بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اقرأ يا بني اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وان اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم اه ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون اذكروا العهد المؤكد الذي اخذناه عليكم في التوراة من تحريم اراقة بعضكم دماء بعض. وتحريم اخراج بعضكم بعضا من ديارهم ثم اعترفتم بما اخذناه عليكم من عهد بذلك وانتم تشهدون على صحته. ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم تخرجون فريقا منكم من ديارهم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم وسارة فادوهم وان ياتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب فما الله بغافل عما تعملون. ثم انتم تخالفون هذا العهد فيقتل بعضكم بعضا. وتخرجون فريقا منكم من ديارهم مستعينين عليهم بالاعداء ظلما وعدوانا. واذا جاؤوكم اسرى في ايدي الاعداء في دفع الفدية لتخليصهم من اسرهم مع ان اخراجهم من ديارهم محرم عليكم. فكيف تؤمنون ببعض ما في التوراة من وجوب فداء الاسرى وتكفرون ببعض ما فيها من صيانة الدماء ومنع اخراج بعظكم بعظا من ديارهم فليس للذي يفعل ذلك منكم جزاء الا الذل والمهانة في الحياة الدنيا واما في الاخرة فانه يرد الى اشد العذاب وليس الله بغافل عما تعملون بل هو مطلع عليه وسيجازيكم به اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون اولئك الذين استبدلوا الحياة الدنيا بالاخرة ايثارا للفاني على الباقي فلا يخفف عنهم العذاب في الاخرة وليس لهم ناصر ينصرهم يومئذ ولقد اتينا موسى الكتاب من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس. افكل ما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم. ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ولقد اتينا موسى التوراة واتبعناه برسل من بعده على اثره واتينا عيسى ابن مريم الايات الواضحة المبينة لصدقه كاحياء الموتى وابراء الاكمه والابرص وقويناه بالملك جبريل افكلما جاءكم يا بني اسرائيل رسول من عند الله بما لا يوافق اهوائكم. استكبرتم على الحق وتعاليتم على رسل الله ففريقا منهم تكذبون وفريقا تقتلون وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون لقد كانت حجة اليهود في عدم اتباع محمد صلى الله عليه وسلم قولهم ان قلوبنا مغلفة لا يصل اليها شيء مما تقول ولا تفهمه وليس الحال كما زعم بل طردهم الله من رحمته بكفرهم فلا يؤمنون ابدا. من فوائد الآيات من اعظم الكتب الايمان ببعض ما انزل الله والكفر ببعضه لان فاعل ذلك قد جعل الهه هواه. عظم ما بلغه اليهود من العناد باع الهوى والتلاعب بما انزل الله تعالى فضل الله ورحمته بخلقه حيث تابع عليهم ارسال الرسل وانزال الكتب لهدايتهم للرشاد ان الله يعاقب المعرضين عن الهدى المعاندين لاوامره على قلوبهم وطردهم من رحمته فلا يهتدون الى الحق ولا يعملون به اسأل الله ان يجعلنا جميعا ممن يقرأ الكتاب فيفهمه ويعمل به. وان يجعلنا جميعا ممن يقرأ سنة النبي صلى الله عليه وسلم يحفظها فيتفهمها فيعمل بها. واسأل الله ان يجعلنا جميعا ممن يبث الوحيين لامتي الدعوة والاجابة فان الله سبحانه وتعالى قد انزل كتابه رحمة بعباده وجعل سنة النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين اجمعين. فمن بث الوحيين بث رحمة الله تعالى ومن منع الوحيين فقد منع رحمة الله ولذا كان العالم يستحق ان يدعو له من في السماوات ومن في الارض لانه يبث رحمة الله واما كاتم العلم فقد استحق اللعنة لانه منع رحمة الله فيا عباد الله تعلموا هذا العلم الذي هو الرحمة وبثوه الى الخلائق اجمعين. ونوعوا حقائقكم في بث العلم والدعوة فان هذه الوسائل الحديثة حجة علينا ان لم نؤدي حقها فاعملوا لاداءها فيما يكون حجة لكم عند الله. هذا وبالله التوفيق وصلى الله الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته