باشد العذاب وان كذبوك فاستمر على دعوتك وليس عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء لكل عمله فقل لعملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريئ شيء مما تعملون. كما قال تعالى من عمل صالحا فلنفسه. ومن اساء فعليها تقرير اي ما منهم احد يبدأ الخلق ثم يعيده. وهي اضعف من ذلك واعجز. قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده. من غير مشارك ولا معاون له على ذلك فانى تؤفكون اي تصرفون وتحرفون عن عبادة المنفرد بالابتداء والاعادة الى عبادة من لا يخلق المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي فقل افلا تتقون. اي قل لهؤلاء الذين اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا محتجا عليهم بما اقروا به من توحيد الربوبية على ما انكروه من توحيد الالوهية. من يرزقكم من السماء والارض بانزال الارزاق من السماء واخراج انواعها من الارض وتيسير اسبابها فيها امن يملك السمع والابصار؟ اي من هو الذي خلقهما وهو مالكهما وخصهما بالذكر من باب التنبيه على المفضول بالفاضل. ولكمال شرفهما ونفعهما. ومن يخرج الحي من الميت كاخراج انواع الاشجار نبات من الحبوب والنوى واخراج المؤمن من الكافر. والطائر من البيضة ونحو ذلك. ويخرج الميت من الحي. عكس هذه المذكورة ومن يدبر الامر في العالم العلوي والسفلي وهذا شامل لجميع انواع التدابير الالهية. فانك اذا سألتهم عن ذلك وسيقولون الله لانهم يعترفون بجميع ذلك. وان الله لا شريك له في شيء من المذكورات. فقل لهم الزاما بالحجة افلا الله فتخلصون له العبادة وحده لا شريك له. وتخلعون ما تعبدون من دونه من الانداد والاوثان. فذلكم الله رب فذلك الذي وصف نفسه بما وصفها به. الله ربكم اي المألوه المعبود المحمود. المربي جميع الخلق بالنعم وهو الحق. فماذا بعد الحق الا الضلال. فانه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير لجميع الاشياء. الذي ما بالعباد من نعمة الا منه. ولا يأتي بالحسنات الا ولا يدفع السيئات الا هو ذو الاسماء الحسنى. والصفات الكاملة العظيمة والجلال والاكرام. فانا تصرفون عن لمن هذا وصفه الى عبادة الذي ليس له من وجوده الا العدم. ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فليس له من الملك مثقال ذرة ولا شركة لهم بوجه من الوجوه. ولا يشفع عند الله الا باذنه. فتبا لمن اشرك به. وويحا لمن كفر به لقد عدموا عقولهم بعد ان عدموا اديانهم. بل فقدوا دنياهم واخراهم. ولهذا قال تعالى عنهم كذلك حق كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون بعدما اراهم الله من الايات البينات والبراهين النيرات ما فيه عبرة لاولي الالباب وموعظة للمتقين وهدى للعالمين يقول تعالى مبينا عجز الهة المشركين وعدم اتصافها فيما يوجب اتخاذها الهة مع الله. قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ان يبتديه ثم يعيده؟ وهذا استفهام بمعنى النفي شيئا وهم يخلقون قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق ببيانه وارشاده او بالهامه وتوفيقه؟ قل الله وحده يهدي للحق بالادلة البراهين وبالالهام والتوفيق والاعانة على سلوك اقوم طريق امن لا يهدي اي لا يهتدي الا ان يهدى. بعدم علمه ولضلاله. وهي شركاؤهم التي لا تهدي ولا تهتدي الا ان تهدى فما لكم كيف تحكمون؟ اي شيء جعلكم تحكمون هذا الحكم الباطل؟ بصحة عبادة احد مع الله بعد ظهور في الحجة والبرهان انه لا يستحق العبادة الا الله وحده فاذا تبين انه ليس في الهتهم التي يعبدون مع الله اوصافا معنوية. ولا اوصافا فعلية تقتضي ان تعبد مع الله. بل هي متصفة بالنقائص الموجبة لبطلان الهيتها. فلاي شيء جعلت مع الله الهة؟ فالجواب ان هذا من تزيين الشيطان للانسان اقبح البهتان واضل الضلال. حتى اعتقد ذلك والفه وظنه حقا. وهو لا شيء. ولهذا قال اكثرهم الا ظنا ان الظن لا يغني من الحق شيئا. ان الله عليم بما وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء. اي ما يتبعون في الحقيقة شركاء لله. فانه ليس لله شريك اصل عقلا ولا نقلا وانما يتبعون الظن. وان الظن لا يغني من الحق شيئا. فسموها الهة وعبدوها مع الله الله ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. ان الله عليم بما يفعلون يجازيهم على ذلك بالعقوبة البليغة الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. يقول تعالى وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله اي غير ممكن ولا متصور. ان يفترى هذا القرآن على الله تعالى. لانه الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وهو الكتاب الذي لو اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. وهو كتاب الله الذي تكلم به رب العالمين. فكيف يقدر احد من الخلق ان يتكلم بمثله؟ او بما يقاربه والكلام تابع لعظمة المتكلم ووصفه. فان كان احد يماثل الله في عظمته واوصاف كماله. امكن ان يأتي بمثل هذا القرآن ولو تنزلنا على الفرض والتقدير فتقوله احد على رب العالمين لعاجله بالعقوبة وبادره بالنكال ولكن الله انزل هذا الكتاب رحمة للعالمين. وحجة على العباد اجمعين. انزله تصديق الذي بين يديه من كتب الله السماوية ان وافقها وصدقها بما شهدت به وبشرت بنزوله فوقع كما اخبرت وتفصيل الكتاب للحلال والحرام والاحكام الدينية والقدرية والاخبارات الصادقة لا ريب فيه من رب العالمين. اي لا شك ولا مرية فيه بوجه من الوجوه. بل هو الحق اليقين تنزيل من رب العالمين. الذي ربى جميع الخلق بنعمه. ومن اعظم انواع تربيته ان انزل عليهم هذا الكتاب. الذي فيه مصالحهم النية والدنيوية المشتمل على مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين. ام يقولون اي المكذبون به عناد وبغي افتراه محمد على الله واختلقه قل لهم ملزما لهم بشيء ان قدروا عليه امكن ما ادعوه والا كان قوله باطلا فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين. يعاونكم على الاتيان بسورة مثله. وهذا قال ولو كان ممكنا لادعوا قدرتهم على ذلك. ولاتوا بمثله. ولكن لما بان عجزهم تبين ان ما قالوه باطل. لا حظ له من بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله. كذلك كذب الذين من قبل والذي حملهم على التكذيب بالقرآن المشتمل على الحق الذي لا حق فوقه انهم لم يحيطوا به علما فلو احاطوا به علما وفهموه حق فهمه لاذعنوا بالتصديق له. وكذلك الى الان لم يأتهم الذي وعدهم ان ينزل بهم العذاب ويحل بهم النكال. وهذا التكذيب الصادر منهم من جنس تكذيب من قبلهم. ولهذا قال كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وهو الهلاك الذي لم يبق منهم احد فليحذر هؤلاء ان يستمروا على تكذيبهم في حل بهم ما احل بالامم المكذبين والقرون المهلكين. وفي هذا دليل على التثبت في الامور وانه لا ينبغي للانسان ان يبادر بقبول شيء او رده قبل ان يحيط به علما ومنهم من لا يؤمن به وربك اعلم بالمحسنين. ومنهم من يؤمن به اي بالقرآن وما جاء به منهم من لا يؤمن به وربك اعلم بالمفسدين. وهم الذين لا يؤمنون به على وجه العناد والظلم والفساد. فسيجازيهم على فسادهم