بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين. اما بعد فهذه فيما يتعلق بصلاة التراويح ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام انه قال من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه الرفق بالناس وهو المشقة عليهم. وقد يكون فعله اه لاسباب اخرى. منها بيان التوسعة في الامر. ولهذا صلى ثلاثة عشرة فلا صلى ثلاثة عشر ركعة وصلى سبع ركعات وصلى تسع ركعات وكان عليه الصلاة والسلام يرغب اصحابه في قيام رمضان ولا يأمرهم فيه بعزيمة ولكن كان يحثهم على ذلك ويرغبهم فيه عليه الصلاة والسلام ويقول عليه الصلاة والسلام ان الله فرض عليكم صيامه لكم قياما. فمن صام رمضان وقامه ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وكان عليه الصلاة والسلام صلى باصحابه عدة ليالي في مسجده ثم ترك ذلك وقال اني اخاف ان تفرض عليه صلاة الليل فدل على انه انما ترك ذلك مخافة ان تعرض عليهم صلاة الليل فيشق عليهم ذلك. فلما توفي عليه الصلاة والسلام وجاء دور الفاروق عمر رضي الله عنه وارضاه بعد وفاة الصديق جمع الناس على امام واحد وهو ابي رضي الله عنه وصلى بالناس في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام صلاة التراويح. وكانهم يصلونها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم وبأهل الصديق اوزاعا صلى الرجل بنفسه ويصلي الرجل معه الرجلان والثلاثة فجمعهم النبي فجمعهم عمر رضي الله عنه وارضاه على امام واحد وكان اصلي بهم رضي الله عنه وارضاه في اول الليل ومر عليه ذات يوم مر عليه عمر ذات ليلة ورأى الناس يصلون خلفه فسره ذلك وقال نعمة هذه البدعة فظن بعظ الناس انه من اراد ان التراويح بدعة وهذا غلط من يريد ان رضي الله عنها بدعة؟ ولكن اراد ان جمعه جمعهم على امام واحد. لما كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم سماه بدعة من حيث اللغة العربية والا فهو سنة جمع الناس على امام في رمضان سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم. فانه فعل عدة ليالي عليه الصلاة والسلام ولكن ترك ذلك خوفا ان ترظى على الناس صلاة الليل فلا يطيقونه فلما توفي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي وامن الفرض فلهذا فعل ذلك عمر رضي الله عنه فهي سنة بلا ريب سنة مؤكدة فعلها نبينا صلى الله عليه وسلم ثم فعلها المسلمون في عهد عمر وبعده. فدل ذلك على انها سنة بقول النبي وفعله عليه الصلاة والسلام واما قوله فقوله صلى الله عليه وسلم من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله فرض عليكم صيام رمضان وسنبقى لكم قيامة. فمن صامه وقام وايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. هذا يدل على شرعية التراويح وانها سنة هكذا وانا تفعل جماعة في اول الليل هذا هو مقتضى الاحاديث وفعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة رضي الله عنهم وكان عليه الصلاة والسلام في الغالب يصلي احدى عشرة ركعة في رمضان او في غيره كما قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم رمضان ولا غيره على احدى عشر ركعة يصلي اربعا فلا تسأل عن نفسه من وطولهن. ثم يصلي اربعا فلا تسأل عن نفسه من وطوله ثم يصلي ثلاثا وفي رواية عنها في الصحيحين قال كان يصلي عشر ركعات يصلي من كل اثنتين ويوتر بواحدة وفي رواية انه كان يصلي ثلاثة عشرة وجاء هذا المعنى عن ابن عباس ابن خالد رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاثة عشرة وكل سنة وثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يصلي في بعض الليالي تسع ركعات وفي بعضها سبع ركعات وفي بعضها اقل من ذلك وبهذا يعلم ان التطوع في الليل امر موسع. وانه لا حرج على من صلى في رمضان او في غيره احدى عشرة ركعة او ثلاثة عشر ركعة او عشرين ركعة او اكثر من ذلك. فالامر في هذا واسع بحمد الله وهذا هو معنى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من العلم والتحقيق ومن زعم انه لا تجوز الزيادة على احدى عشرة ركعة او على ثلاثة عشر ركعة فقد غلب. واخطأ فان الرسول صلى الله عليه وسلم عن الزيادة وكان ربما ترك الفعل وهو يحب ان يفعله يقبل امه لان لا اشق عليها عليه الصلاة والسلام. وقال عليه والسلام صلاة الليل مثنى مثنى. فاذا خشى احدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى. ولم يحد حدا في صلاة الليل عليه الصلاة والسلام لا في رمضان ولا في غيره فاخبر عليه الصلاة والسلام ان صلاة الليل مثنى مثنى. وهذا يعم التراويح وغيرها. ويعم رمضان او غيره ولم يقل صلاة الليل احدى عشرة ركعة ركعة ولم يقل صلاة الليل في رمضان كذا وكذا فدل ذلك على التوسعة في ذلك وقول النبي صلى الله عليه وسلم اقوى من الفعل واعم من الفعل. لان الفعل يحتمل احتمالات كبيرة قد يكون فعله صلى الله عليه وسلم حين قصر على احدى عشر ركعة احدى عشر ركعة فاذا كان الامر هكذا علم ان اقتصاره صلى الله عليه وسلم في غالب الاحوال على احدى ركعة لا يدل على التقيد بذلك انا اولادي وغيرها بل هذا يدل على ان هذا هو الافضل لما فيه من الرفق ولا سيما في حق من راعى طول القيام والركوع والسجود كفعله عليه الصلاة والسلام واذا احب ان يخفف بعض التخفيف وجعلها عشرين او ثلاثين مع الاسف او اكثر من ذلك فلا حرج في ذلك. اليوم بقوله صلى الله عليه وسلم صلاة مثنى مثنى فان معناه يدل على انه لو صلى عشرين او ثلاثين مثنى مثنى فلا حرج في ذلك فهو سنة وقربى. ولكن يختم الوتر فينبغي ان يعلم هذا وينبغي لاهل العلم والايمان ان يوضحوا ذلك حتى يكون المسلمون على بصيرة في هذه السنة وينبغي المؤمن في هذه الحال ان يعنى بترتيل القراءة والخشوع في القراءة والخشوع في الركوع والسجود والطمأنينة لان بعض الناس في التراويح يصلي صلاة لا يعقلها بل ينقرها نقرا. ويقرأ قراءة لا تعقل ولا تفهم من العجلة. فلا يجوز هذا بل هذا منكر والواجب على المؤمن ان يتحرى فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي فيه التأسي به والعناية بما يصحح الصلاة ويحفظ عليه حقيقتها وما شرع الله فيها. اما العجلة والنقر فذلك من المنكرات التي لا تجوز لا في الفريضة ولا في النافلة لا في التراويح ولا في غيرها. والمشروع للمؤمن دائما ان الاكمل والافضل في صلاته وفي سائر افعاله. والصلاة في عمود الاسلام وهي اول شيء يحاسبه العبد يوم القيامة فالواجب ان يعنى بصلاته عن الفريضة وان يحافظ عليها وان يطمئن فيها وهكذا النافلة يشرع له يطمئن فيها بل يجب اي ان يطمئن فيها وان لا يقرأها نقرا فان الصلاة التي تنقر لا صحة لها ولا يجب نفعلها بل يجب ان يطمئن بصلاته كلها فرضها ونفلها حسب ما جاء في الشريعة المطهرة. وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم شخصا يصلي ولم يطمئن في صلاته فامره ان يعيد الصلاة. فدل على ان الطمأنينة امر مفترض النفل فالواجب على ائمة المساجد وعلى كل من يصلي بالناس بل على كل مسلم ان يطمئن في صلاته فرضها ونفلها وان يحذر ما الله عليه من النقر والعجلة وشرق الصلاة. وان الم الطمأنينة سرقة للصلاة. قال النبي عليه الصلاة والسلام اسوأ ما سرقة؟ الذي يسرق صلاته قيل يا رسول كيف يسرق صلاته؟ قال لا يتم ركوعها ولا سجودها فعليه يا عبد الله ان تعنى بصلاتك وان تطمئن فيها وان تخشع فيها لله عز وجل سواء كانت فريضة او نافلة وان توجه للناس الى الخير وان ترشدهم الى بعظ الله عز وجل وان تنبه من غلط واخطأ وان تكون امارا بالمعروف نهى عن المنكر مؤجل لحق لله في نفسك ومع غيرك من اخوانك واسأل الله عز وجل ان يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه وان يصلح قلوبنا واعمالنا وان يرزقنا التأسي به عليه الصلاة والسلام على الوجه الذي يرضيه يوجب احسانه وفضله سبحانه وتعالى. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان