المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الخامسة والثلاثون والمئة الظنيات لا تعارض القطعيات الامر اليقيني لا يعارضه الشك ولا يدفعه والامور القطعية لا تعارضها الامور الظنية فضلا عن الشبهات التي لا حظ لها من العلم فمن اعظم الامور اليقينية والمسائل القطعية ان كل مؤمن يقطع ويتيقن يقينا لا شك فيه ان محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم رسول الله حقا وانه صادق في كل ما قاله وان جميع ما جاء به حق فمتى حصلت له شبهة او ورد عليه شيء يناقض ما قاله الرسول علم ان ذلك باطل وان لم يفهم او يعرف وجه بطلانه على وجه الخصوص لان ما ناقض الحق باطل وضلال فماذا بعد الحق الا الضلال وهذا الاصل النافع ينتفع به كل مؤمن ترد عليه الشبهات او تورد عليه فاذا علم وتحقق انها خلاف ما جاء به الرسول عرف بطلانها قطعا لانها مناقضة للصدق والحق فاذا حصل له حلها بطريق خاص فهو نور على نور والا فيكفيه هذا العموم والله اعلم وكذلك اهل العلم والايمان يعلمون ان الرسول لا يأمر الا بما فيه خير وصلاح خالص او راجح ولا ينهى الا عن ما فيه ضرر وفساد خالص او راجح فان اتضح لهم وجه ذلك فهو نور على نور علم بالاصل وبما عليه وان لم يتضح لهم وجهه كفاهم الاصل العام الجامع وعلموا ان فيه من موجبات الامر او النهي ما خفي عليهم قال تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد