وعن روا هذه الروايات كلها مسلم وعن ابي اسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال بين جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاءه رجل من بني سلمة وعمامة كنت تشد بها رأسك فقال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من ابر البر ان يصل الرجل اهل ود ابيه. بعد ان يوليه. وان اباه كان صديقا لعمر رضي الله باب فضل بر اصدقاء الاب والام والاقارب والزوجة وسائر من يندب اكرامه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ابر البر ان يصل الرجل غدا ابي ايه وعن عبد الله ابن دينار عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا من العرب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله ابن عمر وحمله على حمار كان يركبه واعطاه عمامة كانت على رأسه. قال ابن بنار فقلنا له اصلحك الله انهم الاعراب. وهم يرضون باليسير. فقال عبدالله بن عمر ان ابا اهذا كان ودا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ابر والبر صلة الرجل اهل ود ابيه. وفي رواية عن ابن دينار عن ابن عمر انه كان اذا خرج الى مكة كان له حمار يتروح عليه اذا مل ركوب الراحلة وعمامة يشد بها رأسه فبين هو يوم على ذلك الحمار اذ مر به اعرابي فقال الست ابن فلان ابن فلان؟ قال بلى فاعطاه الحمار. فقال اركب هذا واعطاه العمامة وقال مشدد بها رأسك فقال له بعض اصحابه غفر الله لك اعطيت هذا الاعرابي حمارا كنت تروح عليه فقال يا رسول الله هل بقي من بر ابوي شيء ابرهما به بعد موتهما؟ فقال نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل الا بهما. واكرام رواه ابو داود. بسم الله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. اما بعد هذه الاحاديث تتعلق باكرام اقارب الرجل واصدقائه اقارب الاب واصدقائه والجد والامهات وبقية الاقارب تدل عليه الاحاديث على ان من صلة الاقارب وصلة الاباء والامهات ان من برهم صلة اصدقائهم ومحبيهم ولهذا في حديث ابن عمر يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان من ابر البر ان يصل الرجل اهل ود ابيه يعني احب ابيه وهكذا امه وهكذا ابوه وجده من ابر البر ومن احسن الاحسان ان يصل اقارب ابيه واصدقاء ابيه اقارب امه واصدقاء امه كل هذا من البر ومن الاحسان ومن كرم الاخلاق ومن هذا ما فعله ابن عمر رضي الله عنهما كان بعض الاسفار على مطية ومعه حمار يفتح عليه بعض الاحيان اذا مل المطية فجاءه بذلك السفر في الطريق اعرابي كان ابوه صديقا لعمر رضي الله عنه فلما عرفه اعطاه الحمار يركبه كان الاعرابي يمشي على قدميه واعطاه الحمار يركبه واعطاه العمامة فقيل له بهذا يا ابا عبد الرحمن قال ان اباه كان صادقا لابيه يعني العمر نصارى من صلة ابيه ان يصل احباب ابيه وان يصل اقارب احباب ابيه هذا من كرم الاخلاق من كرم الاخلاق قبل طيب السجايا ان الانسان يصل اقارب ابيه واصدقاء ابيه واحب ابيه وامه وقراباته يرجو ما عند الله من وفي الحديث رضا الله ورضا الوالدين وسخط الله وسخط الوالدين فاكرامهم بانتظام اكرام اقاربهم واصدقائهم مما يرضيهم وفي حديث ابي اسيد الساعدي الانصاري رضي الله عنه ان اعرابيا قال يا رسول الله هل بقي من بر ابوي شيء ابرهما به؟ سأله سائل. قال يا رسول الله هل بقي منبر ابوي شيء ابرهما به؟ يعني بعد وفاتهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الدعاء لهما والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما من بعدهما واكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا تصلى بهما. ذكر خمسة اشياء الدعاء والاستغفار لوالديه هذا من برهما الاكثار من الدعاء لهما والاستغفار لهما في ليل ونهارا في صلاته في غير ذلك ثالثا انفاذ عهدهما الوصية التي يوصي بها ابوك او امك وهي وصية شرعية من برهما انفاذها في الثلث والربع او وصية بعتق بعض المماليك او وصية بصدقة او ما اشبه ذلك فمن برهما انفاذ الوصايا الشرعية التي يوصي بها الاباء والامهات رابعا اكرام صديقهم اذا كان لهم اصدقاء واحباء فاكرام اصدقائهما من برهما وبالاحسان اليهما خامسا صلة الرحم لا تصلى الا بهما كالعم والعمات والخالات فان صلتهما صلة للاب والام صلاة اقاربهما صلة لهما كالاعمام والعمات وبنيهم والاخوال والخالات وبنيهم والاجداد والجدات ونحو ذلك والمقصود من هذا كله ان السنة للمؤمن والمؤمنة في الحرص على صلة الرحم وعلى اكرام الوالدين وبر الوالدين وايبر اقارب الوالدين واصدقاء الوالدين كل هذا داخل في برهما ومعلوم ان برهما من اهم الواجبات وان عقوقهما من اقبح السيئات فبر اقاربهما واصدقائهما واحبائهما داخل في مثلهما وفق الله الجميع