المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وعن ابي ذر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع اربع اصابع الا فيه ملك ساجد لله تعالى. ولو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. وما تلذذتم بالنساء على الفرش خرجتم الى الصعدات تجأرون الى الله عز وجل. رواه الترمذي وقال حديث حسن. قوله صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه هذا الحديث دليل على عظمة الله وعظمة سلطانه وكثرة الملائكة واشتغالهم في كل اوقاتهم بالعبادات والخضوع لله تعالى. فهم على سعة السماوات وعظمها قد ملأوها حتى لم يبقى فيه موضع الا هو معمور بهم والاطيط صوت الرحل اذا ثقل عليه الراكب او الحمل. فالسماوات من كثرة الملائكة الذين عليها قطت ويحق لها ان وقال تعالى عن الملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون. وقال تعالى ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحون وله يسجدون. ثم خوفهم صلى الله عليه وسلم هذا التخويف العظيم. فقال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم الى الصعدات تجأرون الى الله عز وجل. فأبهم صلى الله عليه وسلم الشرط فدل على انها المعلومات التي توجب هذه الاثار وذلك كالعلم بعظمة الله وكبريائه وشدة عقابه وما اعد للعاصين من العذاب والنكال والنبي صلى الله عليه وسلم وان كان يعلم هذه الامور لكن لقوته وكماله وقدرته على اداء الحقوق لا يمنعه هذا العلم من القيام بحقوق الخلق والتلذذ بالنساء. اما امته فلضعفهم وعجزهم عن تحمل هذا المعلوم الذي اشار اليه صلى الله عليه وسلم فمن رحمة الله بهم انه لم يظهر لهم من عظمته وشدة عقابه الا بقدر ما يتحملون. وبقدر ما يحصل به المقصود منهم حيث لا يشغلهم عن القيام بمصالح دينهم ودنياهم. وهذا من نعمته وحكمته. ويقارب هذا انه صلى الله عليه وسلم كان يواصل وينهى امته عن الوصال ويقول ايكم مثلي اني ابيت عند ربي يطعمني ويسقيني