الله مسألة اخرى في الارزاق ويقال لهم لما ابيتم ان ان يرزق الله الحرام فان قالوا لانه لو رزق الحرام تملك الحرام يقال لهم خبرونا عن الطفل الذي يتغذى من لبن امه وعن البهيمة التي ترى الحشيش من من يرزقهما كذلك. فان قالوا الله قيل لهم فهل ملكهما؟ واين للبهيمة ملك؟ فان قالوا لا. قيل لهم فلم زعمتم انه لو رزق الحرام الحرام وقد يرزق الله الشيء ولا يملكه ويقال لهم هل اقدر الله العبد على الحرام وان لم يملكه اياه؟ فان قالوا نعم يقال لهم ما انكرت من يرزقه الحرام وان لم يملكه اياه. ايضا من امور الالزامية من الامور الالزامية لهؤلاء القدريين يقال لهم لماذا قلتم بان الله لا يرزق الحرام؟ طبعا هم قالوا ان الله لا يرزق الحرام لان الحرام عندهم من التقدير المنفي عن الله. هذا في اصل المسألة تفرع عن هذا انهم يقولون لو رزق الحرام لوجب ان يكون الحرام ملكا للعبد لان من الرزق يكون ملك. والتمليك امر شرعي فيلزم ان يكون في شرعه ما هو حرام. في شرع الحرام الله يشرع الحق. فالشيخ رحمه الله بفطنته وذكائه الزمهم بان الرزق لا يلزم منه التمليك قال رأيت الام ترضع ولدها هل الام تملك لبنها؟ ما تملك. واكبر دليل انها لا تملك انها ربما تريد اللبن ولا يخرج اللبن. ربما لا تريد اللبن واللبن يدر. طيب البهيمة تاكل الحشيش وترعى هل هي تملك هذه الحشيش؟ لا يقول بذلك عاقل. فدل على بطلان قولكم بانه يلزم من الرزق ان يكون ملكا. هذا يدل على بطلان هذا القول. نعم. قال رحمه الله جواب يقال لهم اذا كان توفيق المؤمنين بالله فما انكرتم ان يكون خذلان الكافرين من قبل الله. والا فان زعمتم ان الله وفق الكافرين ايمان فقولوا عصمهم من الكفر وكيف يعصمهم من الكفر وقد وقع الكفر منهم. فان ثبتوا ان ان الله خذلهم قيل لهم فالخذلان من الله اليس هو الكفر الذي خلقه فيه فان قالوا نعم وافقوا. وان قالوا لا قيل لهم فما ذلك الخذلان الذي خلقه؟ فان قالوا تخلية واياهم والكفر وقيل لهم اوليس من قولكم ان الله عز وجل خلى بين المؤمنين وبين الكفر فمن قولهم نعم قيل لهم فاذا كان الخذلان التقي بينه وبين الكفر فقد لزمكم ان يكون خذل المؤمنين ان يكون خذل المؤمنين لانه خلى بينهم اين الكفر؟ وهذا خروج عن الدين فلابد لهم ان يثبتوا الخذلان للكفر الذي خلقه الله فيهم فيترك القول بالقدر. هذه المسألة متعلقة بمسألة التوفيق والخذلان. فاهل السنة والجماعة يقولون الله الموفق للمؤمنين. وهو سبحانه وتعالى الكافرين. ومن توفيق الله عز وجل انه وفق المؤمنين للايمان. ومن خذلانه للكافرين ان ترك هم وما ارادوا. اما المعتزلة فانكروا هذا المعنى. فيلزمهم على انكارهم هذا ان يكون التوفيق بمعنى خذلان والخذلان بمعنى التوفيق. وهل عاقل يقول هذا الكلام؟ هل عاقل يقول بان الخذلان بمعنى التوفيق توفيق بمعنى الخذلان اذا دل على بطلان قولهم. نعم. قال رحمه الله مسألة اخرى ان سأل سائل من اهل القدر فقال هل يخلو العبد من ان يكون بين نعمة يجب عليه ان يشكر الله عليها او بلية يجب وعليه الصبر عليها قيل له العبد لا يخلو من نعمة وبرية والنعمة يجب على العبد ان يشكر الله عليها والبلايا على ضربين منها ما يجب الصبر عليها كالامراض والاسقام وما اشبه ذلك ومنها ما يجب عليه الاقلاع عنها كالكفر المعاصي هذه المسألة يعني من الزامات اهل القدر انهم يقولون لنا هل يخلو العبد من ان بين نعمة وشكر وبلية يجب ان يصبر عليها. قيل له العبد لا يخلو من نعمة وبنين النعمة يجب على العبد ان يشكر الله عليه. واما البلاء فعلى ضربين. منها ما يجب الصبر كالامراض والاسقام وما اشبه ذلك حتى يؤجر عليه. ومنها ما يجب عليه الاقلاع عنها كالكفر والمعاصي. والتوبة منها. ولهذا اهل السنة والجماعة لا ينكرون هذا المعنى فيقولون العبد في نعمة فوجب الشكر. او في مصيبة فعليه الصبر او في معيبة فعليه التوبة. نعم. قال رحمه الله مسألة. وان سألوا فقالوا اي ما خير الخير او او من الخير منه. قيل له من كان الخير منه متفضلا به فهو خير من الخير فان قالوا فايما شر الشر او من من الشر منه؟ قيل لهم من كان الشر منه جائرا به فهو شر من الشر والله عز وجل يكون منه الشر خلقا وهو عادل به. فكذلك لا يلزمنا. ما سألتم عنه على انكم ناقضون لانه ان كان من كان الشر منه فهو شر من الشر وقد خلق الله عز وجل ابليس الذي هو شر من الشر الذي يكون منه فقد خلق ما هو شر من الشرور كلها. وهذا نقض دينكم فساد مذهبكم. هذه ايضا من مسائل الالزام التي يلزم بها المعتزلة على السنة. يقولون ايهما خير؟ الخير او من الخير بيده؟ ايهما الشر؟ الشر الشر او من الشر فان قال السني الذي لم يفطن لسؤالهم الذي الخير منه خير من الخير والذي شر منه شر من الشر. فيقولون اذا لا يجوز ان تنسبوا الشر من الله. لانه شر من الشر لاحظ لذلك الشيخ رحمه الله جاوب بجواب دقيق قال فيقال لهم من كان الخير منه به فهو خير من الخير. ما هو مجرد منه الخير. من كان الخير منه متفضلا به فهو خير من الخائف. ومن كان الشر منه جائرا به فهو شر من الشر. لكن اذا كان الشر منه وليس خيرا به عادلا مثلا اظرب لكم مثال لو امر القاظي بان يقتل القاتل الان قتل هذا الرجل شر. بالنسبة للرجل. لاحظ الان لكن فعل القاضي ها شر بالنسبة للمقضي عليه لكنه ليس جورا بالنسبة للمجتمع. لاحظ الان فاذا كان لا يلزم ممن الشر منه لا على سبيل الجور ان يكون شرا من الشر فلا يلزم ان يكون الله الذي منه الشرط ان يكون شرا من الشر لان الشر منه لا يكون جورا. وانما يكون عدل فهو سبحانه وتعالى الكافر وما اراد عدلا منه سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله مسألة في الهدى قالوا معتزلة اليس قد قال الله عز وجل الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. فاخبر ان القرآن للمتقين فلابد منا ان قالوا لهم اوليس قد ذكر الله عز وجل القرآن فقال والذين لا يؤمنون في اذانهم وهو عليهم عمى فأخبر ان القرآن عليهم عمى فلابد من نعم يقال لهم فهل يجوز ان يكون من من خبر الله عز وجل ان قرآن له هدى هو عليه عمى فلابد من لا يقال لهم فكما لا يجوز ان يكون القرآن عمى على من اخبر الله له هدى كذلك لا يجوز ان يكون القرآن هدى لمن اخبر الله انه عليه عمى. هذا استدلال لطيف. اهل السنة والجماعة مجمعون على ان الهدى من الله سبحانه وتعالى. واما الدليل على ذلك ما ذكره الشيخ. ذلك الكتاب لا ريب فيه. فالقرآن فيه هدى للمتقين. فلا بد من التفريق بين من القرآن له هدى وبين من القرآن عليه عمل آآ في قالوا لا هما سواء تناقضوا. وان قالوا نعم نثبت الفرق فاذا يلزمهم اثبات قدر. نعم. قال رحمه الله مسألة اخرى. ثم يقال لهم اذا جاز ان يكون دعاء الله الى الايمان هدى لمن قبل ولمن لم يقبل فما انكرتم دعاء ابليس الى الكفر والضلال من قبله ولمن لم يقبل. فان كان دعاء ابليس الى الكفر رضوان للكافرين الذين قبلوا عنه دون المؤمنين الذين لم يقبلوا عنه فما انكرتم ان يكون دعاء الله عز وجل الى الايمان هدى للمؤمنين الذين قبلوا عنه دون الكافرين الذين لم يقبلوا عنه. والا فما الفرق بين ذلك؟ هنا هو اورد هذه المسألة في رد على اه اشكال يفسر به المعتزلة مسألة الهدى. ماذا يقولون في الهدى؟ يقولون ان اه دعاء الله الى الايمان هدى لمن قبل ولمن لم يقبل. اذا فسروا الهدى بمعنى البيان فسر الهدى بمعنى البيان. فهم عندهم القرآن هدى لمن قبل ولمن لم يقبل. فالشيخ يقول على قولكم هذا يلزم ان ابليس حينما دعا الى الضلالة ان يكون دعا الى الضلالة من اطاعه من الكافرين ومن لم يطعه. فيلزمكم على قولكم هذا ان ظلال ابليس شامل للمؤمن وشامل للكافر ان قلتم لا تناقضتم فيلزمكم ان تقولوا لا في الهداية. هذه مسألة الزامية واضحة نعم قال رحمه الله مسألة اخرى ويقال لهم اليس اليس قال الله عز عز وجل يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا. قيل يدل قوله يضل به كثيرا على انه لم يضل الكل. لانه لو اراد الكل قال يضل به الكل فلما قال يضل به كثيرا علمنا انه لم يضل الكل فلا بد من نعم. يقال لهم فما انكرتم ان قوله يهدي به كثيرا دليل على انه لم يرد به الكل. لانه لو اراد الكل قال ويهدي به الكل فما فلما قال ويهدي به كثيرا علمنا انه لم يهدي الكل وفي هذا ابطال قولكم ان الله هدى الخلق اجمعين. هم يقولون هدى بمعنى بين الخلق اجمعين ويفسرون الهدى بالبيان ولا يفسرونه بالتوفيق. فيقال لهم فقوله تعالى يهدي به كثيرا. ها ويهدي به كثيرا. يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا. فلا بد ان المقصود ليس الكل. المقصود به الاكثر فاذا كان الله قد اخبر انه هدى الاكثر وليس هدى الكل اذا معنى هذا ان هناك يضل به كثيرا وليس الكل. فقوله يهدي به كثيرا كقوله يضل به كثيرا. فان قلتم لم يضل الكل اذا يلزمكم ان تقول لم يهد الكل. وان قلتم اضل الكل يلزمكم ان تقولوا يهدي الكل. فهذا من باب واحد وهم لا يقولون ان الاظلال ينسب الى الله عز وجل والى تقديره. نعم. قال رحمه الله مسألة اخرى او يقال لهم اذا قلتم ان دعاء الله للايمان هدى للكافرين الذين لم يقبلوا عن الله امره فما انكرتم ان يكون دعاء الله الى الايمان نفعا وصلاحا وتسديدا للكافرين الذين لم يقبلوا عن الله امرا. وما انكرتم ان يكون عصمة عصمة لهم من الكفر وان لم كونوا من الكفر معتصمين وان يكون توفيقا للايمان وان لم يوفقوا للايمان. وفي هذا ما يجب ان الله سدد الكافرين واصلحهم وعصمهم ووفقهم للايمان وان كانوا كافرين. وهذا محال لا يجوز لان الكافرين مخذولون. وكيف يكونون موفقين للايمان وهم مخذولون فان جاز ان يكون الكافر موفقا للايمان فما انكرت من يكون الايمان له متفقا. فان استحال هذا فما انكرت من يستحيل ما قلتموه يعني باب واحد باب الفرق بين خذلان الله للمؤمنين خذلان الله للكافرين وتوفيق الله المؤمنين بين جلي. فان جعلتم البابا الواحدا تناقضتم. وان فرقتم بلا دليل تناقضتم. فحين اذ لابد ان نثبت ان التوفيق من الله للمؤمنين خاص وان الخذلان للكافرين خاص. نعم. مسألة اظلال يقال لهم اظل الله الكافرين عن الايمان او عن الكفر فان قالوا عن الكفر قيل لهم فكيف يكونون الضالين عن الكفر؟ ذاهبين عنه هم كافرون فان قالوا اظلهم عن الايمان تركوا قولهم ان قالوا نقول ان الله ظلهم ولم يضلهم عن شيء قيل لهم ما الفرق بينكم وبين من قال ان الله المؤمنين لا الى شيء فان استحال ان يهدي المؤمنين لا الى الايمان فما انكرتم من انه محال ان يضل الكافرين لا عن الايمان. صار حال المعتز الى الهروب الى الى التلاعب بالالفاظ. فلما تقرأ عليه ها ويظل الله الكافرين. قال له اللي هم عن الكفر. ها يجعلون الفعل من الله الى الفعل نفسه لا الى الفاعل. طيب اذا اظل الله الكافرين عن الايمان او الكفر قلتم عن الكفر. يقال لهم كيف يكونون ضالين عن الكفر ذاهبين عنه وهم كافرون كيف هذا الكلام؟ ثم يلزمهم ثم يلزمهم ان يقولوا ان الله اظلهم ولم يضلهم عن شيء تناقظ اضل ولم يضل شلون؟ هذا مثل الذي قال ان الله هدى المؤمنين لا الى شيء. واظل الكافرين لا عن شيء تلاعب بالألفاظ واكثر مقالات المعتزلة تلاعب بالألفاظ لا ينتبه اليها الا الحذاق. نعم مسألة اخرى ويقال لهم ما معنى قول الله عز وجل؟ ويضل الله الظالمين. فان قالوا معنى ذلك انه يسميهم ضالين عليهم بالضلالة ويحكم عليهم بالضلال. قيل لهم اليس خاطب الله العرب بلغتها؟ فقال بلسان عربي مبين. وقال وما ارسل ما من رسول الا بلسان قومه فلابد من نعم يقال لهم فاذا كان انزل الله عز وجل القرآن بلسان العرب فمن اين وجدتم في لغة العرب ان ظل فلان فلانة اي سماه ضلالا فان قالوا وجنا قائلا يقول اذا قال رجل لرجل ضال وقد ضللته فقيل لهم قد وجدنا يا لعمرو القائل ظلل فلانا اذا سماه او ضالا ولم نجدهم يقولون اضل فلانا فلانا بهذا المعنى. فلما قال عز وجل ويضل الله الظالمين. لم يجز ان يكون ذلك معنى الاسم الحكم اذا لم يجد في اللغة العربي ان يقال اضل فلان فلانا بان سماه ضالا بطل تأويلكم اذا كان خلاف لسان العرب هذا ايضا من التلاعب بالالفاظ انهم يقولون في قوله ويضل الله الظالمين يقولون يظلهم عن الظلم وليس اه يجعلهم ظالمين. وهذا تلاعب بالالفاظ فان العرب من حيث تصريف كلامها لا اتعرف ظلل فلانا اذا سماه ضلالا لا تعرف هذا المعنى. وانما يقولون اضل فلان فلانا فظل فلان الفلاني كما قال تعالى ويظل الله الظالمين. نعم. مسألة اخرى ويقال لهم اذا قلتم ان الله ظل الكافرين بان سماهم ضالين وليس ذلك في اللغة على ما ادعيتموه يلزمكم اذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم قوما ضالين فاسدين بان يكون قد اضلهم وافسدهم تمام ضالين فاسدين. واذا لم يجز هذا بطل ان يكون معنى يضل الله الظالمين الاسم الحكم كما ادعيتم. يعني النبي صلى الله عليه وسلم او حتى الناس الناس لو قالوا عن احد فلان ضال او القوم الفلاني قوم فجار. يلزم من قولهم من قول المعتزلة ان يكون هو اظلهم. هو يخبر عن اسمهم كيف اضلهم؟ فاذا كان قول احاد العرب فلان ضال لا يلزم منه انه اضله وانما هو يخبر عن خبره وعن حاله فكذلك النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمى قوما ضالين فقال اليهود هم الضالون وهم المغضوب عليهم واليهود والنصارى هم الضالون لا يلزم من قول هذا ان هو الذي اظلهم. فكذلك نقول ان النبي ان الله عز وجل لما اخبر وسماهم اللين لا يلزم انه اضلهم بمعنى عن الفعل وانما سماهم ضالين على الحقيقة. نعم. قال رحمه الله جواب يقال لهم اليس قد قال الله تعالى من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. وقال عز وجل كيف يهدي قوما كفروا بعد ايمانهم. فذكر انه يهديهم وقال والله يدعو الى دار السلام. ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فجعل الدعاء عاما والهدى خاصا وقال لا يهدي القوم الكافرين فاذا اخبر الله عز وجل انه لا يهدي القوم الكافرين فكيف يجوز لقائل يقول انه يهدي القوم الكافرين مع اقباله لانه لا يهديهم ومع قوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ومع قوله ليس فعليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء مع قوله ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها. وان جاز هذا جاز ان يقال اضل الله المؤمنين مع قوله من يهد الله فهو المهتد ومع قوله هدى للمتقين. فان لم يكن ذلك فما انكرتم انه لا يجوز ان الله يهدي الكافرين مع قوله لا يهدي القوم الكافرين وما سعى الى الايات التي طالبناكم بها. يعني يسأل هؤلاء نقول ان الله عز وجل نفى عن نفسه فقال ان الله لا يهدي القوم الكافرين. وانتم تقولون انه هدى الكافرين. فهذا تناقض منكم فان قلتم لا يهدي القوم الكافرين اي لا يبين لهم فصار بيانه قاصرا. وان قلتم لا يهدي القوم الكافرين اي لا يهديه من الكفر. اذا الله لا يهدي من الكفر فكيف كفروا اذا؟ هذا كله دليل على بطلان قولهم. نعم. قال رحمه الله ويقال له ما ليس قد قال الله عز وجل فرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فلابد من نعم يقال لهم فاضلهم ليضلوا او ليهتدوا. فاضلهم ليضلوا او ليهتدوا ليضلوا. اياك نعم. فاضلهم ليضلوا او ليهتدوا فان قالوا اضلهم ليهتدوا قيل لهم وكيف يجوز ان يظلهم ليهتدوا اذا جاز ان يهديهم ليضلوا. واذا لم يجز ان يهدي المؤمن فما انكرت من ان لا من انه لا يجوز ان يضل الكافرين ليهتدوا. هذا ايضا من باب الالزام انهم يقولون اظله الله على علم عياذا بالله معنى اظله الله يقولون يجوز ان يضله ليهتدوا كيف هذا الكلام؟ نعم قال رحمه الله جواب ويقال لهم اذا زعمتم ان الله هدو الكافرين فلم يهتدوا فما انكرتم ان ينفعهم فلا ينتفعوا وان يصبحهم فلا يصلحوا وان جاز ان ينفع من لا ينتفع بنفعه فما انكرتم من ان يضر من ما يلحقه المضرة فان كان لا يضر الا لمن يلحقه الظرف كذلك لا ينفع الا فكذلك لا ينفع الا منتفع الا منتفعا ولو جاز ان ينفع من ليس منتفعا ويهدي من ليس مهتديا جاز ان ان يقدر من ليس ان مقتدرا استحال ذلك استحال ان ينفع من ليس منتفعا ويهدي من ليس مهتديا. على قول المعتزلة الاشرار يلزم منه عياذا بالله ان الله لا يقدر على شيء لانه اذا قالوا ان الله هدى الكافرين فلم يهتدوا اذا يجوز لقائل ان يقول يريد نفع فلان فلا يقدر. يريد ان يصلح فلان فلا يصلح. نعم. قال رحمه الله مسألة تسألون عنها. تقولون اليس قد قال الله عز وجل شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى فما انكرتم ان يكون القرآن هدى للكافرين والمؤمنين؟ قيل لهم الاية خاصة لان الله عز وجل قد بين لنا انه هدى للمتقين وخبرنا وخبرنا بانه لا يهدي القوم الكافرين والقرآن لا يتناقض فوجب ان يكون قوله هدى للناس اراد المؤمنين دون كافرين لان القرآن فيه هداية. هداية لمن اهتدى به. والذي يهتدي بالقرآن هم المؤمنون ولذلك جاء ذكره خاصا ومطلقا خاصا في قوله هدى للمتقين. وعاما في قوله هدى للناس. فعلمنا ان القرآن فيه الهداية. لكن هذه الهداية قبلها المؤمنون فاستفادوا منها. ولم يقبلها اثيرون فلم يستفيدوا منها. نعم. سؤال فان قال قائل اليس قد قال الله عز وجل انما تنذر من اتبع وقال انما انت المنذر من يخشاها وقد وقد انذر النبي صلى الله عليه وسلم من اتبع الذكر ومن لم يتبع ومن احسن ومن لم يحسن ومن خشي ومن لم يخش قيل له نعم فان قالوا فما انكرت من يكون قوله هدى للمتقين اراد به هدى لهم ولغيرهم قيل لهم ان معنى قول الله عز عز وجل انما تنذر من اتبع الذكر انما اراد به ينتفع بإن ذلك من اتبع الذكر وقوله انما انت منذر من يخشاها اراد ان الانذار ينتفع به من يخشى الساعة ويخاف العقوبة فيها. ان الله عز وجل قد اخبر في موضع اخر من القرآن انه انذر الكافرين فقال ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. وهذا هو خبر عن الكافرين وقالوا انذر عشيرتك الاقربين قال انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود. وهذا خطاب للكافرين. فلما اخبر الله عز وجل في ايات من القرآن انه انذر الكافرين كما في خبر الله عن اياته كما في خبر الله في اياته انه انذر من يخشاها او انذر من اتبع ذكره وجب بالقرآن ان الله قد انذر المؤمنين والكافرين فلما اخبرنا الله انه هدى للمتقين انه هدى للمتقين وعمل على الكافرين. واخبرنا انه لا يهدي الكافرين وجب ان يكون القرآن هدى المؤمنين دون الكافرين. هذه مسألة واضحة. ان هداية القرآن وان كانت عامة لكن من المستفيد منها المتقون على وجه الخصوص فهذا معنى التخصيص هدى للمؤمنين. نعم. قال رحمه الله سؤال حتى انا سائل عن قول الله عز وجل واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. يقال لهم اليس ثمود كانوا كافرين؟ وقد اخبر الله انهم هدى انه هداهم قيل له ليس الامر كما ظننت. والجواب في هذه الاية على وجهين احدهما ان ثمود على فريقين كافرين ومؤمنين. وهم الذين اخبر انه وان جاءهم مع صالح بقوله عز وجل نجينا صالحهم الذين امنوا معه برحمة منا. فالذين عن الله عز وجل من ثمود انه اهداهم هم المؤمنون دون الكافرين لان الله عز وجل قد قد بين لنا في القرآن انه لا يهزو الكافرين. والقرآن لا يناقض بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا. فاذا اخبرنا في موضع انه لا يأتي الكافرين ثم اخبر في موضع انه هدى ثمود علمنا انه انما اراد المؤمنين من سمود دون الكافرين. فاما ثمود فهل واما ثمود فهديناه. هذه الاية لاهل السنة عنها جوابات. الجواب الاول ما ذكره الشيخ هو ان المقصود هديناهم اي طائفة من قوم ثمود. فاستحبوا العمى الطائفة الثانية الوجه الاخر ايوه قال رحمه الله والوجه الاخر ان الله عز وجل على قوم من ثمود وكانوا مؤمنين ثم ارتدوا فاخبر انه وهداهم فاستحبوا بعد الهداية الكفر على الايمان. وكانوا في حال هداة المؤمنين فان قال قائل معترظا في الجواب الاول كيف يجوز ان يقول فهديناه ويعني المؤمنين من ثمود ويقول فاستحبوا يعني الكافرين منهم وهم غير مؤمنين. يقال لهم هذا جائز في اللغة التي ورد بها القرآن ان يقول فهديناه يعني المؤمنين من ثمود ويقال فاستحبوا العمى على الهدى يعني الكافرين منهم. وقد ورد القول بمثل هذا قال الله عز وجل وما كان الله عذبهم وانت فيهم يعني الكفار ثم قالوا ما كان الله معذبهم ويستغفرون عن المؤمنين. ثم قال وما لهم الا يعذبهم الله يعني الكافرين ولا خلاف عند اهل اللغة في في جواز الخطاب بهذا ان يكون ظاهره لجنس. والمراد به جنسان فبطل ما اعترض به المعترض ودل على جهله. الجواب الثاني في الاية لم يذكرها المصلي. وهو ان قوله واما ثمود فهديناهم يعني بينا لهم وهديناهم هداية الدلالة والارشاد. فاستحبوا العمى على الهدى. استحبوا العمى على اتباع البينات والبراهين. فيكون على هذا المقصود بالهداية في الموضعين الهداية هداية البيان والارشاد بداية الدلالة. فاستحبوا العمى على الهدى. فاخذتهم صاعقة العذاب الهوني بما كانوا يكسبون. واما ما ذكره الشيخ من الجواب وهو ان قوله فهديناهم يجوز ان يكون المخاطب به المؤمنون فاستحبوا العمى ان يكون المخاطب به الكافرون فهذا معروف عند العرب. وهو الانتقال من الغيبة الى الحضور. وهو لون من الوان الخطاب عند العرب التفات من الغيبة الى الحضور. فهديناهم ظمير جمع فاستحبوا واو الجمع. في والغيبة في الثاني حضور قال هذا مثاله مثل قوله جل وعلا وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم بهم الان ظمير الجمع. يعني الكفار ثم قال وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. ظمير الجمع ليس المقصود به الاول هم الكفار لانه قال وهم يستغفرون يعني المؤمنين. ثم قال وما لهم الا يعذبهم الله وهم الكفار فظمير الجمع هم هم في المواظع الثلاثة هو ظمير جمع اسم جنس هم يحتمل المؤمنون يحتمل الكافرين يحتمل المؤمنون. لا خلاف عند اهل اللغة في جواز الخطاب بهذا. ان يكون ظاهره الجنس والمراد به جنسان ما في بأس نعم قال رحمه الله باب ذكر الروايات في القدر. الان في هذا الباب يذكر الاحاديث التي تدل على وجوب الايمان بالقدر خلافا للقدرية. نعم. روى معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة قال حدثنا سليمان الاعمش عن زيد ابن وهب عن عبد الله ابن ابن مسعود رضي الله عنه قال اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان ان خلق احدكم يجمع في بطن امه في اربعين ليلة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة ويكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله الملك قال فيؤمر باربع كلمات يقال اكتب اجله ورزقه وعمله وعمله. شقي او سعيد ثم ينفخ فيه الروح. قال فان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها فان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينه الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. وروى معاوية بن عمرو عنه قال حدثنا زائدة عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احتج ادم موسى قال اموسى يا ادم انت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه اغويت الناس رويت الناس واخرجتهم من الجنة. قال ادم لموسى انت الذي اصطفاك الله بكلماته. اتلومني على عمل كتبه الله علي قبل ان يخلق السماوات قال فحج ادم موسى. وروى حديث حج ادم موسى مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على بطلان قول القدرية الذين يقولون ان الله عز وجل لا يعلم الشيء حتى يكون. لان الله عز وجل اذا كتب ذلك فامر بان يكتب فلا يكتب شيئا الا لا يعلم جل عن ذلك وتقدس. والله قال الله عز وجل وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. قال وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها. وقال احصاه الله ونسوه قال فقد احصاهم وعدهم عدهم وقال احاط بكل شيء علما وقال واحصى كل شيء عددا وقال بكل شيء عليم ذلك مبين انه يعلم الاشياء كلها. فقد اخبر الله عز وجل ان الخلق يبعثون ويخسرون وان الكافرين في النار يخلدون. وان الانبياء والمؤمنين في في الجنان يدخلون وان القيامة تقوم ولم تقم القيامة بعد. ذلك ما يدل على ان الله تعالى يعلم ما يكون قبل ان يكون. وقد قال الله عز وجل في اهل النار ولو ردوا لعادوا. فاخبر عما لا يكون ان لو كان كيف يكون. وقال فما بال القرون الاولى؟ قال علمها عند رب فكر تامن لا يضل ربي ولا ينسى ومن لا يعلم الشيء قبل كونه لا يعلمه بعد بعد تقظيه تعالى الله عن قول الظالمين علوا كبيرا. وروى معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة عن سليمان اعمش عن عمرو ابن مرة عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى عن عبد الله بن الربيعة قال عند عبد الله قال فذكروا رجلا فذكروا من من خلقه فقال القوم اما لهم ان يأخذوا بي على يديه؟ قال عبد الله ارأيتم لو قطع رأسه وكنت تستطيعون ان ان تجعلوا له يدا؟ قالوا لا. قال عبدالله ان النطفة اذا وقعت للمرأة مكثت اربعين يوما. ثم انحدرت دما ثم تكون علقة مثل ذلك ثم تكون وضعت مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيقول اكتب اجلا وعملا ورزقا واثرا وخلقا. فشقي او سعيد وانكم لن تستطيعوا ان تغيروا خلقه حتى تغيروا خلقه. يعني هذا الاثر صحيح موقوفا ان الانسان لا يستطيع ان الناس يغيرون خلقه لان الانسان يخلق على خلق معين لكن هو اذا اجتهد على نفسي فان الاخلاق تتغير. كما ان الخلق يتغير صنعة او بتدخل الاطباء مثلا انسان نجد انه يخلقه الله سبحانه وتعالى وفي يده ضعف فيعملون له تدريبات ونحو ذلك حتى يتقوى عظلة اليد فكذلك الاخلاق تتغير لذلك قال عليه الصلاة والسلام الحلم بالتحلي والعلم بالتعلي. وقال ومن صبر يصبره الله. نعم. قال رحمه الله وروى معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة عن منصور عن سعد بن عبيدة عن ابي عبد الرحمن عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد. فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد ونحن حوله ومعه مخصرة له فنكث بها الارض. ورفع رأسه فقال ما منكم من نفس منفوسة الا وقد كتب مكانها من الجنة والنار الا وقد كتبت شقية او وقال رجل منهم يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندعو العمل؟ فمن كان منا من اهل السعادة يصير من اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة فيصير الى اهل الشقاء. فقال اعملوا فكل ميسر. اما اهل الشقاوة الميسرون عمل الشقاوة. واما اهل السعادة فميسرون عمل السعادة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى اما من بخل والسماء وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى روى مسلم واسماعيل قال حدثنا حماد قال اخبرنا هشام ابن عرة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل يعمل بعمل اهل الجنة انه لمكتوب في الكتاب من اهل النار فاذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل اهل النار فمات فدخل النار وان الرجل يعمل بعمل اهل النار وانه لمكتوب في الكتاب انه من اهل فاذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل اهل الجنة فمات فدخل الجنة. وهذه الاحاديث تدل على ان الله عز وجل علم ما يكون انه وكتبه وانه قد كتب اهل الجنة واهل النار وخلقهم فريقين فريق في الجنة فريق في السعير وبذلك نطق كتابه اذ يقول فريقا هدى وفريقا عليهم الضلالة وقال فريق في الجنة فريق في السعير وقال فمنهم شقي وسعيد. فخلق الله الاشقياء للشقاوة والسعداء للسعادة. قال الله عز وجل ولقد ناري جهنم كثيرا من الجن والانس. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل جعل للجنة اهلا وللنار اهلا. دليل في قدر ومما يدل على بطلان قول القدر قول الله عز وجل واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم الاية وجاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل مسح ظهر ادم فاخرج ذريته من ظهره كامثال الذر ثم قررهم بوحدانيته واقام الحجة عليهم لانه قال على انفسهم قال الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا. قال الله عز وجل ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين فجعل تقرير بوحدانيته لما اخرجهم من ظهر ادم حجة عليهم اذا انكروا في الدنيا ما كانوا عرفوه في الذر الاول ثم من بعد قال جاحدوه هذا هذا يسمى الميثاق في عالم الذر. والميثاق الذي اخذ في عالم الذر هو في عالم الارواح. والله سبحانه وتعالى خلق الارواح كلها قبل ان يخلق اه ادم وقبل ان يخلق المخلوقات نعم. قال رحمه الله وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله قبض قبضة للجنة. وقبض قبضة للنار حديث الميثاق والذر ضعفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ولكن الصحيح انها احاديث اه ترقى الى درجة الحسن. ولذلك حسنها الشيخ الالباني رحمه الله في عدة مواضع من كتبه واستشهد بها جمع من من اهل العلم نعم. قال رحمه الله وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله قبض قبضة من الجنة وقبض قبضة للنار فميز بعضها من بعض فغلب فغلبت الشكوة على اهل الشكوى والسعادة على اهل السعادة. قال الله عز وجل مخبرا عن اهل النار قالوا ربنا غلبت علينا شكوتنا وكنا قوما ضالين. وكل ذلك بامن قد سبق في علم الله عز وجل. فنفذت فيه تقدمت فيه مشيئته وروى معاوية بن عمرو انه قال اخبرنا زائدة قال اخبرنا طلحة بن يحيى القرشي قال حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دعي الى جنازة غلام من الانصار. يصلي عليه فقالت عائشة رضي الله عنها طوبى لهذا يا رسول الله عصفور من عصافير الجنة لم يعمل سوءا ولم يدركه. قال وغير ذلك يا عائشة ان الله عز وجل قد جعل الجنة اهلا وهم في اصلاب ابائهم وللنار اهلا جعلهم لها وهم في اصلاب ابائهم. وهذا يبين ان السعادة قد سبقت لاهلها قد سبقت لاهلها والشقاء قد سبق لاهله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. دليل اخر وقد قال الله عز وجل من يهدي الله من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل. وقال الله عز وجل دليل اخر قال الله عز وجل من يهد الله المهتد نعم. ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. وقال يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا. فاخبر انه يضل ويهدي. قال الله عز وجل يظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. فاخبر انه فعال لما يريد. واذا كان الكفر مما اراده فقد فعله وقدره واحدثه وانشأه اخترعه وقد بين ذلك بقوله اتعبدون ما تنفتون؟ والله خلقكم وما تعملون. فلو كانت عبادتهم للاصنام من اعمالهم كان ذلك مخلوقا لله وقد قال الله تعالى جزاء بما كانوا يعملون. يريد انه يجازيهم على اعمالهم فكذلك اذا ذكر عبادتهم للاصائم هو كفر بالرحمن ولو كان مما قد قدروه وفعلوه لانفسهم لكانوا قد فعلوا وقدروا وقدروا ما خرج عن تقدير ربهم وفعله وفعله وكيف يجوز ان يكون له من التقدير والفعل والقدرة ما ليس لربهم. ومن زعم ذلك فقد عجز الله عز وجل وتعالى الله عن قوله له علوا كبيرا. الا ترى ان من زعم ان العباد يعلمون ما لا يعلمه الله عز وجل لكان قد اعطاهم من العلم مال ما لم يدخل في علم الله وجعلهم لله نظراء فكذلك من زعم ان العباد يفعلون ويقدرون على من على ما لا يقدر على ما لم يقدر عليه فقد جعل لهم من السلطان والقدرة والتمكن ما لم يجعله للرحمن. تعالى الله عن قوله لاهل الزور والبهتان والافك والطغيان علوا كبيرا. جواب قولا قدريا ان العباد يعملون اعمالا لا يعلمه الله وهم يعلمونها معناها ان العباد صار عندهم علم اعظم من علم الله. وقولهم ان العباد يقدرون على ما لا يقدر عليه معنى هذا انه صار عندهم قدرة اعظم من قدرة الله. وهذه لوازم فاسدة فاسدة دليل على فساد قولهم نعم. قال رحمه الله جواب ويقال لهم هل فعل كافر الكفر فاسد باطل متناقض فان قالوا نعم قيل لهم وكيف يفعل فاسدا متناقضا قبيحا وهو يعتقده حسنا صحيحا من افضل الاديان واذا لم يجد ذلك لان الفعل لا يكون الا فعلا على حقيقته. لا ممن هو عليه ما هو عليه من حقيقته. كما لا يجوز ان يكون فعلا ممن لم يعمله فعلا وقد وجب ان الله عز وجل هو الذي قدر الكفر وخلقه كفرا فاسدا باطلا متناقضا خلافا للحق والسداد هذا ايضا من اللوازم الكفار حينما يعملون الكفر الا يعتقدون ان ما يعملونه هو الدين الصحيح وانه الدين من الافضل؟ الجواب بلى. اذا هم يعتقدون انهم يفعلون افضل الاديان. كيف يفعل فاسدا متناقضا قبيحا وهو يعتقد حسنا. اذا لا بد ان يقول لا هم يعلمون انه دين حسن ولا يعلمون انه فاسد اذا لم يجز ذلك لان الفعل لا يكون الا فعلا على حقيقته لا ممن هو عليه ما هو عليه من حقيقته لا يجوز ان يكون فعلا ممن لم يعملوا فعلا فقد وجب ان الله عز وجل هو الذي قدر الكفر خلقه كفرا فاسدا باطلا متناقضا خلاف للحق والسداد ولا يلزم ان ينسب ذلك اليه سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله باب الكلام في الشفاعة الخروج من النار ويقال لهم قد اجمع المسلمون ان لرسول الله صلى الله عليه وسلم شفاعة فلمن الشفاعة؟ هذا الباب اورده رحمه الله للرد على طائفتين. الطائفة الاولى المعتزلة الذين انكروا الشفاعة. وانواعا منها لا سيما شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين لاهل الكبائر. وفيه رد على الخوارج ايضا. نعم. قال رحمه الله فلمن الشفاعة هي للمذنبين المرتكبين الكبائر ام للمؤمنين المخلصين؟ فان قالوا للمذنبين المرتكبين الكبائر وافقوا وان قالوا للمؤمنين المبشرين بالجنة الموعودين بها قيل لهم فاذا كانوا بالجنة موعودين وبها مبشرين والله عز وجل لا يخلف وعده فما معنى الشفاعة لقوم لا يجوز عندكم الا يدخلهم الله جناته. ومن قولكم قد استحقوها على الله عز وجل واستوجبوها عليه اذا كان الله عز وجل يظلم مثقال ذرة كان تأخيرهم عن الجنة ظلما وانما يشفع الشفعاء الى الله عز وجل في الا يظلم ما على مذهبكم. تعالى الله عن عليه علوا كبيرا. وانا معتزلة يرون انه يجب على الله كذا وكذا. يجب على الله كذا وكذا. ومن قولهم يجب على الله ان يدخل اهل الجنة الجنة. طيب اذا كان هذا واجبا على قولكم فما الفائدة من الشفاعة؟ لهم وقد استوجبوا دخول الجنة اذن يلزمكم الان احد امرين اما ترككم القول بالوجوب على الله واما ترككم القول بانه لا شفاعة للكبائر. واحد لابد ان تلتزموا. نعم. قال رحمه الله فان قالوا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم من الله عز وجل في ان يزيدهم من فضله لا الى ان ادخلهم جناتهم هذا قول بعض المعتزلة في تأويل الاحاديث التي فيها ذكر الشفاعة يقولون المقصود انه يشفع ليزيد لهم نعم. قيل له ما وليس قد وعدهم الله عز وجل ذلك فقال ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله. الله عز وجل لا يخلف وعده انما يشفع الى الله عز وجل عندكم في الا يخلف وعده. وهذا جهل من قولكم انما الشفاعة المعقولة في من استحق عقابا ان قضى عنه عقابه او في من لم يعده شيئا ان يتفضل عليه وان يتفضل به عليه. فاذا كان الوعد بالتفضل سابقا فلا وجه لهذا سؤال فان سألوا عن قول الله عز وجل ولا يشفعون الا لمن ارتضى. فالجواب عن ذلك الا لمن ارتضى ان يشفع له وقد روي ان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لاهل الكبائر. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ان المذنبين يخرجون من النار. الاحاديث متواترة في ان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لاهل الكبائر. قال صلى الله عليه وسلم وجبت شفاعتي لاهل الكبائر من امتي نعم. باب الكلام في الحوض. وانكرت المعتزلة الحوض وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة وروي عن اصحابه بلا خلاف. المعتزلة انكروا الحوظ. لانهم دخلوا بعقولهم في مسائل الغيب. فزعموا ان عرصات القيامة فانية. وان الناس يصيرون اما الى الجنة واما الى النار. فما الواي فائدة من وجود الحوض في ارض القيامة ولهذا انكروا احاديث الحوظ المتواترة. نعم. قال رحمه الله وروى عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ابن زيد عن انس ابن مالك رضي الله عنه انه ذكر الحوض عند عبيد الله ابن زياد فانكره فبلغ انسا رضي الله عنه فقال لا جرم لأسوءنه. احسن الله اليك. نعم. لا جرم لأسوءنه قال فأتاه فقال ما انكرتم من الحوض. قال عبيد الله هل سمع سمعت؟ رسول الله صلى الله عليه يذكره قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من كذا وكذا مرة يقول ما بين طرفيه يعني الحوض ما بين ايلة ومكة او ما بين صنعاء ومكة وان انيته اكثر من نجوم السماء. وروى احمد بن عبدالله بن يونس قال حدثنا زائدة عن عبد الملك ابن عمير عن جند ابن سفيان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انا فرضكم على الحوض في اخبار كثيرة قال رحمه الله باب الكلام في عذاب القبر وانكرت المعتزلة عذاب القبر وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة وروي عن اصحابه رضي الله عنهم وما روي عن احد منهم انه انكره ونفاه وجحده. فوجب ان يكون اجماعا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. انكار المعتزلة عذاب القبر ونعيمه انما هو بناء على عقوله. من وجهين. الوجه الاول قالوا انا لا نرى في المقبورين منعما ولا معذبا اه بل يصيرون ترابا. وظنوا ان عالم الغيب وعالم البرزخ كعالم الشهادة. والوجه الثاني انه قالوا اذا كانوا يعذبون او ينعمون فما الفائدة من الحساب؟ وما علموا ان هذا العذاب وهذا النعيم انما هو نوع من انواع المعجلة كما ان الله قد يعجل بالعقوبة لاهل الدنيا ولا لا؟ نعم. قال رحمه الله وروى ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا معاوية عن الامش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من عذاب القبر. وروى احمد بن اسحاق قال حدثنا وهيب قال حدثنا موسى ابن عقبة قال حدثتني ام خالد بنت خالد بنت خالد ابن سعيد ابن العاص انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر وروى انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لولا ان لا تدافنوا لسألت الله عز وجل ان من عذاب القبر ما اسمعني. احاديث عذاب القبر ونعيمه متواترة. نص على هذا جمع من اهل الحديث. نعم. قال رحمه الله دليل اخر مما بينوا عذاب الكافرين في القبور قول الله عز وجل النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا اية فرعون اشد العذاب فجعل عذابهم يوم تقوم الساعة بعد عرظهم على النار في الدنيا غدوا وعشيا وقال سنعذبهم مرتين مر بالسيف ومر في قبورهم ثم الى عذاب غليظ في الاخرة واخبر الله عز وجل ان الشهداء في الدنيا يرزقون ويفرحون بفظل الله عز وجل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله بل احياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما اتاهم الله من فضله يستبشرون بالذين يمحق بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون وهذا لا يكون الا في الدنيا لان الذين لم يلحقوا بهم احياء لم يموتوا ولا قتلوا فهذه الاية اية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا فيه نص على اثبات النعيم في عالم البرزخ واية النار يعرضون عليها غدوا وعشية نص في اثبات عذاب القبر في عالم البرزخ. نعم. قال رحمه الله باب الكلام في امامة ابي بكر الصديق رضي الله عنه. هذا الباب وضعه المصنف رحمه الله للرد على الرافضة والشيعة الذين ينكرون امامة ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. طبعا الشيعة الاوائل ما كانوا ينكرون خلافة الصديق. ولا عمر ولا عثمان وان ما كانوا يفضلون عليا على عثمان فقط. واما الرافضة هم الذين انكروا خلافة ابي بكر وعمر. نعم. قال الله تبارك وتعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا. وقال الله عز وجل الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. واثنى الله عز وجل على المهاجرين والانصار والسابقين الى الاسلام وعلى اهل بيعة ونطق القرآن يمدح المهاجرين والانصار في مواضع كثيرة. واثنى على اهل بيعة الرضوان فقال الله عز وجل فقد رضي الله عن المؤمنين يبايعونك تحت الشجرة وقد اجمع هؤلاء الذين اثنى الله عليهم ومدحهم على امامة ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وسموه خليفة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وبايعوه وانقادوا له واقروا له بالفضل وكان افضل الجماعة في جميع الخصال التي يستحق بها الامام من العلم والهدى من الزهد وقوة الرأي وسياسة الامة وغير ذلك. دليل اخر من القرآن على امامة ابي بكر الصديق رضي الله عنه وقد دل على امامة بكر الصديق في سورة براءة فقال للقاعدين عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والمتخلفين عن الخروج معه فقل لن تخرجوا معي ابدا ولن تقاتلوا معي عدوا وقال تعالى في سورة اخرى سيقول المخلفون اذا انطلقتم الى مغانمك لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون ان يبدلوا كلام الله. يعني قوله لن تخرجوا معي ابدا. ثم قال كذلكم قال قال الله من قبل فسيكونون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون الا قليلا. وقال قل للمخلفين من الاعراب ستدعون الى قوم ولي بأس شديد تقاتلونهم او يزلمون فان تطيعوا يؤتيكم الله اجرا حسنا وان تتولوا كما توليتم وان تتولوا يعني تعرضوا عن اجابة الداعي لكم الى قتالهم كما توليتم من قبل يعذبكم عذاب اليما والداعي لهم الى ذلك غير النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عز وجل له فقل لن تخرجوا معي ابدا ولن تقاتلوا معي عدوا. وقال في سورة الفتح عجيب من الشيخ قوله لن تخرجوا معي ابدا. دل على ان هؤلاء المتخلفين عن غزوة تبوك لن يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال بعدها قل للمخلفين من الاعراب ستدعون الى قوم اولي بأس شديد تقاتلونهم او مسلمون معناها سيخرجون الى القتال لكن مع من؟ مع النبي لا يمكن. فدل على انه داعيا يدعوهم الى قتاله. هذا الداعي هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه. فدل النص على ان هذا الداعي مرضي عنه لان الله اشار اليه بالقرآن. نعم من الادلة التي لم ارى احدا استشهد بها غير الامام ابن حسن رحمه الله. نعم. قال رحمه الله وقال في سورة الفتح يريدون ان يبدلوا كلام الله. فمنعوا عن الخروج مع نبيه عليه السلام. وجعل خروجه معه تبديلا لكلامه فوجب بذلك ان الداعي الذي يدعوه الى القتال داع يدعوهم بعد نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد قال الناس هم اهل فارس وقالوا اهل اليمامة فان اهل اليمامة فقد قاتلهم ابو بكر الصديق رضي الله عنهم ودعا الى قتالهم. وان كان الروم فقد قاتلهم الصديق ايضا. وان كانوا اهل فارس فقد قتلوا في ايام ابي بكر وقاتلهم عمر من بعده وفرغ منهم. واذا وجبت امامة عمر رضي الله عنه وجبت امامة ابي بكر الصديق كما وجبت امامة عمر رضي الله عنه لان العاقد له الامام ابو بكر الصديق رضي الله عنه فقد دل القرآن على امامة الصديق والفاروق ورضوان الله عليهما واذا امامة ابو بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب انه افضل المسلمين رضي الله عنهم. دليل اخر من الاجماع على امامة ابي بكر الصديق رضي الله عنه ومما يدل على امامة الصديق رضي الله عنه ان المسلمين جميعا تابعوه وانقادوا لامامته وقالوا له يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأينا علي والعباس رضي الله عنهما بايعاه رضي الله عنهما واقر له بالامامة واذا كانت الرافضة يقولون ان عليا هو المنصوص على امامته والراوندية تقول العباس المنصوص على امامته ولم يكن في الناس في الامامة الا ثلاثة اقوال من قال منهم ان النبي صلى الله عليه وسلم نص على امامة الصديق وهو الامام بعد بعد الرسول وقول من قال نص على امامة علي وقول من قال الامام وبعده العباس وقول من قال هو ابو بكر الصديق هو اجماع المسلمين. هو باجماع المسلمين والشهادة له بذلك. ثم رأينا علي ابن عباس قد بايعاه على امامته وجب ان يكون اماما بعد النبي صلى الله عليه وسلم باجماع المسلمين. ولا يجوز لقائل ان يقول كان باطل وعلي العباس خلاف ظاهرهما. ولو جاز هذا لمدعيه لم يصح اجماع ولا جاز لقائل ان يقول ذلك في كل اجماع للمسلمين وهذا يسقط حجة الاجماع لان الله عز وجل لم يتعبدن في الاجماع بباطن الناس وانما تعبدنا بظاهرهم واذا كان ذلك كذلك فقد حصل الاجماع والاتفاق على امامة ابو بكر الصديق رضي الله عنه وعلي بايع النبي صلى الله عليه وسلم طواعية. العباس وعلي بايع ابا بكر طواعية. بايع عمر راعية ليس هناك اكراه حتى يقال ان ظاهرهما خلاف باطنه. نعم. واذا ثبت امامة الصديق رضي الله عنه ثبتت امامة الفاروق رضي الله عنه لان الصديق نص عليه واعقد له الامام واختاره لها وكان افضلهم بعد ابي بكر رضي الله عنه وثبت اتت امامة عثمان رضي الله عنه بعد عمر بعقد من من عقد من عقب عقد من عقد له الامامة من اصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر فاختاروه ورضوا بامامته واتمموا على فضله وعدله. وثبتت امامة علي بعد عثمان رضي الله عنهما بعقد من بعقد من عقد لهم من الصحابة من اهل الحلة العقد ولانه لم يدعها احدا. لم من اهل الحل والعقد ولانه لم يدعها احد. او لم يدعيها احدا يعني ما في احد يدعي انه يستحق الخلافة بعد موت عثمان فبويع لعلي ثم القضية مثل ما نقول اه قضية ولاية عهد كيف؟ لان الشورى الستة الذين عهد اليهم عمر بقي الامر في اثنين عثمان وعلي فلما صار الخليفة عثمان من اللي بعده؟ علي فتلقائيا لو مات عثمان يكون علي رضي الله عنه نعم قال رحمه الله ولانه لم يدعيها احدا مكتوب احدا احد لانه لم يدعها احد بعد من اهل الشورى غيره في وقته. نعم. احسن الله اليك. وقد اجمع على فضله وعدله وان امتناعه عن دعوى الامر نفسه في وقت الخلفاء قبله كان حقا لعلمه ان ذلك ليس بوقت قيامه وانه قلما كان لنفسه في وقت الخلفاء ثم صار الامر اظهر واعلى ولم يقصر ولم يقصر حتى اذا مضى الى السداد والرشاد كما مضى من قبله من الخلفاء واي العدل على السداد ورشاد متبعين لكتاب ربهم وسنة نبيهم. هؤلاء الائمة الاربعة المجمع على عدلهم وفضلهم رظي الله عنهم. وقد روى شريح ابن النعمان من قال حدثنا حسرة بن نباتة عن سعيد بن جهمان قال حدثني سفينته رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة في امتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك ثم قال لي سفينة امسك خلافة ابي بكر ثم قال وخلافة عمر وخلافة عثمان ثم قال امسك خلافة علي ابن ابي طالب قال فوجدتها ثلاثين سنة فدل ذلك على انه امامة الائمة الاربعة رضي الله عنهم. طبعا اربعين سنة مع تتمة ستة اشهر خلافة الحسن ابن علي. وخلافة الحسن بن علي خلافة راشدة لا شك ولا ريب وتنازل بعد ذلك لمعاوية رضي الله عنه. نعم. واما ما جرى من علي والزبير وعائشة رضي الله عنهم انما كان عن تأويلهم واجتهاد وعلي الامام وكلهم من اهل الاجتهاد وقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. والشهادة وهم اخوة يحصل بينهم من النزاع ما حصل ويبقون اخوة لو اننا سألنا سؤالا لو ان بيت ملك تقاتل فيه الاخوة وحصل بينهم قتال هل هذا يخرجهم عن اخوتهم؟ النسبية؟ الجواب لا. فان الاخوة الدينية بين هؤلاء الصحابة كانت اقوى فالحصان الذي القتال الذي حصل بسبب الاجتهاد من جهة وبسبب مناوشة المنافقين لا سيما ابن سبأ وامثاله من جهة كان له السبب في وجود هذا القتال. نعم. والشهادة تدله. قال رحمه الله والشهادة تدل على انهم على انهم كلهم كانوا على حق في اجتهادهم. وكذلك ما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما كان على تأويل اجتهاد كل الصحابة ائمة مأمونون غير متهمين في الدين. وقد اثنى الله ورسوله على جميعهم وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم ممالاتهم متبري من كل من تنقص احدا منهم رضي الله عنهم اجمعين وقد قلنا في الاقرار قولا وخبرا والحمد لله اولا واخرا. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. احمد الله جل وعلا على ان وفقنا لان هذا السفر بارك ونسأله جل وعلا ان يوفقنا لقراءة رسالته الاخرى مقالات الاسلاميين في وقت لاحق ان شاء الله وصلى اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين. تفضل نعم نعم. كيف يعني نعم صحيح يعني لو اني سائلا سألنا ما هو سبب خلط اهل البدع سبب خلط اهل البدع من جهته. الجهة الاولى بينتها في بداية المقدمة قلة علمهم بالنصوص الشرعية. واعتدادهم بارائهم وعقولهم. الوجه الثاني انهم لم يفرقوا او بين ما يسميه المناطق انفسهم بينما يسميه المناطق انفسهم الوجه المشترك والوجه الفارق. فالشيء اي شيء سواء كان في الصفات او كان في العلم وكان في الاسماء له وجه مشترك سواء كان الاشتراك لفظيا او الاشتراك في المعنى الكلي المطلق. وله وجه خاص وهو عند الاظافة والتخصيص. فمثلا لما نقول النور كل انسان يدرك ان النور عكس الظلمة. هذا المعنى المطلق. فمن لم يفرق بين المعنى المطلق والمعنى المقيد نور الشمعة فانه يساوي بين وحينئذ ترد عليه الاشكالات والتأويلات. ومن فرق قال النور مطلق معناه عكس الظلمة عند الاظافة والتخصيص هو الواحد بالعين. لا لا يمكن ان يكون الواحد اين كالمشترك؟ لا يمكن ان يكون الواحد بالعين كالمطلق. فنور الشمعة غير نور القمر غير نور الشمس. غير نور القرآن غير نور النبي بغير نور الملك غير نور رب العالمين. وهكذا فالسبب ظلالهم في باب الاسماء والصفات هو عدم تفرقتهم بين الامر المشترك وبين ما هو كلي ذهني وبين ما هو عيني او عياني وخاص ومضاف. نعم. بارك الله فيك. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت