كان محمودا نافعا للعبد مريحا لقلبه كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم واذا غلبك امر فقل قدر الله وما شاء فعل وكذلك اذا احتج به بعد التوبة من الذنب المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة السابعة والثلاثون والمئة انواع الاحتجاج بالقدر الاحتجاج بالقدر على الشرك والكفر وانواع المعاصي احتجاج باطل لانه يدفع به امر الله ورسوله ويعتذر به عن معاصيه لله وذلك اكبر الظلم والجهل والضلال وكذلك احتجاج العبد بعد وقوع ما يكره بان يقول لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا فانه قال على الله وتكذيب لقدره الواقع لا محالة واما الاحتجاج بالقدر على وجه الايمان به والتوحيد لله والتوكل عليه والنظر الى سبق قضائه وقدره فهو محمود مأمور به وكذلك الاحتجاج به على نعم الله الدينية والدنيوية فانه يوجب للعبد شهود منة الله عليه بسبق قدره واحسانه وكذلك اذا فعل العبد ما يقدر عليه من الاسباب النافعة في دينه ودنياه ثم لم يحصل له مراده بعد اجتهاده فانه اذا اطمئن في هذه الحال الى قضاء الله وقدره ومغفرة الله له على وجه الايمان به كان حسنا كما حج ادم موسى صلى الله عليهما وسلم وكذلك ينفع النظر الى القضاء والقدر ليبعث العبد على الجد والاجتهاد في الاعمال النافعة الدينية والدنيوية فانه اذا علم ان الله قدر الوصول الى المطالب والمقاصد بالاسباب المأمور بها جد واجتهد عكس ما يظنه كثير من الغالطين ان اثبات القدر يثبط بل ينشط العاملين ابلغ مما لو كان الامر انفا لم يقدر له غاية وكذلك ينفع النظر الى القدر عند وجود المخاوف المزعجة فان من علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه اطمأن قلبه وسكنت نفسه ولم ينزعج للاسباب المخوفة بل يتلقاها بسكينة وطمأنينة ويقوم بما امر بالقيام به عندها وكذلك نفعه في المصائب وحلول المحن عظيم فانه من يؤمن بالله يهدي قلبه فاذا اصيب بمصيبة فعلم انها من عند الله رضي وسلم لامر الله وحكمه واحتسب اجره وثوابه فهذا التفصيل في مسألة النظر الى القضاء والقدر والاحتجاج به يأتي على جميع الاحوال وتبين ان منه محمودا ومذموما والله اعلم