وعن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اجلال الله تعالى اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه. واكرام ذي السلطان المقسط. حديث حسن رواه ابو داوود وعن عامر ابن شعيب عن ابيه عن جده رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا. حديث صحيح رواه ابو داوود والترمذي. وقال الترمذي حديث سنن صحيح. وفي رواية ابي داوود حق كبيرنا. وعن ميمونة بن ابي شبيب رحمه الله ان عائشة رضي الله عنها مر بها سائل فاعطته كسرة ومر بها رجل عليه ثياب وهيثة فاقعدته فاكل فقيل لها في فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انزلوا الناس منازلهم. رواه ابو داوود. لكن قال ميمون لم يدرك عائشة وقد ذكره مسلم في اول صحيحه تعليقا فقال وذكر عن عائشة رضي الله عنها قالت امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ننزل الناس منازلهم. وذكره الحاكم ابو عبد الله في كتابه معرفة فتى علوم الحديث وقال هو حديث صحيح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد. فهذه الاحاديث الثلاثة التي قبلها انه ينبغي اكرام الشيب على المسلم او حامل القرآن واهل العلم وهكذا رحمة الصغير وتوقير الكبير واكرام السلطان واقصد كل هذا مما جاءت به الشريعة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ليس منا ان من اجلال الله اكراما للشيبة المسلم وحامل القرآن غير جاء فيه والجافين. واكرام السلطان المقسط يعني العادل وبالاصل الاخر ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا وفي حديث عائشة عنها رضي الله عنها وفي اسناده انقطاع النبي عليه السلام قال انزلوا الناس منازلهم وادلة الشرعية تدل على هذا المعنى فان الناس منازلهم من عالم له حقه وشيخ القبيلة فرئيس القوم له حقه والصغير له حقه هو حامل القرآن وطالب العلم له حقه وكبير السن بالنسبة الى الصغير وهكذا انزال الناس منازلهم فالمؤمن يعرف من كل ذي حق حقه ولا يجفو ما يستحقه عدم الجفاء بل ينظر في من اجل الناس حتى يعطى كل حتى يعطي كل ذي حق حقه من باب انزال الناس منازلهم. فاذا كان الذي ترده اللقمة واللقمتان اعطاه. واذا كان من ذوي للشراب وللهيبة ينزل منزلته يدعى ويكرم في البيت او في المحل المناسب حتى يقدم له ما يحتاجه من غداء او عشاء او نحو ذلك. والمقصود من هذا كله ان مؤمن ينزل الناس منازلهم ولا يجعلهم على حد سواء في اكرامهم وتقديرهم بل على حسب مراتبهم في الدين ومراتبهم في كبر السن ومراتبه في منازلهم الشرعية فالقاضي له حقه والعالم له حقه والسلطان له حقه. والامير له حقه والشيخ كبير السن له حقه والوالد له حقه. والاخ الكبير له حقه والجار له حقه وهكذا كل واحد كل انسان وطاء حقه المناسب له حسب ما جاءت به الشريعة فوفق الله الجميع