بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون وليس على الذين يتقون الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه من حساب هؤلاء الظالمين من شيء وانما عليهم ان ينهوهم عما يرتكبونه من منكر لعلهم يتقون الله فيمتثلون اوامره ويجتنبون نواهيه هذه الاية ايها الاخوة اية تقض مضاجعنا فربنا جل جلاله لا يحاسبنا على سيئات السيئين التي لا نستطيع تغييرها انما يحاسبنا على ان نؤدي حق الله تعالى في دعوتهم الى الله تعالى وما عدا الذين يتقون من حسابه من شيئا. المؤمن لا المؤمن المتقي لا يحاسب على سيئات السيئ. لكن قال ولكن ذكرى يجب على المؤمن ان يؤدي حق الذكرى والتذكير قال لعلهم يتقون. يعني رجاء يتقوا ثم قال وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به ان تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها. اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون ودع ايها الرسول هؤلاء المشركين الذين صيروا دينهم لعبا ولهوا يسخرون منه ويستهزئون به وخدعتهم الحياة الدنيا بما فيها من متع زائلة وعظ ايها النبي الناس بالقرآن حتى لا تسلم نفس الى الهلاك بسبب ما كسبته من سيئات ليس لها من دون الله حليف تستنصر به ولا وسيط يمنع عنها عذاب الله يوم القيامة واذا افتدت من عذاب الله باي فداء لا يقبل منها اولئك الذين اسلموا الى الهلاك اولئك الذين اسلموا الى هلاك انفسهم بسبب ما ارتكبوه من المعاصي يوم بسبب ما ارتكبوه من المعاصي لهم يوم القيامة لهم يوم القيامة شراب لهم يوم القيامة شراب متناهي الحرارة وعذاب موجع بسبب كفرهم اذا لما ذكر ربنا اولئك الذين يرتكبون السيئات حذرنا من موافقتهم على اثامهم او الرضا بذلك او الانجرار خلفهم قال وزر الذين اتخذوا دينهم لعبوا ولهوا فسبيل المؤمن غير سبيل هذا وغرتهم الحياة الدنيا كثير من الناس ينخدع بهذه الدنيا الزائلة وذكر به اي بالقرآن ان تبسل نفس بما كسبت اي كي لا تبسل نفس ولكي لا تؤخذ بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفاء ليس لها نصير يوم القيامة وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منه لا يوجد فداء ولو وجد ارتداء لو افتدى الانسان بالارض واضعاف الارض لا ينفعه الفداء اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا. اي اخذوا وحبسوا لهم شراب من حبيب يوم القيامة لهم شراب حار وعذاب اليم بما كانوا يكفرون ثم قال تعالى قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته شياطين في الارض حيران حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا. قل ان هدى الله هو الهدى. وامرنا لنسلم لرب العالمين. قل ايها الرسل لهؤلاء المشركين انعبد من دون الله اوثانا لا تملك نفعا فتنفعنا ولا ضرا فتضرنا ونرتد عن الايمان بعد ان وفقنا الله له فيكون مثل الذي اظلته الشياطين فتركته حيران لا يهتدي سبيلا وله اصحاب على الطريق المستقيم يدعونه الى الحق وهو يمتنع عن اجابتهم الى ما يدعونه اليه قل لهم ايها الرسول ان هدى الله هو الهدى الحق وقد امرنا الله ان ننقاد له سبحانه بالتزام توحيده وعبادته وحده فهو رب العالمين سبحانه وتعالى وان اقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي اليه تحشرون. تأمل هذه الاية وانظر الى هذه الصفحة من بدايتها الى نهايتها في توجيهات فيما يتعلق بمحيط الناس وانك لن تحاسب على اقتراف الاخرين لكن عليك بالذكرى ثم بعد الذكر احذر ان تنجرف خلفهم او تجلس مجالسهم او تتصفح مواقعهم ثم ايضا جاء تلقين العقيدة وان الانسان يتبع صراط الله المستقيم ثم ابان الله لنا في هذه الاية وان اقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي اليه تحشرون جاء البيان على ان من حافظ على الصلاة وخشع في الصلاة استقام في الدنيا مما يؤدي الى استقامته في الاخرة والى حسن حشره الى ربه وقد امر وقد وقد امرنا باقامة الصلاة على الوجه الاكمل وامرنا بتقوى الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. فهو وحده الذي يجمع العباد اليه يوم القيامة ليجازيهم على اعمالهم. الجميع سيجمعون الى الله تعالى. يحشرون الى الله تعالى. فيأتون الحساب والجزاء والقصاص وان اقيموا الصلاة واتقوه يعني التقوى امر عام والصلاة من ضمنه. فلما افردت الصلاة دل على اهميتها وان الانسان حينما يخشع في الصلاة سيخشع خارج الصلاة وان الصلاة تؤدي الى التقوى وهو الذي خلق السماوات والارض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير وهو سبحانه الذي خلق السماوات والارض بالحق يوم يقول الله للشيء كن فيكون حين يقول يوم القيامة قوموا فيقومون قوله الصدق الذي سيقع لا محالة ولذلك قول ربنا هو الحق وهو الصدق وعلينا ان نبلغه للعالمين وله وحده الملك يوم القيامة حين ينفخ اسرافيل في القرن النفخة الثانية عالم ما غاب وعالم ما عالم بغض وعالم ما شهد وهو الحكيم في خلقه وتدبيره. الخبير الذي لا يخفى عليه شيء فبواطن الامور عنده كظواهرها سبحانه وتعالى من فوائد الايات الداعية الى الله تعالى ليس مسؤولا عن محاسبة احد بل هو مسؤول عن التبليغ والتذكير نعم الانسان مطالب بالتبليغ والتذكير وليس مطالب بالنتائج لكن عليه ان يؤدي الدور الذي عليه الوعظ من اعظم وسائل ايقاظ الغافلين والمستكبرين الوعد مهم جدا وهو ان لم ينفع في العاجل سينفع لا محالة في الاجل من دلائل التوحيد ان من لا يجد نفعا ولا ضرا ولا تصرفا هو بالظرورة لا يستحق ان يكون الها معبودا اذا الذي له الخلق والامر هو الله سبحانه وتعالى الذي له الخلق والامر هو الله سبحانه وتعالى ويجب على الانسان ان يعمل بطاعة الله تعالى هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته