بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله وامينه على وحيه نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فاني اشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء باخوان وابناء وعزهم واقدر لهم رغبته في العلم واثروا واسألوا الله ان يزيدني واياهم من ذلك وان يجعلنا هداة مهتدين ثم اشكر لاخواني القائمين على هذا المعهد دعوتهم لالقاء الكلمات في هذه الليلة اسأل الله ان ينفعني والمستمعين بها الذكر والمقدم كي ان عن العقيدة الصحيحة وعن اثارها من فضلنا والمجتمع وعما كانت عليه الرسل عليهم الصلاة والسلام في دعوتهم الى العناية بها والبدء بها وقد احسن في ذلك واشار الى اني احس بالزور الى المرض وابشر اخواني انه ليس هناك بحمد الله الا العافية انما هو مرض يسير للعضلات حدث منذ ليلتين الجانب الايسر وهو بحمد الله شيء خفيف اسأل الله ان يكون غير عابد لي عما اريد في هذه الليلة من القاء بعض الكلمات وجوابي عن بعض الاسئلة عنوانه كلمة اليوم العقيدة الصحيحة ودورها لاصلاح المجتمع من المعلوم ان العقيدة هي الاساس في اصلاح الافراد والمجتمعات وهي اول شيء تدعو اليها الرسل وتعنى به. عليهم الصلاة والسلام فالعقيدة هي الاساس بصلاح الفضل والمجتمع اذا صلحت وهي الاساس اذا ساد الفرد والمجتمع اذا كانت فاسدة وقد بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام لما اخلت العقيدة في المجتمع وظهر للمجتمعات الارضية شرك بعث اليهم اول رسول وهو نوح عليه الصلاة والسلام لبيان العقيدة الصحيحة وانشاد المجتمع اليها حتى يستقيموا عليها وحتى يتحابوا عليها وحتى تتحد اعدائهم او لها فكان نوح عليه الصلاة والسلام اول رسول ارسله الله الى اهل الارض لما وقع فيهم الشرك وكان الناس قبل ذلك على العقيدة الصحيحة على توحيد الله والاخلاص به والاخلاص له. ليس بينه شرك قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كان النافع الاسلام عشرة قرون قبل حدود الشرك قوم نوح وبهذا المعنى يقول الله تعالى كان الناس امة واحدة يعني على الحق فبعث الله النبيين ممثلين ومنذرين الان وكان الناس على الحق والهدى على ما كان عليه ابوهم ادم عليه الصلاة والسلام من توحيد الله وباخلاص له والايمان بانه رب العالمين وانه الفراق العليم وانه الموصوف بالصفات الكاملة وان له الاسماء الحسنى وانه على كل شيء قدير وانه فعال يريد وانه مشرع لعباده لا شريك له في الخلق والتدبير كما انه لا شريك له ايضا في الحكم وهكذا لا شريك له في العبادة ثم انه قال كجماعة في قوم نوح كانوا من الصالحين وهم وفد وصواع ويغوث ويعوق نفسه وكان اهل زمانهم يعظمونهم لما لديه من الصلاح والخير فلما ماتوا في زمن متقارب شق عليهم ذلك وتأثروا بموتهم كثيرا فجاءهم الشيطان عدو الله وعدو الاسلام وعدو المسلمين جاءهم في سورة نوح في سورة موجه ومرشد ومصلح فقال لهم الا ادلكم على شيء تخفف عليكم هذا الامر هذا الحزن وهذا الاسى طوروا صورهم واجعلوها في بيوتهم في مجالسهم تذكروا لهم بها وتذكرون اعمالهم وتتوصون بهم اذا ذكر اذا رأيتموه تستحسن ذكره وظنوا ان انه ناس والخبيث وانما اراد ان يوقعه بالشرك اذا طال عليهم الامد او يوضع من بعده من الذرية في ذلك وهذا الذي اراده عدو الله وقع فانهم لما طال عليهم الامد عبدوا هذه الاصنام من دون الله وانزل الله بذلك وقالوا لا تذرن ود ولا سواعا ولا لعوق ولا سرى وقالوا ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعذوق ونصرا وقد اضلوا كثيرا ولا تجد الظالمين الا ظلال. فهذه الصور وهذه الاصنام التي صومت بسبب قصد صالح قالت بعد ذلك اصناما تبدو من دون الله ودس الشيطان على الناس انها تنفعهم وان الله جل وعلا به المطر ويشفي بها المرضاء وانها كيت وكيت فعند ذلك عبدوها من نور الله وحدث الشرك في العالم فعند ذلك ارسل الله نوحا عليه الصلاة والسلام وهو اول رسول ارسله الله الى اهل الارض بعد وقوع الشرك باسباب الغلو لهؤلاء الخمسة وبهذا المعنى يقول النبي عليه الصلاة والسلام اياكم والغلو في الدين فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين وفي المعنى يقول الله جل وعلا يا اهل الكتاب لا تغلوا في ديني الاية فالغلو هو الزيادة في الدين غير المشروعة فانها توقع فيما حرم الله فزيادة للاعمال والقصود والاتجاهات والاعتقادات توجع في الشرك والبدع فقد يغلو ويعطي المخلوق ما ليس له من الخصائص ويقع في الشرك كما وقع قوم نوح وجعلوا لهؤلاء الخمسة ما ليس لهم من التعلق عليهم والاستغاثة بهم. والنذر لهم والتمسح بهم وصرف العبادة لهم فوقعوا في الشرك بالله عز وجل وكذلك الغلو في العبادات والفروع والاحكام قد تفظي بالغاليين الى البدع واحداث اشياء ما شرعها الله عز وجل حرصا منهم على التطوع في العبادة والتوسع في العبادة ويحدثون في دين الله ما لم يشرعه الله كل هذا قد وقع في الامم فلذلك تاب على الله انسان الرسل تدعو الناس الى توحيد الله والاخلاص له ويحذرونه من التنطع والبدع والغلو والغلو في الدين وخاتمهم وافضلهم وامامهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. بعثه الله لما بعث به الرسل من بيان التوحيد والدعوة اليه والتحذير من الشرك والتحذير من الغلو في الدين والتحرير البدع والمحدثات فقد بلغ البلاغ المبين وادى ما عليه عليه الصلاة والسلام فبلغ الرسالة وادى الامانة وردت عن الامة وجاهد في الله حق الجهاد وانزل الله عليه كتابا عظيما هو افضل الكتب واجمعها بكل ما فيه مصالح العباد في العاجل والعاجل فتلى عليهم كتاب ربهم وعلمهم معانيه وارشدهم الى ما فيه من من اسباب السعادة وطرق الاصلاح و ارشدهم الى التمسك به والاخذ به والاعتماد عليه وبين الاخذ بالسنة لانها تفسر القرآن وتبين معانيه وترشد الى ما قد يخفى منه كما قال الله جل وعلا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم فقد بين للناس ما نزل اليهم بسنته عليه الصلاة والسلام القول والفعلية ولهذا كانت السنة هي الوحي الثاني ام سنة هي الوحي الثاني وهي الاصل والثاني بعد كتاب الله عز وجل وكان الواجب على الامة العناية بها وتعظيمها وتعقيمها وحفظها وقد فعلوا بحمد الله. فغير الله لها ائمة ونقادا وجهابذة عنوا بها وجمعوها وحفظوها والفوا فيها حتى استقر بحمد الله امرها وحفظت بين المسلمين وصارت هي المرجع الثاني بعد كتاب الله عز وجل وبينوا ما ادخله فيها المظاعون والكذابون وضعفاء العلم البصيرة والذين قل حفظهم وساء فهمه من سنة فبينوا كل شيء بين علماء السنة كل شيء وبين علماء الاسلام ان من زحج السنة فقد كفر لانه جحد اصلا عظيما دل عليه كتاب الله ودلت عليه السنة ودل عليه اجماع اهل العلم ومن انكر السنة وقال يكفي القرآن وليس هناك حاجة الى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال قولا شنيعا واتى كفرا ربيعا ومنكرا وجريمة لا تخفى على من تأمل النصوص وعقل كلام اهل العلم والحاصل ان الواجب على المسلمين التمسك بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان وجه الناس اليهما وان يفقه الناس بهما وان تؤخذ الادلة منهما وان تبين العقيدة الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله عليه افضل والسلام للناس ومن انكر هذا او هذا من انكر كتاب الله وقيل انه لا يحتج به فهو كافر فهكذا من قال في السنة انه لا بها او انها ليست صحيحة او انها غير محفوظة او ما اشبه هذا الكلام وقال يكفينا كتاب الله فانه يعتبر ملحدا وكافرا وضالا باجماع المسلمين والعقيدة الصحيحة كما تقدم هي السبب الوحيد لاصلاح المجتمعات كما انها السبب في اصلاح الافراد ولهذا بدأ بها الرسل عليهم الصلاة والسلام ووضحوا للناس ان ربهم واحد كما هو معروف بينهم فان كفار قريش وغيرهم كانوا يعرفون ان الله ربهم وخالقهم وكانوا في الشدائد مخلصون لله العبادة واذا جاء الرخاء اش ركن اما توحيد الربوبية فلم يشركوا فيه بل يعلمون ان الله هو الخلاق هو الرزاق وهو مدبر الامور كما قال عز وجل ولئن زادتهم خلقهم ليقولن الله قال سبحانه قل من يرزقه من السهر اما يملك السليم والابصار ويحرم الحي من الميت ويخرج الميت من الحيض سيقول الله فقل افلا تتقون والايات بها لكثيرة فالمشركون عرفوا توحيد الربوبية وان الله ربهم وخالقهم ورازقهم ودبر امورهم. ولكنهم اشركوا بالعبادة لم يخلصوا لله العبادة فكفروا بالله وعملوا معه سواه في الرخا فاذا جاءت الشدائد وطلبت الاموال وعظمت الكروب رجعوا الى توحيد الله والعبادة فاجتمع لهم توحيد العبادة مع توحيد الربوبية وكانوا كذلك يعرفون اسماء الرب وصفاته ويعظمونه وانما انكر بعضهم لفظ الرحمن عبادا ومكابرا او يعرفون بذاك الرب وقد وصل اليهم من طريق الانبياء عن طريق اليهود طريق التوراة والانجيل من طريق الحق وحنيفا من حديث ملة ابراهيم عاش عليها نهارا طويلا. ومن نقل عنها ما نقل كانوا يعرفون من ذلك اسماء الرب وصفاته ويعظمونه. ويعلمون انه الخلاق وانه الرزاق وانه الرحمن الرحيم وانه يدبر الامور وانه السميع البصير الى غير ذلك والرسل بينت ذلك الامم نوح ومن بعده بينوا للامم توحيد ربهم وانه هو خلاق وانه الرزاق وانه رب العالمين وانه الموصوب الكمال انه العالم فوق العرش وانه يدعى من اعلى لا من اسفله فدعوا الامم الى هذا وجمعوهم على هذا ووحدوا صفاهم على هذا يعني من امن بهم وتابعهم وعرف ذلك عرف ان الله هو المعبود بالحق وعرف انه ذو الاسماء الحسنى والصفات العلى وعرف انه الرب وهلاب الرزاق الذي يعطي ويمنع ويغفر ويرفع ويتصرف في الكون كما يشاء سبحانه وتعالى وعلى هذا درج الانبياء عليهم الصلاة والسلام في بيان التوحيد بانواعه واقسامه من توحيد الربوبية وتوحيد العبادة وتوحيد والصفات وانكروا على الامم ما يقعوا في الشرك بالله وعبادة الاصنام والاوثان كل ما كان من نوح الى محمد وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليك انه لا اله الا انا فاعبدون. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله الله وجنب الطاغوت وهكذا الكتب السماوية نزلت بهذا الامر فان الكتب منزلة على الانبياء نزلت تدعوا الى توحيد الله وذر الى العبادة لله وحده واخلاصها له سبحانه وتدعو الى الايمان باسمائه وصفاته وانه رب العالمين وتدعو الى الالتزام بشريعته هكذا جاءت كتب ونزلت الكتب على الانبياء لتبين للناس صفات ربهم واسماءه للناس انه المعبود سبحانه وحده وانه مستحق العبادة وان تبين للناس ان شرعه يجب ان وان احكامه يجب ان تلتزم هكذا جاءت الكتب وعلى رأسها افضلها واعظمها واجمعها وهو القرآن العظيم. انزله الله بيانا لكل شيء. كما قال عز وجل ونزلنا عليك الكتاب لكل شيء وهدى ورحمة المسلمين. قال تعالى كتاب احمد اياته. ثم بصرت بالذي الحكيم الخبير. الا تعبدوا الا الله. اني لنكون النذير البشير وانزل فيه سبحانه فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم كن له كفوا احد وانزل فيه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هل تعلموا له سم يا؟ فهذه الايات وما في معناها جاء معناها في الكتب الاخرى منزل على انبياء من التوات والانجيل والزبور والصوف ابراهيم وغير ذلك كلها مجتمعة على ما يتعلق بالعقيدة من الايمان بالله واسمائه وصفاته وانه مستحق العبادة وانه رب العالمين وان الواجب ايضا توحيد المتابعة الرابع توحيد المتابعة توحيد الحكم وان الله هو الحاكم بين عباده في الدنيا كما انه الحاكم بينهم يوم القيامة ان الحكم الا لله تقصوا الحق وهو خير الخاسرين. الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك ابن القيم الاية. المقصود انه جل وعلا بين للناس بواسطة الرسل والكتب انه جل وعلا وربهم وخالقهم ورازقهم ومدبر امورهم وانه سبحانه الموصوف واسداد الكمال لا شريك له ولا كفو له ولا ند له. وانه مسمى بالاسماء الحسنى وموصول بالصفات العلى. حتى يعرف الناس ان ربهم كامل من كل الوجوه وان المستحق لا يعبد فاذا عرفوا انه قادر على كل شيء وانه العليم بكل شيء كما قال جل وعلا الله الذي خلق سبع سماوات وبالارض مثلهن الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء عنده. اذا علم العباد ذلك كان هذا من اسباب خضوعهم له وعبادتهم اياه وايمانهم به وتعظيمه سبحانه وتعالى ولهذا قال عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فالرزاق ذو قوة المتين هو ليس سبحانه وتعالى ليس به حاجة للخلق هم محتاجون اليه وهو رازقهم وهو خالقهم وهو العالم بشؤونهم وهو المحيط بهم علما وقادر على قضاء حاجاتهم هو الذي يسمع دعاءهم والقادر على ان يجيب دعواتهم والقادر على انقاذهم من اسباب الهلاك والقادر على ادخالهم الجنة وانجائهم من النار هو القادر على كل ما فيه شهادتهم وصلاحهم فنجاته وصلاحهم احوالهم ان لجأ اليه والتمسك بطاعته والاستقامة على امره وتصديق رسله والسير على ذلك حتى يلقوا ربهم عز وجل ومن سار على هذا الرسل نجا وغدم السعادة وصار يوم القيامة في دار الكرامة ومن حاد عن ذلك من الامم انزل بهم من العذاب ما انزل كما قص علينا سبحانه وتعالى عما جرى على قوم نوح وعما جرى على قوم هود وعما جرى على قومي صالح وعماد على غيره من الامم المكذبة من العقوبات والنقمات لاستكبارهم عن طاعته وتكذيبهم رسله واتباعهم اهواءهم ثم رفع الله عن الامة عذاب الاستئصال بعد موسى عليه الصلاة والسلام وبعد ما اهلك فرعون ثم جاءت هذه الامة المحمدية المباركة الله عن العذاب الايم ولكنه جل وعلا توعدها توعدها بكتابه الرسول صلى الله عليه وسلم بانواع من العقوبات اذا من الله اذا تساهلوا بامر الله اذا حابوا عن سبيل الله فانهم على خطر عظيم بانواع من العذاب وهم على خطر عظيم ايضا من جهة مرض القلوب والطمس عليها والطبع عليها والختم عليها بسبب كفرهم بالله وعصيانهم له وانحرافهم عن سبيله سبحانه وتعالى فاذا استقامت الامة على الطريقة الواضحة والصواب المستقيم والمنهج القويم استقام امرها وصلح امرها ونصر الله على عدوها الامم الاخرى واذا انحرفت وتفرقت بدينها ولم تستقم على عقيدته الصحيحة رفعت بها الامم وذب فيها الفساد وصارت اوصالها مقطعة وصارت نعمة لاعدائها وسببا لاستيلائهم عليها واستمتاعهم بخيراتها لانهم لانها ضيعت ما يجب ان تجتمع عليه وما يجب ان تكون عليه من اخلاص العبادة لله وحده واتباع شريعته وتعظيم امره ونهيه والبعد عن ما يخالف ذلك فالعقيدة الصحيحة تجمع الناس تجمعهم على الخير تجمعهم على الهدى افرادا وجماعات يجمعها مع غير رسول الله والجهاد في سبيله. تجمعهم على اداء الحقوق والنصح لله ولعباده. تجمعهم على مخالفة الباطل والبعد عنه محاربته بكل وسيلة وبكل سبيل ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة عني بالتوحيد وحده وبدأ به وصارت الدعوة اليه دون غيره من الاحكام ويدعو الناس صباح مساء الى توحيد الله والاخلاص له. ويبين لهم ان هذه الاصنام التي يعبدونها والاوثان التي يعقبون عليها كلها لا تغني شيئا كلها باطلة كلها لا تنزله من عذاب الله ان هي الا اسماء وثمتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان فلم يزل عليه الصلاة والسلام يدعوهم الى توحيد الله والاخلاص له ويبين لهم مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال التي ينبغي يسير عليها ويبين لهم ايضا سوء الافعال نظن وبخش المكيال والميزان والفواحش التي ينبغي تجنبهم لها حتى تستقيم احوالهم وحتى تصلح اخلاقهم وحتى يستحقوا ان يكونوا عبادا شرفاء صالحين مصلحين يتحملون الرسالة ويدعون اليها ويثبتون عليها ويستقيمون عليها فلم يزل كذلك نائبا ليلا ونهارا في الدعوة الى الله عز وجل حث هدى الله من هدى نؤمن هم من هذه الامة من اهل مكة وهكذا من جاء من خارجها وهم قليل واستمع من ذلك جماعة كبيرة في مكة يعبدون الله وحده ويدعون عبادة الاصنام والاوثان ويجاهدون بالكلام والدعوة والتوجيه مع نبيهم عليه الصلاة والسلام فلما شق عليهم الامر وعظم عليهم الاذى من قريش هاجر من هاجر منهم الى بلاد الحبشة مرضا بالدين وخوفا من الردة وبغينا البغي بمكة وهم قليل مع النبي عليه الصلاة والسلام فلما اشتد الاذى ومات ابو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم كان يحميه ويحوطه وهو كافر وماتت زوجته خديجة وايضا كانت تعينه وتثبته اه تعينه على تركي على تخفيف بعض الاذى وبعض ما ينسبه من الحزن عليه الصلاة والسلام فلما توفق رضي الله عنها وتوفي ابو طالب اشتد الاذى على النبي صلى الله عليه وسلم اذن الله له بالهجرة بالهجرة فهاجر الى المدينة وهاجر من استطاع الهجرة من اصحابه الى المدينة وصلاهم بذلك بحمد الله دولة طفيان واستقرار المدينة اول عاصمة للاسلام فاجتمع المسلمون هناك وتنفسوا الصعداء ونشرت الدعوة الى الله عز وجل واستمر النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة الى الله عز وجل وارشاد الناس الى العقيدة الصحيحة في توحيد العبادة الروبية والصفات والحكم هكذا يعلمهم ويرشدهم حتى يجتمعوا على هذا ودخل الناس في دين الله من الانصار ومن الانصار وصارت العرب يأتي منها الجماعة بعد الجماعة يهاجرون الى المدينة الى لله عليكم والسلام ويترك في دين الله منهم فمنهم من يبقى في المدينة ومنهم من يذهب الى قومه يوكدهم ويدعوهم الى الله عز وجل هذا هو شأن العقيدة شأنها تجمع الناس توحد صفوفهم توحد قلوبهم يعينه على الصمود في وجوه الظلمة حتى يدخل الناس في دين الله او ينصر الحق عليهم ويقتلوهم ويزيدهم عن وجه الارض الدعوة حتى سنرى الدعوة في سبيلها وطريقها الى العالم كله تنذره وتخرجهم من الظلمات الى النور وتنفقهم مما هو فيه من بعد الظهر الى طريق الله والى صراط الله والى اسباب السعادة والنجاة ثمان الناس بعد ما تنكر النبي صلى الله عليه وسلم وذهب القرن الاول فاذا تحفظ الناس وبدأ في العهد الاول وفي القرن الاول ظهور العقيدة من الخوارج الذين خرجوا على علي وخرجوا على من بعده وكفروا بالذنوب وسبوا كثيرا من الصحابة ثم ظهرت اوائل الشيعة في عهد علي رضي الله عنه فهذا بدء الانحراف هذه العقيدة الصحيحة فبسبب ذلك صار التفرق وصار الاختلاف وظهر بين الناس اقوال دعايات مضللة باطلة وحصل ما حصل من قتل عمار رضي الله عنه لاسباب الغلاة في دين الله وباسباب الجهل في دين الله حصل ذلك قول ترددوا وتنطعوا وانت انتقدوا عثمان رضي الله عنه حتى ال بهم الامر الى ان حملوا السلاح على الامة وقتلوا عثمان رضي الله عنه ظلما بذلك من الشر والفساد والفقه ما لا الله عز وجل ثم على اثر ذلك حصل للانسان الشام واهل العراق بين اتباع علي رضي الله عنه وبين من معاوية في الشام من الصحابة وغيرهم باسباب الشبه وباسباب عثمان وباسباب الخوارج وصلت حصل من ذلك شر عظيم اسبابه اشتباه الامور والتباسها على كثير من الناس فلو انهم رجعوا الى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه ابو بكر وعمر وما دل عليه كتاب الله لا سلموا من هذه الشروط التي وقعوا فيها ولكن لله القضاء ولله الحمد سبحانه وتعالى. فانهم حادوا عن ذلك وثبتت عليهم الامور وغلوا باذن الله حتى قتلوا عثمان وحتى حصل بسبب قتله من الفتن ما حصل ثم صلاة الشبه اجتهد معاوية رضي الله عنه ومن معه في طلب قتلة عثمان وازداد علي رضي الله عنه في الحرص على جمع الشمل حتى تستقيم الولاية وتستقيم الخلافة ثم ينظر في الامر بعد ذلك ولم يتم ذلك وحصل ما حصل من القتال يوم الجمل ويوم الستين كل ذلك باسباب الشبه التي عرضت للناس وباسباب الانحراف عن الطريقة السوية وعن الصراط المستقيم الذي درج عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرج عليه صاحب الصديق وعمر رضي الله تعالى عنهما وهذا كله في الحقيقة ناشئ عن النظر عن الخلل في عقيدة اولئك فان الذين قاموا على عثمان ما استقاموا على عقيدة الصحيحة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم ودعا اليها وحذر من حمل السلاح والخروج على الشيطان الا ان ترى كفرا بواها عندكم عندكم من الله فيه برهان. ثم جاءت الشبه في الرأي بعد ذلك في الانقسام الذي بين اهل الشام والعراق باب ما ثبت به الخوارج وما فعلوه من قتل عثمان وما جرى بعد ذلك بين علي والخوارج سفك الدماء باسبابهم خروجهم وتنطعهم وعدوانهم على اهل الاسلام وتكفيرهم لكثير من المسلمين ظلما وعدوانا وجهلا لدين الله وجهلا باحكام الشريعة وخاتم العقيدة وجب عليه ان يقفوا عند كتاب الله وان يقفوا عند سنة رسول الله وان لا يحلوا الا ما احل الله والا يحرموا الا ما حرم الله وان يقفوا عن سفك الدماء الا بحق لان الله قال ومن متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وامن الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما ويقول سبحانه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ثم لا يجدوا فيها مخرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فلو انهم حكموا كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام لما خرجوا على عثمان ولما تنازعوا ولما اختلفوا وهكذا ما جرى بعيد عن الشام وبين اهل العراق وبين اي ومعاوية كل ذلك باسباب الشبهة التي القاها بعض الناس وروجها بعض الناس فلو رجع الناس الى الحكم شرع الله وانابوا الى كتاب الله ونبذوا الاراء المنحرفة لكان له الخير والهدى والعاقبة ولكن ما اقتضاه الله وقدره امر لا حيلة فيه هو سبحانه الحكيم العليم. وقد سبق في علمه جل وعلا ان تكون هذه الامور وان يسرق الناس في دينهم وان تفرق مارقة على حين فرقة من المسلمين وهم الخوارج تقتلهم اولى طائفتين بالحق. كل هذا سبق في علم الله وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم وكان في ذلك بيان للهدى علامات النبوة وبيان لما ينبغي للامة ان تسير عليه وان تأخذ به وان في تفريطها في ذلك وتركها لذلك ما يسبب هلاكها وافتراقها كما وقع في عهد عثمان وكما وقع في ما جرى بين عثمان بينهما وعبث وعلي باختلاف ثم جاءت الفرق الاخرى من من القدرية والمعتزلة والرافضة وغير ذلك والرافضة في عهد علي وبعده ثم قدرية ومعتزلة تشاء ايضا في عهد التابعين وفي اخر عهد الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وتفرقوا في دينهم وسببوا مشاكل كثيرة فلو انهم فقاموا على الطبيعة المحمدية والعقيدة الصحيحة وامنوا بان الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده تصرف الامور وهو الخلاق لكل شيء اخالق العباد وخالق افعال خيرها وشرها وان قدره سبحانه وتعالى ثابت وانه قد علم كل شيء واحصى كل شيء وان الاستقامة على دين الله وان لا يكفر احد بذنب الا من كفره الله ورسوله لو انهم انابوا الى هذا وعقلوه كما وقعت في وقع فيه ولا ما وقع في قدرية والمعتزلة التي وقعت فيه ولم يقع في الرافظة والشيعة فيما وقع فيه ولكن جهله وانحرافه وعدم تحكيمه من شريعة الله وعدم الى الحق الواضح سبب هذه المشاكل وسبب هذا الاضطراب وبهذا يعلم ان العقيدة الصحيحة تجمع ولا تفرق وتوحد الصفوف ولا تفرغ الصفوف وتدعو الى الاستقامة والوحدة وتكاتف ضد الباطل واهله. ادع الى الايمان بالله وانه رب العالمين. وانه الحاكم بين عباده. وانه لم ينفع ويضر ويمنع وليس لغيره الصاروخ في الكون. لا من الاولياء ولا من الرسل. بل ذلك لله وحده الله جل وعلا. ومدبر لشؤون والمصر فيه سبحانه وتعالى هو الخالق من قال النافع الضار والخالق الرازق النافع الضار المعطي المانع ليس لا يريد التصرف في القول لا من الملائكة ولا من الرسل والانبياء ولا بغيرهم بل هو سبحانه وتعالى الواحد الاحد المصرف في عباده جل وعلا. وهكذا هو الواحد بالعبادة لا يستحقها سواه لا في الشدة ولا في الرخاء لا الرسل ولا غيرهم العبادة هو الله وحده اياك نعبد واياك نستعين والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. وهكذا هو الموصول بالصفات العلى هو يسمى بالاسباب الحسنى. يجب الايمان بانه سبحانه الكامل في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله وانه لا سبيل له ولا كفوا له ولا ضد له فاذا امن الناس بهذا زال التفرق والاختلاط وسلم الناس من كبيرة الناس بسبب انحرافهم عن العقيدة الصحيحة او تأولها على غير تأويلها او انكر بعضها فقد حاز عن كتاب الله وحاز عن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وحاز عن طريق وصال فالذي درج عليه السلف الصالح هو الايمان باسماء الله وصفاته كلها وامرارها كما جاء في كتابه العزيز وكما جاء في السنن الصحيحة تمر كما جاءت مع الايمان بها وانها حق ثابت لله لا مجال والحق وانها يجب اثباتها له سبحانه اثباتا بلا تنفيذ وان ينزه عن مشابهة خلقه تنزيها بلا تعطيل. كما قال عز وجل ليس كمثله شيء هو عليه الصحابة رضي الله عنهم وجاء به الرسل وجاء درج عليه التابعون واتباعهم كمالك والاوزاعي والشافعي واحمد بن حنبل وغيره من ائمة الاسلام كلهم درجوا على هذا على اهل العقيدة ايمانا بالله وباسبابه وصفاته وانها حق وان الواجب امرارها كما جاءت لا لا نكيف ولا نمثل ولا نثبت صفاته بصلة خلقه ولا نأولها ونمرها فنجاة مع الايمان بمعانيها وانها حق الهوى والسمع والبصر والكلام والرضاء والغضب والرحمة والجد وغير ذلك كلها اثباتها لله ثبات الذات وصفة الافعال يجب ان مع الايمان بها وان الحق وانها لايقة بالله سبحانه وتعالى وانه لا يسارع به خلقه لكن السواه ولا في غيرهم ولا في السمع والبصر ولا في العلم والكلام ولا في غير ذلك. وكل من نفع منها شيئا وتأوله فرارا من التشبيه يقال له يلزمك فيما اثبتها نذير ما فررت منه سوى. فالذين اثبتوا علم الحياة والخضرة والكلام والسمع والبصر والارادة واول ما سوى ذلك من رحمة والغضب واليد والخدم وغير ذلك يقال لهم لماذا؟ لماذا؟ لماذا نفيتم وتأولتم؟ قالوا يقولون نفينا وتحولنا قرارا من التكبير لا يشبه الله بخلقه