بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم الدرس الثالث عشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه من تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد نواصل الحديث معكم ايها الاخوة المستمعون في موضوع الاحاديث القدسية ونورد في حلقتنا هذه الحديث الذي رواه ابو داوود وصححه فصححه الحاكم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا ثالث الشريكين ما لم يكن احدهما صاحبا فاذا حان خرجت من بينهما الشركة بفتح الشين وكسر الراء وبكسر الشين مع سكون الراء هي لغة الاختلاط وشرعا اجتماع في استحقاق او تصرف الشركة في الاستحقاق هي ما يسمى بشركة الاملاك كثبوت ملك في عقار بين اثنين فاكثر بارث ونحوه او الاشتراك في استحقاق منفعة شيء دون عينه واما شركة التصرف وهي ما يسمى بشركة العقود امعناها ان يتم الاتفاق بين اثنين فاكثر على الاشتراك في التصرف من بيع ونحوه وهي خمسة انواع احدها شركة عنان وهي ان يشترك اثنان فاكثر بالمال والعمل ويكون لكل شريك قسط من الربح مشاع معلوم والثاني شركة المضاربة وهي وهي ان يكون المال من شخص والعمل من شخص اخر بان يدفع ما له لمن يتجر به ببعض ربحه والثالث والثالث شركة الوجوه وهي ان يشترك اثنان فاكثر على ان يشتري في ذمتيهما من غير ان يكون لهما مال فما ربحاه فهو بينهما على من شرطاه والرابع شركة الابدان ولا يشترك اثنان فاكثر فيما يكتسبان بابدانهما من صناعة وحرفة ونحو ذلك فما رزق الله فهو بينهما على ما شرطا والخامس شركة المفاوضة وهي ان يفوض كل منهما الى صاحبه كل تصرف مالي وبدني من انواع الشركة السابقة بيعا وشراء ومضاربة الى غير ذلك من التصرفات الجاهزة والربح على ما شرطا هذه اقسام الشركة حسب ما ذكره فقهاؤنا رحمهم الله وقد جدت في هذا في هذه العصور انواع من الشركات منها ما هو جائز ومنها ما هو محرم فمما هو جائز الشركات المساهمة في المشاريع فشركات الكهرباء والشركات الزراعية وشركات الصناعة الشركات المعمارية ومن ومن الانواع المحرمة شركات التأمين لما فيها من الجهالة والمخاطرة واكل المال بالباطل وكذلك شركات المؤسسات الربوية واما الشركات الخالية من المحاذير الشرعية فهي جائزة بالكتاب والسنة والاجماع قال الله تعالى وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض والخلطاء هم الشركاء ادلت الاية الكريمة على جواز الشركة في الاملاك والعقود وعلى منع ظلم الشريك لشريكه قال تعالى فان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث واما الادلة من السنة المطهرة على جواز الشركة فمنها هذا الحديث الذي نحن بصدد شرحه وايضاحه وهو قوله تعالى فيما يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم انا ثالث الشريكين ومعناه ان الله سبحانه مع الشركاء بتأييده وتوفيقه لهما فيحصل لهم بتلك المعية الخاصة الحفظ والرعاية والامداد وانزال البركة في تجارتهما فدل ذلك على جواز الشركة والترغيب فيها لان الله ثالث الشريكين بنصره وتأييده وتوفيقه ولان الشركة فيها تعاون على الخير والنفع قد قال الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى وهذا الوعد الحق من الله تعالى بانه يكون مع الشريكين اذا توفرت الامانة بينهما والصدق من بعضهما للاخر وكان تعاملهما في الشركة على الوجه المشروع وفي حدود ما اباح الله من وجوه المكاسب فهنا يكون الله معهما بتوفيقه لهما وانزال البركة في تصرفهما وحفظ اموال هذه الشركة من التلف والافات لانها شركة اسست على الصدق والامانة والنزاهة وطيب الاكتساب والنزاهة في التعامل. والله جل وعلا يبارك في هذه الخصال واثارها وينمي المال الذي يأتي عن طريقها كما قال الله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وهذه معية خاصة معناها النصر والتأييد والتوفيق وهناك معية عامة للمحسنين والمسيئين والمؤمنين والكافرين وهي معية الاطلاع والاحاطة والعلم بكل والعلم بكل ما يصدر عن العباد من اعمال واقوال ونيات ومقاصد كما قال تعالى الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم ثم حذر تعالى في اخر الحديث كلا من الشريكين من الخيانة فيما بينهما في اعمال الشركة كأن يسحب احدهما شيئا من غلتها وارباحها ويختصه لنفسه دون علم شريكه او يتصرف تصرفا خاصا لنفسه فقد اشترك في جميع التصرفات او يستغل ممتلكات الشركة في منفعته الخاصة قال تعالى فاذا خان خرجت من بينهما اي اذا حصلت الخيانة من احد الشريكين لشريكه فان الله سبحانه يتخلى عنهما وتنزع البركة من شركتهما ويحل محل ويحل محلها الفشل والافلاس لان الله تعالى اذا تخلى عن هذه الشركة ارتحلت عنها البركة وحل فيها الشيطان وجاءت معه كل الشرور والافات وذلك بسبب الخيانة فالجزاء من جنس العمل فكم من شركات افلست وانهارت وركبت اصحابها الديون والغرامات بسبب الخيانة من احد الشركاء للاخرين اما باكل حقوقهم ظلما وعدوانا واما بعدم التورع عن ادخال الحرام في مال الشركة واما باجمالي ممتلكات الشركة او غير ذلك يا للحديث من الفوائد مشروعية الشركة والحث عليها لان كلا من الشريكين يسعى في غبطة اخيه والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه وفيه حث الشركاء على التزام الامانة فيما بينهم الامانة في تشغيل اعمال الشركة وفي حفظ منتجاتها وممتلكاتها وارباحها واعطاء كل ذي حق حقه وذلك يؤثر على الشركة خيرا وفيه التحذير من الخيانة بين الشركاء وان ذلك يؤثر على الشركة شرا وفشلا وافلاسا وفي الحديث اثبات المعية الخاصة من الله بالشركاء الامناء وانتفاؤها عن الشركاء الخونة وفي الحديث اثبات ان الله سبحانه يتكلم ويقول وهذه الصفة ثابتة في الكتاب والسنة واجماع اهل السنة والجماعة ان الله يتكلم متى شاء بما يشاء كما يشاء على ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى والى الحلقة القادمة باذن الله مع حديث اخر من الاحاديث القدسية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه