الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد. فلا زلنا فيما اورده المصنف رحمه الله من الاحاديث والدلالات الدالة على اهمية الوصاية بكتاب الله عز وجل الذي هو اصل من اصول الايمان من حيث انه مصدر الايمان وهو دليل الايمان وهو فكلام الله عز وجل فنبدأ حيث كنا قد وقفنا على حديث ابي الدرداء رضي الله تعالى عنه. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين يا رب العالمين قال شيخ الاسلام قال شيخ اسامة رحمه الله تعالى عن ابي الدرداء رضي عنه مرفوعا ما احل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية. فاقبلوا من الله عافيته فان الله لم يكن لم يكن لينسى شيئا ثم تلى وما كان ربك نسيا. رواه البزار ابن ابي حاتم والطبراني. قوله رحمه الله في هذا الحديث ما احل الله في كتابه فهو حلال. وما حرم فهو حرام. وهنا ينبغي للمسلم ان يدرك ان التحليل والتحريم حق الله عز وجل. فليس لاحد ان يحلل او يحرم من تلقاء نفسه. او من قياس عقله او من الفه وعرفه فان الحلال ما احله الله. والحرام ما حرمه الله. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ما احل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام ربما اقول ربما ان بعض من يزعم انه قرآني يستدل بمثل هذا الحديث على انكار المحرمات في السنة او انكار ما احله الله في السنة وهذا الاستدلال باطل. فان معنى هذا الحديث ما احل الله في كتابه فهو حلال خبر لا يقتضي الحصر لم يقل ما حل الله في كتابه فهو حلال وان ما في احاديثه فليس بحلال ولا حرام ما قال هذا الكلام وانما هذا خبر ان الحلال ما كان في كتاب الله. والحرام ما كان في كتاب الله عز وجل ومن هنا ندرك ان المقصود من هذا الخبر ان التحليل والتحريم امران خبريان التحليل والتحريم امران خبريان. وهذا رد على المعتزلة الذين زعموا ان التحليل والتحريم امران عقليان فصاروا يحلون بعقولهم ويحرمون بعقولهم ورب العزة جل جلاله يقول ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب. ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحه فالافتاء بالعقول المجردة وبالاعراف التي الفها الناس وبالقياسات التي سار عليها الاهواء الافتاء في التحليل والتحريم بذاك من اسباب الضلال عياذا بالله تبارك وتعالى. وقد ذكر الله هذا في القرآن في معرض بيانه لاسباب ضلال النصارى. قال اتخذوا احبارهم اربابا من دون الله ومر معنا ان الارباب لماذا كانوا اربابا وصاروا اربابا؟ لانهم اذا احلوا شيئا قبلوا قولهم. واذا حرموا شيء قبلوا قولهم فما احل الله في كتابه فهو حلال. ويدخل في الكتاب وهو مفرد مضاف يدخل فيه ما جاء في الوحي السنة وما حرم فهو حرام. ولهذا قال الاصوليون ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لا يحرم شيئا من تلقاء نفسه ولا يحلل شيئا من تلقاء نفسه. وان حرم شيئا من المباحات عاتبه الله عز وجل كما في اية التحريم لما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريما خاصا وليس عاما اي على نفسه لا على امتي شرب العسل في بيت زينب. قال الله له يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم. فهذا الذي وقع من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم انما هو تشريع اراد الله ان يبين لنا كيفية حل الايمان. قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم فينبغي على المسلم ان يعلم ان الذي يحلل هو الله وان الذي يحرم هو الله واما الرسل فهم مبلغون. واما العلماء فهم انما يؤدون ما علموا. ليس الا. ولهذا قال وما عنه فهو عافية وفي بعض الالفاظ وما سكت عنه فهو عفو. ومعنى فهو عافية اي فهو من الامور التي تجلب لكم العافية في النفس والعافية في البدن وهي المباحات فصارت الاقسام من حيث التحليل والتحريم ثلاثة اقسام. قسم احله الله من الذوات والمطعومات والمأكولات والمشروبات والموصوفات وقسم حرمه الله عز وجل من تلكم الاشياء وقسم لم فيه حل ولا حرمة فهو المعفو عنه فهو الذي فيه العافية وهو المباح. ولذلك قال وما سكت عنه فهو عافية لكم وكلمة عافية فاعلة من العفو وهو امر زائد تركه الله لكم حتى لا تظيق انفسكم ولذلك قال العلماء رحمهم الله المباحات من باب توسعة الشريعة عن الامة المباحات انما هي من باب التوسعة على الامة. ولهذا الله سبحانه وتعالى جعل لنا في مباحاتي سعتك وجعل لنا في المباحات يسارا. ولهذا الذي يقول والله كل شيء حرام وحلال غلط كلامه غلط لماذا كلامه غلط؟ لانه لو تأمل في الموجودات وفيما حوله من المنافع والمأكولات والمشروبات لوجد ان المباحات اكثر من المحرمات. وان المباحات التي اباحها الله سبحانه وتعالى هي نافعة. ولذلك جاء في هذا الحديث فهو عافية وفي بعض الفاظ فهو عفوا ومعنى عفوا يعني فظل من الله سبحانه وتعالى. قد قال جمع من الاصوليين ان الاشياء توصف في ذواتها بانها حلال او حرام. وفي اوصافها بانها حلال وحرام فالميتة توصف بانها حرام. والخنزير حرام. والكلب اكرمكم الله حرام. والحمار الاهلي حرام وهكذا فهذه من الاشياء المحرمة بالنص الصريح في الكتاب والسنة والحلال منه ما هو منصوص عليه. منه ما هو منصوص عليه مثل قوله جل وعلا يحل لهم ومثل قوله جل وعلا واحل لكم ما وراء ذلكم. ومثل قوله جل وعلا فاذا حللتم فاصطادوا فهذه اشياء من المباحات التي احلها الله سبحانه وتعالى نصا واما من قال من المتكلمين الذين زاغوا عن طريق الايمان الصحيح انه ليس هناك حلال وحرام في ذاته وانما الحرام والحرام الحلال والحرام وصفان عارضان فهذا كلام غير صحيح. ثم قال صلى الله عليه وسلم فاقبلوا من الله عافيته. اي لا تحرموا المباحات. لا تحرموا ما سكت الله عنه. ولهذا ايها اخوة عقد بعض العلماء مبحثا لطيفا ايهما اشد اثما الذي يحلل الحرام ولا الذي يحرم الحلال فالجمهور من العلماء ان الذي يحلل الحرام اشد اثما من الذي يحرم الحلال وذاك لان تحريم الحرام ربما يعتريه بعض الشبه اما تحليل الحلال تحريم الحلال فلا تعتريه الشبه كما قاله بعضهم. ولهذا فان من الشيطان يحرص اشد الحرص ان يجعل المتكلم بالفتيا ان يحرم ما احله الله ولهذا فان الله سبحانه وتعالى انكر على من كان هذا صنيعه في صريح قوله تعالى قل من حرمته تالله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل من حرم زينة الله التي اخرجها لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة. قال فاقبلوا من الله عافيته. ولهذا ينبغي على الانسان ان يدرك ان الاخذ بالحلال الصريح الاخذ بالحلال الصريح عزيم والبعد عن الحرام الصريح هذه سلامة. والتوسعة في المباحات امر مباح لكن لا ينبغي للانسان ان يحرم ما احله الله. ثم علل النبي صلى الله عليه وسلم امره بان نقبل من الله عافيته فقال فان الله لم يكن لينسى شيئا النسيان هو نوع من انواع الجهالات الطارئة على العلم. والله سبحانه وتعالى عليم. وعالم وعلام فما دام انه سبحانه وتعالى العليم وهو علام الغيوب وهو عالم الغيب. فاذا لا يمكن ان ينسى. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فان الله لم يكن لينسى شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي تفيد العموم ثم اي النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى وما كان ربك نسيا وفي الاية الاخرى قال جل وعلا لا يضل ربي ولا ينسى لان النسيان من الامور المخالفة للعلم ولهذا ايها الاخوة ينبغي على الانسان ان يدرك وان يؤمن ايمانا جازما ان ربه سبحانه وتعالى عليم علما عظيما من لا يطرأ عليه غفلة ولا نسيان ولا جهل ولا ضلال ولا خطأ ولا ولا الى اخره. فان قال قائل فان الله سبحانه وتعالى قال في محكم التنزيل فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم يظن بعض الناس اذا قرأ القرآن ان الله هنا نسي. وهذا خطأ عظيم. سببه فقرنا للغة العرب وعدم علمنا بلغة التنزيه. فان الانساء هنا بمعنى التأخير. فذوقوا وبما نسيتم وهم انما كان نسيانهم انساء. فاذا قال لنا قائل هل الله عز وجل ينشئ نقول نعم ينسي الامر يؤخره ولذلك الله سبحانه وتعالى يمهل بعض الظالمين ولكن لا يهمل جل في علاه. نحن نرى في الواقع العملي ظالم فلان مثل هتلر قتل ملايين البشر ومات وبعدين اين حقوق هؤلاء المظلومين الذين قتلهم؟ يسألهم الله يوم القيامة ولا يضيع حقوقهم اذا لا بد ان ندرك ان الانسان غير النسيان انا نسيناكم اي انا اخرناكم وهذا كثير في لغة العرب ان النسيان يأتي بمعنى ويأتي بمعنى النسيان الذي هو نوع من انواع الجهل. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ضرب الله مثلا صراط مستقيما فعلى وعلى جنبتي الساط سوران فيهما ابواب مفتحة وعلى الابواب ستور مرخاة وعند رأس الصراط داع يقول استقيموا على الصراط وتعجوا فوق ذلك داع يدعو كل ما هم عبد ان يفتح شيئا تلك من تلك الابواب قال ويحك لا تفتحه فانك ان تفتحه ثم فسر ثم فسر ثم فسره فاخبرن فاخبرن الصراط هو الاسلام وان وان الابواب مفتحة محارم الله وان السطور مرخاة حدود الله وان الداعي على رأس الصراط هو القرآن وان الداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن زينة ورواه احمد والترمذي وعن النواس بن سمعان بنحوه. هذا الحديث ايضا يدلنا ايها الاخوة على اهمية ان ينتبه الانسان لداعي الله عز وجل ان يفتح قلبه للقرآن فانه انما يأمره بالخير وينهاه عن الشر وهو يدعوه الى ما فيه زيادة الايمان والثبات عليه حديث ابن مسعود ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ضرب الله مثلا صراطا مستقيم الصراط المستقيم الصراط هو الطريق الذي لا عوج فيه. فلما قال المستقيم افادنا معنى ثانيا احنا في كل ركعة من ركعات صلاتنا نقول اهدنا الصراط المستقيم صح طيب يا عمر اذا كان الصراط معناه الطريق السوي. فما الفائدة من المستقيم يظن بعض المفسرين ان هذا من باب التكرار. وليس الامر كذلك فان الصراط اذا كان طريقا سويا فهو نفى عنه الاعوجاج الذي يكون يمنة او يسرة لكنه لا ينفي عنه الانحناء الذي يكون منحدرا ومنخفضا ومرتفعا فلما قال صراطا مستقيما افاد لا فائدتين الاول انه ليس فيه انحناءات يمنة ويسرى والثاني ليس فيه منخفضات ومرتفعات هذه فائدة من ذكر او من وصف الصراط بالمستقيم. ولهذا جاء قال عز وجل عن ارض القيامة لا ترى فيها عوجا ولا امتى هذه فائدة عظيمة. ضرب الله مثلا صراط مستقيما. ما فيه آآ يعني اعوجاج يمنة انا ويسرى ولا فيه منخفضات ومرتفعات. طريق سوي. وعلى جنبتي الصراط سوراق. جلب اه الجانب من الشيء طرفه على طرف الصراط يمين الصراط يسار الصراط سوران. يعني هذا الطريق وهنا سور وهنا سور. هذا مثال عظيم ايها الاخوة. سوران فيهما ابواب مفتحة يعني وهو ماشي على الطريق سيجد ابواب مفتحة على اليمين وابواب مفتحة على اليسار وهذا واظح وجلي لكل سالك سلك الطريق الى الله سبحانه وتعالى. وعلى الابواب ستور مرخى الابواب ليست مغلقة لكن عليها سطور بحيث ان الذي ينظر امامه ولا يخطئ هدفه لن يرى ما الذي وراء الستر لكن الذي يعتريه الفضول يؤخر السطور فيقع في المحظور. هذه مصيبة عظيمة لكثير من قال سوران فيهما ابواب مفتحة. وعلى الابواب سطور مرخى. وعند رأس الصراط. وعند رأس الصراط اي طرفه الذي هو ينظر اليه وهو ابعد او منتهى وعند رأس الصراط داع يقول ولذلك ذكر ابن الجوزي رحمه الله عن رجل من الفجار انه كان عظيم اللهف بالمحرمات فتجملت له زوجته وتلقبت واذا به يتعرض لها امام الناس في السوق. طيب هي زوجتك في البيت استقيموا على الصراط استقيموا على الصراط يعني لا تلتفتوا عنه يمنة ويسرى الى هذه الابواب المفتحة. هذا مثل اللوحات اللي كاتبين لكم وانت تبي تروح مكة كاتبين لك الطريق الى مكة الطريق الى مكة سيدا الطريق الى مكة سيدا فلو ان احدا من الناس اخذ اليمين او اخذ الشمال اما ان يضل عن طريق مكة بالكلية واما ان يضل ثم يهتدي بعد بالسؤال والتوبة والاوبة واما انه يتأخر عن الناس يحصل للناس هذه الامور قال الداعي على الصراط في منتهى الصراط عند رأس الصراط داع يقول استقيموا على الصراط وحقيقة الاستقامة حقيقة الاستقامة كما قال ابن القيم رحمه الله وغيره الاستقامة استقامتان استقامة القلب استقامة البدن واستقامة القلب سلامته من الاغيار ونظره الى الواحد القهار واستقامة البدن طاعته وبعده عن المحرمات. استقيموا على الصراط اي قلبا وقالبا ظاهرا وباطنا ولا تعوج لا تلتفتوا الى ما على اليمين من الابواب المفتحة التي سطورها مرخاة ولا على اليسار وفوق ذلك داع يدعو. كلما هم عبد ان يفتح شيئا من تلك الابواب ماذا يقول؟ ويحك! لا تفتحه فانك ان تفتحه تلج. يعني المؤمن الذي معه القرآن هو يمشي على الصراط يجد انه حينما يريد او يهم مجرد الهم وهو امر قلبي واذا الانسان اراد وهم عبد ما ان يفتح شيئا من تلك الابواب بابعاد الستور والنظر الى ما وراءها فما الذي يحصل له؟ يجد يجد آآ كلاما من الداعي الذي فوقه ما الداء الذي فوق المؤمن هو القرآن؟ قال ويحك لا تفتحه فانك ان تفتحه تلج ثم فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذا المثل الذي يعني ضربه الله سبحانه وتعالى للمؤمن في هذه الحياة الدنيا فقال فاخبر ان الصراط هو الاسلام. فالذي ينحرف عن الاسلام يقع لابد في ابواب غضب الله عز وجل او في ابواب الظلام. ما في الابواب التي على اليمين وعلى اليسار وعلى الاسوار يمنة ويسرة هي ابواب سبب غضب الله واسباب الضلالة عن صراط الله ولهذا المسلم في كل ركعة من ركعات الصلاة يقول اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولذلك ايها الاخوة ينبغي الانسان يدرك ان الصراط هو الاسلام وان الابواب المفتحة محارم الله ومحارم الله هي المحرمات التي حرمها الله سبحانه وتعالى. وما من عبد يقول ما من عبد يقع في محرم الا سببه الى هذه الابواب المفتوحة وابعاد هذه السطور المرخاة ثم بعد ذلك يلج ويجد نفسه في المهلكة عياذا بالله قال وان الستور المرخاء حدود الله تعالى. الله حد للانسان وبين هذا مباح مباح مباح انتبه حرام مباح مباح مباح انتبه حرام. لا تتعدى سبحان الله ما من شيء يشبع رغبة الانسان النفسية ورغبة الانسان شهوة الانسان البدنية الا وفيه من المباحات الله به علي يجد الانسان ميلة الى الشهوة شهوة الفرج اباح الله له الزواج اباح الله له التسري يجد الانسان ميلا الى ان انواع الشراب فاباح الله انواعا من المشروبات وحرم عليهما الخمر يجد الانسان في شهوة البطن المأكولات اباح الله له انواعا من المأكولات وحرم عليه اشياء من هذه المأكولات. فاذا نظر يجد ان حدود الله سبحانه وتعالى بين الانسان وبين حدود الله ومحارم الله مفاوز ما الذي يجعل الانسان يأتي اليها هو اللي حبه للفظول تطلعه الى ما وراء الستور عياذا بالله تبارك وتعالى وان الداعي على رأس الصراط هو القرآن وان الداعي من فوقك هو واعد الله في قلب كل مؤمن فالقرآن ينادينا لذلك اورد الامام هذا الحديث فان في قراءته وتدبره وتمعنه والعمل به من اعظم سماع من اعظم اسباب سماع صوت القرآن ولذلك بعض الناس يدخل في تلك الابواب المشرعة يمنة الصراط او يسرة الصراط ولا يسمع صوته ولا يجد حتى من واعظ الله في قلبه لا يجد شيئا. ما السبب؟ السبب انه بعيد عن القرآن. السبب ان قلبه في غفل وفي قفل فانى له ان يسمع. قال وان الداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن وهذا الواعظ قد يسميه بعظ العلماء اه النفوس المطمئنة النفوس الاوابة النفوس توابا فانها تلوم الانسان النفوس اللوامة. اما النفوس الخبيثة عياذا بالله البعيدة عن كتاب الله عز وجل فهي لا تحس بهذه الامور البتة. بل انها تصل الى مرحلة لا تتلذذ بالمباحات وتتلذذ بالمحرمات فلما كشفت نقابها واذا به فوجئ بالامر هذه النفوس هي النفوس الخبيثة. النفوس الخبيثة التي ابتعدت عن كتاب الله عز وجل. تدنست واصبحت النفوس لا تعرف لو ما ولا اوبة ولا توبة. نسأل الله السلامة والعافية. وهذا الحديث دليل على اهمية ان يلتصق المؤمن بالقرآن حتى يسمع صوته ويجد نداءه ويعرف دلالاته وارشاداته وهداياته فيعرف كيف يسير في وان وقع منه زلة كيف يقوم وان وقع منه هفوة كيف اه يعني يرجع فهذا كله له بفظل من الله نسأل الله عز وجل ان يجعل القرآن العظيم داعيا لنا وان يجعل قلوبنا واعظة نعم حديث عائشة احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها قالت ابتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي ينزل عليك الكتاب من محكمات هن ام الكتاب. فقرأ الى قوله وما يذكر الا اولوا الالباب. قالت قال فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. متفق عليه. سبب ايراد المصنف لهذا الحديث في كتاب اصول الايمان وفي باب الوصية القرآن ان نحذر من الذين يجادلوننا بالمتشابهات وجوب الحذر من الذين يجادلون بالمتشابهات فانت تعرف ان القرآن الكريم فيه ايات متشابهات. والله سبحانه وتعالى جعل اصل القرآن وامه وعظمه المحكمات ولذلك الايات المتشابهة بالنسبة للايات المحكمة هي نادرة وقليلة وهذا التشابه الذي هو نادر وقليل هو تشابه نسبي انما يتشابه عند من قل علمه او من قل او من قل او من اه تلطخ علمه بالهوى او بالمنطق او بالفلسفة او بالذوق والوجد عياذا بالله لله تعالى. والا فان الراسخين في العلم يعلمون كلا من عند الله ولذلك لا يشكل عليهم الامر الايات المحكمات هن ام الكتاب. واخر متشابهة فالمؤمن ماذا يعمل؟ كما جاء في حديث علي رضي الله عنه. والصحيح انه موقوف يعمل بمحكمه. ويكل امر متشابه الى الله عز وجل مثلا يأتي انسان ويجادل في اه السمع والطاعة لولي الامر بقوله جل وعلا مثلا كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف لا بد ان نأمر بالمعروف طيب الان اية واظحة ان المقصود الامر بالمعروف لكن هل ها هنا الكلام معناه انك ما تسمع وتطيع لولي الامر؟ هذا منين جابوه؟ جابه من راسه فجعل الاية من المتشابهات فحينئذ ماذا يفعل العبد المؤمن بالقرآن يخاطبه بالمحكمات من القرآن. يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فلذلك الذين في قلوبهم زيغ ماذا يفعلون؟ تأملوا هذه الاية في ال عمران واما الذين في قلوبهم نزيغ فيتبعون ما تشابه منه. ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. لاحظوا الان ان الايات المحكمات هن ام الكتاب واخر واخر مو اخر واخر اي بمعنى ايات قليلة مؤخرة في الاستدلال واخر ايات قليلة مؤخرة في الاستدلال وليست مؤخرة في كونها من الله كل من عند الله عز وجل واخر متشابهة. فاما الذين في قلوبهم زيغ هنا نص في ان الذين في قلوبهم زيغ هم الذين يتبعون المتشائم هم الذين يتبعون المتشابه. وعلامة ذلك انهم يجعلون الايات المحكمات يستدلون بها في غير مواردها ويجعلونها من المتشابهات مثال ذلك يأتي انسان ويقول الله ليس رحيما ولا عليما ولا سميعا ولا لم يا عبد الله؟ قال لان الله يقول ليس كمثله شيء. لو قلنا سميع عليم رحيم صار مثل البشر. البشر يوصفون بانه سميع عليم رحيم الان جعل الاية المحكمة عند العلماء استدل بها في غير موضعها فصارت من المتشابهات. ولهذا قال الامام احمد رحمه الله في رده على الجهمية قال واستدل بايات متشابهات مثل قوله ليس كمثله شيء. هذه لا ليست متشابهات عند السلف ولا عند الراسخين في العلم ولا عند الامام احمد فكيف صارت بالمتشابهات؟ لانه استدل بها في غير موظعها فصار عند العوام من المتشابهات والعالم يعلم ان المعنى ليس كمثله شيء ها تقول له كمل كمل الاية وهو السميع البصير خلاص انتهى بطل قول الذي يعني افترى على الله وعلى رسوله ولزلك الله سبحانه وتعالى يقول فاما الذين في قلوبهم زيغ وتأمل كلمة الزيغ من هنا ندرك لماذا السلف سموا اهل الاهواء باهل الزيغ؟ لماذا يسمونهم اهل الزيغ؟ لان قلوبهم زاغت عن الحق قلوبهم زاغت عن الحق اما بغلو واما بجفاء ماذا يفعلون؟ فيتبعون ما تشابه منه. لماذا صار الان بحسب المقاصد صاروا الى صنفين ابتغاء الفتنة وابتغاء التوحيد فصار اهل الزيد واهل البدع قسمان. قسم يريدون الفتنة بالمسلمين يريدون ايقاع الاختلافات الدينية يريدون ايقاع الاختلافات الدنيوية يريدون تفرقة المسلمين يريدون تشكيك في دينهم ولذلك يستدلون بالايات المتشابهات حتى اه اه يقل اه مكانة القرآن في قلوب حتى تقل مكانة القرآن في قلوب المؤمنين فهم يتبعون هذه المتشابهات ابتغاء الفتنة وهذا قسم من الناس وهم الزنادقة. ولذلك لما يقول العلماء ان الزنادق لا توبة له لماذا؟ لانهم يريدون افساد الدين وافساد دنيا المسلمين وقسم اخر وابتغاء تأويله. قسم اخر ليس مقصودهم ايجاد التفرقة الدينية بين المسلمين. ولا ايجاد تفرقة الدنيوية بين المسلمين ولا مقصودهم تشكيك المسلمين بدينهم لكنهم لحبهم ما يسمى استعلاء العلمي يريدون ان يتجاوزوا طريقة السلف فيريدون تأويلا لكل شيء بحسب عقولهم فيقعون في الضلالات عياذا بالله تبارك وتعالى. وهذه الاية عظيمة ايها الاخوة لذلك قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي قال عنه المصنف متفق عليه فيعني من حيث الاصل وهذا لفظ مسلم فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله كيف سمى الله؟ سمى الله بالوصف جيش يريدون الفتنة يريدون التأويل فلماذا انتم تتبعونهم؟ وتتركون العلماء الذين يأتون بالمحكمات في واحدة من الناس يقول اخي العلماء ما يجيبون شيء جديد. ايه لو جابوا لك شيء جديد ما صاروا علماء. صاروا هم مثل اهل اللهوات. العايل لازم ما يجيب لك شيء جديد انما يقول لك ما قاله من سلف لو جاب لك شي جديد ما هو عالم يقول لك قال الله قال الرسول قال الله قال الرسول قال الصحابة ما في شي اذا جاب لك شيء جديد حاله هو من حال اهل البدع الاخرين ولذلك اليوم نرى الناس لماذا يلتفتون على بعض الناس؟ لانهم اتوا باشياء جديدة فالناس يحبون الاشياء الجديدة والله فلان عنده اشياء ما وجدتها عند احد. ايه. هو يفرح بها يظنها شيء زين. لا هو مو زين اذا رأيت انسان يأتي بشيء لم يأتي به الاوائل كما يقول احدهم مفتخرا اني اتي بما لم يأتي به الاوائل فاعلم انه من اهل ان لم يكن حالا فمآله الى ذلك لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال فاولئك الذين سمى الله سمى الله بالوصف والوصف يسمى عند العرب تسميته تقول سميت فلانا يعني وصفته فاحذروهم فاحذروهم اي احذروا المتبعين المتشابهات من اهل الزيت ولذلك جاء في رواية في صحيح البخاري قال فاياكم واياكم. فاياكم وان يكونوا على جانب منهم وهذا الحديث يدل على وجوب الحذر من اهل البدع الذين يتبعون القرآن والمتشابه به. ولهذا قال الامام آآ الائمة رحمهم الله ان اهل البدع اذا جاؤوكم بالمتشابهات فأتوهم بالسنن كما قال عمر رضي الله عنه وغيره. نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا يمينه وعن شماله وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه وقرأ. وان هذا صراطي مستقيما ولا تتبعوا السبل فتضرعوا بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. رواه احمد والدارمي والنسائي. الحديث الاول الذي مضى معنا ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ذاك الحديث المقصود من المثل به هو حال المؤمن مع المحال واما هذا الحديث خط النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال هذا سبيل الله يعني خط هكذا خطا وقد خطه العلامة اه ابن حجر رحمه الله على جنب على جانب شرحه لهذا الحديث خط هكذا خطا مستقيما كما خط النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثم خط خطوطا عن يميني هكذا وعن ماله هكذا وقال صلى الله عليه وسلم هذا سبيل الله. وفي بعض الروايات انه صلى الله عليه وسلم وظع العصا على الرب المستقيم قال وقال هذه سبل يعني التي على اليمين والتي على الشمال قال هذه سبل وعلى كل سبيل منها شيطان شيطان نكرة عم الشيطان الانسي وعم الشيطان الجني والشياطين او شياطين الانس قد يلبسون لباس الانس فيزينون للناس الخبث وهذا كثير. وينبغي على الانسان ان يحذر فليس كل من رأيته على صورة انسان وتعمم ولبس لباس العلم وتدكتر فتظن انه عالم ربما يكون شيطان وانت لا تدري فينبغي للانسان ان يعلم ان هناك شياطين يدعون الى هذه السبل ولذلك قال صلى الله عليه وسلم وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه. وقال هذا سبيل الله ثم تلى قوله جل وعلا في سورة الانعام وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وهو يقول المفسرون انما افرد الصراط افردوا هذا ها هذا يشار الى المفرد ولا الى الجمع؟ هم. المفرد. وان هذا صراطي مستقيما. فاتبعوه. دل على ان طريق الله واحد الطريق الموصل الى الجنة طريق واحد. منذ ان انزل الله واهبط الله ادم بل منذ ان خلق الله الخليقة الملائكة من قبل والجان ثم الانس والى قيام الساعة طريق الله واحد لا يختلف ابدا لا يختلف. لذلك الذي امن به ادم ونوح وابراهيم وموسى هو الذي نؤمن به نحن. مسائل الايمان لا تختلف مسائل الايمان لا اختلاف فيها فهم يؤمنون بجميع الرسل ونحن نؤمن بجميع الرسل هم يؤمنون بان في اخر الزمان دجال نحن نؤمن بان في اخر الزمان دجال ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله الا وانذر قومه المسيح الدجال. نوح فمن بعده؟ قد يقول قائل لماذا نوح ينذر قومه المسيح الدجال؟ هذه مسألة عقدية لا بد ان يؤمنوا بها ولهذا قالوا ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ثم قال ولا تتبعوا السبل جمع قال شيخنا ابو زكريا رحمه الله ان الله عز وجل كلما ذكر وسبيله افرد وكلما ذكر الطرق والسبل جمع لان الاهواء ليست متوافقة والعقول ليست متآلفة فالاهواء متناثرة والعقول مختلفة. ولذلك هي سب كل واحد يقول انا طريقتي وانا حزبي وانا جماعتي وانا الفي وعرفي كل واحد يقدم ما يريد. فاهل الهند يقولون طريقتنا في الفلسفة اجر واهل السند يقولون طريقتنا في الفلسفة اجود في فلسفة فهم العالم واهل اليونان يقولون فلسفتنا في فهم العالم اجود. واهل الرومان يقول فلسفتنا اجمل. واهل حوران يقول فلسفة اجود فلا يمكن ان يكون هناك شيء يجمعهم. بل ان اهل الديانات كل دين يدعو ويزعم ان دينه اجود. ولهذا قال عز بل قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم. سواء يعني عدل. ما فيها تميز لنا ولا لكم اليهودية فيها تميز يقول عزير منا سامية احنا النصرانية فيها تميز يقولون عيسى ابن الله وكذا وكذا وكذا فلذلك كل واحد منهم يكفر الثاني. الله جل وعلا يقول كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا اشرك به شيئا ولا يتخذ بعظنا بعظا اربابا من دونه. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلم. هنا قال ولا تتبعوا السوء والذي يجمع الطرق الذي يجمع الطرق من حيث المصدر هي ثلاثة العقول فبعض الطرق مصادرها العقل. والاهواء التي هي الاذواق النفسية والوجدية فبعض الطرق مصادرها ما تجدها في اذواقها واوجادها ورياظاتها الثالث الاعراف والتقاليد وهي الشبهة الملعونة التي قال عنها الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله الشبهة الملعونة انا وجدنا ابانا على امة وانا على اثارهم مهتدون. هذا حالهم ولو كان اباءكم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون اما من حيث ان هذه السبل متناحرة فهذا ظاهر للعياء. فما من صاحب عقل اثنين يجتمعان في مكان الا ويختلفان على المسائل وكذلك من اصحاب الاهواء يختلفون واصحاب الاعراف يختلفون فلذلك الله سبحانه وتعالى افرد صراطه وسبيله وجمع الطرق الغوية والسبل الردية. ومثل هذا قوله جل وعلا الله ولي الذين امنوا. يخرجهم من الظلمات الى النور. فجمع الظلمات ووحد النور. والذين كفروا اولياءهم الطاغوت يخرجونهم من النور اللي هو الطريق الواحد الى الظلمات لانها مختلفة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان الناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكتبون من التواطي فذكروا ذلك رسول الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان احمق الحمق واضل الضلالة قوم رغبوا عما جاء به نبيهم اليهم الى نبي غير نبي والى امة غير امتهم ثم انزل الله ولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون رواه اسماعيل في معجمه وابن مردويه. هذا الحديث دليل على ان المؤمن يجب عليه ان يستغني بمائدة القرآن عن موائد الكتب المنزلة السابقة لانها لم تبقى بل غيرت وحرفت وزيدت ونقصت ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى بعض الصحابة يكتبون من التوراة ما هو موافق لما عندنا وذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم واصل هذا الحديث الذي رواه الاسماعيلي في معجمه وابن مردوية طبعا اسماعيل هو مستخرج على الصحيح اصل الحديث في الصحيح من قصة عمر رضي الله عنه قال كان رجل من اليهود فدفع اليه صحيفة فقرأت ما فيه فاتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعني عمر وجد فيه ما يوافق ما عندنا. فقال فقال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم هذه صحيفة من التوراة فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا قال فالقاها عمر وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ابو تهو يكون فيها تشكون في هذا المنزل؟ والله لقد جئتكم بها بيضاء نقية وهنا قال صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الذين كتبوا شيء من التوراة ان احمق الحمق اي اعظمه واضل الضلالة قوم رغبوا عما جاء به نبيهم الى غير نبيهم اليهم الى نبي غير نبيهم يعني ان الانسان يترك ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ويذهب وينظر ما الذي قاله نبي الله ما الذي انزل على نبي الله داود في الزبور. ليش؟ القرآن ما يكفيك او ينظر الى ما قاله آآ ما جاء في الانجيل او في التوراة واشد من هذا ما نراه اليوم من التفات الناس الى ترك ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. هم. والنظر الى الفلسفات الشرقية والغربية والانبهار بالرأسمالية والشيوعية والاشتراكية والانشغال بقصص اه بيدبا والف ليلة وليلة وقصص شيكسبير ونحوها والادب الفرنسي والادب الانجليزي وكانه ما عندنا شيء سبحان الله العظيم هذا من احمق الحب واظل الضلالة قوم رغبوا عما جاء به نبيهم اليهم الى نبي غير نبيهم والى امة غير امتهم مع الحالة انا نعلم علم اليقين ان الانبياء السابقين كما قال صلى الله عليه وسلم وكان النبي يبعث الى قومه خاصة ها ومصداقه في القرآن واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم اليكم ومن ضلالات النصارى تعميمهم لدينهم واليهود حينما يقولون نحن لا ندعو الى ديننا هم صادقون. لان موسى عليه السلام لم يكن دينه دينا عاما على الصحيح من اقوال اهل العلم ومما يؤكد هذا المعنى انه لم يذهب لا الى جزيرة العرب ولا الى اليمن ليدعوا الناس. ولو كانت ولو كان دينه دينا عامة لوجب عليه ان يرسل رسالة على الاقل ان لم يكن الذهاب كما فعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فانه صلى الله عليه وسلم لما لم يمكنه الذهاب شرقا وغربا بعث الرسائل شرقا وغربا هذا غير امر عجيب كيف تترك الدين العام الى دين غير دين خاص؟ ثم انزل الله ولم يكفهم انا عليك الكتاب يتلى عليهم بلى والله يكفينا هذا الكتاب الذي نتلوه كانه نزل بالامس ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون قد يقول قائل ان ان الله سبحانه وتعالى امر نبيه في بعض الاشياء في بعض المواضع من القرآن ان يسأل اهل الكتاب مثل قوله جل وعلا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. بالبينات والزهد على قول من يقول انها عامة ومثل قوله جل وعلا فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك فالجواب انه ليس المقصود ان نسألهم عما في ديننا وانما المقصود ان نسألهم ما افتراه المشركون من قولهم لم يبعث الله نبيا. فنسأل اهل الكتاب هل بعث الله نبيا او لا؟ سيقولون نعم. فاليهود يقولون بعث الله موسى. نقول اسمعوا ايها المشركون ما يقوله اهل الكتاب نقول للنصارى هل بعث الله موسى؟ او لا على الاقل هم يعترفون بنبوة موسى؟ فيقولون نعم. فنقول للمشركين اسمعوا يا من تنكرون النبوات والرسالات ماذا يقول النصارى؟ يقولون النبوات ورسالات حق حتى لا ننفرد نحن باثبات هذا الشيء. هذا هو المقصود فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك. وليس المقصود اننا نسألهم عما في ديننا هذا امر لا يجوز. لان في دينهم اشياء خاصة بهم. من الاحكام العملية ولذلك قال جل وعلا ولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم نقول والله يكفيهم وبعض الناس اليوم مع الاسف الشديد تجد انه يخترع من عند نفسه طرقا في الدعوة الى الله عز وجل. فصار يدعو الى الناس يدعو الناس بالاناشيد او يدعو الناس بالمسلسلات او يدعو الناس بطرق بدعية محدثة كالرقص في المساجد وظرب الدف ونحو ذلك مع ان الله سبحانه وتعالى يقول وذكر بالقرآن من يخاف بعيد. من يخاف وعيد الواجب على الانسان ان يكتفي بالقرآن. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله بن ثابت بن الحارث الانصاري رضي الله عنه قال دخل عمر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فيه مواضع من التوراة فقال هذه اصبتها مع رجل من اهل الكتاب اعرضها عليك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيرا شديدا لم ومثله قط فقال عبد الله بن حارث عمر رضي الله عنهما اما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لظللتم انا حظكم من النبي من النبيين وانتم حظي من الامم رواه عبد الرزاق بن سعد والحاكم في الكنى. هذا الحديث الذي اشرت اليه قبل ان اصله في الصحيحين وهذا اللفظ رواه عبد الرزاق في مصنفه وابن سعد الطبقات والحاكم في الكنى. وفيه فائدة عظيمة وهو ان الانسان يجب عليه ان يقول رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. فان هذا القول سبب لان يفرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشرح به صدره وتكون مؤمنا بالله عز وجل. ثم قال عليه الصلاة والسلام لو نزل موسى وفي صحيح قال لو لو انكم اتبعتم موسى ابن عمران وتركتموني لضللتم هنا قال لو نزل موسى اي ابن عمران فاتبعتموه مع ان موسى ابن عمران كليم الله كليم الله لكن لنقرأ قول الله جل وعلا واذا اخذنا من واذا اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم فتؤمنن به ولتنصرنه. قال اقربتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقربنا. اذا الله جل وعلا اخذ من الانبياء عهدا انهم اذا بعثهم الله وانزل عليهم الكتاب ثم جاءهم رسول وهو محمد صلى الله عليه وسلم مصدق لما معهم انهم يتبعونه فكيف نحن اذا نترك النبي صلى الله عليه وسلم ونتبع ما يقال انه منزل على موسى ولا نعرف حقيقة لان كل الموجودة بين ايدي الناس مما يقال انها منزلة ليس هناك اسناد ثابت لكن من حيث العموم نحن نجزم ان ان الله انزل التوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم وموسى لان مصداقه في القرآن. قال الله عز وجل وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء. قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى تجعلونه قراطيس تبدونه وتخفونه كثيرا فاذا نحن يجب علينا ان نتبع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. فاذا كان لا يجوز لنا ان نتبع كليم الله موسى فكيف لاناس يزعمون الديانة ويزعمون الرياسة الدينية يزعمون الامامة في الدين ثم بعد ذلك يتبعون اقوال ارسطو وافلاطون ويجهلون الثورة الفرنسية قدوة لهم ويجعلون الفلسفة الهندية امامهم كانهم لا يعلمون ان الله انزل علينا مائدة تامة اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام النبي صلى الله عليه وسلم يقول فاتبعتموه وتركتموه لضللتم انا حظكم من النبيين وانتم حظي من الامم. نحمد الله على هذا الحظ. ونشكر الله على ما اولانا من النعمة فان من اعظم الفخر ان يقول الانسان انا عبد الله. ومن اعظم انواع الشرف ان يقول الانسان اني تابع لاحمد صلى الله عليه وسلم اللهم صلي ونكتفي بهذا القدر نسأل الله جل وعلا يثبتنا واياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وان يردنا حوض محمد صلى الله عليه وسلم وان يسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين