بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان. عدة مائة وخمسة وثلاثون. بسم الله الرحمن رحيم الحمد لله وحده الصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد واله وصحبه وبعد ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد نواصل الحديث في موضوع فقه المواريث ونخص في حديث هذه الحلقة موضوع توريث الاخوة مع الجد وهو موضوع خطير وشائك كان السلف رحمهم الله يتحرجون من الفتوى فيه تحرجا شديدا وذلك لانه لم يرد فيه شيء صريح من الكتاب والسنة وانما مرجعه الى الاجتهاد والنظر والاجتهاد عرظة للخطأ ولهذا قال بعض السلف اجرأكم على قسم الجد اجرؤكم على النار وقال بعضهم من سره ان يقتحم جراثيم جهنم فليقضي بين الجد والاخوة لكن مع هذا لابد من البحث فيه لان مسألته مع الاخوة تقع كثيرا وهي مشكلة لابد لها من حل وقد اجتهد الصحابة رضي الله عنهم في حلها على ما سنذكره من ارائهم في ذلك والمراد بالجد هنا الجد الصحيح الذي لم يدخل في نسبته الى الميت انثى كأبي الاب وابي الجد فان دخل في نسبته الى الميت انثى كابي الام وابي ام الاب لم يرث لانه من ذوي الارحام والمراد بالاخوة هنا الاخوة الاشقاء او الاخوة لاب اما الاخوة الام فلا يردون هنا لانهم محجوبون بالجد اجماع والجد اذا انفرد عن الاخوة ينزل منزلة الاب باجماع اهل العلم فلا يحجبه الا ذكر متوسط بينه وبين الميت كالاب والجد الذي هو اقرب منه قد روى ابو داوود والترمذي وصححه عن عمران ابن حصين رضي الله عنه ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان ابني مات فما لي من ميراثه قال لك السدس فلما ادبر دعاه وقال لك سدس اخر فلما ادبر دعاه فقال ان السدس الاخر طعمة والجد ينزل منزلة الاب الا في حالتي الحالة الاولى ان الامة تأخذ معه الثلث كاملا في المسألتين العمريتين بخلاف الاب فانها تأخذ معه فيهما ثلث الباقي الحالة الثانية اذا اجتمع معه اخوة اشقاء او لاب فقد اختلف في حجبه لهم بخلاف الاب فانه يحجب الاخوة والان ننتقل الى بيان خلاف العلماء في توريث الاخوة مع الجد فنقول اختلف العلماء في ذلك على قولين القول الاول ان الجد يسقط الاخوة كما يسقطهم الاب وبذلك قال جمع من الصحابة منهم ابو بكر الصديق وقال به جمع من التابعين وقال به من الائمة الاربعة ابو حنيفة واحمد بن حنبل في احدى الروايتين عنه واختارها جمع من اصحاب مذهبه منهم شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحم الله الجميع قد استدل اصحاب هذا القول بادلة كثيرة. منها اولا ان الله سمى الجد ابا في قوله تعالى ملة ابيكم ابراهيم وقال يوسف عليه السلام واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحاق ويعقوب ما دام ان الله ان الله سماه ابا فانه يأخذ حكم الاب في الميراث فيحجب الاخوة ثانيا قول النبي صلى الله عليه وسلم الحقوا الفرائض باهلها اما بقي فلاولى رجل ذكر والجد اولى من الاخ فيكون احق بالميراث بدليل انه اذا حصل في المسألة اه عول وتزاحمت الفروض سقط الاخ ولا يسقط الجد بل يفرظ له السدس ثالثا انه اذا كان ابن الابن بمنزلة الابن من غير خلاف فليكن الجد بمنزلة الاب لانه احد طرفي عمود عمود النسب هذا حاصل ادلتهم واهمها والقول الثاني ان الجد لا يحجب الاخوة بل يرثون معه على تفاصيل وخلاف في كيفية توريثهم وبهذا قال جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم علي ابن ابي طالب وابن مسعود وزيد ابن ثابت وقال به من الائمة الاربعة ما لك والشافعي واحمد في الصحيح من مذهبه وابو يوسف ومحمد ابن الحسن من الحنفية واستدلوا بادلة منها اولا ان ميراث الاخوة ثبت بالكتاب فلا يحجبون الا بنص او اجماع او قياس صحيح ولم يوجد شيء من ذلك اذا كانوا مع الجد ثانيا ان الاخوة تساووا مع الجد في الادلاء الى الميت للاب فالجد ابو الاب والاخوة بنو الاب واذا تساووا في الواسطة تساووا في الاستحقاق الى اقيسة ذكروها في هذا الباب يطول بنا الحديث عنها والراجح من القولين هو القول الاول لاعتبارات كثيرة منها قوة ادلته وكثرة من اخذ به من الصحابة حتى قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله جمهور الصحابة موافقون للصديق في ان الجد كالاب يحجب الاخوة وهو مروي عن بضعة عشر من الصحابة انتهى وقال البخاري رحمه الله في صحيحه ولم يذكر ان احدا خالف ابا بكر في زمانه واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرون انتهى ومما يترجح به هذا المذهب ايضا سلامته من التناقض عند التطبيق بخلاف القول الثاني فانه يتناقض عند التطبيق تناقضا عظيما ويختلف اصحابه في كيفية توريث الاخوة مع الجد اختلافا كثيرا وترد عليه اشكالات كثيرة والذي نختم به هذه الحلقة هو الدعاء لجميع علماء المسلمين بالرحمة والرضوان لقاء ما قاموا به في هذه المسألة وغيرها من مسائل العلم من بحث من بحث مستفيض وحل للمشاكل. ونسأل الله لنا التوفيق لسلوك سبيلهم والسير على نهجهم والى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين