نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى واما الزكاة فقد ذكرها في نصوص فقد ذكرها في نصوص الصلاة وغيرها فقد تقدم ذكرها احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما الزكاة فقد تقدم ذكرها في نصوص الصلاة وغيرها ومما يتعلق بها على انفرادها قوله عز وجل خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم. والله سميع عليم وقوله في صفات عباده المؤمنين والذين هم للزكاة فاعلون وقوله تعالى في ذم الكفار ووعيدهم وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وان كانت هذه الاية في زكاة النفوس فهي عامة لزكاة الاموال ايضا وقد فسرت بها. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا بيان لما يتعلق الركن الثالث من اركان الاسلام ونحن جميعا على علم ان الشيخ رحمه الله تعالى ماضيا في شرح حديث جبريل. هذا كله من الشرح والبيان لحديث جبريل الذي صدر به هذا الباب وذكر اولا طرق الحديث الفاظه ثم بعد ذلك شرع رحمه الله تعالى في شرح والزكاة ركن عظيم من اركان الاسلام وهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل فلا تكاد تذكر الصلاة والامر باقامتها في القرآن الا ويقرن بها ايتاء الزكاة وهذا مما يبين عظيم مكانتها ورفيع منزلتها والزكاة صدقة تؤخذ من اموال الاغنياء وترد الى الفقراء وهي قليل من كثير قليل من كثير اعطاه الله سبحانه وتعالى الاغنياء وفي هذه الزكاة فوائد عظيمة جدا منها ما يرجع الى المزكي نفسه ومنها ما يرجع الى ماله ومنها اما يرجع الى المجتمع فلها اثر عظيم في التكافل والتراحم والتعاطف والتواد لها اثر عميق جدا في تحقيق هذه آآ المعاني لا الايمانية وهي تسمى زكاة لان فيها التزكية لان فيها معنى التزكية كما في الاية التي ساق آآ واورد المصنف رحمه الله تعالى خذ من اموالهم صدقة والمراد بالصدق هنا الزكاة المفروضة خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها تطهرهم وتزكيهم بها تطهرهم اي من آآ الخصال الذميمة والاخلاق السيئة من الشح والبخل وغير ذلك من الخصال فالتزكية تطهر المزكي من ذميم الخصال وسيئها وتزكيه اي تنمي فيه الاخلاق الفاضلة والكريمة فلها تأثير عظيم جدا من جانبين جانب التطهير وجانب التزكية اما التطهير فمن الاخلاق السيئة الرديئة الذميمة واما التزكية فبتنمية الاخلاق الفاضلة الكريمة ولهذا فان الزكاة من اعظم الابواب في صلاح الاخلاق من اعظم الابواب في صلاح الاخلاق فكم ينشأ عن تأديتها من الاخلاق العظيمة الرفيعة الفاضلة وعلى العكس من ذلك كم ينشى في من لا يؤدي الزكاة والعياذ بالله من الخصال الذميمة في انتزاع الرحمة وقوة البخل الشح الذي يملأ نفسه والتعلق بالدنيا التفريط في كثير من الواجبات فينشأ عنها خصال ينشأ عن ذلك خصال ذميمة جدا قال خذ من اموالهم اي ايها الرسول ثم من بعده من يقوم مقامه في هذا الباب من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم صل عليهم والصلاة الدعاء ان صلاتك سكن لهم اي فيها طمأنينة ولها اثر عظيم جدا قال وقوله تعالى في صفات عباده المؤمنين والذين هم للزكاة فاعلون لما عدد تبارك وتعالى صفات عباد الله المؤمنين الذين تحقق فلاحهم في اوائل سورة المؤمنون عد من جملتها تأدية الزكاة وذكرها بعد الصلاة كما هو الشأن في ايات كثيرة جدا تقرن الزكاة بالصلاة اورد ايضا قول الله سبحانه وتعالى في ذم الكفار واعيدهم قال وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة التي التي الذين لا يؤتون الزكاة. وهذه كما ذكر الشيخ عامة عامة في كل ابواب الزكاة الذي هو طهارة المرء ومن اعظم ومن اعظم ذلك الطهارة من الشرك والانجاس والارجاس التي عليها المشركين لكن كما ذكر ايضا يدخل في العموم تأدية الزكاة المفروظة نعم قال رحمه الله تعالى وقوله عز وجل في وعيد مانعيها مطلقا. والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم. يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون يوضح ذلك الحديث الذي فيه ما اديت زكاته فليس بكنز. نعم هذا هذه الاية الكريمة فيها العقوبة الشديدة التي اعدها الله سبحانه وتعالى لمن لا يؤدي زكاة ما له لا يؤدي ما افترظه الله سبحانه وتعالى عليه من زكاة ماله قال فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون وهذا فيه ان من لا يزكي ما له يعذب بماله يعذب بماله نفسه الذي اه لم يؤدي زكاته فيحمى في نار يحمى في نار جهنم ويكوى بها يكوى به جنبه وجبينه وظهره يعاقب بهذا المال وسيأتي في الحديث الذي ساقه رحمه الله تعالى وهو في الصحيح تفصيل لذلك كيف ان من لا يؤدي زكاة ما له ان كان ذهبا او فضة كيف يعذب به او كان ابلا وماشية كيف يعذب بها يأتي تفصيل ذلك ثم نبه رحمه الله تعالى الى فائدة اه مهمة في هذا الباب حينما قال يوضح ذلك الحديث الذي فيه مما اديت زكاته فليس بكنز. ما اديت زكاته فليس بكنز وهذا ثابت في سنن ابي داوود بلفظ ما بلغ ان تؤدى زكاته فزكي فليس بكنز. من حديث ام سلمة اه رضي الله عنها حتى وان كان مالا كثيرا من الله سبحانه وتعالى به على الرجل الغني حتى وان كان مالا كثيرا فاذا كان يؤدي زكاته التي افترضها الله سبحانه وتعالى افترض الله افترضها الله سبحانه وتعالى عليه فانه لا يعد كنزا والمال القليل الذي بلغ النصاب ووجبت فيه الزكاة ان لم يؤد صاحبه ان لم يؤدي صاحبه زكاته يعد كنزا يعد كنزا حتى وان كان قليلا طالما انه بلغ النصاب فالكنز الذي يعذب عليه صاحبه والمال الذي لا تؤدى زكاته قل هذا المال او كثر ما دام انه قد بلغ النصاب وحال عليه الحول واما من يؤدي زكاة ما له حتى وان كان المال كثير وكثير جدا فانه لا يعد كنزا. لانه ادى ما افترظ الله سبحانه وتعالى عليه في ذلك المال هذا معنى قوله رحمه الله يوضح ذلك الحديث الذي فيه ما اديت زكاته فليس بكنز لان الله سبحانه وتعالى يقول ذوقوا ما كنزتم لانفسكم ذوقوا ماء كنزتم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون فالذي يؤدي الزكاة حتى وان كان المال المال كثيرا لا يعد كنزا والقليل الذي بلغ النصاب وحال عليه الحول ان لم تؤدى زكاته يعد كنزا. نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها الا اذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فاحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت اعيدت له في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله اما الى الجنة اما الى النار ويقوله في في هذا الحديث لا يؤدي حقها لا يؤدي منها حقها اي ما افترضه الله سبحانه وتعالى فيها من زكاة اه مفروضة اوجبها الله سبحانه وتعالى على العباد صدقة في المال وهي حق للفقير وهي حق الفقير اه يجب اه اخراجها له في وقتها فمن لم يؤدي هذا الحق حق المال اذا كان يوم القيامة صفحت له يعني هذا الذهب وهذا وهذه الفظة صفائح من نار فاحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره وهذا شرح وتفسير الاية الكريمة تفسير للاية الكريمة كلما بردت اي من حرارتها اعيدت له في يوم كان مقداره خمسين الف سنة في يوم كان مقداره خمسين الف سنة وهذا في ارض المحشر يكون ذلك حتى يقضى بين العباد حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار. اما الى الجنة واما الى النار وهذا اخذ من اهل العلم انه ليس بكافر لانه لو كان يرى سبيلا الى الجنة او يكون لها سبيل الى الجنة لا يكون كافرا لان الكافر لا سبيل له الى الجنة اصلا ولا طريق له اليها ابدا نعم قيل يا رسول الله فالابل قال ولا صاحا ما اذا كان يعني اما اذا كان جاحد اذا كان جاحدا او ما يعني مستكبرا او نحو ذلك فهذه المعاني يكون بها عدم التأدية للزكاة كفرا او يقاتل على منعها وعدم اخراجها نعم قيل يا رسول الله فالابل قال ولا صاحب ابل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها الا اذا كان يوم القيامة بطح له بقاع قرقر اوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا تطأه باخفافها وتعظه بافواهها كلما مر عليه اولاها اعيد عليه اخراها. في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار قيل يا رسول الله فالبقر والغنم؟ قال ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها الا اذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئا. ليس فيها عطساء ولا جلحاء ولا عضماء. تنطحه بقرونها وتطأه اظن فيها كل ما مر عليه اولاها رد عليه اخراها في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار. الحديث بطوله وفيه عن جابر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب ابل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي حقها الا اقعد لها يوم القيامة بقاع قرقر بقاع قرقر تطأه ذات الظلف بظلفها وتنطحه ذات القرن ليس فيها يومئذ جماء ولا مكسورة القرن. الحديث وفيه ولا من صاحب مال لا يؤدي زكاتها الا تحول يوم القيامة شجاعا اقرع يتبع صاحبه حيثما ذهب وهو يفر ومنه يقال هذا مالك هذا مالك الذي كنت تبخل به. فاذا رأى انه لابد منه ادخل يده في فيه فجعل كما يقظم الفحل نعم شجاعا اقرأ اي حية تمعط جلد رأسها من كثرة السم الذي فيها تتحول الى يعني شجاعا اقرأ الشجاع ان اقرأ الحية التي تمعط جلد آآ رأسها من آآ من كثرة السم الذي فيها نعم وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا يأتي احدكم يوم القيامة بشاة يحملها على رقبته لها يعار فيقول يا محمد فاقول لا املك لك شيئا قد بلغت ولا يأتي احدكم ببعير يحمله على رقبته على رقبته له رغاء. فيقول يا محمد فاقول لا املك لك ان قد بلغت الحديث اطول من هذا لكن في تعليق عليه ولا لا عندكم تعليق على الحديث مم في الهامش ما في تعليق وهذا وان كان واردا موجود؟ اي نعم وهذا وان كان واردا في الغلول وعقوبته فهو في الزكاة وعقوبته فهو في الزكاة كذلك اذ الجزاء من جنس العمل والله تعالى اعلم اكمل انتهى مؤلفه ايه يعني من كلام المؤلف من كلام المؤلف الان يعني استدرك لان الحديث في الغلول حديث في آآ الغلول والغلول المعروف آآ ومن يغلل يأتي مما غل يوم القيامة لكن يقول بعمومه يفيد ذلك. يفيد بعمومه ذلك نعم قال وفيه عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتاه الله مالا فلم يؤدي زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا اقرع له زبيبتان. زبيبتان آآ واحدة زبيبة قيلا يعني النقطة السوداء فوق العين شجاع اقرع عرفنا معناه وله زبيبتان الزبيبة نقطة آآ السوداء فوق العين نعم يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول انا مالك انا كنزك ثم تلا ولا يحسبن الذين يبخلون انا مالك انا كنزك يعني يعذب بنفس المال يعذب بنفس المال الذي كنزه قالت انا كنزك وعرفنا ان المال لا لا يكون كنزا الا اذا لم تؤدى زكاته اما اذا اديت حتى وان كثر المال فانه لا يعد كنزا لا يعد كنزا بل يعد مالا مباركا ما دام ان انه قد اؤديت زكاته؟ نعم قال رحمه الله تعالى وفيه عن خالد بن اسلم قال خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال اعرابي اخبرني اخبرني عن قول الله تعالى الا والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم قال ابن عمر رضي الله عنهما من كنزهما فلم يؤدي زكاتها فويل له من كنزها فلم يؤدي زكاتها فويل له انما كان هذا قبل ان تنزل الزكاة فلما انزلت جعلها الله تعالى طهرة للاموال جعلها الله طهرة للاموال مثل ما تقدم معنا في الاية الكريمة فهي تطهر المال ولا يصبح الا يصبح كنزا فلا يعذب عليه صاحبه نعم قال رحمه الله تعالى وقد ثبتت البيعة عليها بعد الصلاة كما قال البخاري رحمه الله تعالى باب البيعة على ايتاء الزكاة فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين قال حدثنا ابن نمير قال حدثني ابي قال حدثنا اسماعيل عن قيس قال قال جرير بن عبدالله رضي الله عنه بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم والنصوص فيها كثيرة وفيما تقدم كفاية واما حكم تاركها فان كان منعه انكارا لوجوبها فكافر بالاجماع بعد نصوص الكتاب والسنة. وان كان مقرا بوجوبها وكانوا ولهم شوكة قاتلهم الامام لما في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه. قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واما ان كان الممتنع عن اداء الزكاة فردا من الافراد فاجمعوا على انها تؤخذ منه قهرا. واختلفوا في ذلك في مسائل اختلفوا من ذلك. واختلفوا من ذلك في مسائل احداها وكان ابو بكر رضي الله عنه وكفر من كفر من العرب فقال عمر رضي الله عنه كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. فمن قالها فقد عصم مني فقد عصم مني اله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله عز وجل فقال والله لا اقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فان الزكاة حق المال ولو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. قال عمر رضي الله عنه فوالله ما هو الا ان شرح الله صدر ابي رضي الله عنه فعرفت انه الحق وفي رواية فوالله ما هو الا ان رأيت الله قد شرح صدر ابي بكر للقتال فعلمت انه الحق وهذا الذي استنبطه ابو بكر رضي الله عنه مصرح به في منطوق الاحاديث الصحيحة المرفوعة كحديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله عز وجل وغيره من الاحاديث وقد جهز النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لغزو بني المصطلق حين بلغه انهم منعوا الزكاة ولم يكن ما بلغه عنهم حقا فروى الامام احمد قال حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا عيسى ابن قال الا ولم يكن ما بلغه عنهم حقا لان رسول رسول الله الذي بعثه اليهم لا يجدي منهم الزكاة رجع في اثناء الطريق كانه خاف فرجع في اثناء الطريق وقال للنبي صلى الله عليه وسلم انهم منعوا الزكاة فجهز لهم عليه الصلاة والسلام جيشا عليهم خالد ابن الوليد رضي الله عنه نعم فروى الامام احمد قال حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا عيسى ابن دينار. قال حدثني ابي انه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي رضي الله عنه يقول قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني الى الاسلام فدخلت فيه واقررت به ودعاني الى كاتف اقررت بها وقلت يا رسول الله ارجع اليهم فادعوهم الى الاسلام واداء الزكاة. قال ودعاني الى الزكاة لهذا يفيد ان مثل ايضا حديث معاذ الذي الذي تقدم في بعثه الى اليمن ان هذه الزكاة المفروظة مما يبادر بدعوة من يسلم اليه ان هذه فريضة عظيمة جدا من من يسلم اول ما يدعى الى الاسلام نفسه التوحيد والاخلاص وافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ثم من بعد ذلك الصلاة ثم من بعد ذلك الزكاة نعم وقلت يا رسول الله ارجع اليهم فادعوهم الى الاسلام واداء الزكاة. فمن استجاب لي جمعت زكاته وترسل الي يا رسول الله رسولا ابان كذا وكذا ليأتيك بما جمعت من الزكاة. فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ ابان الذي اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبعث اليه احتبس عليه الرسول ولم يأته. وظن الحارث انه قد انه قد حدث فيه سخطة من الله تعالى ورسوله ورسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بصلوات قومه فقال لهم اعيان القوم نعم فقال لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وقت لي وقتا يرسل الي رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة. وليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلف ولا ارى حبس رسوله الا من سخطة. فانطلقوا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا من حكمته وعقله نعم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة الى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة فلما ان صار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق. اي خاف فرجع حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان الحارث قد منعني الزكاة واراد قتلي فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث البعث الى الحارث رضي الله عنه واقبل الحارث باصحابه حتى اذا استقبل البعث وفصل عن المدينة لقيهم الحارث فقالوا هذا الحارث فلما غشيهم قال له الى من بعثتم؟ قالوا اليك. قال ولما؟ قالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث اليك الوليد بن عقبة فزعم انك منعته الزكاة واردت قتله. قال رضي الله عنه لا والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ما رأيته بتة ولا اتاني فلما دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اخذ منهم صدقاتهم ولم يرى منهم الا الطاعة والخير. فانصرف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبره الخبر فانزل الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا الاية منعت الزكاة واردت قتل رسولي؟ قال رضي الله عنه لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا اتاني ولا اقبلت الا حين علي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم خشيت ان يكون كانت سخطة من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم قال افنزلت الحجرات يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. الى قوله حكيم ورواه ابن ابي حاتم عن المنذر بن شاذان التمار عن محمد بن سابق به رواه الطبراني من حديث محمد بن سابق به وقال ابن جرير رحمه الله تعالى حدثنا ابو كريب قال حدثنا جعفر بن عون عن موسى بن عبيدة عن ثابت مولى ام سلمة رضي الله عنها قالت بعث رسول الله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا في صدقات بني المصطلق بعد الوقيعة. فسمع بذلك القول فتلقوه يعظمون امر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فحدثه الشيطان انهم يريدون قتله قالت فرجع الى الله صلى الله عليه وسلم فقال ان بني المصطلق قد منعوني صدقاتهم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قالت فبلغ القوم رجوع فبلغ القوم رجوعه فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فصفوا له حين الظهر فقالوا نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله. بعثت الينا رجلا مصدقا فسررنا بذلك وقرت به اعيننا ثم انه رجع من بعض الطريق فخشينا ان يكون ذلك غضبا من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم. فلم يزالوا يكلمون حتى جاء بلال فاذن بصلاة العصر. قالت ونزلت يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الاية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن ابي معيط الى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات. وانهم لما اتاهم الخبر فرحوا وخرجوا يتلقونه رجع الوليد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان بني المصطلق قد منعوا الصدقة فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك غضبا شديدا فبينما هو يحدث نفسه ان يغزوهم اذ اتاه الوفد فقالوا يا رسول الله انا حدثنا ان رسولك رجع من نصف الطريق وانا خشينا ان ما رده كتاب جاء منك لغضب غضبته علينا. وانا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم. وان النبي صلى الله عليه وسلم وان النبي صلى الله عليه وسلم استغشهم وهم بهم فانزل الله تبارك وتعالى عذرهم في الكتاب فقال يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا الى اخر الاية وقال مجاهد وقتادة ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد ابن عقبة الى بني المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالصدقة فرجع فقال ان بني المصطلق قد جمعت لك لتقاتلك زاد قتادة وانهم قد ارتدوا عن الاسلام. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه اليهم. وامره ان ثبت ولا يعجل يتثبت وامره ان يتثبت ولا يعجل فانطلق حتى اتاهم ليلا فبعث عيونه. فلما جاءوا اخبروا خالدا رضي الله عنه انهم بالاسلام وسمعوا اذانهم وصلاتهم. فلما اصبحوا اتاهم خالد رضي الله عنه فرأى الذي يعجبه. فرجع الى رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم فاخبره الخبر فانزل الله تعالى هذه الاية انتهى من تفسير الحجرات لابن كثير رحمه الله تعالى. نعم يعني هذا الجمع للروايات كله نقله رحمه الله تعالى من تفسير الامام بن كثير نعم قال وذكر البغوي رحمه الله تعالى نحو حديث ابن عباس رضي الله عنهما وفيه فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ان يغزوه فبلغ القوم رجوعه فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله سمعنا برسولك فخرجنا ها هو نكرمه ونؤدي اليه ما قبلناه من حق الله تعالى فبدا له في الرجوع فخشينا انه انما رده من الطريق كتاب جاءك منه لغضب لغضب غضبته علينا؟ انما رده وانما رده من الطريق كتاب جاءه منك نعم. لغضب غضبته علينا. وانا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله. صلى الله عليه وسلم. فاتهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث خالد بن الوليد اليهم خفية في عسكر وامره ان يخفي ان يخفي عليهم قدوم قومه. وقال له انظر فان رأيت منهم ما يدل على ايمانهم فخذ منهم زكاة اموالهم. وان لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما يستعمل في الكفار. ففعل ذلك خالد ووافاهم فسمع منهم اذان صلاتي المغرب والعشاء هل يكفر هل يكفر ام لا؟ فقال عبدالله بن شقيق كان اصحاب رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون من الاعمال شيئا تركه كفر الا الصلاة. وقال ابو ايوب السختياني ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه. وذهب الى هذا القول جماعة من السلف والخلف. وهو قول ابن المبارك واحمد واسحاق وحكى اسحاق عليها اجماع اهل العلم. وقال محمد بن نصر المروزي رحمه الله تعالى وهو قول جمهور اهل الحديث فذهب طائفة منهم الى ان من ترك شيئا من الاركان الاسلام الخمس عمدا انه كافر وروي ذلك عن سعيد بن جبير ونافع والحكم وهو رواية عن الامام احمد اختارها طائفة من اصحابه. وهو قول ابن حبيب من المالكية وخرج الدار قطني وغيره من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله الحج في كل عام؟ قال لو قلت نعم لوجب عليكم وما اطقتموه ولو تركتموه لكفرتم وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان تارك الزكاة ليس بمسلم وعن احمد رواية ان ترك الصلاة والزكاة كفر دون الصيام والحج وقال ابن عيينة المرجئة سموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم وليس سواء لان ركوب المحارم متعمدا من غير استحلال المعصية. وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر كفر وبيان ذلك في امر ابليس وعلماء اليهود الذين اقروا ببعث النبي صلى الله عليه وسلم بلسانهم ولم يعملوا بشرائعه المسألة الثانية هل يقتل ام لا الاول هو المشهور عن احمد؟ المسألة المتقدمة هل يكفر او لا؟ فيها خلاف مثل ما اشار اه رحمه الله تعالى فيها خلاف يعني من لم يؤدي الزكاة تهاونا اما يعني اذا كان عن جحود فهذا واضح الامر فيه او ان له شوكة ومنع ويقاتل دون اداء الزكاة فابو بكر رضي الله عنه قاتلهم وسمي ذلك القتال قتال المرتدين وينعي الزكاة واما اذا كان تهاونا فهذا فيه خلاف بين اهل العلم لكن ما تقدم في الحديث آآ قال اذ فيرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار فان كان كافرا لا سبيل له اصلا الى فالجنة ولهذا الاظهر الله تعالى اعلم انه اذا كان تهاونا فانه ذنب عظيم وفسق وكبيرة من عظائم الذنوب نعم قال رحمه الله تعالى المسألة الثانية هل يقتل ام لا؟ الاول هو المشهور عن احمد رحمه الله. ويستدل له بحديث ابن عمر رضي الله عنهما ما امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. الحديث والثاني لا يقتل وهو قول مالك والشافعي ورواية عن احمد رحمه الله الله تعالى وروى لكائي من طريق مؤمل قال حدثنا حماد بن زيد عن عمر بن مالك النكري عن ابي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنه ولا احسبه الا رفعه. قال عرى الاسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن اسس الاسلام. شهادة ان لا اله الا الله والصلاة رمضان من ترك منهن واحدة فهو بها كافر ويحل دمه وتجده كثير المال لم يحج فلا يزال بذلك كافرا ولا يحل بذلك دمه وتجده كثير المال ولا يزكي فلا يزال بذلك كافرا ولا يحل دمه ورواه قتيبة بن سعيد عن حماد بن زيد مرفوعا مختصرا. ورواه سعيد بن زيد اخو حماد بن زيد عن عمر بن مالك بهذا الاسناد مرفوعا وقال من ترك منهن واحدة يعني الثلاثة الاول فهو بالله كافر ولا يقبل منه صرف ولا عدل. وقد حل دمه وماله ولم يذكر ما بعده المسألة الثالثة لمن يرى لمن لم يرى قتله هل ينكل باخذ شيء من ماله مع الزكاة وقد روي في خصوص المسألة حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده رضي الله عنه قال قال رسول الله يؤخذ بقدر زائد تنكيلا يؤخذ منه قدر زائد من ماله على الزكاة ويكون هذا من باب التنكيل به آآ عدم اعطائه واخراجه الزكاة نعم قال وقد روي في خصوص المسألة حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل في كل سائمة ابل في اربعين بنت لبون لا تفرق ابن عن حسابها من اعطاها متجرا بها فله اجرها ومن منعها فان اخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا لا يحل لالم محمد منها شيء رواه احمد وابو داوود والنسائي وصححها الحاكم وعلق الشافعي القول به على ثبوته فانه قال لا يثبته اهل العلم بالحديث ولو ثبت لقلنا به. نعم على قاعدة رحمه الله لو صح الحديث فهو مذهبي والحديث مختلف فيه يعني من اهل العلم من يحسنه ومنهم من يظعف الحديث ومن يحسنه قد يكون تحسينا له بالشواهد لان الاسناد الذي عند ابي داوود مرسل لكن من يحسنه قد يكون تحسينه له ما له من من شواهد نسأل الله ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا