بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الثالث عشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد الضيف هذا الدرس هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء والذي سيتولى شرح هذه الدروس طيبة في كتاب التوحيد. اهلا ومرحبا بالشيخ صالح. حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين لما ذكر الشيخ رحمه الله في الابواب السابقة الدعوة الى التوحيد والى شهادة ان لا اله الا الله وذكر فضل التوحيد وما يكفره من الذنوب وذكر ان من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب وذكر الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله ناسب في هذا الباب ان يذكر تفسير التوحيد وبيان معناه هذا التوحيد الذي له هذه الاهمية ما هو لان الذي يدعو الى التوحيد لا بد ان يعرف معنى ما يدعو اليه اما من يدعو الى الاسلام ويرغب في الخير والى اخره ويحذر من الذنوب فهذا ما بنى على اصل يرجع اليه وهو التوحيد توحيد بعض الناس يقول ان التوحيد هو الاقرار بتوحيد الربوبية اذا اقر الانسان بان الله هو الخالق الرازق المحيي المدبر المميت وقد وحد الله عز وجل نقول له هذا نوع من انواع التوحيد وهو توحيد الربوبية ولا يكفي في الدخول في الاسلام. فان المشركين كانوا يقرون بهذا النوع من التوحيد ويعترفون به لا ينكره منهم احد ولم يدخلهم ذلك في الاسلام بل دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قول لا اله الا الله ولما ابوا ان يقولوها قاتلهم استحلت دماءهم واموالهم لانهم ليسوا مسلمين فكيف يقال ان هذا هو التوحيد ومن الناس من يقول التوحيد هو نفي الصفات لان اثبات الصفات شرك كما يقولون فينفون الصفات لئلا يتعدد المعبود كما قال المشركون من قبل لما سمعوا الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله ويقول يا رحمن يا رحيم قالوا هذا يزعم انه يدعو الها واحدا وهو يدعو الهة متعددة فيقول يا الله يا اله يا رحيم انزل الله سبحانه وتعالى ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى ويدعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى فاسماؤه تدل على عظمته ولا تدل على ان له شركاء انما هذا مغالطة يعرفها كل عاقل ولهذا قال جل وعلا لتتلو عليهم الذي انزل اليك وهم يكفرون بالرحمن يكفرون بالرحمن ولما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يكتب الصلح بينه وبين المشركين في الحديبية قال لعلي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا لا واكتب باسمك اللهم فلانهم ينكرون الرحمن الرحيم ويزعمون ان هذا هو التوحيد وهذا هو المسلك الذي سلكه من نفوا الاسماء والصفات وهو ما يسلك باطل وضلال وهو مسلك المشركين من قبل واما توحيد الربوبية فانه هو الذي يركز عليه علماء الكلام فيقولون اذا اثبت العبد ان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر واحد لا شريك له في ذاته ولا شبيه له في صفاته ولا ولا نقول هذا هو توحيد الربوبية ليس هذا هو التوحيد الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام وانما هذا دليل على توحيد الالوهية وبرهان على توحيد الالوهية. فانتم اخذتم الدليل وتركتم المدلول التوحيد الذي جاءت به الرسل هو توحيد الالوهية وهو عبادة الله وحده لا شريك له ولذلك كل رسول يقول لقومه اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا يعبدون فالله بعثهم بهذا بعثهم بتوحيد الالوهية ان لا اله اي لا معبود بحق الا انا هذا هو توحيد وهناك طائفة من الملاحدة من هالوحدة الوجود كابن عربي وغيره يقولون التوحيد هو ان تقول هذا الوجود كله هو الله لا انقسام فيه ولا تعدد هو الله هذا الوجود هذه المخلوقات هي الله تعالى الله عما يقولون ويقولون لمن اه قال ان هناك مخلوقا وخالقا يقولون هذا مشرك لانهم يعتبرون الكون كله هو الله جل وعلا لا انقسام فيه كما يقولون فمن اثبت التعدد في هذا الكون فهو مشرك ومن قال هناك مخلوق وهناك خالق لهذا المخلوق يقولون هذا مشرك نسأل الله العافية فلما اختلفت انظارهم في هذا خصوصا علماء الكلام وعقائد الاشاعرة والمعتزلة فان التوحيد عندهم هو توحيد الربوبية فقط فلذلك كل كتب عقاربهم كلها تدور على توحيد الربوبية اقرأوها ان شئتم اقرأوا الجوهرة اللي يسمونها جوهرة التوحيد ليس فيها ذكر لتوحيد الالوهية ولا للعبادة انما فيها البراهين العقلية على ان الله هو الخالق الرازق المحيي المدبر وهذا كل يعترف به المشرك والموحد انما التوحيد الذي فرق بين الناس الى مؤمنين وكفار او الى موحدين ومشركين هو توحيد الالوهية توحيد الالوهية فينبغي معرفة هذا ولهذا عقد الشيخ رحمه الله هذا الباب المهيب ان الذي يدعو الى التوحيد لابد ان يعرف ما هو التوحيد التاء يدعو اليه على بصيرة وعلى علم ومعرفة. نعم قال الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا كان المشركون يدعون الاولياء والصالحين والملائكة والرسل كانوا يعبدونهم ليقربوهم الى الله زلفى كما يقولون ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. كانوا يعبدون المخلوقين من الملائكة والرسل الاولياء والصالحين ليقربوهم الى الله زلفى كما يزعمون الله جل وعلا رد عليهم وقال ان هؤلاء الذين تدعونهم معي عيسى وعزير والملائكة والاولياء والصالحون كلهم عباد لي يدعونني ويرجونني ويخافون مني فهم عباد ليسوا لا يصلحوا ان يصرف لهم شيء من العبادة الله جل وعلا تحداهم في هذا فقال سبحانه وتعالى اولئك الذين يدعوهم المشركون من الملائكة والرسل والانبياء والاولياء والصالحين اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة يعبدون الله جل وعلا الوسيلة هي العبادة سميت وسيلة لانها تقرب الى الله عز وجل والوسيلة هي القرب وما يقرب الى الشيء يسمى وسيلة اليه فهؤلاء هم بحاجة هم بحاجة الى الله عز وجل يدعون يدعون الله يبتغون الى ربهم الوسيلة اي القرب منه سبحانه وتعالى ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ليس لهم من الامر شيء يخافون من عذاب الله ويرجون رحمة الله ويدعون الله فكيف تتخذونهم الهة مع الله سبحانه ان عذاب ربك كان محظورا عذاب الله يخاف منه سبحانه وتعالى لانه واقع لا محالة سأل سائل بعذاب واقع ليس له دافع فهم يخافون من هذا اولئك الذين يدعون ان يدعوهم المشركون من الملائكة والرسل والاولياء والصالحين يبتغون الى ربهم الوسيلة. هم فقراء محتاجون. يتقربون الى الله بالعبادة فكيف يعبدون مع الله سبحانه وتعالى فهذا هو معنى التوحيد التوحيد هو دعاء الله وعبادته تقربوا اليه سبحانه وتعالى هذا هو التوحيد وترك عبادة ما سواه لقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت هذا معنى لا اله الا الله اعبدوا الله هو معنى الا الله واجتنبوا الطاغوت هو معنى لا اله الا الله الامر واضح في هذا والتوحيد مفسر في القرآن ما يحتاج انا نذهب الى علماء الكلام او الى الصوفية او الى عباد القبور يفسرونه لنا. ناخذ تفسيره من كلام الله من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم نعم وقال تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام دعا قومه لانهم كانوا يعبدون الكواكب وكان ملكهم النمرود كانوا يعبدون الكواكب فابراهيم عليه السلام حاد النمرود الملك لم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك وهو النور ملك الكفرة والمشركين اول ما بدأ به قال ربي الذي يحيي ويميت قال النمرود انا احيي واميت ايش معنى انه يحيي ويميت يقول انه يأتي باثنين يستحقان القاتل فيقتل واحدا ويترك الاخر ثروة احياء وامات وهل هذا يدخل في عقل العاقل هل النمرود يملك الحياة ويملك الموت لكنه فسره بتفسير شاطح كما هو ظاهر إبراهيم لم يلتفت الى هذا دمغه ببرهان لا يستطيع لا يستطيع الخروج منه. قال ان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر الله لا يهدي القوم الظالمين ثم دعا قومه وبدأ بابيه فقال عليه الصلاة والسلام واذ قال ابراهيم لابيه وقومه شوف بدأ بابيه الواجب على الداعية ان يبدأ باقاربه اولا كما قال جل وعلا وانذر عشيرتك الاقربين عند العشيرتك الاقربين فبدأ بابيه كيف يدعوا الناس ويترك اباه اقاربه فيبدأ باقاربه اولا لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. هذا هو تفسير التوحيد البراءة من عبادة غير الله ومن عابديها واخلاص العبادة لله الا الذي فطرني وقوله انني براء هذا معنى لا اله الا الذي فطرني هذا معنى الا الله فهذه الاية فيها معنى لا اله الا الله وفيها تفسير التوحيد نعم وقال تعالى اتخذوا احضارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون اتخذوا اي النصارى واليهود اتخذوا النصارى واليهود احبارهم ورهبانهم. الاحبار علماء اليهود والرهبان عباد النصارى اتخذهم قومهم اربابا من دون الله اربابا من دون الله الكريم لانهم يحللون الحرام فيطيعونهم ويحرمون الحلال فيطيعونهم في ذلك مع ان التشريع حق لله جل وعلا هو الذي يحل الحلال ويحرم الحرام لا احد يحلل ويحرم من عنده فمن حلل او حرم من عنده لقد شارك الله سبحانه وتعالى في التشريع وهذا ما يسمى شرك الطاعة اطاعوهم في ذلك ولهذا لما سمع هذه الاية علي بن حاتم رضي الله تعالى عنه وكان نصرانيا ثم اسلم ما سمع هذه الاية اتخذوا احبارهم وهبانهم من دون الله قال يا رسول الله اننا لسنا نعبده قال اليسوا يحلون الحرام فتحلونه قال بلى قال اليسوا يحلون الحرام فتحلونه؟ قال بلى قال اليس يحرمون الحلال فتحرمونه قال بلى قال فتلك عبادته فالشرك انواع هذا نوع من الشرك وهو الشرك بالطاعة تحليل الحرام وتحريم الحلال لان هذا حق لله عز وجل لا احد يملك ان يحلل ويحرم الا الله جل وعلا. نعم. اه سوف نرجى اه تفسير ما تبقى من هذه الاية الكريمة في باب التوحيد الى الحلقة القادمة باذن الله تعالى شكر الله لفظيلته شيخنا العلامة صالح الفرسان على تفسير هذا الباب من كتاب التوحيد يتجدد اللقاء ان شاء الله في الدرس القادم في الختام تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت عثمان بن عبدالكريم الجويبر الذي هذا الدرس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته