لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعوا على ان ينفعوك لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك او كما قال وقوله ولا ينفع ذا الجد منك الجد المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله السابع والعشرون والمئة الحديث الثاني عن وراد مولى المغيرة بن شعبة انه قال املى علي المغيرة ابن شعبة في كتاب الى معاوية ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ثم وفدت بعد على معاوية فسمعته يأمر الناس بذلك وفي لفظ كان ينهى عن قيل وقال واضاعة المال وكثرة السؤال وكان ينهى عن عقوق الامهات ووأد البنات ومنع وهات رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته ثم ذكر صفة التهليل في حديث وراد المولى المغيرة ابن شعبة انه قال املى علي المغيرة ابن شعبة في كتاب الى معاوية الى اخره المولى يحتمل انه معتقه او انه مملوك له وهو كاتب المغيرة فكتب الى معاوية اي بعدما تمت له الامرة وهو في الشام ويحتمل ان المغيرة في الحجاز وهو الظاهر لان اكثر اقامته في الطائف ويحتمل انه في العراق وفيه نصحهم رضي الله عنهم لائمتهم وفيه مشروعية هذا الذكر دبر كل صلاة مكتوبة وهو يحتوي على كمال التوحيد قوله لا اله الا الله هذا توحيد لالهيته وقوله له الملك اي هو المالك وصفة الملك التام له والمملكة له وحده والتدبير له تعالى وحده لا شريك له وقوله وله الحمد اي انه المحمود على كماله وعدله وفضله وهو على كل شيء قدير اي له القدرة التامة فلا يعجزه شيء انما اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وقوله اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت اي ان الله له التصرف المطلق التام فلا يعارض كما في حديث ابن عباس واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان يضروك اي لا ينفع صاحب الغنى غناه كما قال تعالى وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم دناج الفاء الا من الا من امن وعمل صالحا اي انه لا يقرب من عند الله الا الايمان والعمل الصالح قوله قال والراد ثم وفدت بعد على معاوية فسمعته يأمر الناس بذلك ففيه امتثالهم ونصحهم لرعاياهم لانه يعلم انه مسؤول عنهم كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الى اخره فيجب على من تولى على احد الامام والامراء فمن دونهم ان ينصح لهم ويعلمهم ما يلزمهم لان الله تعالى لم يولهم على الناس لتحصيل اغراضهم الدنيوية فقط او ليفخروا بالملك ونحو ذلك بل انما جعلهم بمنزلة الوكلاء يعملون للناس ما يصلح احوال دنياهم واخرتهم فيعلمونهم الخير ويأمرونهم به ويأخذون للضعيف الحق من القوي وينصفون المظلوم من الظالم وقوله وكان ينهى عن قيل وقال روي بالفتح على وجه الحكاية وبالجر والتنوين ان ينهى عن كثرة الكلام بلا فائدة كما قال من كان يؤمن بالله فليقل خيرا او ليصمت واذا تأملت احوالنا اليوم واذا اكثروا الاوقات نضيعها بالكلام الذي يضر ولا ينفع فلا تسمع الا قال الناس يقول الناس وربما كان اكثره كذبا فينبغي للعاقل ان يراعي هذا ولا يضيع وقته سدى فان الوقت ثمين وبقية عمر المؤمن لا قيمة له وقوله واضاعة المال اي التبذير والاسراف في النفقات ومن اضاعة المال صرفه في الوجوه المستحبة وتركه الامور الواجبة كمن يتصدق او يهب وعليه ديون او اقاربه جياع لا ينفق عليهم واعظم من ذلك صرفه في الامور المحرمة فالمال ليس ملكا للانسان بل ان الله جعله في يده وولاه عليه ليصرفه فيما امره به فلو ان انسانا ولله المثل الاعلى وكل انسانا على مال وعين له وجه مصرفه ثم خالفه وصرفه في غير ما امره به لعده الناس مفرطا معاندا ظالما هذا مع ان ملك الانسان قاصر فكيف بالمالك للدنيا والاخرة الذي له الملك المطلق فهو مالك الخلق وما ملكوا واذا تأملت احوالنا وجدتنا مرتكبين لهذا النهي فتجد الانسان يهدي الهدايا العظيمة وعليه ديون او اقاربه محتاجون او كذلك تجده يلبس الملابس الفاخرة ويتبسط في المآكل الكثيرة وعليه ديون عظيمة او اقاربه وجيرانه جياع فالفقير الذي يطوف على الابواب وذمته بريئة من الديون احسن من هذا بكثير وقوله وكثرة السؤال السؤال اي الالحاح في سؤال الناس او التعنت في سؤال العلم واما كثرة السؤال للتعلم فمأمور به اذا كان للاسترشاد كما قيل لابن عباس بما ادركت هذا العلم قال بقلب عقول ولسان سؤول وبدن غير ملول قوله وكان ينهى عن عقوق الامهات لان من اكبر الكبائر عقوق الوالدين وخص الامهات في هذا اما لعظم حقها واما لضعفها اكد برها لان الاب قد يخاف ويرجى وقوله ووأد البنات اي دفنهن وهن حيات وكانوا يفعلونه والعياذ بالله في الجاهلية اما لخوف الفقر او العار فنهى عنه وقوله ومنع وهات اي انه يسأل الناس حقوقه ويمنع حقوقهم او انه مستكثر يسأل الناس ومع هذا بخيل لا يؤدي ما عليه