وعن ابي يحيى صهيب ابن سنان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمنين ان امره كله له خير. وليس ذلك لاحد الا للمؤمن. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم. وعن انس رضي الله عنه قال لما ثقل النبي صلى الله الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب. فقالت فاطمة رضي الله عنها ابتاه فقال على ابيك كرب بعد اليوم. فلما مات قالت يا ابتاه اجاب ربا دعاه. يا ابت جنة الفردوس مأواه. يا ابتاه الى جبريل ننعى فلما دفن قالت فاطمة رضي الله عنها عطابة انفسكم من تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب رواه البخاري وعن ابي زيد اسامة ابن زيد ابن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه وابن حبه رضي الله عنهما قال ارسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم ان ابني قد احتضر فاشهدناه فارسل يقرئ السلام ويقول ان لله ما اخذ وله ما اعطاه وكل شيء عنده باجل مسمى فلتصبر ولتحتسب. فارسلت تقسم عليه ليأتينها. فقام ومعه سعد بن عبادة. ومعاذ بن جبل وابي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال رضي الله عنهم فرفع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي فاقعده في حجره ونفسه تقعقع ففاضت عيناه. فقال سعد يا رسول الله ما هذا؟ فقال هذه رحمة جعلها الله تعالى في بعباده. وفي رواية في قلوب من شاء من عباده. وانما يرحم الله من عباده الرحمات اه متفق عليه. بالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها فيها الحث على الصبر والاحتساب عند المصائب ومن الواجب على كل مؤمن ومؤمنة ان المصيبة الصبر وعدم الجشع هذه امور كتبها الله وقدرها لا حيلة فيها الواجب عند المصيبة الصبر وعند النعمة الشكر وهذه دار الابتلاء والامتحان ولهذا يقول جل وعلا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ويقول سبحانه واصبروا ان الله مع الصابرين ويقول لنبيه عليه الصلاة واصبر وما صبرك الا بالله فالمؤمن لابد يبتلى في نفسه في اولاده في اقاربه تراثا في طردان للمسلمين لابد من الصبر ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وان اصابته شر او شكر خير فكان خير له. هذا هكذا مؤمن صبور عند البلاء شكور عند الرخاء والصبر عند البلاء كونه يكف لسانه عما لا ينبغي ويخف الجوارح عما لا ينبغي ويكون قلبه مطمئن منشرح لا جزعا هذا الصبر. اما الجزع فلا يرد عن صاحبه شيء لاثم ولا بلا فائدة. شق الثوب الاطبخ قد صياح النياحة منكر ولا ينفع يأثم ولا ينفعه ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخلق من ضرب الخلود او شق الجوع او دعا بدعوة جهل الله ويقول صلى الله عليه وسلم انا بريء من الصادقة والحالقة فقط الصادقة التي ترفع صوتها عند مصيبة والحالقة تحلق شعرها عند المصيبة واشتقت تشق ثوبها عند المصيبة واخذ على النساء عند البيعة الا الا يلحن على امواتهن ولما اشتد به الكرب عند موته عليه الصلاة والسلام اصابه شدة عند الموت عليه الصلاة والسلام. وكان يضع يده في الماء ثم يرفعها ويقول ان للموت لسكر عليه الصلاة والسلام فلما رأت ذلك فاطمة قالت رب ابتاه يعني ما شدة هربته؟ فقال صلى الله عليه وسلم ليس على ابيك كرب بعد اليوم يعني نهاية الكرب الدنيا ما عند الموت من الشدة وبعدها المؤمن في راحة في قبره وبعد ذلك في جنة. فما يقع من الشدة عند الموت تكفر به الخطايا ترفع به الدرجات وليس على المنكر بعد ذلك وقالت يا وابتى اجاب رب الدعاوى المقصود ان من باب التوجه وابتنى توجع مما اصابه عليه الصلاة والسلام ثم قالت جنة الفردوس والمقصود ان هذا مما يسلي المؤمن ويعزيه والمؤمن ليس عليه كرب بعد اليوم نهاية كرب المؤمن عند الموت سواء له ثم له الراحة في قبره وفي دار كرامته في الجنة هذه نهاية المؤمن وفي حديثه الثالث ان احدى بناته صلى الله عليه وسلم دعته للحضور عندها لاجل مرض ابنها وقد اصابه فدعت اباها ان يحضر حتى يطمئنه يسليهم ويعزيهم فقال للمبعوث عند رسوله قل لها ان تصبر ولتحتسب فان لله ما اخذ وله ما اعطى. وكل شيء عنده باجل مسمى. فلتصبر وتحتسب فردت عليه مندوبها تقسم عليه وتقول انه يحصل عليه الصلاة والسلام لما عندها من شدة بسبب مرض الولد فقام صلى الله عليه وسلم اليها واجابها هذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم وعنايتي باهله ورحمته لهم عليه الصلاة والسلام. لما اقسمت اجابها قام اليها عليه الصلاة والسلام وقام معه جماعة من الصحابة عبادة وعاذ بن جبل بن كعب جماعة سامح بن زيد فحضروا عندها قدموا له الصبي عليه الصلاة والسلام فاذا نفسه ترى عند الخروج قد احتضن نفسه قد قربت الخروج يعني الموت فلما رأى ما به من الشدة وقم بخروج روحه بكى عليه الصلاة والسلام دمعت عيناه فقال له سعد بن عبادة احد الحاضرين يا رسول الله ما هذا؟ يعني ما هذا البكاء؟ قال انما في رحمة وانما يرحم الله من عباده الرحماء يكون الانسان يبكي عند الموت بدم العين لا بأس لا حرج هذا من الرحمة والله يرحم الرحمان سبحانه وتعالى. ولهذا لما مات ابنه ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي الرب وان بفراقك يا ابراهيم لمحزونون دم العين وحزن القلب لا يظر انما المنهي عنه رفع الصوت الصراخ والصياح وشق الثوب لطم الخد هذا المنيع عنه اما كون العين تدمع عندها مصيبة لا حرج في ذلك. وفق الله