انما الكلام اذا رأينا قولا للصحابي في مسألة ليس فيها نص ولا اجماع فهل يقال به او لا؟ هذه مسألة كبيرة ينبني على الاختلاف فيها اختلاف في كثير من الاحكام ومن احسن من الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه العظيم اعلام الموقعين وقد بحثها مبحثا بحثها واطال النفس فيها. وذكر الادلة التي تدل على كل قول فذكر ادلة من قال ان قول الصحابي ليس بحجة وادلة من قال انه حجة ثم خلص الى ان قول الصحابي حجة لكن شروط قال وقد دل على ذلك قرابة ستة ستة وستة واربعون دليلا تدل على ان قول الصحابي حجة بعضها به وبعضها ليس مسلما فيه. لكن من ذلك قول الله عز وجل والذين اتبعوهم باحسان. فاثنى الله على من اتبع الصحابة باحسان وفي هذا دليل على الاحتجاج بقولهم وقوله عليه الصلاة والسلام خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فالصحابة خير القرون علما واعتقادا وعبادة واخلاقا ورائا فقولهم خير الاقوال واراؤهم احسن الاراء. اذا هم اقرب الى الصواب من غيرهم. كما قال ابن عمر من كان مستنفرا فليستن بمن قد مات اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الامة ابرها قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا ولم يزل اهل العلم في كل عصر ومصر يحتجون باقوال الصحابة لكن منهم من يحتج بها على انها دليل بذاتها ومنهم من يستأنس بها والحاصل ان قول الصحابي ليس بحجة على القول الجديد عند الشافعي الذي نقله المؤلف رحمه الله. وهو حجة على القول القديم وبهذا قال كثير من اهل العلم هو قول جمهور اهل العلم منهم مالك واحمد وابو حنيفة والقول القديم للشافعي رحمه الله تعالى ان قول الصحابي حجة